الأمير محمد بن ناصر يدشّن مهرجان عسل جازان “التاسع”
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
المناطق_واس
دشَّن صاحب السموِّ الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، مساء أمس، فعاليات مهرجان عسل جازان “التاسع”، الذي ينظمه فرع وزارة البيئة والمياه والزارعة بمنطقة جازان، وذلك بساحة المركز الحضاري لمحافظة العيدابي.
وقصَّ سموُّه الشريط إيذانًا بانطلاق المهرجان، وتجوّل داخل خيمة العسل، مطّلعاً على أركان النحالين المشاركين في المهرجان، واستمع إلى شروحات المزارعين حول تقنيات إنتاج العسل وأهمية صناعة النحل في المنطقة، مشيداً بجهود النحالين في الحفاظ على التراث الزراعي والتنمية المستدامة.
وشهد حفل الافتتاح حضورًا جماهيريًا كبيرًا من المزارعين ومربي النحل وعدداً كبيراً من الزوار والمهتمين بمنتجات العسل.
ويتضمن المهرجان العديد من الفعاليات الشيقة والترفيهية، مثل “معارض العسل، ومنتجات النحل المتنوعة، وورش العمل للمهتمين بتربية النحل”, كما يتضمن تنظيم المحاضرات التثقيفية حول فوائد العسل للصحة والاستخدامات الطبية البديلة.
وتعد فعاليات مهرجان العسل مناسبة سنوية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية صناعة النحل وتشجيع المزارعين والمربين على تطوير ممارساتهم وتحسين جودة منتجاتهم، وفرصة للزوار للشراء والاستمتاع بتذوق مجموعة متنوعة من أنواع العسل الطبيعي المحلي بمشاركة 80 نحالاً من المنطقة وخارجها وبمشاركة الجهات ذات العلاقة والمراكز البحثية.
ومن المقرر أن يستمر المهرجان لمدة 10 أيام، يشهد خلالها تنظيم فعاليات متنوعة، بما في ذلك مسابقات وعروض ترفيهية مبهجة للأطفال والكبار على حد سواء.
وتعد فعاليات المهرجان فرصة للمجتمع المحلي للاحتفاء بالثروة الطبيعية المحلية، وتعزيز السياحة البيئية، وتعزيز مكانة المنطقة كمرجع لصناعة العسل على المستوى الوطني، حيث جاوز عدد النحالين في منطقة جازان أكثر من 4000 نحال وبعدد خلايا تقدر بـ 192364 خلية للنحل البلدي، فيما نفذ فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة العديد من البرامج التدريبية بمركز التدريب الزراعي بجازان استفاد منها ما يقارب الـ 150 متدرباً ومتدربة.
حضر التدشين وكيل إمارة جازان بالنيابة الدكتور عيسى بن يحيى البناوي، ووكيل الإمارة للشؤون الأمنية محمد بن هادي الشمراني، ومعالي رئيس جامعة جازان الدكتور مرعي بن حسين القحطاني، ومدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة المهندس محمد بن علي آل عطيف، ومحافظ العيدابي سفر بن سعد الشهراني.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
إقرأ أيضاً:
“وصية مريم” اختصار الوجع السوري عبر الخشبة.. تراجيديا السوريين العالقين على الحدود في مهرجان الفجيرة
الإمارات العربية – أتعرفين ما هو الوطن يا مريم؟.. الوطن هو ألا يحدث ذلك كله..
وحيداً مع أحذية الأطفال الذين كان يدفنهم ويحتفظ بأحذيتهم، وهو المدرس السابق يقضي أيامه لا جليس معه إلا الأحذية أو صوت إطلاق النار أو مرور المهربين بين البلدين، وهم مصدر طعامه بإحسانهم إذا شاؤوا أن يحسنوا إليه..
بهذه الكلمات اختصر صنّاع العرض المسرحي مضمون مسرحية “وصية مريم “، من تأليف جمال آدم وتمثيل محمد حداقي وإخراج وسينوغرافيا عجاج سليم، وإنتاج خاص بدعم من دائرة الثقافة في إمارة الفجيرة الإماراتية.
مأساة جليدان
ويؤكد عجاج سليم لـRT أن نص “وصية مريم” له خصوصية مونودرامية كونه يغوص في أعماق بطل العرض “جليدان” واسمه دلالة قوة الجلد والتحمل التي يتمتع بها بطل العرض من خلال أحداث عاشها، ويقدم فيه النموذج الواضح للمواطن السوري الذي حمل ومازال يحمل هموم العالم في بلد يتمتع بوافر الخيرات ولكن نظام الاستعباد الذي امتد ظلامه وظلمه لأكثر من 60 عاما، ضاعت فيها حقوق الشعب وزادت معاناته ثم جاءت سنوات الحرب الـ14 لتعمق الألم وتشتت الأسر ويعم الفقر والذل الممنهج، ويتشرذم الشعب السوري في أرجاء العالم، وتعلق صور الشهداء في كل بيت.. وفي كل قرية ومدينة.. وكل ذلك من أجل أن يستمر حكم الطغيان.
تراجيديا السوريين
ويضيف سليم أن العرض يقدم بطله في ساعاته الأخيرة على كوكب الأرض، وهو الذي يصرخ بالموت أن يحضر وينتشله من آلامه.. هي تراجيديا السوري الذي هرب من الموت وحاول الدخول إلى إحدى الدول الشقيقة، “في العرض جليدان البكل حاول دخول لبنان”.
ولكن بسبب الشروط التعجيزية للسماح بدخول البلد الشقيق يحاول العودة إلى بلده ولايستطيع وهو السجين السابق الهارب من جحيم الحرب. فيعلق على الحدود بين البلدين بانتظار نهاية سعيدة كانت أم حزينة.
وعن اختيار الفنان محمد حداقي لبطولة العرض أكد المخرج سليم أن الاختيار ناجم من الأداء الحساس والمرهف والراقي الذي يتمتع به محمد حداقي، فهو يلتقط أدق الإشارات الصادرة من أعماق الشخصية ويعبر بها من اللاوعي الخاص بها من خلال روحه. ليبدو وكان محمد يجسد معاناته الشخصية، وأنا مؤمن أن كل من سيرى العرض سيكون راضياً رغم ما سيشعر به من تعاطف أو حزن أو حب للشخصية عن الأداء المتميز لحداقي، الذي يعود للمسرح متألقاً ناشراً عطر موهبته وعبير روحه الشفافة.
وعن تجربة العمل الإخراجي للنص المونودرامي أشار سليم إلى أنها تجربة صعبة وامتحان لقدرات أي مخرج لأن عليه أن يتغلغل في روح الممثل وأن تتجسد حلوله الإخراجية من خلال رسم أدق التفاصيل في الحركة أو الفعل التمثيلي أو الحس والشعور الدقيق دون أي فذلكة أو استعراض للعضلات الإخراجية، لأن وقوف ممثل لوحده على الخشبة لا يضمن نجاحه إلا طاقة وجهد وموهبة المخرج التي تظهر من خلال أداء الممثل المتميز.
دراما الجنون
ونوّه الكاتب المسرحي جمال أدم بأن فكرة العرض المسرحي ولدت قبل حوالي سنة تقريباً والتقط مفرداتها بعد أن تابع مشهداً لأحذية أطفال في إحدى المناطق السورية. وقام بتسجيلها كي يعيد كتابتها وتقديمها بطريقة درامية جديدة وقال أدم لـRT بأنه دخل في متاهات كثيرة في هذا العرض متاهات الغربة والفقر والظلم والقهر وكل ماله علاقة بمفردات الحياة السلبية التي يعيشها المواطن السوري.
وأضاف: كنت أود أن تكون المعالجة الدرامية أقل قسوة وأقل قهراً من الحياة التي يعيشها المواطن السوري، ولكن للأسف شعرت أنني دخلت متاهات كثيرة لدرجة انني توقفت عن كتابة النص عدة مرات هذا النص قبل أن أنهيه منذ 3 أشهر.
وأكد أدم أن خياره للعرض المونودرامي كونه يعبّر عن فكرة العرض، فالعرض المونودرامي نبيل جداً ومكثف ومن أصعب أنواع الفنون المسرحية كون الممثل يكون في مواجهة مباشرة مع الجمهور ومع نفسه وبكل المشاكل التي يجب أن يعبر عنها، وهي فن مختلف ومغاير للسائد وصعب للغاية فلا أحد يجلس يتحدث عن نفسه إلا من كان قد عاش الخيبات بعد أمل وهزائم فردية وحزن وقهر وخيبة.
لذلك يوصف ممثل المونودراما بأنه مجنون وأنا أصف هذا الفن بدراما الجنون بكل معنى الكلمة فلا أحد يستطيع أن يلامس هذا الجنون الا من خلال ممثل عبقري ولايقدمه أي كان، وهو يحتاج إلى نص متقن ومخرج يكسر أدوات الملل طول الوقت وشخصيات كثيرة يتم تقديمها عبر شخص واحد وبإحساس مرهف للارتجال.
محمد حداقي ومفاتيح الإرتجال!
ولفت أدم إلى أن حداقي ممثل خاص وهو من الممثلين الذين لا يهتمون بـ”الشو SHOW ” ولاتعنيه البهرجة أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أن يكون نجماً بالمعنى السلبي للكلمة هو حريص أن يترك أثرا درامياً في أي عمل يقدمه.
وهذه حقيقة حداقي من الممثلين الذين يتركون بصمة في أي عمل يقدمه، وميزته أنه قادر على توثيق اللحظة الدرامية والتاريخية والإنسانية لأنه في كل مرة يخترع مفتاحاً جديداً ويقدمه وسأكون سعيداً للنتيجة والصدى والأثر الانساني والفني وأتحدث بالصفة الإيجابية وعلى ثقة أن حداقي سينهض بهذا العرض بمعرفة وهمّة سليم.
الجدير بالذكر أن العرض سيُقدم في 16 من الشهر الحالي ضمن المهرجان الدولي للمونودراما الذي تقوم بتنظيمه “هيئة الثقافة والإعلام” في إمارة الفجيرة كل سنتين، ويُعتبر نقطة التقاء لأهم فناني وخبراء المسرح، عبر أنشطته المتنوّعة وفعالياته الثّرية.
المصدر: RT