خبراء الفن في المدينة التعليمية لـ «العرب»: توزيع 45 قطعة فنية على الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
أميرة العجي: أعمال الفن تضفي الحياة على المساحات
كارا نيسيميوك: أعمال فنية ملهمة تشكل إضافة للجامعة التعليمية
د. رضا بيرباي: عمل فني يجسد موضوعات المناهج الدراسية
الفنون حاضرة في كل جزئية من تجربة الطلبة في مؤسسة قطر، سواء عبر الأعمال الفنية التي تزين جدران جامعات المدينة التعليمية أو عبر الهندسة المعمارية للمباني بحد ذاتها.
وأضافت: تضم المدينة التعليمية العديد من المعارض الفنية العامة الدائمة والمفتوحة للجميع ومن بينهم الطلاب، بما في ذلك معرض «سيروا في الأرض» ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، إضافة إلى 45 قطعة فنية مختارة بعناية وموزعة في الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، مثل حرم جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وجامعة جورجتاون في قطر، وجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر.
وتابعت: قبل افتتاح مبنى جامعة كارنيجي ميلون في قطر عام 2008، جرى تشكيل لجنة مختصة بالفن العام أنيط بها مهمة إيجاد القطع الفنية التي من شأنها إثراء التجربة التعليمية وإضافة لمسة فنية تتكامل مع تصميم المبنى. ضمت هذه اللجنة أعضاء هيئة تدريس وطلابًا وموظفين ذوي ثقافات ورؤى متنوعة، حيث زاروا المعارض الفنية المحلية وتواصلوا مع فنانين من جميع أنحاء العالم لاختيار هذه الأعمال الفنية.
وعن الكيفية التي باتت فيها القطع الفنية جزءًا لا يتجزأ من التجربة التعليمية في المدينة التعليمية، قالت أميرة العجي: «تضفي أعمال الفن العام الحياة على المساحات، وتشجع على التفكر، وتلهم الإبداع. والهدف هو أن يتذوق الناس جماليتها في تلك اللحظات القصيرة التي تتاح لهم خلال اليوم. بالنسبة لطلابنا، يعد الاحتكاك اليومي بالفن جانبًا آخر من التجربة الفريدة التي يوفرها لهم التعلم في المدينة التعليمية وفي مؤسسة قطر».
وأضافت: «إن تنمية الحس الجمالي من خلال تذوق الفن يمكن أن يفضي إلى تذوق أعمق للجمال في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الطبيعة والبيئة الحضرية. وبإمكان التفاعل مع الفن أيضًا أن يمنح الطلاب استراحة من الضغوط الأكاديمية، ويكون لهم بمثابة فرصة للتأمل والتفكّر في العالم من حولهم».
الفنون والبحوث الإبداعية
وفي السياق نفسه، قالت كارا نيسيميوك، المدير التنفيذي للتسويق والعلاقات العامة في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وعضو لجنة الفن العام في الجامعة لـ «العرب»: «انطلقت اللجنة من ضرورة أن يعكس الفن في جامعة كارنيجي ميلون في قطر مكانتها كجامعة رائدة في مجال تعليم الفنون والبحوث الإبداعية، وأن تكون الأعمال الفنية هامة وملهمة بما يشكل بعدًا جديدًا لتجربة الجامعة التعليمية». وأضافت: «حرصت اللجنة على إفساح المجال أمام مختلف وجهات نظر من خلال إبقاء جميع الاجتماعات مفتوحة أمام مجتمع جامعة كارنيجي ميلون في قطر بحيث يتمكن أفراده من التعرف على العمل الفني وإبداء آرائهم ووجهات نظرهم في الأعمال الفنية».
وتابعت: «بعد مرور أكثر من 15 عامًا، باتت مجموعة الفن العام في مبنى جامعة كارنيجي ميلون في قطر جزءًا من المشهد العام للمدينة التعليمية، ونحن نقيم بانتظام جولات في المبنى لزوار مؤسسة قطر وأفراد مجتمع المدينة التعليمية. ويمر الطلاب، كل يوم، من أمام القطع الفنية، ويدرسون بجانبها، ويتأملونها في لحظات هدوء وسكينة».
وواصلت: «لقد كانت عضويتي في هذه اللجنة من أبرز التجارب التي مررت بها في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وما زلت أحب هذه القطع الفنية. عندما عاد أعضاء لجنة الفن العام إلى جامعة كارنيجي ميلون في قطر، أعربوا لي عن سعادتهم البالغة لرؤية المجموعة التي ما تزال تُلهم طلابنا ومجتمعنا كما كنا نأمل».
قطعة من جدار برلين
في جامعة جورجتاون في قطر، يجتمع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإدارة والموظفين ليتجاذبوا أطراف الحديث بين الفصول الدراسية والاجتماعات في الردهة التي تحتضن أبرز الأعمال الفنية في حرم الجامعة، وهي قطعة من جدار برلين مغطاة برسوم جدارية.
ومن أوائل القطع الفنية التي جرى تركيبها بعد افتتاح مبنى الجامعة عام 2008 هي جدارية «بين الذاكرة والصحراء والبحر» للفنانين دوغلاس كوبر، وسارة كوبر، ونينا غورفر، والتي توثق سيرة الشعب القطري وتاريخ البلاد وتقاليدها، وتمزج بين الأيقونات البصرية لبيئات مختلفة في كل من قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
ودوغلاس كوبر هو عضو هيئة تدريس في كلية الهندسة المعمارية بجامعة كارنيجي ميلون، وكان هنري بوسنر الإبن، عضو مجلس أمناء جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وزوجته هيلين قد موّلا إنشاء الجدارية، حيث جرى الكشف عنها في حفل الافتتاح الرسمي للمبنى.
وتضم المجموعة الفنية في جامعة كارنيجي ميلون في قطر أعمالًا لفنانين من جميع أنحاء العالم، مما يعكس التنوع الدولي في مجتمعها. ومن بين القطع الفنية القطرية، جدارية «ملامح من بلادي» للفنان علي حسن، وهي لوحة جدارية ضخمة بألوان مستوحاة من البحر والشمس، ولوحة «ألوان مائية 1 و»2، إضافة إلى عمل فني بعنوان «يقظة الأزرق، فترة الحنين 29» للفنان التشكيلي القطري سلمان المالك يعكس الحياة اليومية في الدوحة، حيث استُخدمت الألوان النابضة بالحياة وتقنيات التشكيل الحر.
السياسة المعاصرة
من جانبه يصف الدكتور رضا بيرباي، الأستاذ المشارك في التاريخ، أهمية ما يمكن اعتباره عملًا فنيًا يجسد بصورة ملموسة موضوعات المناهج الدراسية في جامعة جورجتاون في قطر حول السياسة المعاصرة، والاقتصاد، والتاريخ، والعلوم الإنسانية، ويذكر بالأيديولوجيات التي هيمنت على القرن العشرين والصراعات العنيفة والمدمرة التي أثارتها في جميع أنحاء العالم.
وقال الدكتور بيرباي: «صحيح أن جدار برلين سقط، ليكون بذلك رمزًا لنهاية الحرب الباردة، ولكن مع استمرار آثار الانقسامات الماضية في تشكيل الحاضر - والحرب الحالية في أوكرانيا هي أكبر مثال - فإن مضي الزمن لم يؤد إلا إلى زيادة أهمية هذه القطعة الفنية كمرآة تعكس الوضع العالمي. وبما أن المستقبل مبني على الحاضر، فلا يمكن أبدًا للزمن أن يتجاوز هذه القطعة».
وأضاف: «بالتالي، فإن هذا العمل الفني ما يزال يشكل موضوعًا هامًا لطلابنا العالميين، وبالأخص أولئك الطامحين إلى المشاركة في تشكيل العالم الجيوسياسي. ويحمل العمل رسالة تتجاوز في عمقها شكله الخارجي، ويتردد صداها من الفصل الدراسي. تُعلم مناهجنا، مثلها مثل هذه القطعة الفنية، أن الأيديولوجيات والمعتقدات التي نعتنقها تحتوي على حواجز بإمكانها تقسيم العالم من عبر المتاريس بقدر ما هي قادرة على توحيده».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مؤسسة قطر المدينة التعليمية الهندسة المعمارية الأعمال الفنية
إقرأ أيضاً:
جمعية الخبراء: توطين صناعة العطور ينتظر التيسيرات الضريبية
أكدت جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن تجارة البخور والزيوت العطرية زادت بنسبة 30% منذ بداية شهر رمضان الكريم ولكن للأسف معظمها مستورد لأن صناعة العطور في مصر تعاني من عدة المشاكل أولها الضرائب وأنها أصبحت غير قادرة على المنافسة ولذلك وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء مصنع عملاق للعطور بتكلفة مليار جنيه.
وأوضح المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني، مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن مصر تُصدر نباتات عطرية وطبية طازجة أو مجففة أو زيوت خام بدون قيمة مضافة بمبلغ 400 مليون دولار في حين تستورد عطور بقيمة تتجاوز 440 مليون دولار.
أكد "عبد الغني"، أن مصر يمكن أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في صناعة العطور من خلال التحول من تصدير المواد الخام إلى المنتجات النهائية أو نصف المُصنعة خاصة أن مصر تحتل المركز الخامس على مستوى العالم في تصدير خامات النباتات العطرية والطبية رغم أن المساحة المزروعة بالنباتات الطبية والعطرية لا تزيد عن 80 ألف فدان تمثل أقل من 0.8% من إجمالي المساحة المزروعة في مصر.
قال المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني، إن هناك قرى بالكامل تعيش على تصدير النباتات الطبية والعطرية مثل قرية شبرا بلولة بمحافظة الغربية التي تسيطر على 60% من السوق العالمي لعجينة الياسمين وقرية مشارقة ببا بمحافظة بني سويف التي تعد الثالثة على مستوى العالم في تصدير نبات الكاندويلا.
أشار "مؤسس الجمعية"، إلى أن المصريين القدماء كانوا أول من ابتكر صناعة العطور منذ 4500 سنة قبل الميلاد وكانت مصر مصدرة للعطور حتى أواخر الستينات من القرن الماضي.
قال إن لدينا حاليًا 240 مصنعًا مرخصًا للعطور و 800 مصنع تعمل بدون ترخيص بعد فرض ضريبة جدول 15 جنيهًا على كل لتر من الكحول الإيثيلي الذي يمثل 70% من صناعة الكولونيا بالإضافة إلى 14% ضريبة قيمة مضافة.
أكد مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن مصانع العطور تطالب بنقل تبعيتها إلى هيئة التنمية الصناعية بدلًا من هيئة الدواء التي تضع شروطًا لا تتناسب مع صناعة العطور بالإضافة إلى أنها تفرض ضريبة دمغة طبية على مصانع العطور رغم صدور حكم قضائي نهائي يقضي بعدم خضوع مصانع العطور لتلك الضريبة.