بوابة الفجر:
2025-04-02@08:58:25 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: شخصيات سعدت بمعرفتها !!

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT


 

فى عمودى يوم الجمعة – عادة ما أبحث عن شيىء طريف أكتب عنه مثل أغنية جميلة من الزمن القديم أو التحدث عن مشاعر طيبة نفتقدها فى هذا الزمن القبيح – أو "نادرة من النوادر" التى شاهدتها أو عايشتها فى حياتى ولا أعلم لماذا خصصت سنوات منذ عام 2004 منذ أن إنتظمت فى كتابة عمود يومى فى جريدتى (روزاليوسف اليومية ثم جريدة الفجر) لا أعلم بالضبط السبب وراء إختياراتى ليوم الجمعة – أن أتحدث عن شيىء غير ذى صفة تتميز (بثقل الدم) أو "تحمل من النقد" "كأبة" أو أفكار لمشكلة أو قضية عامة!!.


ولعل هذا السؤال وجهته لنفسى أكثر من مرة ووجدت إجابات غير مقنعة لدى.
مثلًا أقول بأن يوم الجمعة ربما لا تُقَرْأ الجريدة كما تُقَْرأ فى أيام الإسبوع (أيام العمل) أو ربما يكون ليوم الجمعة – كما أريد للمتابع لمقالاتى أن يستريح من وجع الدماغ الذى أسُبِبْه طيلة خمس أيام عمل فى الإسبوع.
ومرة أخرى أو إجابة أخرى، تقول بأنه ربما يقل عدد قراء الجرائد يوم الجمعة عنهم فى بقية أيام الإسبوع حيث يحتاج المرء للنوم أكثر صباحًا والإجتماع بالأسرة ظهرًا، والخروج مساءًا وبالتالى يصبح يوم الجمعة هو يوم "لا قرائة فيه" وخاصة لمثل المواضيع التى يقع إختيارى لها طيلة أيام الأسبوع للحديث عنها أو حولها !!
ومن هذا المنطلق أخذت عن صديقى الدكتور مصطفى الفقى –عرفت فلان وأكتب عنه ووجدت أن قدرتى على التواصل مع هذا الفكر غير ممكن لأسباب عديدة لا مجال لذكرها – ولكن لاشك بأن فى حياة كل إنسان مجموعة من الشخصيات أثرت بشكل أو بأخر على فكر أو على سياق أو سعدنا ببعضهم وتعسنا بمعرفة البعض الأخر!! والكل وارد الكتابة عنه – ما دام أن فى يدنا قلم وفى قدرتنا نشر ما نكتب فى نافذة، مثل عمودى اليومى – وطالما هناك نفس وقلب ينبض ورغبة فى تحقيق واجب نقوم به يوميًا !!.
وهى النافذة المضيئة بروزااليوسف اليومية ولعل إختيارى لشخصية اليوم هو المرحوم الأستاذ/أنيس منصور –الكاتب والأديب الجميل الذى نشأت فى طفولتى على بعض كتبه وأهمها رحلة حول العالم فى 200 يوم – وغيرها –إلا أن سعادتى وحظى الرائع – سمح لى بأن أصاحبه فى رحلات خارجية – طالت لعدة أيام أقلها أربعة – وأكثرها عشرة أيام ليل نهار سويًا- - نحن منفردين نتسوق فى فرانكفورت أو فى هانوفر أو فى أطلانطا نأخذ غذائنا سويًا وعشائنًا سويًا ونفطر سويًا وأعد له الشاى بالعسل النحل فى بعض الأحيان الساعة الرابعة صباحًا بود وبمحبة وبرضا كامل- حيث كنا فى قرية (دالتون) ولاية جنوب جورجيا والثلوج تغطى "الكوريدور" بين الحجرات – وهو فى إحتياج لهذا الكوب من الشاى – وأسعى أنا تزحلقًا على الجليد لكى ألبى له طلبه – راضيًا محببًا لنفسى فعل ذلك !!.
وحينما سألت عنه فى أخر عيد فطر مهنئًا قال أهلًا بالكاتب الناشيىء –وسعدت بهذا الوصف أيضًا !! واحشنى السفر معك يا أستاذ !! واحشنى يا صديقى الغالى رحمك الله رحمة واسعة 
       أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: إنسانيات وأسفل سافلين

بعد نهاية الحرب العالمية الجندي يتصل بوالديه ويقول أنه عائد والأب يكتم بكاءه والأم تزغرد و…
والولد يقول لوالديه
: لكن يا أمى معى صديق مصاب .. فهو دون ذراع ودون عين … كما أن إصابته فى بطنه تجعله لا يحبس إفرازاته ووو
والولد كلما ذكر جملة مما يقول يسمع الأم تولول .. وتقول
: من يستطيع أن يعتنى بهذا … هذا جثة تتنفس و..
وأيام والولد تتأخر عودته
والوالدان بعدها يدخل عليهم من يحمل رسالة من الولد وفيها يقول
أنه لما كان يصف صديقه المصاب نما كان يصف حالته هو
قال: وعرفت منكما يا أمى وأبى إن مثلى ليس أكثر من جثة ملطخة… وخشيت أن أكون وبالاً عليكما بقية عمرى..
ومن جاء بالرسالة يقول أن الولد إنتحر…
ومئات الألاف من الأسر فى غرب السودان سوف تنتظر الولد فى العيد هذا
بينما الولد الذى أرسلوه لينهب يرقد الأن/ ما بقى منه/ عظاما مكشرة…
وبيوت من أرسلوهم فى الدويلة تلك يدور أهلها أمام المرايا. فى صباح العيد. ويضمخون ثيابهم باغلى العطور…و..
( لا شىء يوجع أكثر من أن يسخر منك من قدمت حياتك ذاتها ثمناً لأرضائه)
( الذين خسروا أنفسهم وأهليهم)
( ٢)
والحسرة ليست هنا
الحسرة. حسرة من قتلوا فى الحرب هذه هى أنه حتى من أرسلوهم للنهب لا يشعرون بالحزن. ولا الاهتمام بما أصبحوا عليه …. أجساد ياكلها الدود .. فى بلاد العدو الذى لا يبالى بدفنهم
البيوت التي أرسلتهم لا تشعر بالحزن لآن الناس هناك ليس من صفتهم الشعور بالآخرين….
إنسان السودان يتميز عن هؤلاء بانه عطوف رقيق قريب الدموع…
والذين يعودون إلى بيوتهم الآن يدخلون بيوتهم وهم يبكون .. ويحتضنون الحيطان. ويعانقون أشجار الحوش التى جفت .. ويقبلون الأبواب
وحين يتذكرون من قتلوا ومن ماتوا ودفنوا فى الشتات يبكون حتى تنعصر أكبادهم وتصحل حلوقهم
ويطوفون البيوت. كل أحد يعانق كل أحد …. من طرف …. يضحكون ويبكون ويتحامدون السلامة ويباركون العيد…
ااااه…
( ٣)
والحصان الحر لا يتوقف فى المعركة مهما أصابه من الطعنات
وكانه لايشعر بها
فاذا توقف عن الركض عجز بعدها عن الحركة وإنهمر عليه الالم
الإسان السودانى مثلها فهو ما دام فى المعركة لا يشعر بالطعنات….
والان الحرب تنتهى … والإنسان السودانى يشعر .. لأول مرة بالجروح
والالم عادة ما يجعل الإنسان يخطىء فى الحكم على الاشياء
لهذا لابد أن نتمهل …. نتمهل قبل أن نخطو اى خطوة قادمة

إسحق أحمد فضل الله
الوان
……

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • فال كيلمر.. الالتهاب الرئوي يكتب نهاية بطل "باتمان"
  • حسين خوجلي يكتب: حكاية من شوارع القاهرة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: إنسانيات وأسفل سافلين
  • هل تشمل المغرب؟ ترامب يعلن زيارة عدد من الدول العربية الشهر المقبل
  • ترامب: قد أزور السعودية و قطر والإمارات ودولا أخرى الشهر المقبل
  • شخصيات حقيقية .. أشرف عبد الباقي يكشف سبب نجاح قلبي ومفاحته
  • صلاح الدين عووضة يكتب.. إلى متى ؟!
  • محمد بن زايد: سعدت باستقبال إخواني حكام الإمارات داعين الله أن يحفظ بلادنا بالأمن والازدهار
  • رئيس الدولة: سعدت باستقبال إخواني الحكام
  • على مدار مواسم رمضان.. شخصيات متميزة قدمها أحمد عبد الحميد