حديقة ألقاب المنتخبات في المونديال الآسيوي.. نمور ونسور.. أسود وصقور
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
بعيدًا عن الأسماء الرسمية المسجلة، والمعتمدة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، يتميز كل مُنتخب من المُنتخبات الــ ٢٤ المُشاركة في المونديال الآسيوي رقم ١٨ الذي تستضيفه العاصمة القطرية «الدوحة» بــ لقب خاص اشتهر به وسط الجماهير الكروية، حيث دأبت وسائل الإعلام المُختلفة، ومُحبو، ومُتابعو، وعُشاق قطعة الجلد الساحرة المستديرة المسماة «كرة القدم» من أهل، وشعوب، وسكان القارة الآسيوية إطلاق بعض الألقاب، والأوصاف، والمُسميات على مُنتخبات بلادهم، والتي تجمع بين الأصالة، والعراقة، والشجاعة، والبطولة.
واطلق أبناء القارة الصفراء أسماء، والقابا على مُنتخبات بلادهم شملت الحيوانات والطيور بجميع أنواعها سواء كانت المحبوبة منها إلى الناس، أو غير ذلك من الأسماء الأخرى التي تحمل دلالات ذات جذور ثقافية، وحضارية وعلاقات تاريخية، بالثقافات الشعبية، والمواريث القديمة لدى شعوب دول قارة آسيا، فمن الأفيال والأسود مرورًا بالفهود، والذئاب، وبالنمور، والنسور والصقور، وغيرها من الكواسر، و الجوارح.
من بين المنتخبات الأربعة وعشرين المُشاركة في المونديال الآسيوي «قطر ٢٠٢٣» يحمل ١٢ منتخبًا أسماء الحيوانات، والطيور حيث يحمل مُنتخب الهند لقب «النمور الزرقاء» وهو اللقب المشتق من «النمر البنغالي» الحيوان الوطني في الهند، الذي يحمل دلالات دينية، في المجتمع الهندي، بالإضافة إلى تمتعه بصفات قدسية، وعلاجية، وسرعة الحركة، والقدرة على مباغتة المنافسين، أما منتخب ماليزيا فيعرف في الأوساط الكروية الآسيوية بلقب «نمور الملايو» نسبة للنمر ملاوي الذي يعيش في شبه الجزيرة الماليزية.
ويحمل لقب «الصقور» أكثر من منتخب آسيوي يُشارك في عُرس آسيا الكبير مثل مُنتخب السعودية صاحب لقب «الصقور الخضر» وهو اللقب الذي يأتي من البيئة، والثقافة السعودية ويرمز إلى الأصالة العربية، والقوة، والشجاعة والعزيمة، والثقة، والعزة، والكبرياء، وللصقر مكانة كبيرة وعظيمة لدى أبناء الشعب السعودي والعربي، حيث لعب الصقر دورًا كبيرًا في خلق أواصر الود، والمحبة، والالفة، والتماسك الإجتماعي بين أبناء الجزيرة العربية، فكانوا يُطوعون الجوارحَ؛ من أجل الصيد، وإيجاد لقمة العيش، والكسب الحلال أما «الصقور البيضاء» فهو لقب منتخب قرغيزستان: والصقر هو طائر مهم في حياة البدو القرغيز الذين كانوا يستخدمون الصقر في الصيد منذ أكثر من عشرة قرون، وجرت العادة حسب التقاليد القديمة أن يقوم الأب بإهداء إبنه فرخ هذا الطير، وهو بعد طفل ليكبر قويًا، وشجاعًا كالصقور.
ويُعرف مُنتخب إستراليا باسم «الكانغارو» أو «الكنغر» نسبة إلى الحيوان الشهير المُنتشر في ربوع البلاد، ويُعد الكنغر الحيوان الوطني الأول، والرمز الأكبر، والأيقونة، وتميمة الحظ في إستراليا والذي كان يقدسه السكان الأصليين لــ إستراليا كتعويذة لها قواها النفسية، والروحية. ولذلك نرى صوره منقوشة على العملة الوطنية، وشعارات الفرق الرياضية، والكثير من المؤسسات والمنظمات الأسترالية.
مُنتخب أوزبكستان الذي يُشارك للمرة الثامنة في نهائيات كأس أمم آسيا حاز على عدة ألقاب من المُشجعين، ووسائل الإعلام، واللقب الأكثر شيوعًا، وذيوعًا هو «الذئاب البيضاء» فــ الذئب هو الحيوان المُفضل ورمز وطني في البلاد ويُطلق على المُنتخب الأوزبكي أيضًا اسم «طيور هوما» وطائر الهوما الأسطوري هو الطائر الوطني لــ أوزبكستان، ويظهر على الشعار الوطني للبلاد، كما تم تصوير طائر الهوما على شعار اللجنة الأوليمبية الوطنية لجمهورية أوزبكستان، ويرمز طائر الهوما في الأساطير الأوزبكية إلى السعادة، والحرية، والوحدة.
التنين هو كائن أسطوري في الأساطير، والفلكلور الشعبي، والحضارات القديمة للعديد من البلدان الآسيوية، حيث يعتبره أبناء هذه الدول رمزًا روحيًا، وثقافيًا يرمز إلى السلطان، والقوة، والرخاء، والذكاء، وحسن الحظ، بالإضافة إلى إعتباره إله المطر الذي يعزز الإنسجام، ويحمل لقب التنين من المُنتخبات المُشاركة في معترك القارة الصفراء الكروي الشهير مُنتخب الصين بالإضافة إلى مُنتخب هونج كونج، ويحمل لقب التنانين.
ويُعرف مّنتخب سوريا في عالم كرة القدم العربية والآسيوية بــ لقب «نسور قاسيون» وتم تشبيه اللاعبين السوريين بالنسور التي تحلق فوق جبل قاسيون الذي يطل على مدينة دمشق، ويتصل من جهة الغرب بسلسة جبال لبنان، ومن الشمال، والشرق بسلسلة جبال القلمون الممتدة إلى منطقة حمص بينما إشتهر مُنتخب اندونيسيا بين جماهيره بلقب «جارودا» وهو طائر أسطوري يشبه النسر، ويظهر في العديد من المعابد القديمة ويُعد الجارودا رمزا وطنيًا لــ إندونيسيا حيث يرمز إلى الفضيلة، والمعرفة، والقوة، والشجاعة والولاء، والانضباط.
ويحمل المُنتخب العراقي لقب «أسود الرافدين» نسبة إلى الشهرة، والمكانة الكبيرة للأسد الآسيوي أو أسد بلاد ما بين النهرين في شبه الجزيرة العربية القديمة، الذي يعتبره الكثيرون أيقونة للإنسانية منذ آلاف السنين، حيث ظهر كرمز للقوة، والشجاعة، والمجد في الكثير من الحضارات مثل الحضارة المصرية، وحضارات بلاد ما بين النهرين وحوض البحر المتوسط،و الحضارة العراقية القديمة.
بينما يُعرف منتخب تايلاند بين محبيه، وجماهيره بــ لقب «فيلة الحرب» حيث تعود العلاقة بين الأفيال، والشعب التايلاندي الذين ينظر إلى الفيل على أنه رمز القوة، والصلابة وتحمل الصعاب والشدائد إلى العصور القديمة عندما اعتمد أبناء تايلاند على الفيلة لحماية البلاد أثناء الحرب، وكان يُنظر إلى الأفيال البيضاء على أنها رمز مقدس للملكية، في البلاد حتى إن الفيل ظهر على العلم الوطني لتايلاند من عام 1817 إلى عام 1917، ولايزال يستخدم على الأعلام والرموز حتى اليوم، بما في ذلك الختم الرسمي لبانكوك.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الفيفا الم نتخب م نتخب من الم الذی ی
إقرأ أيضاً:
يوم أسود بتاريخ إسرائيل.. الجنائية تقرر ملاحقة نتنياهو
بغداد اليوم - متابعة
في تطور قضائي مثير، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارًا تاريخيًا يشمل إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
جاء هذا القرار بعد سلسلة من التحقيقات التي أجرتها المحكمة بشأن الهجمات الإسرائيلية في غزة، والتي أسفرت عن مقتل وجرح آلاف المدنيين. ضمن النشرات الاخبارية على "سكاي نيوز عربية"، ناقش الكاتب والمحلل السياسي زيد الأيوبي، والمستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية كوبي لافي، تبعات هذا القرار وآثاره على السياسة الإسرائيلية والدبلوماسية الدولية.
إسرائيل تصف القرار بـ"اليوم الأسود" وتعتبره مسيسًا
وفي تعليقه على القرار، وصف كوبي لافي، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، يوم إصدار القرار بـ"اليوم الأسود" في تاريخ إسرائيل.
وأوضح أن القرار يأتي في وقت حساس، حيث بدأ بعض الحلفاء التقليديين لإسرائيل في الابتعاد عن دعمها. لافي شدد على أن المحكمة الجنائية الدولية قد تلاعب بها بعض الأطراف السياسية، مثل إيران، لإصدار هذا القرار ضد إسرائيل.
وأكد أن هذه الخطوة تشكل سابقة خطيرة قد تفتح الباب لملاحقات قانونية أخرى ضد قادة إسرائيل في المستقبل، وهو ما اعتبره هجومًا سياسيًا على دولة إسرائيل في محفل دولي.
القرار الفلسطيني: خطوة نحو العدالة الدولية
في المقابل، أشاد زيد الأيوبي، المحلل السياسي الفلسطيني، بالقرار ووصفه بـ"الانتصار للعدالة الدولية". الأيوبي أضاف أن هذا القرار يأتي كخطوة هامة نحو محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على الجرائم التي ارتكبوها ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال: "إن هذا القرار يمثل علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، وهو دليل على أن المجتمع الدولي بدأ يتحرك بشكل أكثر جدية تجاه محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها في فلسطين".
تباين المواقف الدولية: أوروبيون يدعون لتنفيذ القرار
وفي هذا السياق، أكدت بعض الدول الأوروبية على دعمها لقرار المحكمة الجنائية الدولية، حيث أبدت دول مثل هولندا وفرنسا استعدادها لتنفيذ مذكرات الاعتقال في حال وصول نتنياهو وغالانت إلى أراضيها.
من جانبها، رفضت إسرائيل هذا الدعم، واصفةً إياه بأنه مسيس وغير قانوني، معتبرةً أن هناك أطرافًا دولية تسعى لتشويه صورة إسرائيل في العالم.
وأضاف لافي أن الولايات المتحدة، التي تعتبر الحليف الأقوى لإسرائيل، لن تسمح بتنفيذ هذه القرارات على أراضيها، في حين توقع الأيوبي أن يظل هذا القرار محفزًا لتوسيع الضغط على إسرائيل في المستقبل.
الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية: هل يرحل نتنياهو؟
تطرق النقاش أيضًا إلى الضغوط الداخلية المتزايدة على الحكومة الإسرائيلية بسبب تصاعد الأحداث في غزة. أشار لافي إلى أن هناك انقسامًا في الرأي العام الإسرائيلي حيال تصرفات الحكومة، حيث يواجه نتنياهو انتقادات حادة من المعارضة وكذلك من بعض اليمين السياسي في إسرائيل.
ولفت لافي إلى أن هذه الضغوط قد تؤدي إلى تغييرات في القيادة السياسية الإسرائيلية، خاصة إذا استمرت التوترات في غزة وازدادت العزلة الدولية ضد إسرائيل. وأضاف أن الوضع قد يساهم في دفع الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة تقييم سياساتها العسكرية.
التحديات المستقبلية أمام إسرائيل: هل ستتمكن من تجنب الملاحقات؟
الأيوبي أشار إلى أن القرار قد يضع إسرائيل في موقف حرج على الساحة الدولية، حيث قد يتبع هذا القرار مزيد من الإجراءات القانونية ضد قادة إسرائيل على خلفية هجمات أخرى في المستقبل.
وتساءل الأيوبي: "هل ستستمر إسرائيل في محاربة هذه القرارات عبر الضغط السياسي، أم أن الوقت قد حان لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الفلسطينيين؟".
وأضاف أن هذا القرار يعد خطوة هامة نحو تسوية عادلة للأزمة الفلسطينية في المحافل الدولية.
خاتمة: المدى الزمني لتنفيذ القرار وتداعياته السياسية
في النهاية، أكد الأيوبي أن هذا القرار يمثل بداية مرحلة جديدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث يعكس تزايد اهتمام المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل. ومع ذلك، يظل السؤال حول كيفية تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع في ظل الضغوط السياسية والقانونية الكبيرة.