نجم الفدائي تامر صيام في حوار مع العرب: نستمد قوتنا من الدحدوح
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
كتب منتخب فلسطين التاريخ في النسخة الثامنة عشرة من بطولة كأس آسيا، بعد الصعود لأول مرة في تاريخ الفدائي إلى الدور ثمن النهائي من البطولة الآسيوية، وباتت الدوحة فأل خير على اللاعبين وجهازهم الفني، بعد الإنجاز الذي تحقق على ملاعبها، وبدعم كبير من كل الجماهير العربية.
العرب التقت بواحد من أهم نجوم الفدائي في هذه البطولة، وهو تامر صيام، الذي يقدم مستوى أكثر من رائع للمنتخب الفلسطيني، وكان لنا الحوار التالي:
بداية نريد أن نعرف سر تألق المنتخب الفلسطيني في هذه البطولة ؟
الحمد لله هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، ومن المؤكد أن طموح كل لاعب أن يكون لاعبا دوليا، يساند ويشارك مع منتخب بلاده في المباريات والبطولات القارية، وهذا أمر لا يأتي صدفة ولكن يحتاج إلى مجهودات كبيرة، من أجل نيل هذا الشرف، وأسعى إلى التركيز في كل مباراة وفي كل تدريب اخوضه حتى تكون لائقا وعلى قدر المسؤولية التي تطمح إليها.
المدير الفني مكرم دبوب له دور كبير في هذا الفوز، اجتهد معنا كثيرا من قبل بداية البطولة، حتى في المباريات، لقد حفزنا بشكل جيد، وجميع اللاعبين تعاهدوا على أنه لا بديل عن النقاط الثلاث قبل اللقاء، وكانوا رجالا، ولعبنا على الخطة التي وضعها دبوب قبل المباراة، وفقا لإمكانيات لاعبينا والحمد لله توجت في النهاية بانتصار كبير وفرحة غالية في قطر وفي غزة، في ظل المرارة التي نعيشها.
كيف ترى إنجازكم التاريخي على الشعب الفلسطيني في غزة؟
الشعب الفلسطيني يمر بظروف في غاية الصعوبة من تهجير واستهدافات كثيرة والجميع يعرف ما يحدث هناك، والمتنفس الوحيد لهم هو المنتخب الفلسطيني، أحمد الله أننا نجحنا نوعا ما في رسم بسمة أمل على وجوه شعبنا في غزة وفلسطين، الفوز على الهند نتيجة مرضية بالنسبة إلينا، لقد حققنا بها هدف التأهل إلى الدور التالي من البطولة، رغم أن بعض اللاعبين يعيشون في حالة نفسية سيئة، بسبب أهاليهم الموجودين في غزة والضفة الغربية، فهم يعانون بسبب عدم التواصل معهم لقطع الاتصالات والانترنت، ورغم تلك الضغوط الكبيرة إلا أن اللاعبين استطاعوا تخطي هذا الضغط الكبير.
كيف تستطيعون عمل التوازن الكبير في البطولة بين قلوبكم وعقولكم المتعلقة بغزة وأهاليكم في فلسطين، وبين التركيز الكبير في كرة القدم هنا بكأس آسيا؟
ما نمر به كلاعبين صعب جدا جدا على أي لاعب، ولكن دعني أحكي لك قصة صغيرة، قبل مباراة الهند الأخيرة ذهبنا إلى زيارة وائل الدحدوح الإعلامي الكبير المعروف الذي فقد أسرته، حينما كان على التلفزيون بث مباشر، ما رأيناه من هذا الرجل أثناء الزيارة، أعطانا أملا كبيرا، كأنه جبل يقف على قدميه، الحقيقة أننا نستمد قوتنا من مثل هؤلاء الرجال، الله يصبرنا ويصبر الشعب الفلسطيني.
ما هي رسائل وائل الدحدوح لكم في هذه الزيارة؟
لقد أرسل سلامه إلى كل اللاعبين، ودعمنا بشكل كبير، ولولا الظروف الخاصة التي يمر بها لتواجد معنا في الاستادات والمباريات، لقد كانت كلماته محفزة بشكل كبير، ونحن أخذنا قوتنا منه.
ما رأيك في دعم قطر والدول العربية للقضية الفلسطينية في غزة والبطولة؟
سعيد بكل الدعم الذي تلقاه القضية الفلسطينية هنا، وأشكر كل من يساندنا ويدعمنا، اشكرا دولة قطر على الدعم اللا محدود للقضية، ودورهم الكبير مع الجرحى والمصابين، وكذلك الدعم المعنوي الذي نلقاه من كل العرب وغير العرب هنا في الدوحة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر منتخب فلسطين كأس آسيا تامر صيام فی غزة
إقرأ أيضاً:
اليمن واحد من اللاعبين الكبار
تحتلّ المقاربة اليمنية الجديدة تجاه الحرب على غزة مكانة لم تكن لها بعد طوفان الأقصى، وقد صارت عيون العالم شاخصة على ما يصدر عن اليمن بعدما كان الكثير من المحللين والمتابعين لا يُعيرون الموقف اليمني أهمية في قراءة توازنات المنطقة. وعندما أعلن اليمن فتح جبهة الإسناد لدعم غزة لم يتوقّع أحد أن تكون جبهة اليمن جبهة رئيسية ثم الجبهة الرئيسية في إسناد غزة، وأن تنجح بإلحاق أذى اقتصادي ومعنوي حقيقي بالكيان، عبر الحصار البحريّ المحكم في البحر الأحمر لكل تجارة يكون الكيان وجهتها، وبدا الكيان عاجزاً رغم حجم الأضرار وعاجزاً عن فعل شيء حقيقي، ونجح اليمن بإظهار ضعف صورة الردع التي يدّعيها الكيان، بعدما نجح في تحقيق ما هو أهم، عندما تحدّى قوة الردع الأمريكية في البحر الأحمر الذي يمثل محور استراتيجية الأمن القومي الأمريكي في المنطقة.
بعد الخسائر الضخمة التي لحقت بجبهة لبنان، والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي كرّس توازناً بين قدرة المقاومة على منع الاحتلال من التقدم البرّي من جهة، وتفوّق الاحتلال الناري والاستخباري والتكنولوجي من جهة مقابلة، تحمّل اليمن عبء الإسناد وحيداً بعدما كان العراق قد خرج أيضاً من جبهة الإسناد لظروف مشابهة لظروف لبنان، بينما عجز الأمريكي والإسرائيلي ومَن معهما من محاصرة اليمن بظروف مشابهة، ولم يكن الأمر صدفة، بل كان ثمرة التكامل الاستثنائي الذي أظهره اليمن بين قيادته وقواته المسلحة من جهة وشعبه من جهة موازية، أسوة بما صنعته المقاومة في غزة، وكانت نقطة الضعف اللبنانية والعراقية بوجود فئات شعبية وسياسية في البلدين تتربّص بالمقاومة وتكيد لها المكائد، ما جعل القبول بالتموضع وراء صيغة تحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي ضرورة لإسقاط خطط الأمريكي والإسرائيلي.
يحمل اليمن من جهة أعباء أنه بات يمثل منفرداً محور المقاومة، ومن جهة أن قائده السيد عبد الملك الحوثي معنيّ بتعويض غياب السيد حسن نصرالله بعد استشهاده كقائد لمحور المقاومة، وبالرغم من التهديدات الأمريكية المباشرة مرفقة بعقوبات وتصنيف على لوائح الإرهاب يمضي اليمن بقوة في خياره، وهو يدرك الموازين الحقيقيّة للقوة خارج النصوص الخطابية الترامبية، ذلك أن معادلة حماية غزة من خطر الحرب تستقيم إذا جرى جمع قدرة المقاومة في غزة على إمساك ورقتي الأسرى والحرب البرّية، وأمسك اليمن بورقتي الحصار البحريّ وتهديد تل أبيب بالصواريخ والطائرات المسيّرة.. وبهذا التوازن الرادع يُصبح التفكير بالعودة للحرب من الجانب الأمريكيّ الإسرائيلي بحاجة للمراجعة.
يتقدم اليمن خطوة إلى الأمام ويضع مهلة أربعة أيام لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مهدّداً بعودة الحصار البحري على الكيان إن لم يبدأ إدخال المساعدات إلى غزة قبل انتهاء المهلة، فتصير حرب غزة بين تهديدين، تهديد يطال غزة ويهدّدها بالجحيم ما لم تترك الأسرى دون الحصول على إعلان نهاية الحرب وانسحاب قوات الاحتلال، وتهديد يحمي غزة، ويقول الإسرائيلي والأمريكي إن الحصار البحري على الكيان عائد ما لم تدخل المساعدات إلى غزة.. وبينما يقيم الكيان حساباً للعودة إلى الحرب رغم الدعم الأمريكي الذي أحال على الكيان عبء تنفيذ التهديد، فيخشى أن يقتل أسراه ويخشى مخاطر الحرب البرية، وبات يخشى تداعيات الدور اليمني، يأتي التهديد اليمني لفرض إدخال المساعدات محسوباً، فالكيان يقبل ببقاء التهدئة لكنه يوقف المساعدات وإن عادت المساعدات لا تمانع المقاومة بانتظار وقت أطول حتى تتم العودة إلى المرحلة الثانية، واليمن يعلم أنه يهدّد بفرض الحصار الذي سوف تنتج عنه عودة المواجهة بين اليمن والأمريكي والإسرائيلي في البحر الأحمر ما يعني عودة اليمن إلى استهداف عمق الكيان وربما القواعد الأمريكية في الخليج وليس فقط الحاملات والسفن الأمريكية الحربية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
يدرك اليمن أنه دخل لعبة الكبار ويتصرّف كواحد من اللاعبين الكبار.
رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية