نجم منتخب سوريا السابق رضوان الشيخ في حوار لـ العرب: لست مع عودة السومة عن اعتزاله
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
القرار قد يسبب خجلا للاعب عقب كأس آسيا
أنا مع مبالغة كوبر الدفاعية.. ونسور قاسيون في الطريق الصحيح
لا يجب التقليل من تأهل سوريا التاريخي
قادرون على عبور الإيراني.. وركلات الترجيح الأقرب
أخيراً وبعد انتظار ست نسخ من عدم التأهل، وصل المنتخب السوري لدور الستة عشر، بعد أن فاز على الهند بهدف للنجم عمر خريبين، وحصد نقطة في بداية المشوار مع تعادل سلبي أمام أوزبكستان مع خسارة وحيدة من أستراليا بهدف دون رد، جعلت المنتخب رصيده 4 نقاط، عدا هذه النسخة وخلال الست نسخ الماضية لم ينجح المنتخب السوري في عبور الدور الأول، «العرب» اجرت حوارا مع نجم الكرة السورية السابق رضوان الشيخ، والمحلل الحالي بقنوات بي ان سبورتس، للحديث معه عن التأهل لنسور قاسيون، بجانب الحديث أيضا عن تراجع عمر السومة عن الاعتزال الدولي خلال الساعات الماضية، بجانب أيضا عن رأيه حول المباراة القادمة لسوريا أمام إيران في دور الستة عشر للبطولة، وعبر المساحة التالية جاءت محصلة اللقاء.
ـ بداية.. تأهل للمرة الأولى للكرة السورية ما تعليقك؟
فرحة عارمة بعد الفوز على الهند والتأهل لدور الستة عشر للمرة الأولى في تاريخ الكرة السورية في كأس آسيا، واشاهد بعض الاشخاص يتحدثون أن الاداء ليس بالشكل المطلوب نتيجة اعتماد المدرب كثيراً على الدفاع، وبالفعل كوبر قد يبالغ كثيراً في الدفاع هو في النهاية لمصلحة المنتخب السوري، وعموما رؤية المدرب خلال المباريات كانت جيدة جداً، واؤكد أن عقب نهاية بطولة كأس آسيا سيكون هناك لاعبون ينضمون للمنتخب السوري من ضمنهم محمود داود لاعب برايتون الإنجليزي، وهناك لاعبون من فريق كوبنهاجن الدنماركي، ولذلك اقولها أن المنتخب حالياً بفلسفة كوبر الأرجنتينية في الطريق الصحيح.
ـ لكن البعض يقول إن سوريا فازت على الهند وهو خصم ليس بالقوي؟
انا لست مع هذا الحديث، لأن المنتخب الهندي من المنتخبات المتطورة، وحقق الفوز على المنتخب الكويتي في الكويت، وفي هذه البطولة سبب ازعاج للمنافسين، ولذلك نحن عبرنا منافسا جيدا من وجهة نظري، وحققنا إنجازا سيظل عالقاً ومسجلا باسم كوبر واللاعبين وبقية الجهاز الفني.
ـ أفهم من كلامك أنك راض عن الاداء في دور المجموعات؟
نعم سعيد للغاية، ورغم الخسارة في الجولة الثانية أمام أستراليا بهدف دون رد، ولكن خرجت وقلت وقتها إنني سعيد بالاداء رغم الخسارة والبعض اعترض على حديثي، ولكن الرضا عن الاداء هو قياس على النتائج التي حققت أمام الفرق الكبيرة في الفترة الماضية.
مباراة إيران في دور الستة عشر.. كيف تراها؟
مواجهة إيران صعبة بكل تأكيد باعتبار أن الجميع وضعه من ضمن المرشحين لحصد اللقب، ولكن كلي ثقة في لاعبي المنتخب السوري في عبور المباراة، واتوقع أن المباراة سوف تذهب لركلات الترجيح، وسيحسمها السوري، ونحن قادرون على الوصول لربع النهائي، وفي حالة انتهاء الشوط الأول بالتعادل ستذهب لركلات الترجيح، وواثق في امكانيات حارس مرمى أحمد مدينية، والذي يقدم مستويات اكثر من رائعة وهذا يرجع للعمل الكبير لمدرب حراس المرمى المصري عصام الحضري، وكل الجهاز الفني في حقيقة الامر وايضا محمود فايز والذي شهدنا دموع الفرح بعد التأهل، ويعمل بشكل رائع مع اللاعبين.
شهدنا في الساعات الماضية تراجع عمر السومة عن الاعتزال الدولي.. تعليقك؟
في البداية أنا ضد أن اللاعب عمر السومة يقوم بتحليل المباريات خاصة أنه ما زال لاعباً، ولذلك كان من المفترض أن يقوم بهذا الامر بعد الاعتزال حتى يكون تركيزه منصبا فقط على التحليل، هذا الشق الأول، اما الشق الثاني، تراجع السومة عن الاعتزال، اذا لماذا قررت بهذا الامر في البداية، المفترض هناك قرارات تطلب هدوءا ودراسة، واللاعب فوراً عقب ابتعاده عن القائمة قرر الاعتزال الدولي، والمدرب كوبر وقتها قال إنه من الممكن الاستعانة به في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027، اذا كوبر لم يقطع الحبل، وقال المدرب إن كأس آسيا تحتاج لاعبين يعرفون الدفاع بشكل جيد، ولذلك قرار عودة السومة عن قرار اعتزاله انا ليس معه، لأن من الممكن رغم تراجعه نشاهد كوبر لم يقم بستدعائه مجدداً وهذا سيسبب خجلا لنجم بقيمة عمر السومة في الكرة السورية.
أخيراً.. من ترشح لحصد اللقب؟
بالنسبة للمنتخبات العربية، من المرشحين للقب، المنتخب القطري والسعودي والعراقي، بينما المنتخبات الأخرى، اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، وبالنسبة لإيران ليس من المرشحين من وجهة نظري، لأن دفاعهم سيئ للغاية ولديهم مشكلات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر المنتخب السوري رضوان الشيخ كأس آسيا المنتخب السوری عمر السومة الستة عشر السومة عن کأس آسیا
إقرأ أيضاً:
سوريا بين الأمس والغد: حوار بين العقل والتاريخ والوطن
في ليلة ساهرة من ليالي التاريخ، جلس العقل مستندا إلى مصباح الزمن، يتأمل وجه الأرض الذي كان يوما مهد الحضارات، فإذا بها قد أمست خريطة مليئة بالندوب والجراح. تنهد بعمق، ثم التفت إلى التاريخ وقال:
العقل: لقد سقط الطاغية، فهل آن للأرض أن تستريح؟
التاريخ: سقوط الطاغية ليس إلا بداية الرحلة، فكم من مستبد رحل ليُبعث مستبد آخر في ثوب جديد! الحرية لا تأتي بالهتاف، بل تبنى بالحكمة والعدل.
العقل: وكيف نحفظ العدل إن كان الظلم قد صار ميراثا يتناقله الناس؟
التاريخ: لا عدل بلا ميزان، ولا ميزان بلا يد تحمله بثبات. فليُحاكم الظالمون، ولكن بميزان لا ترجحه الكراهية. إن كنتم تريدون بناء وطن، فاجعلوا العدالة شفاء لا انتقاما، كي لا تحفروا في الأرض بذور صراع لا ينتهي.
إذا جار الأمير وحاجباهُ
وقاضي الأرض أسرف في القضاءِ
فويحُ الأرضِ إن لم يرفعوا
يدا عن ظلمهم يوم الجزاءِ!
في هذه اللحظة، انضم الوطن إلى الحوار، جلس على كرسيه العتيق، يتأمل أبناءه الذين طال صراعهم حول هويته، مستمعا لصراخهم بين السياسة، الدين، والقومية.
الوطن (مخاطبا الجميع بحزم): كفى صراخا! لقد هُدم بيتي مرارا، كل منكم يزعم أنه حارس أبوابي، لكنه في النهاية يُحاصرني أكثر. أريد أن أفهم، كيف نعيد البناء؟
السياسي (مشبكا أصابعه وكأنه يزن الكلمات بدقة): الحل سهل، يجب أن نؤسس لعقد اجتماعي حديث، يحترم الحقوق والواجبات، ويضمن لكل فرد مكانه في هذه الأرض.
الديني (رافعا يده كأنما يستشهد بنص مقدس): ولكن دون أن نخلع الإيمان من قلوب الناس، فالعدل لا يتحقق إلا حين يكون للناس ركن روحي يثبّتهم في مواجهة الفوضى.
القومي (ضاربا بقبضته على الطاولة): ومن دون الهوية، سنصبح كالريشة في مهب الريح! كيف نبني وطنا لا يعرف من هو؟
العقل: لكن ماذا عن أجهزة القمع؟ لقد تحولت إلى سوطٍ يجلد الناس، فكيف نضمن أنها لن تعود؟
التاريخ: الحرس إن خُلق ليكون للسلطان لا للوطن، كان كالذئب في ثياب الحارس. لا بد أن تُعاد صياغة هذه المؤسسات، أن تكون يدا تحمي لا سيفا يضرب، عينا تراقب العدل لا تترصد الأحرار. فليُبنَ الأمن على أسس جديدة، ولتكن قلوب الناس سندا له لا ضحايا بين يديه.
العقل: وماذا عن المكونات المختلفة؟ لقد أشعل الطغاة نار الطائفية، فكيف نضمن أن تذوب الجدران بين أبناء الأرض الواحدة؟
التاريخ: الوطن لا يكون وطنا إن لم يحتضن جميع أبنائه. لا فرق بين عربي وكردي، ولا بين مسلم ومسيحي إلا في مقدار إخلاصه لهذا التراب. ليكن عقدكم الاجتماعي شاملا، لا يستثني أحدا، فالتهميش يخلق الغضب، والغضب يهدم الأوطان.
إذا افتخر الأنامُ بفرقةٍ
ففخرُ المرءِ أن يُؤوي الجميعا
الوطن (متنهّدا وهو يحدق في الأفق): أيها السادة، أريدكم أن تفهموا أنني لا أطلب منكم أن تهدموا جدرانكم، بل أن تفتحوا نوافذها. السياسي، لن ينجح عقدك الاجتماعي ما لم تؤمن بأن الحرية مسؤولية وليست فوضى. والديني، لن يُحترم إيمانك ما لم تفصل بين قداسته وبين أداة القمع. أما أنت أيها القومي، فحبك لي لا يعني أن تسجنني داخل جدران الماضي، بل أن تعيد تعريف الانتماء ليكون جسرا بين الأجيال، لا سلاسل تكبلهم.
العقل: لكن ماذا عن القوى الأجنبية؟ إنهم ينتشرون في البلاد كالأشواك في الحقول، لكل واحد مصلحته، فكيف نعيد الوطن إلى أهله؟
التاريخ: لا حرية مع احتلال، ولا سيادة مع وصاية. لكن القوة وحدها لا تكفي، فالتفاوض أحيانا أمضى من السيف. لا تكونوا جسرا لأحد، لا تبيعوا الأرض تحت شعارات واهية، ولا تدخلوا في حرب تستهلككم أكثر مما تحرركم. السياسة فن، فأتقنوا لعبتها.
العقل: وماذا عن الذين هُجِّروا؟ الملايين في المنافي، ينتظرون ساعة العودة، فكيف نعيدهم دون أن نلقي بهم إلى الضياع؟
التاريخ: الوطن ليس حنينا فقط، بل حياة كريمة. لا تُعيدوهم ليجدوا بيوتهم تحت الأنقاض، وفرص العمل سرابا، والأمن حلما بعيدا. لا تكونوا كمن يبني سورا بلا أساس، بل اجعلوا الأرض مهيأة لاستقبال أبنائها، حتى لا يغدو الرجوع ندما.
بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ
وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ!
العقل: والاقتصاد؟ كيف نبني وطنا والجوع ينهش أهله، والأمل صار عملة نادرة؟
التاريخ: الخراب ليس في الأبنية وحدها، بل في العقول التي اعتادت التسول بدل الإنتاج. لا تنتظروا المعجزات، بل اصنعوها. ليكن العمل ثقافة، والشفافية قاعدة، ولا تسمحوا للفاسدين أن يكونوا أسياد المرحلة القادمة، فقد كان الفساد شريكا في سقوط من سبقكم.
لا تَسقني ماءَ الحياةِ بذلَّةٍ
بل فاسقني بالعزِّ كأس الحنظلِ!
العقل: ولكن، ماذا عن الفوضى؟ هل نثق بأن الناس لن يُعيدوا إشعال الحرائق بأنفسهم؟
التاريخ: الناس تُقاد بالفكر كما تُقاد بالجوع والخوف. فإن لم يكن لهم وعي، صنعوا لأنفسهم جلادا جديدا. لا تتركوا التعليم آخر همكم، ولا تُهملوا بناء الثقافة السياسية، فالجهل أبو الاستبداد.
الوطن (مبتسما لأول مرة): أحسنتم، الآن يمكننا البدء بالبناء. لكن قبل ذلك، قولوا لي: من منكم مستعد لوضع حجر الأساس؟
ساد الصمت، ثم مد الجميع أيديهم معا، ووضعوا أول حجر..
إذا الشعبُ يوما أراد الحياةَ
فلا بُدَّ أن يستجيبَ القدرْ!