محور المقاومة الإسلامية.. قوة ردع وأسرار لصمود أسطوري
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد مرور 111 يوما على عملية “طوفان الأقصى” البطولية في السابع من أكتوبر الماضي.. هاهي الحقائق تتكشف عن ماهية الحرب الهمجية التي شنها العدو الصهيوني على قطاع غزة والتي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف بين شهيد وجريح ومفقود.
وبالتزامن مع هذه الحرب برز دور محور المقاومة الإسلامية في مفهومه التكاملي بين غزة وبيروت واليمن والعراق لإيصال رسائل نارية تعبر المحيط الهندي مرورا بالبحر الأحمر حتى “أم الرشراش” المحتلة ومن قلب غزة إلى عمق مستوطنات كيان العدو ومن جنوب لبنان ومزارع شبعا حتى مدينة صفد ومن العراق نحو القواعد الأمريكية بالمنطقة وحتى حيفا وميناء أسدود في الأراضي المحتلة، وبرزت قواعد اشتباك جديدة تنتقل من مرحلة إلى أخرى أكثر إيلاما وحسب المستجدات وعلى وقع العدوان الصهيوني الأمريكي.
وأنشأ محور المقاومة تحالفا متماسكا وسط ركائز أيديولوجية عميقة له أهداف استراتيجية مشتركة نحو وجهة واحدة لحماية القضية الفلسطينية وطرد القوات الأمريكية من العراق وسوريا ومن المناطق العربية التي تتواجد فيها ومقارعة قوى الطغيان والأستكبار العالمي.
وأخذت دول محور المقاومة على عاتقها وعلى مدى 111 يوما زمام المبادرة لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية حسب تنسيق الساحات التي تعهدت بها منذ نشوء هذا المحور فشنت خلالها هجمات أصابت الأهداف الإستراتيجية ما أدى إلى تغيير معادلات الماضي بحرمة هزيمة الجيش الأسطوري الذي لا يقهر على وقع إعلاميات العدو طول سنوات الاحتلال لفلسطين، وأضحى محور المقاومة اليوم قوة ردع مذهلة تمتلك أسلحة نوعية وفتاكة تجوب السماء والأرض بلا رادع أو ممسك لعنفوانها في إصابة الهدف وتحت مسميات مختلفة كتبت عليها صناعة محلية.
ضربات محور المقاومة كما أسلفنا غيرت معادلات الماضي وأضحى لها جمهورها يهتف بشعاراتها لتصبح واقعا ملموسا يمكن وصفه بالفوز في معركة الوعي والبصيرة بعد محاولات محور الشر “إسرائيل” وأمريكا شيطانة المحور وقلب الحقائق.
وبرزت قوة وصمود المقاومة الفلسطينية في عمق الكيان الغاصب من خلال تصديها لقوات العدو عبر كمائن وتفجير الآليات وحرق جنوده وإفشال خططه في مشاهد مصورة رافقها هتافات الانتصار وخطابات أبي عبيدة وأبو حمزة مع إلقاء التحية لمحور المقاومة في كل مرة لرفع المعنويات وإيصال رسائل للداخل والخارج مدعومة بالحقائق والشواهد وسط تشجيع جماهيري عربي وحتى الجمهور الغربي الذي أضحى يهتف للمحور ويحشر “إسرائيل” في زاوية العزلة ككيان مجرم متجرد من المشاعر الإنسانية بعد ارتكابه جرائم الابادة والتي اسفرت عن استشهاد أكثر من 25 ألفا و700 شهيد، وأكثر من 63 ألفا و740 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وتنقلنا تحركات محور المقاومة من جبهات المساندة في اليمن والعراق ولبنان وفي نسق واحد وتسديد ضربات موجعة أنهكت العدوان الصهيوني الأمريكي تارة في خسارة اقتصادية تهب رياحها من أقصى جنوب البحر الأحمر والبحر العربي في إحكام القبضة على باب المندب أو باب الدموع كما يحلو للبعض تسميته أحيانا وعبر صوت العميد سريع باستهداف السفن الصهيونية أو تلك المرتبطة بها في المياه الإقليمية لليمن لتسجل إلى جانب هجمات محور المقاومة عجزا في ميزانية العدو الصهيوني قدرت بنحو (4.5 مليار دولار تقريبا) في شهر نوفمبر المنصرم وفق ما أعلنته وزارة المالية في كيان الاحتلال، وهذا ما اضطر واشنطن إلى الإعلان عن أنها ستقدم دعما بقيمة عشرة مليارات دولار للصهاينة لتخفيف حجم الضغوطات الاقتصادية.
وفي هذا السياق توقع محافظ “بنك إسرائيل” المركزي أمير يارون، أن تصل نفقات الحرب على قطاع غزة إلى 255 مليار شيكل (67.6 مليار دولار) فيما تشير تقارير إعلامية إلى أن كلفة الحرب الصهيونية تقدر ب220 مليون دولار في اليوم الواحد.
وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن الكيان ينفق أموالا طائلة على نشر أكثر من 220 ألف جندي احتياط في الحرب ودعم رواتبهم”.
وبحسب الصحيفة يتوقع بعض الخبراء انكماش الاقتصاد الصهيوني مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي المتوقع من ثلاثة في المائة في عام 2023 إلى واحد في المائة في عام 2024، وفقا لبنك العدو الصهيوني المركزي.
وتوقعت الصحيفة أن يصل العجز الصهيوني في الموازنة لعام 2023 المنقضي إلى أربعة في المائة بدلا من 1.5 في المائة، وبنسبة خمسة في المائة عام 2025.
وفي جانب آخر وباعتراف كيان العدو فقد أشارت أحدث الأرقام الصهيونية من نتاج ضربات المقاومة اللبنانية إلى نزوح أكثر من 230 ألف صهيوني في الحدود الشمالية ومقتل 1140 صهيونيا في الحرب الدائرة داخل القطاع وعلى الحدود اللبنانية ولا يزال 132محتجزين ويرجح أن 28 على الأقل منهم قد لقوا مصرعهم.
كما تحدثت وسائل إعلام العدو الصهيوني عن توقع لما يسمى بوزارة “الأمن” الصهيونية بإصابة أكثر من 12 ألف جندي صهيوني بإعاقات دائمة من جراء الحرب على غزة.
كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن إصابة جنودها في القواعد الأمريكية المنتشرة في سوريا والعراق.
وفي هذا السياق كشفت وكالة “رويترز” نقلا عن مصادرها، عزم الولايات المتحدة والعراق بدء محادثات تهدف لإنهاء مهمة 2500 عسكري أمريكي في العراق فيما تبلغ قوام قواتها في سوريا 900 جندي يتركز أغلبهم في الشمال الشرقي لسوري.. مشيرة إلى أن العملية قد تستغرق عدة أشهر إو سنوات، منوهة بأن انسحاب القوات الأميركية ليس وشيكا.
ووسط حيرة كيان العدو الصهيوني في أسرار صمود محور المقاومة التي تجاوز ال110 أيام وبقرار واحد “لستم وحدكم غزة لن تهزم” ما لم يدخل الغذاء والدواء ويرفع الحصار عن القطاع، أحبطت فيه خطط العدوان الصهيو-أمريكي، وأفشلت رسائل الكيان باجتثاث حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية وتدمير غزة وسط تحدي واضح لن تهزم الجبهة ليدرك الغرب أن شن حرب على محور عنيد متماسك ايديلوجيا متعدد الجبهات تتصرف فيه كل قوة وفقا لمعتقداتها السياسية ومصالحها الاستراتيجية لا يمكن الغلبة فيها.
وفي المشاهد اليومية تنقلنا الأحداث وعبر مجرياتها بعنصر المفاجأة تارة أو عبر تكتيكات مختلفة لمحور المقاومة إلى مشهد حرب الضلال التي ينتهجها كيان العدو الصهيوني متخذا من الحرب الاستخباراتية أسلوب ونهج في خرق واضح لقواعد الاشتباك وكوسيلة هروب من حرب إقليمية مفتوحة إلى إصدار قائمة اغتيالات غادرة طالت بعضا من رموز حماس وحزب الله والمقاومة الإسلامية في العراق.
إلا أن ثبات الدعم والاسناد وقوة الردود التي تفرضها الجبهات في دول محور المقاومة كانت بمثابة عوامل تمهد لانتصار حتمي، ومن المؤكد يبحث فيها الأمريكي عن مخارج لتقليص الحرب وخسائرها الباهضة لكن البروباغندا الأمريكية تغيرت عن ما كان يميزها قبل عقود فيبدو أنها لم تعد تملك الفعالية ذاتها فالحديث عن اخفاقها لم يعد مخفيا على العالم وسط حالة الارباك التي تشهدها حكومة العدو الصهيوني في ظل ضغط شعبها الذي يعيش جحيم الحرب والغضب بان شيء لم يعد كما كان قبل الحرب.
وهذا ما دفع وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت إلى القول: إن كيانه يقاتل محورا وليس عدوا واحدا في حديثه لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، ما يوحي بأن محور المقاومة أضحى عدوا تحسب “إسرائيل” له ألف حساب.
وهذا الاعتراف الصهيوني ورائه قصة لم تبدأ بعد، ذلك ما كشفته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن لقاء ضم مسؤولين أتراك وعرب لتحديد ماهية الأوضاع ما بعد انتهاء الحرب في غزة لتقول ان محورا جديدا ستستحدثه أمريكا و”إسرائيل” لمواجهة محور المقاومة يتكون من اصدقائها وحلفائها في المنطقة لمؤازرتها في مواجهة تحدياتها بعد أن برز المحور كواحد من أهم المجموعات المقاومة في العالم.
وفي خلاصة نهج أمريكا ضد دول محور المقاومة لن تجبرها على التنحي في تقديم السند لغزة ما لم تنتهي الحرب على غزة ويدخل الدواء والغذاء وما لم يتم التخطيط لمسار تكون فيه السيادة الوطنية الفلسطينية حاضرة في تقرير المصير لا كما ترغب “إسرائيل” وأمريكا، ولن تكون قادرة على الفكاك من كماشة المحور الذي أطبق عليها من كل جانب ولن تتمكن من الهروب من دوامة التصعيد الخطيرة.
– سبأ: صباح العواضي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الصهیونی محور المقاومة کیان العدو فی المائة أکثر من
إقرأ أيضاً:
لليوم الـ 48 تواليا: العدو الصهيوني يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها
الثورة نت/وكالات تواصل قوات العدو الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ48 على التوالي، ولليوم الـ35 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد غير مسبوق شمل عمليات مداهمة مكثفة للمنازل وإجبار سكانها على الخروج منها بالقوة، مع استمرار الحصار والاقتحامات وسط تعزيزات عسكرية، وإجراءات تنكيليه بحق المواطنين. وقالت مصادر إعلامية، إن دوي انفجارات ضخمة سمع فجر اليوم السبت، في المنطقة المحيطة بالأحراش في مخيم نور شمس، تزامنا مع انتشار مكثف لجنود العدو، وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من المكان، في الوقت الذي تسببت في تحطم زجاج مركبات ونوافذ المنازل القريبة وتضرر محتوياتها، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف المواطنين. كما وأطلقت قوات العدو الرصاص الحي تجاه مركبة إسعاف، أثناء توجهها لمخيم نور شمس لإخلاء حالة مرضية، ومنعتها من الوصول إليها. وشهدت حارة المحجر في المخيم عمليات اقتحام وتفتيش مكثفة للمنازل نفذها جنود العدو، فيما انتشرت فرق المشاة في حارة جبل النصر، حيث أقدمت على تفجير إحدى بوابات مسجد النصر في المخيم، وسط إطلاق نار كثيف، كما أضرمت النيران في منزل المواطن ياسر مقبل في حارة المنشية، ما أدى إلى احتراق أجزاء من المنزل، وإلحاق أضرار مادية جسيمة. وفي مخيم طولكرم، أفادت مصادر محلية بأن قوات العدو انتشرت بدورياتها الراجلة في حارتي أبو الفول وقاقون في مخيم طولكرم، حيث داهمت المنازل وخلعت الأبواب وعاثت فيها خرابا، إضافة إلى إطلاق قنابل صوتية لترويع السكان، كما استولت على مزيد من المنازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية. وفي حارة المقاطعة، اعتقلت قوات العدو المواطن نزار الطويل ونجله أحمد، بعد الاعتداء عليهما بالضرب، حيث احتجزتهما لأكثر من 12 ساعة قبل الإفراج عنهما في ساعات الفجر الأولى، بينما تعرض عدد آخر من المواطنين للتنكيل أثناء عمليات المداهمة لمنازلهم. وفي ضاحية اكتابا، انتشرت فرق المشاة في منطقة حي إسكان الموظفين، وتحديداً المنطقة المقابلة لمخيم نور شمس، حيث داهمت منازل المواطنين وأجرت عمليات تفتيش واسعة داخلها، وأخضعت سكانها للاستجواب الميداني. وفي موازاة ذلك، دفعت قوات العدو بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، مرورا بشوارعها الرئيسية، واعترضت حركة تنقل المواطنين والمركبات، فيما عززت من آلياتها وجرافاتها الثقيلة، أمام المباني التي تستولي عليها في شارع نابلس وتحولها لثكنات عسكرية، وفي محيط مخيمي طولكرم ونور شمس، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة تنقل المواطنين. وتأتي هذه الاعتداءات في سياق التصعيد المستمر لقوات العدو في مدينة طولكرم ومخيميها، والذي أسفر عن استشهاد 13 مواطنا فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حاملا في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 12 آلف مواطن من مخيم نور شمس، و12 ألف آخرين من مخيم طولكرم. كما خلف العدوان دمارا شاملا طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.