بعد ما يزيد عن أكثر من 100 يوم من الحرب على غزة و استمرار جرائم العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وإخضاعه في قطاع غزة لحصار قاتل يقطع كل أسباب الحياة، يوجه العالم أجمع أنظاره غدا صوب محكمة العدل الدولية في لاهاي انتظارا لصدور قرار المحكمة ضد إسرائل في سابقة لم تحدث من قبل، و هي مثول دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية التي تقوم بها في الأراضى الفلسطينية وقطاع غزة و التي قدمتها جنوب إفريقيا كإجراء قانوني ضدها.

قرار المحكمة

وكانت محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة أعلنت أنها ستصدر الجمعة قرارًا تاريخيًا في القضية المرفوعة ضد إسرائيل المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

ومن الممكن أن تأمر المحكمة دولة الاحتلال بوقف عدوانها على غزة، الذي أطلقته في 7 أكتوبر 2023، ما خلف آلاف الشهداء والجرحى وكارثة إنسانية وصحية.

ورفعت جنوب إفريقيا الدعوى التي تتهم فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، المبرمة في العام 1948 كرد عالمي على "المحرقة اليهودية"، حسب وكالة فرانس برس.

والأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي تبت في النزاعات بين الدول، ملزمة قانونًا ولا يمكن الطعن فيها، لكن المحكمة لا تملك سلطة واسعة لتنفيذ أحكامها.

والقرار الذي سيصدر الجمعة يبتّ فقط في طلب جنوب إفريقيا اتخاذ إجراءات طارئة، وليس في القضية الأساسية المتمثلة في ما إذا كانت إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية - وهي قضية سيستغرق الفصل فيها سنوات، حسب فرانس برس.

تشكيل محكمة العدل الدولية

قضاة محكمة العدل الدولية

تتكون محكمة العدل الدولية من 15 قاضيا من القضاة المستقلين، يتم انتخابهم بغض النظر عن جنسيتهم من بين الأشخاص ذوي الأخلاق الرفيعة، والذين يمتلكون المؤهلات المطلوبة في بلدانهم للتعيين في أعلى المناصب القضائية، أو فقهاء معترف بهم في مجال القانون الدولي

جدير بالذكر أن محكمة العدل الدولية كانت استمعت في جلستين منفصلتين استمر كل منهما ثلاث ساعات متواصلة، الأولى قام فيها الفريق القانونى لجنوب أفريقيا بتقديم أدلة الاتهامات ضد أعمال إسرائيل و التي ترقى إلى درجة "الإبادة الجماعية" وأنه جزء من "القمع" الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين على مدار عقود طويلة.

الفريق القانوني لجنوب إفريقيا

وقال «نجكوكايتوبي» في ضوء حجم الدمار في غزة واستهداف المنازل والمدنيين، أصبحت الحرب حرباً ضد الأطفال. كل ذلك يلقي الضوء على أنّ نية الإبادة الجماعية ووضعها حيز التنفيذ، وهو ما يشير بوضوح إلى أن المستهدف من هذه الحرب هو تدمير الحياة الفلسطينية".

كذلك استمعت المحكمة إلى فريق الدفاع الإسرائيلي خلال الجلسة الثانية الذي أنكر الاتهامات الموجهة إليه من الفريق القانوني لجنوب إفريقيا.

اقرأ أيضاًالمجموعة العربية بالأمم المتحدة: نؤيد دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

حركة فتح: ضرورة إصدار محكمة العدل قرارها لردع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل جنوب إفريقيا حرب غزة طوفان الاقصي غزة محاكمة إسرائيل محكمة العدل الدولية محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب إفریقیا

إقرأ أيضاً:

حرية على مقاس إسرائيل

«دون الولايات المتحدة لا توجد حرية في العالم». بهذه العبارة تشدَّق بنيامين نتنياهو؛ رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، في مكالمته الهاتفية يوم الخميس الماضي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بينما كان يهنئه بعيد استقلال أمريكا الذي يوافق الرابع من يوليو من كل عام. وهكذا، فإن المسؤول الأول في الكيان المحتل الذي يحرم 21 ألف فلسطيني من حريتهم وراء السجون، ويحرم كذلك أكثر من مليوني فلسطيني من حريتهم بوضعهم في أكبر سجن مفتوح في العالم الذي هو قطاع غزة، يتحدث -بلا خجل- عن الحرية، بل ويحصرها في دولة يحفل تاريخها القصير هي الأخرى ليس فقط بحرمان ملايين البشر من حرياتهم؛ من فيتنام إلى أفغانستان وليس انتهاء بالعراق، بل وإبادتهم أيضًا بدم بارد. وإذا لم تستح فتشدّق بما شئت.

من تشدقات إسرائيل بالحرية أنها أسست منذ أكثر من ستين عاما جائزة ثقافية عالمية باسم المدينة الفلسطينية التي تحتلها؛ القدس. وللمفارقة، اختارت لها اسمًا رسميًّا هو «جائزة القدس لحرية الفرد في المجتمع»! تُمنح لُكتّاب وكاتبات تحتفي إنتاجاتهم الأدبية والفكرية بفكرة الحرية الفردية للإنسان والحثّ عليها، وقد ذكّرني بهذه الجائزة هذا الأسبوع وفاة أحد الفائزين بها وهو الروائي الألباني إسماعيل كاداريه الذي رحل عن عالمنا يوم الاثنين الماضي، وكان قد حصل عليها عام 2015 لأنه «كاتب متميِّز بالتعبير عن الحرية الإنسانية» كما قالت لجنة التحكيم. لم يكتفِ كاداريه، وهو القادم من دولة مسلمة، بقبول الجائزة، بل تبرع بتصريحٍ مُنافِق لإسرائيل قال فيه إن ما يجمع بلده ألبانيا بهذا الكيان المحتلّ أن كلًّا منهما «يناضل من أجل البقاء في محيط كريه»، وإذا لم تستح فنافِقْ بما شئت.

العجيب في أمر هذه الجائزة أن قائمة الذين نالوها من أدباء ومثقفي العالم الكبار طويلة، منذ تأسيسها عام 1963، فقد حصل عليها في دورتها الأولى الفيلسوف البريطاني برتراند راسل، وتوالى بعد ذلك منحُها كل سنتين إلى كبار مثقفي العالم من بورخيس، إلى سيمون دي بوفوار، إلى جراهام جرين، إلى كونديرا، إلى أرنستو ساباتو إلى سوزان سونتاج. ولا أحد من هؤلاء توقف للحظة وسأل نفسه: هل أنا منسجم مع ذاتي وأنا أقبل هذه الجائزة؟ ألستُ أسهم بقبولي إياها في تبييض وجهِ كيان محتلّ يحرم أصحاب الأرض حريتهم!». فعلى على سبيل المثال لم يستطع أن يقول «لا» لهذه الجائزة الشاعر المكسيكي الكبير أوكتافيو باث رغم أنه يقول إن «الحرية ليست فلسفة ولا حتى فكرة؛ إنها حركة وعي تقودنا في لحظات معينة إلى قول كلمتَيْن صغيرتَيْن: نعم أو لا». وقَبِلَها أيضًا الروائي البيروفي ماريو بارجاس يوسا رغم أنه يقول في خطاب فوزه بنوبل عام 2010: «لكي يزدهر الأدب في مجتمع، علينا بدايةً أن نصل إلى الثقافة العالية، إلى الحرية، إلى الرخاء، إلى العدالة، وإلا لما انوجدتْ أبدًا»، ولا أدري كيف رأى الحرية والعدالة في إسرائيل!

أما أول فائز بهذه الجائزة؛ الفيلسوف برتراند راسل، فإنه يجعل الحرية شرطًا للسعادة. يقول في كتابه «الطريق إلى السعادة»: «الرجل الذي لم يعترِهِ في حياته مكروه يحطم العزيمة سينظر إلى الجانب السعيد في الحياة، وذلك ما لم يكن هناك افتئات على حريته. وإلى حد كبير يرجع الزهد في الحياة في مجتمعنا المتحضر إلى العوامل التي تحد من حرية المرء، علمًا بأن الحرية أمر ضروري كي نشق طريقنا في الحياة». ويبدو أن الحرية التي يتحدث عنها راسل ليست حرية الجميع، وإنما حرية طبقة معينة من البشر، أولئك الذين وصفتهم في مقال سابق في هذه الزاوية بأن «عيونهم زرقاء، ويشاهدون نتفلكس».

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • حرية على مقاس إسرائيل
  • نصرالله يبحث مع وفد قيادي من حماس آخر مستجدات المفاوضات والاقتراحات
  • رئيس جامعة القاهرة: وزير العدل قيمة قضائية كبيرة
  • وصول 13 طبيبا جزائريا إلى غزة .. هذه شهاداتهم (شاهد)
  • إندونيسيا تجدد دعوتها لضم فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة
  • كاتب سياسي: الصوت السعودي مسموع في جميع المحافل الدولية
  • الخارجية الإسبانية: انضممنا إلى دعوة جنوب إفريقيا وعلى الدول الأوروبية دعم محكمة العدل الدولية
  • كاتب سياسي: الصوت السعودي مسموع بجميع المحافل الدولية
  • إسبانيا تنتقد معايير الاتحاد الأوروبي المزدوجة بشأن غزة وأوكرانيا
  • تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!