وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: معرض القاهرة للكتاب أثرى عقولا مصرية وعربية
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
قالت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، إن الدورة الـ55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، تسعى لتحقيق العدالة الثقافية، كما تشهد انفتاح على ثقافة الآخر، وربط الحضارات العريقة بمصر مهد الحضارة.
وأضافت في حوارها لـ«الوطن»، أن الدورة تحتفي بالتراث الفلسطيني، بما يعكس الموقف المصري من الأشقاء الفلسطينيين، هذا إلى جانب تقديم برنامج ثقافي حافل ومتنوع يناقش العديد من القضايا الراهنة، فضلا عن تقديم العديد من الإصدارات الجديدة من مختلف قطاعات النشر.
- ما الرؤية التي تتبناها الدورة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب؟
معرض الكتاب يحمل شعار «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة»، تأكيدا على ريادة مصر الحضارية والثقافية المتصلة منذ القدم حتى يومنا هذا، وبما يرسخ مكانة معرض الكتاب، بوصفه واحدا من ركائز الصناعات الثقافية، فهو عبر تاريخه العريق، أثرى عقولا مصرية وعربية، وأسهم في بناء فكر أجيال وأجيال اعتزت بهويتها، وتلقت الكتاب باعتباره زادا، وأتطلع أن تكون هذه فارقة في تاريخ المعرض، حيث بذل الكثير من الجهد، وسخرت الدولة المصرية إمكاناتها تقديرا لمكانة الثقافة والكتاب.
وزيرة الثقافة: معرض الكتاب يسعى لربط الحضارات العريقة بمصر مهد الحضارةوكيف ترين مكانة المعرض؟
يتمتع المعرض بتاريخ حافل ورحلة عطاء، تؤكد اهتمام الدولة المصرية بالثقافة ودعمها ومساندة مبدعيها باعتبارهم القوة الناعمة، وتنسق مع رؤية الجمهورية الجديدة في بناء الإنسان، لذلك يجتمع تحت سقف معرض الكتاب الأدباء من مصر والوطن العربي والعالم، إذ يشارك في الدورة الحالية 1200 دار نشر من 70 دولة، حرصت كلها على التواجد بشكل كبير، ليس من خلال جناح واحد يمثل الدولة، لكن من خلال عدة أجنحة لكثير من الدول، حيث يزوره ملايين عدة من القراء الذين تنصب اهتماماتهم بالاطلاع على كل ما هو جديد، حتى يبدو المشهد أشبه بكرنفال ثقافي، وليس أدل على هذا الحرص من وجود مملكة النرويج، كضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ومشاركتها بوفد وبرنامج هو الأكبر مما يدلل على حرص على التواصل مع الثقافة العربية.
الهدف الرئيس الذي ينطلق منه البرنامج الثقافي هذا العام؟
يطرح البرنامج الثقافي قضايا تتماس مع العالم الرقمي الجديد ويتناول العديد من القضايا الفكرية والاجتماعية الوطنية، وتنطلق من خلال 7 قاعات عرض، وتشهد طرح قضايا هادفة في كل المجالات، كما يحتفي المعرض هذا العام، بالعديد من المشروعات الثقافية الجديدة التي أطلقتها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهي: «ديوان الشعر المصري»، «استعادة طه حسين»، و«حكايات النصر»، و«عقول» الموجهة إلى مٌخاطبة فئة الشباب الشريحة المصرية الواعدة، لإبراز أصحاب التجارب الرصينة في الفكر والأدب والعلوم الإنسانية.
كما استحدث هذا العام، محورًا جديدًا بعنوان «مؤتمر اليوم الواحد»، الذي يضم 6 مؤتمرات، منها مؤتمر «تقنيات الذكاء الاصطناعي»، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر «الترجمة عن العربية- جسر للحضارة»، بمشاركة وزارات الثقافة والأوقاف، ويشارك فيه عدد من المؤسسات المصرية والعربية، ومؤتمر «الملكية الفكرية.. حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة»، ومؤتمر «طه حسين»، وغيرها.
ضيوف المعرضتشرفنا بحضور هذه الدورة الأميرة ماريت قرينة ولي عهد النرويج، وشخصيات ثقافية وعربية وأجنبية، إضافة إلى قاماتنا الفكرية، كما حرصنا على توثيق روابط الحضارة الإنسانية من خلال لقاءات ومؤتمرات تربط الحضارات العريقة بمصر مهد الحضارة، إذ تشهد هذه الدورة انفتاح ثقافي على الآخر ومن بين هذه الاحتفاليات الاحتال بمئوية الشاعر ة العراقية نازك الملائكة في مؤتمر اليوم الواحد بالمعرض.
يتمتع معرض الكتاب بتاريخ حافل ورحلة عطاء، تؤكد اهتمام الدولة المصرية بالثقافات ودعمها ومساندة مبدعيها باعتبارهم القوة الناعمة وتنسق مع رؤية الجمهورية الجديدة في بناء الإنسان، لذلك يجتمع تحت سقف معرض الكتاب الأدباء من مصر والوطن العربي والعالم، إذ يشارك في الدورة الحالية 1200 دار نشر من 70 دولة ويزوره ملايين عدة من القراء الذين تنصب اهتماماتهم بالاطلاع على كل ما هو جديد حتى يبدو المشهد أشبه بكرنفال ثقافي.
التخفيضات المقدمة للجمهور على أسعار الكتب؟
تقدم جميع قطاعات وزارة الثقافة مجموعة متنوعة من العناوين هذا العام، منها هيئة الكتاب التي تحتفي بإصدارات سليم حسن وطه حسين، إلى جانب الإصدارات الجديدة، كما تقدم هيئة قصور الثقافة مجموعة متميزة من أحدث إصدارات سلاسلها تتجاوز 120 عنوانا جديدا، تتناسب مع جميع الفئات العمرية، وبأسعار مخفضة للجمهور، وكذلك المركز القومي للترجمة، هذا إلى جانب مبادرة «الثقافة والفن للجميع»، ولا يتجاوز سعر الكتاب 20 جنيها بها، هذا إلى جانب التخفيضات المقدمة من الناشرين والتي تصل إلى 70% في العديد من دور النشر المصرية والعربية.
تم الإعلان عن الاحتفاء بالتراث الفلسطيني.. كيف سيكون ذلك؟
هناك حضور بارز للقضية الفلسطينية في الشارع المصري، على كل المستويات، وفي معرض الكتاب تعكس الدورة الحالية هذا الموقف المصري من الأشقاء الفلسطينيين متمثلا في تخصيص يوم للتراث والثقافة الفلسطينية، علاوة على مشاركة فلسطين بجناح رسمي في معرض الكتاب، ولذلك يحتفي المعرض بتاريخ فلسطين وأدبائها، كما يحوي الاحتفاء مجموعة من الندوات الثقافية وعروض لفرق تراث فلسطيني.
ومن الندوات الثقافية والفكرية، في إطار البرامج الثقافية المنعقدة، التي تناقش وضع فلسطين الراهن، وتاريخ القضية الفلسطينية، وطريقة تعاطي الإعلام الدولي ومعالجته للحرب على فلسطين، وقراءات أدبية فلسطينية، بالإضافة إلى عرض نصوص من زمن الحرب، وغير ذلك.
- ما أهمية مشاركة النرويج ضيف شرف الدورة؟
وجود مملكة النرويج ضيف شرف على المعرض هذا العام، اتجاه للثقافة للتخاطب مع ثقافة شبه الجزيرة الاسكندنافية، وتعريف الآخر بالإبداع المصري والعربي، ما يتيح آفاقا رحبة للتبادل الثقافي والإبداعي، والتفاعل المباشر بين المبدعين والجمهور بمختلف مشاربه وروافده الثقافية، ومن خلال المعرض تقدم الترويج ضمن برنامج ثقافي حافل العديد من الندوات واللقاءات الفكرية والثقافية المتنوعة للكبار والصغار، فضلا عن حرص النرويج على الاحتفاء بالثقافة المصرية، من بينها لقاء عن الاديب نجيب محفوظ، وكتاب مهم عن نهر النيل، إلى جانب العديد من الفعاليات التي تستهدف الطفل، ومشاركة ضيف الشرف تؤكد حرص وزارة الثقافة على العدالة الثقافية في الداخل من جانب والانفتاح على الثقافات الإنسانية من جانب آخر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس معرض القاهرة معرض الکتاب العدید من هذا العام إلى جانب من خلال
إقرأ أيضاً:
حاكم الشارقة يفتتح الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم، فعاليات الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار “هكذا نبدأ”، في الفترة من 6 إلى 17 نوفمبر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله، سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة شؤون الضواحي، ومعالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، ومعالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، وعدد من كبار المسؤولين والمثقفين والأدباء.
وألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، كلمة بمناسبة افتتاح المعرض، تناول خلالها جهود نشر اللغة العربية وآدابها وعلومها وتاريخها، وأهمية المعجم التاريخي للغة العربية في هذا الاتجاه، مشيراً إلى العزم الأكيد على مواصلة مسيرة العلم ونشر الثقافة والتمكين للسان العربي في مشارق الأرض ومغاربها.
ورحب سموه بالحضور الدولي الكبير في افتتاح المعرض، قائلاً: “نرحب بكم في معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة والأربعين، نشكر الضيوف من العلماء والمثقفين والأدباء وأصحاب دور النشر والإعلام على هذا الحضور المتميز الذي يدل على أن هذه الأمة ستظل بخير ما دامت الثقافة بخير”.
وأعرب صاحب السمو حاكم الشارقة عن سعادته بهذه المناسبة الكبيرة التي تحتفي بالكتاب على أعلى المستويات، وبأرقى ما يمكن ترجمته وإنتاجه من فعاليات متنوعة، وإنتاج نوعي غير مسبوق تمثل في المعجم التاريخي للغة العربية، تعزيزاً لحب الكتاب وارتباط الإمارة الباسمة به والحرص على تحقيق أهدافه، قائلاً: “نجتمع اليوم في مناسبة كريمة على قلوبنا جميعاً وفيها فرحتان، الفرحة الأولى: هي معرض الشارقة الدولي للكتاب، فالكتاب هو سر نجاح الأمم وسر نهضتها وتطورها، ونحن في الشارقة نعز الكتاب ونجله ونقدر أهله، ونعلم أنه صانع الأجيال والأمم، ونعلم أنه خير صاحب وخير رفيق، وهو كما قال المتنبي: أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الحياة كتاب. أما فرحتنا الثانية فهي اكتمال إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، هذا الإنجاز العلمي الكبير الذي حققه الله تعالى على أيدي فريق كبير من علماء الأمة يفوق عددهم 700 بين كاتب ومحرر وخبير مراجع وإداري وعاملين في الإخراج والطباعة، أقول لجميع الذين شاركوا في إنجاز هذا المشروع الثقافي الكبير: شكراً لكم”.
واستعرض صاحب السمو حاكم الشارقة فكرة المعجم التاريخي للغة العربية التي كانت حلماً تحقق للأمة العربية جمعاء، وقيادة سموه لهذا المشروع الكبير في سنوات من الجهد والعلم والاجتهاد، مشيراً إلى ما يتضمنه من تراث لغوي وعلمي زاخر، وما يعقبه من مشروعات ثقافية أخرى تعطي اللغة العربية حقها كلغة عظيمة باقية، قائلاً: “إن المعجم التاريخي للغة العربية كان حلماً يراودني منذ زمن بعيد فأنا أعلم أن حفظ اللغة هو حفظ لأبنائها وحفظ لتاريخها المجيد وحفظ لآدابها وأصالتها وهويتها. لقد بذل آباؤنا، وأبناء العربية الكثير، عملوا في هذا المشروع على مدى سبع سنين متواصلة من التخطيط والترتيب والتنفيذ، جمعوا لنا اللغة العربية، وحفظوا لنا أشعار السابقين ودونوا قواعدها وكتبوا أخبارها، فجزاهم الله عنا خيراً، حتى اكتمل المعجم التاريخي اليوم في مائة وسبعة وعشرين مجلداً”.
وأضاف سموه متناولاً شمولية المعجم التاريخي للغة العربية وتكامله ودقة ما تضمنه، وعزم الشارقة على المضي قدماً في مشروعات الثقافة والمعرفة ونشرهما: “المعجم التاريخي للغة العربية هو الجمع الثاني لها، اجتهد القائمون على إنشائه على جمع اللغة، ألفاظها وأشعارها وشواهدها، من تراثنا العربي الواسع، ابتداءً من الشعر العربي الفصيح، مروراً بلغة القرآن الكريم والحديث الشريف، وصولاً إلى لغة الإعلام والصحافة والتواصل الاجتماعي. ولسنا نقول هذا الكلام لنتوقف أو نتراخى، بل إننا عازمون اليوم أكثر من أي وقت مضى على مواصلة مسيرة العلم ونشر الثقافة العربية والتمكين للسان العربي في مشارق الأرض ومغاربها”.
وبارك صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته صدور المعجم التاريخي للغة العربية، مبشراً بمشروع الموسوعة العربية التي بدأ العمل فيها لتضاف إلى مشروعات الشارقة الثقافية الكبرى في اللغة العربية وتاريخ الأمة وتراثها، وقال: “أبشر الأمة العربية بمعجمها التاريخي، وأبشرها بأننا بدأنا في مشروع علمي عظيم، لا يقل أهمية عن المعجم التاريخي للغة العربية وهو الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والأعلام، هذا المشروع الثقافي الكبير الذي سيعود بالأمة أيضاً إلى علومها وفنونها وآدابها، وإلى دراسة سير وتراجم كبار أعلامها من العلماء والفقهاء والمفسرين والفلاسفة والأدباء والشعراء وغيرهم الكثير، وهذا هو الربط الحقيقي بين حاضر الأمة وماضيها المجيد”.
واختتم سموه كلمته مخاطباً أهل الثقافة والعلم والمعرفة بتواصل المشروعات العلمية وبالمستقبل الزاهر للغة العربية، قائلاً: “أقول لأبنائي: المستقبل حافل بالمشاريع العلمية الكبرى، وإني تواق بأن مستقبل العربية واعد ومبارك وميمون بإذن الله، والعربية باقية ما بقيت الحياة، ومحفوظة بحفظ القرآن الكريم”.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، شخصية العام الثقافية في المعرض لهذه الدورة، كما كرم سموه، رؤساء المجامع اللغوية العربية الذين أسهموا في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، ومنشورات القاسمي التي عملت على تنفيذ وطباعة وإخراج المجلدات كاملةً، وذلك تقديراً لدورهم الجليل في هذا المشروع اللغوي العلمي الكبير. والتقط سموه معهم الصور التذكارية بهذه المناسبة.
كما تفضل سموه بتوقيع النسخة الأخيرة وهي المجلد رقم 127 من أجزاء المعجم التاريخي للغة العربية، معلناً سموه بذلك اكتمال هذا المشروع العربي الكبير الذي يؤرخ لألفاظ اللغة العربية وتاريخ استخدامها وتطور دلالاتها عبر العصور، في إنجاز حضاري وثقافي يهدف إلى توثيق ذاكرة الأمة اللغوية. وكتب سموه على النسخة: “تم بحمد الله الانتهاء من مشروع المعجم التاريخي للغة العربية”.
وكان حفل افتتاح الدورة 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب قد انطلق بعرض مرئي أبرز شعار المعرض “هكذا نبدأ” تناول أهمية القراءة وإستراتيجية إمارة الشارقة في الثقافة ونشر المعرفة، وتطور المشروعات الثقافية والعملية فيها لتكون الإمارة علامةً فارقة بين المدن الثقافية العالمية، كما تناول العرض أهمية الكتاب وأهدافه في التقريب بين ثقافات الشعوب وفتح قنوات التحاور وتشكيل الأفكار وتحريكها وصياغة المستقبل.
وألقى أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، كلمة أعلن فيها عن استمرار معرض الشارقة الدولي للكتاب في حصوله على المركز الأول عالمياً، وللعام الرابع على التوالي، على مستوى بيع وشراء حقوق النشر، مؤكداً أن إنجازات المعرض على أرض الواقع هي حصيلة إيمان عميق بأن الكتاب ليس مجرد حامل للمعرفة وحسب، بل هو المحرك الأصيل الذي تبني من خلاله الأمم مكانها في تاريخ الحضارة الإنسانية.
وقال العامري، إن قوة الشارقة كما أرادها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليست في بناء المباني والعمران فقط، بل في بناء الإنسان من خلال المعرفة، لهذا ظل الكتاب دائماً في مقدمة كل خطوة ينير الفكر ويفتح الأبواب نحو آفاق بعيدة.
وأضاف: “في كل مرة نلتقي في معرض الشارقة الدولي للكتاب، نعود إلى جذور المشروع الحضاري الكبير الذي بدأته الشارقة، حيث كان الكتاب ولا يزال هو اللبنة الأولى التي بنينا عليها كل الطموحات والتطلعات؛ فمنذ البدايات، اختارت الشارقة أن تجعل الكتاب قاعدة صلبة لحاضرها ومستقبلها، وانطلقت به لتقدم مشروعاً عالمياً يحمل الهوية العربية إلى كل حضارات وبلدان العالم”.
وألقت لطيفة مفتقر، مدير مؤسسة أرشيف المغرب، كلمة ضيف شرف الدورة الـ 43 من المعرض، عبرت فيها عن بالغ التقدير والامتنان لصاحب السمو حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، على تشريف المغرب بدعوتها لتكون ضيف شرف الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وأشارت مفتقر إلى الروابط الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المغربية على مدار التاريخ، وقالت: “تلقينا ببالغ العناية والاعتبار هذا التشريف الذي يجسد عمق الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع المملكة المغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والتي لم تكن وليدة اليوم، بل تستمد جذورها الراسخة من الرصيد الزاخر للروابط المتينة التي وضع أسسها قائدان عظيمان هما الراحلان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواهما. وقد حمل المشعل بعدهما بكل عنفوان وإيمان راسخ بجدوى التفاهم والتعاون لصالح الشعبين الشقيقين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظهما الله”.
ولفتت إلى الدور الثقافي البارز لإمارة الشارقة في تطوير العلاقات وتعزيز حضور الثقافة، وقالت: “هذا اللقاء المتجدد بين بلدينا الشقيقين، هو تفصيل في منظومة من العلاقات المتميزة التي تشمل جميع المجالات، وكان دائماً للعمل الثقافي ولإمارة الشارقة حضور متميز ومألوف في الساحة الثقافية المغربية، بعدما تم إرساء بنيات ثقافية مستمرة في الزمان والمكان كنتيجة للتعاون المثمر بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، الذي أسفر عن إحداث دار الشعر بتطوان ودار الشعر بمراكش اللتين تنظمان سنوياً تظاهرتين هامتين هما مهرجان الشعر بتطوان ومهرجان الشعر المغربي بمراكش”.
وثمنت مفتقر في ختام كلمتها، ما تقدمه الشارقة إلى اللغة العربية بشكل عام، لافتة إلى أن “الجسور الثقافية بين البلدين الشقيقين ظلت دائمة الحركة في الاتجاهين معاً، إلى درجة أننا لم نعد أجانب عن بعضنا البعض رغم بعد المسافة، بل إن كلينا لا يحتاج إلى أي إرشاد لمعرفة التفاصيل الثقافية والفنية في البلدين. ولا بد أن نذكر بهذا الصدد فضل صاحب السمو حاكم الشارقة، ورؤيته الحكيمة في الارتقاء بالأبعاد الثقافية في إمارة الشارقة وتصدير إشعاعها إلى كل العالم عامة، والعناية بالكتاب خاصة، من خلال الجهود الفاضلة لهيئة الشارقة للكتاب في الإمارة برئاسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي”.
وألقت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، كلمة بمناسبة تكريمها بشخصية العام الثقافية لهذه الدورة من المعرض، أعربت فيها عن شكرها وامتنانها إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، وإلى الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي على هذا التكريم، مشيدةً في كلمتها بالأدوار الكبيرة التي تقوم بها إمارة الشارقة بقيادة سموه في نشر العلم والمعرفة والاحتفاء بالكتاب والعلماء والمثقفين، ما فتح أبواب الأمل واسعة أمامهم لمزيد من الإبداع والإنتاج الأدبي والمعرفي بلا حدود.
وتناولت مستغانمي بدايات حضورها إلى الشارقة وتعرفها على بيئتها المعرفية والثقافية المتكاملة، مشيدةً بما تعمل عليه الإمارة الباسمة من ترحيب وتكريم لكل من يحمل القلم ويكتب، وما تقدمه من معاني الأصالة والعروبة والثقافة، قائلةً: “قبل عقدين من الزمان وصلتً لأول مرة إلى الشارقة بزي غربي لحضور معرض الكتاب، ثم صليت في مساجدها، وخبرت طمأنينة بيوتها وطيبة أهلها وبساطتهم أياً كان مقامهم، ومن يومها وقعت في حب الشارقة، وما عدت إليها إلا مرتديةً عباءتي إجلالاً لمقامها. لقد بلغت من الحبر عمراً لا وقت لي فيه إلا لقول ما في القلب. ومن القلب أقول: أحبكم”.
وأشادت الكاتبة والروائية الجزائرية المكرمة بالأدوار العظيمة التي يعمل عليها صاحب السمو حاكم الشارقة في مجالات اللغة العربية والتاريخ وحفظ التراث العربي، وأهميتها، قائلةً: “لا أعرف كيف أحب هذه الأرض الطيبة من دون أن أضاهيها أصالةً ولذا جئتكم على هودج عروبتي، شاهرةً ذاكرتي، بعباءة تزينها أبجدية عربية، فأنا في حضرة من نذر جهده وماله لإهداء لغة القرآن الكريم ذلك الإنجاز المذهل، وهو المعجم التاريخي للغة العربية. على كل ناطق بالعربية ومحب لها أن يعلم أن فارساً انبرى للدفاع عنها بـ 127 مجلداً لإنقاذ ذاكرة إرثنا اللغوي والحضاري”.
واستعرضت مستغانمي اسهامات العديد من رجال الفكر والثقافة الذين ارتبطت تجربتهم بالشارقة أمثال الراحلين تريم عمران وسلطان العويس، الذين ما يزال تأثيرهما وإرثهما الثقافي والمعرفي موجوداً ومسهماً في تكريم الشباب وتعزيز مشروع الثقافة العربية.
وأعربت عن سعادتها الكبيرة بالتكريم بجائزة شخصية العام الثقافية من معرض الشارقة الدولي للكتاب، لأن الشارقة ارتبطت بالكتاب وجعلته محور اهتمامها وتفوقت في ذلك على أكبر المعارض الدولية.
وتحدثت مستغانمي عن تجربتها القرائية مع أحد إصدارات صاحب السمو حاكم الشارقة “الخنجر المرهون” والذي جعلها تعرف سر ارتباط الشارقة بالكتاب وتعزيز ذلك الشغف لدى أبنائها وبناتها وكل ما يقيم فيها، لافتةً إلى ما تقدمه الإمارة من تسهيلات كبيرة تضاف إلى الاحتفال والتكريم للكاتب والذي يعتبر تكريماً لوطنه كله، وقالت: “شكراً للشارقة، النخلة الباسقة في صحراء عروبتنا، المشرقة على مدار السنة احتفاءً بالكلمات، شكراً على تكريمي”.
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور عرضاً مرئياً حول مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية”، والذي تناول رحلة إنجاز المعجم عبر التاريخ والفكرة والجهود التي بذلها صاحب السمو حاكم الشارقة، في تحقيق هذا الإنجاز الثقافي، مبرزاً القيمة الثقافية واللغوية الكبيرة التي يمثلها المشروع للغة العربية والتراث الثقافي للأمة العربية، وأهميته الكبيرة كأداة للحفاظ على التراث وتوثيقه للأجيال المقبلة.
وعقب نهاية الحفل، تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بقص شريط افتتاح المعرض ليتجول بعدها في أروقته، ويستمع إلى شرح من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، حول ما يضمه وما ينظمه من أنشطة وفعاليات بالإضافة إلى أبرز الأجنحة والمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة.
واستهل سموه جولته في المعرض بزيارة جناح المملكة المغربية، ضيف شرف المعرض هذا العام، مستمعاً سموه إلى شرح مفصل عما يقدمه الجناح في مشاركته المتميزة لهذه الدورة، كما تعرف على أبرز الأنشطة والفعاليات التي سيقيمها.
وتوقف صاحب السمو حاكم الشارقة، في أجنحة العديد من المؤسسات الثقافية في إمارة الشارقة واطلع على أبرز الجهود المبذولة في دعم الحركة الثقافية وتعزيز الإنتاج الأدبي والثقافي والعلمي للكتاب والمثقفين الإماراتيين والعرب، كما زار سموه أجنحة دور النشر المحلية والخليجية والعربية واطلع على أحدث إصداراتها في القطاعات المعرفية والثقافية والعلمية المختلفة.
ويستضيف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 43 هذا العام 2522 ناشراً وعارضاً من 108 دول، وينظم أكثر من 1357 فعالية متنوعة، يشارك فيها 250 ضيفاً من 63 دولة، منها 500 فعالية ثقافية، تتضمن جلسات وورش عمل وندوات حوارية يناقش فيها الأدباء أبرز القضايا الثقافية والأدبية، وأحدث التوجهات الأدبية العربية والعالمية.
كما يشارك في المعرض أكثر من 85 أديباً إماراتياً وعربياً من مجالات الرواية والشعر والمسرح، ممن حصدوا جوائز رفيعة المستوى، إلى جانب 49 ضيفاً دولياً من كبار الكتاب والشخصيات الثقافية من 14 دولة، منهم حائزون على جوائز عالمية ومؤلفو كتب مشهورة، إضافة إلى توقيع 400 كاتب جديد إصداراتهم خلال أيام المعرض.