من “حارس الازدهار” إلى “بوسيدون آرتشر”.. قصة خسارة أمريكا لحرب السفن في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
كشفت شركة “ميرسك لاين ليمتد” الأمريكية عن تعليق عمليات النقل في المنطقة حتى إشعار آخر، وذلك بعد تعرض سفينتين ترفعان العلم الأمريكي لعملية استهداف في البحر الأحمر أجبرتهما على تغيير المسار.
قد يبدو مثل هذا الخبر عاديا، لكنه ليس كذلك، فأمريكا التي سعت إلى عسكرة البحر الأحمر، لحمية سفن إسرائيل والسفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة، لم تعد قادرة على حماية سفنها.
فشل أمريكا في حماية سفنها في البحر الأحمر، يأتي بعد سلسلة من الإخفاقات طوال الأسابيع الماضية.
ـ فشل تشكيل تحالف بحري:
في البداية، دعت الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف بحري، بذريعة تأمين الملاحة العالمية، لكنها وبعد تواصل مع عدد من الدول العربية والغربية، فشلت في تشكيل هذا التحالف. تفاجأت أمريكا برفض بلدان الانضمام إلى تحالفها البحر لم تكن تتوقع منها الرفض، كالمملكة العربية السعودية.
حتى الدول التي كانت قد منحت أمريكا موافقة مبدئية على المشاركة في التحالف البحري، عادت وأعلنت الانسحاب، كفرنسا وإيطاليا واسبانيا والإمارات وغيرها.
ـ فشل في حماية سفن إسرائيل:
اقتصر التحالف البحري لاحقا على أمريكا وبريطانيا اللتين دفعتا ببوارج حربية إضافية إلى البحر الأحمر.
لكن الهجمات التي تستهدف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى الأراضي المحتلة لم تتوقف، بل تضاعفت واتسع نطاقها إلى خليج عدن.
فشل في إضعاف القدرات:
على رغم أن أمريكا وبريطانيا أعلنتا أن الهدف من بد عمليات جوية ضد قوات صنعاء في عدد من المحافظات اليمنية هو الحد من قدرة أنصار الله على مهاجمة السفن.
على رغم استمرار الغارات ضمن العملية التي أطلق عليها “بوسيدون آرتشر” إلا أن العمليات البحرية استمرت بنفس الوتيرة، بل إنها تضاعفت، واتسعت دائرة أهدافها، بدليل أن السفن الأمريكية لم تعد قادرة على الإبحار.
فشل في حماية سفنها:
لم تفشل أمريكا في حماية السفن الإسرائيلية فحسب، وإنما فشلت في حماية سفنها، ولهذا اتخذت ميرسك قرارا بالتوقف على عبور البحر الأحمر.
قرار ميرسك الذي أشرنا إليه، جاء بعد تعرض سفينتين ترفعان العلم الأمريكي لعملية استهداف في البحر الأحمر أجبرتهما على تغيير المسار.
ـ اشتباك تاريخي:
عملية الاستهداف لسفينتين أمريكيتين في خليج عدن بهذا الشكل، لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
لم يتوقف الأمر عند الهجوم على السفينتين الأمريكيتين، بل تدعاه إلى معركة عنيفة بين قوات صنعاء والقوات الأمريكية في البحر الأحمر.
بحسب الناطق باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، فقد تم الاشتباك اليوم معَ عددٍ مِنَ المدمراتِ والسفنِ الحربيةِ الأمريكيةِ في خليجِ عدن، وبابِ المندبِ أثناءَ قيامِ تلكَ السُّفُنِ بتقديمِ الحماية لسفينتينِ تجاريتينِ أمريكيتين”.
ـ هيبة في مهب الريح:
لم يكن الفشل العسكري في البحر الأحمر وحده الذي جنته أمريكا من هذه المغامرة، فتراجع هيبتها بسبب فشلها العسكري، أمرٌ بالغ الخطورة.
لهذا السبب فرضت الولايات المتحدة الأمريكية تعتيما إعلاميا على تفاصيل الهجمات والمواجهات مع أنصار الله في البحر الأحمر، وفق ضابط أمريكي لـ”فوكس نيوز”.
ـ اللجوء إلى الصين:
نظرا لانسداد الأفق أمام أمريكا فيما يتعلق بالبحر الأحمر، حاولت اللجوء إلى الصين، إذ كشفت صحيفة “الفيايننشال تايمز” عن لجوء واشنطن إلى بكين للمساعدة في وقف الهجمات التي تشنها حركة أنصار الله في البحرين الأحمر والعربي.
وعلى رغم تأكيد إيران أن قرار أنصار الله مستقل، إلا أن الصحيفة أكدت أن الولايات المتحدة طلبت من الصين حث طهران على كبح جماح من أسمتهم “الحوثيين” الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر، لكنها لم تر أي علامة تذكر على المساعدة من بكين، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
– عرب جورنال / عبدالرزاق علي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر أنصار الله فی حمایة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
حملت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، جماعة الحوثي مسؤولية فشل جهود عملية السلام في اليمن.
ونقلت قناة العربية السعودية، عن الخارجية الأمريكية قولها إن جماعة الحوثي تتحمل مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن.
وأضافت أن واشنطن أكدت تغير سياساتها تجاه الحوثي بعد مهاجمتها خارج اليمن.
ويوم أمس، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج إن الحوثيين عازمون على ضرب السفن الحربية الأميركية والأوروبية كجزء من حملتهم المستمرة للهجمات في البحر الأحمر.
وأضاف ليندركينج في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر ترجمها للعربية "الموقع بوست" إن قيادتنا كلها قلقة للغاية بشأن تصميم الحوثيين على ضربنا على ما يبدو - ضرب أصدقائنا - في البحر الأحمر، ومثابرتهم في القيام بذلك، وتصميمهم على القيام بما كانوا يفعلونه بشكل أفضل".
وتابع "لقد أسقطنا كل شيء تقريبا أطلقوه في طريقنا". لكن هذا تهديد متطور. وقال إن أحد المخاوف الرئيسية هو أن تحاول روسيا مساعدة الحوثيين، وهو تطور محتمل وصفه بأنه "شيطاني".
وقال ليندركينج إن السفن المتجهة إلى اليمن والتي تحمل إمدادات إنسانية أو تجارية أُجبرت على تحويل مسارها، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف في البلاد.
وأردف: "عدد أقل من السفن ترسو في موانئ اليمن نتيجة لما يفعله الحوثيون".
وفي وقت سابق، كشف مصدر مطلع "عربي21" عن تقديم أبوظبي لواشنطن مقترحا لتشكيل ائتلاف عسكري لتأمين حركة السفن في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة الدولية عبر باب المندب، ممر الملاحة الدولية، من هجمات الحوثيين.
وأضاف المصدر، أن مقترح الدولة الخليجية تضمن أن يتم دمج تحالف "حارس الازدهار" التي أطلقته واشنطن نهاية العام الماضي في تحالف عربي، وسط الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب.
وطبقا للمصدر فإن أبو ظبي تريد من وراء هذا الائتلاف الجديد حماية مصالحها الاقتصادية التي تضررت من استهداف السفن في البحر الأحمر.
كما أن الإماراتيين الذين سبق أن أعلنوا رفضهم الانضمام لتحالف "حارس الازدهار" التي أعلنت عنه أمريكا في كانون أول/ ديسمبر 2023، "يسعون لإقحام السعودية التي نأت بنفسها أيضا عن المشاركة في التحالف، والتي دخلت في تهدئة مع الحوثيين، وإبقائها في مستنقع الحرب في اليمن، لتعزيز فرصها الاقتصادية في المنطقة، بعد تعاظم التنافس بين الدولتين الخليجيتين وطموحات الرياض الاقتصادية".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت نهاية ديسمبر/ كانون الأول من عام 2023 إطلاق تحالف من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم الملاحة في البحر الأحمر، تحت اسم "حارس الازدهار"، لصد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
وشن الحوثيون أكثر من 130 هجوما استهدفوا السفن العسكرية والمدنية. وفي الأسبوع الماضي فقط، أطلقوا مجموعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار على مدمرتين أمريكيتين أثناء عبورهما مضيق باب المندب الاستراتيجي.