هل تؤثر هجمات الحوثي على الاقتصاد والانتخابات الأميركية؟
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
قال تقرير لموقع "بوليتيكو" إن التهديد الذي يطال السفن في البحر الأحمر، جراء هجمات جماعة الحوثي، قد يؤثر سلبا على الاقتصاد الأميركي، و"يأتي في توقيت غير مناسب للديمقراطيين والرئيس الأميركي جو بايدن".
التقرير ذكر أن اضطراب الملاحة في البحر الأحمر جراء التهديد الحوثي، قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم مرة أخرى قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، المقررة الخريف المقبل.
وأدت الهجمات المستمرة التي يشنها المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر إلى تعطيل أحد طرق الشحن الرئيسية في العالم.
وفي حين أن أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط هي الأكثر تأثراً بالاضطرابات التجارية، إلا أنها تشكل أيضا مخاطر على الولايات المتحدة.
يُذكر أن جماعة الحوثي، مصنفة كحركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
انتخابات مصيريةيرى التقرير أن من شأن أي تداعيات اقتصادية أن تؤثر أيضًا على مستقبل المرشحين الديمقراطيين الذين حصلوا على أصوات منخفضة في سباقات صعبة أصلا.
وقال الديمقراطي، جون تيستر، من ولاية مونتانا، وهو أحد أعضاء مجلس الشيوخ الحاليين من الذين يواجهون استحقاق إعادة انتخاب، في مقابلة، إن لديه مخاوف "بشأن ما يمكن أن يفعله هذا الوضع بالنسبة للتكاليف وبالنسبة للمستهلكين الأميركيين" مضيفا "لن يكون ذلك جيدا".
وداخل البيت الأبيض، يتابع كبار المستشارين الاقتصاديين لبايدن عن كثب اضطرابات الشحن في الأسابيع الأخيرة على اعتبارها مؤشرات على الضرر المتوقع بالاقتصاد الأميركي.
ويشعر مسؤولو البيت الأبيض بالقلق من أن الاشتباكات المستمرة في البحر الأحمر والأضرار الاقتصادية الناتجة عنها "قد تتصاعد بسرعة"، خاصة إذا اتسع الصراع المحيط بالحرب بين إسرائيل وحماس، وفقا لمسؤول في البيت الأبيض، الذي لم يكشف الموقع عن هويته.
وقد استشهد البيت الأبيض بهذه المخاوف لتبرير الضربات العسكرية الأميركية الأخيرة ضد مواقع الحوثيين في اليمن.
تكلفة باهضةأدت هجمات الحوثيين إلى قطع وصول العديد من السفن إلى قناة السويس، التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط وتمثل ما يصل إلى 15% من التجارة العالمية.
وقد أدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف الشحن، حيث ارتفع متوسط السعر العالمي لشحن حاوية بطول 40 قدما إلى أكثر من الضعف في الشهر الماضي، وفقا لبيانات من شركة Drewry Shipping Consultants ومقرها لندن.
وقالت منظمة التجارة العالمية الأسبوع الماضي إن شحنات القمح عبر قناة السويس انخفضت بنحو 40 بالمئة خلال النصف الأول من يناير، حيث اختارت الشركات تحويل أساطيلها بعيدا عن البحر الأحمر نحو رأس الرجاء الصالح.
ويشير مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون ومتتبعو حركة التجارة العالمية إلى أن التأثيرات الاقتصادية المباشرة على الولايات المتحدة لا تزال محدودة إلى حد ما "ولكن حتى الاضطرابات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة المتقلبة أصلا والتي تؤثر على أسعار الوقود والغذاء لأشهر قادمة".
أسعار النفطتولي الإدارة الأميركية اهتماما خاصا بتقلبات أسعار النفط، ويرجع ذلك جزئيا إلى القلق بشأن احتمال نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين، تحدثوا لـ"بوليتيكو" دون الكشف عن هويتهم.
ويشعر مسؤولو إدارة بايدن بالقلق من أن تقلبات أسعار النفط قد تُترجم في النهاية إلى سعار في الأسعار، لا سيما في محطات الوقود ومتاجر البقالة والمواد الغذائية.
وقال جو غلوبر، كبير الاقتصاديين السابق في وزارة الزراعة الأميركية "إذا ارتفعت أسعار الطاقة وظلت مرتفعة، فسنشهد استمرار تضخم أسعار الغذاء".
وقال أيضا إن الاضطرابات المحتملة في التدفق العالمي للأسمدة، وهي عنصر رئيسي في إنتاج الغذاء، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الضغوط على المزارعين والمستهلكين الأميركيين، خاصة إذا اتسع نطاق الصراع في البحر الأحمر.
ومن غير المرجح أن تؤدي التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الصراع إلى نفس الارتفاع الكبير في الأسعار الذي شهده الأميركيون خلال وباء كورنا، لكنها قد توقف المكاسب الأخيرة التي تحققت بعد التضخم الذي عرفته أميركا.
ولفت غلوبر إلى أن الأسعار استغرقت فترة طويلة من الوقت حتى تتراجع منذ ظهور فيروس كورونا في عام 2020، في إشارة إلى أن ارتفاعها مجددا قد يستمر إلى الانتخابات المقبلة.
وقفزت معنويات المستهلك الأميركي بنسبة 13% في يناير وفقا لدراسة حديثة أجرتها جامعة ميشيغان.
وبينما يتراجع تضخم أسعار الغذاء بشكل عام، يشعر مسؤولو البيت الأبيض بالقلق من أن أسعار المواد الغذائية لا تزال مرتفعة للغاية، ما يقلل فكرة أن الاقتصاد الأميركي في تحسن لدى الناخبين .
وفي الوقت الحالي، تقلل الإدارة الأميركية من المخاوف من أن الصراع المستمر مع ميليشيا الحوثي سيؤثر سلبا على الاقتصاد الأميركي المتعافي، وهو ما سيظل أساسيا في سعيها لإعادة انتخاب بايدن لولاية ثانية .
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاقتصاد الأمیرکی فی البحر الأحمر البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
أردوغان يعلق على الرسوم الجمركية الأمريكية.. كيف تؤثر على الاقتصاد التركي؟
علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العديد من البلدان الأيام القليلة الماضية.
وقال أردوغان إن الحرب التجارية التي أشعلتها الرسوم الجمركية الأمريكية "تنذر بإعصار يؤثر على الجميع".
جاء ذلك في كلمة، الأربعاء، ألقاها الرئيس أردوغان أمام كتلة حزبه العدالة والتنمية في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة.
وأفاد أردوغان أن النظام العالمي الذي تم تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية وترسخت جذوره مع نهاية الحرب الباردة "يتصدع من أساساته".
وأضاف: "نشهد بروز هيكل أكثر حمائية محل النظام الاقتصادي والسياسي النيوليبرالي".
وأوضح أن "الدول تضع سياسات تهدف إلى تقوية المجتمع والاقتصاد، ليس فقط في آسيا وأوروبا وأمريكا بل في كل مكان تقريبا، وتُجهّز لمرحلة جديدة من الصراع في مجالات واسعة النطاق، بدءا من التجارة والأمن، وصولا إلى الدفاع ونسبة السكان".
وتابع: "يبدو أن الحرب التجارية التي أشعلتها الرسوم الجمركية سيكون لها تأثير عالمي، وليس من المبالغة القول بمجيء إعصار سيؤثر على الجميع".
وأكد أردوغان أن العالم ينتقل بسرعة من نظام أحادي القطب إلى نظام متعدد الأقطاب، لا سيما من جهة القدرات الاقتصادية والعسكرية.
وأشار إلى أن الأخبار المتتالية في هذا السياق خلال الأشهر الأخيرة يجب أن تعتبر بمثابة "مخاض لهذه المرحلة الجديدة".
ولفت إلى أن تركيا من الدول التي استطاعت أن تقرأ الأمور وتديرها وأن تتمتع بموقف قوي في الميدان وعلى طاولة الحوار خلال هذا "المسار التاريخي والمؤلم".
وأكد أردوغان أن الجهات الفاعلة العالمية متفقة على أنه لا يمكن إنشاء معادلة دون تركيا.
وذكر أن تركيا التي خرجت من المنافسة العالمية في الماضي لأسباب مختلفة، باتت إحدى الأطراف المؤسسة للحقبة الجديدة.
وشدد على أن "تركيا باتت صاحبة دور تجسد المسرحيات التي تكتب نصوصها وليست كومبارسا يُعطى دورا في مسرحيات القوى العظمى".
وقال إن الاقتصاد العالمي يمر باختبار صعب، موضحا أن الحروب التجارية الدولية تطورت إلى بعد جديد خلال الأسبوع الأخير، وبدأت معارك الرسوم الجمركية تسخن أكثر مع تصاعد نبرة الخطاب المتبادل.
وزاد أن الهزات الارتدادية للزلزال في أسواق رأس المال لم تهدأ بعد، وأن هذه التطورات من المتوقع أن تؤثر على الاقتصاد العالمي في ثلاث نقاط.
وبيّن الرئيس التركي أن النقطة الأولى تتمثل في انكماش حجم التجارة وتعطل سلاسل التوريد العالمية وزيادة الضغوط والتضخمية.
وأردف: "ثانيها، فقدان الثقة بالأسواق بشكل كبير بسبب حالة عدم اليقين المتفاقمة، وثالثها تقلبات أسعار السلع الأساسية".
وأوضح أن هذه العوامل من المرجح أن تتمخض عن تباطؤ معدل النمو العالمي، وربما تدخل بعض الاقتصادات الكبرى في حالة ركود.
وأكد أردوغان أن تركيا تبنت منذ أيار/ مايو 2023 برنامجا اقتصاديا شاملا قلل نقاط ضعفها الخارجية وعزز قدرتها على مواجهة الصدمات.
وأكمل: "يسود العالم حالة من عدم اليقين الشديد، ولكن تركيا تمتلك برنامجا اقتصاديا قويا يُنير طريقها، ولا نتوقع وضعا سلبيا في التجارة والإنتاج والصادرات".
وأشار إلى أن تركيا ستتجاوز هذه المرحلة بسهولة، نظرا لانخفاض الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة عليها.
واستطرد: "نتوقع أن تكون تركيا أقل تأثرا، وأن تشهد نموا أقوى مقارنة بالدول المماثلة، لا سيما على المديين المتوسط والطويل".