دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة واشنطن تطالب بحماية المدنيين وتأسف لقصف ملجأ أممي في غزة الديمقراطيون بـ«الشيوخ الأميركي» يدعمون حل الدولتين لإنهاء الصراع

مع احتدام مجموعة متزامنة من الاضطرابات والحروب في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط، تتصاعد التحذيرات من أن هذه المنطقة باتت تواجه الآن، خطر الانزلاق في هوة أزمة إنسانية لم يشهدها منذ عقود، وذلك في ظل اعتماد الملايين من الأشخاص هناك، على المساعدات الإغاثية المُقدمة لهم من وكالات الإغاثة الدولية.


ويقود التزايد المتسارع في عدد المحتاجين لهذا الدعم الإنساني في دول شرق أوسطية مختلفة، إلى وضع عبء هائل على كاهل المنظمات الإغاثية العاملة في المنطقة، بعدما باتت تتعامل مع أكثر من «حالة طوارئ» في الوقت نفسه، وهو ما يحدو بمسؤوليها للتحذير، من أن الأوضاع قد تصبح أكثر كارثية في المستقبل القريب على الأقل.
فالحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم، تتزامن مع استمرار الصراع في اليمن، وذلك جنباً إلى جنب مع تصاعد الأزمة متعددة الجوانب التي تضرب لبنان على مدار ما يزيد على 4 سنوات، ومن بين أسبابها تبعات الوضع في سوريا المجاورة، وما تعانيه بدورها من مشكلات.
وتكشف المنظمات الإغاثية، التي تنتشر فرقها في هذه المناطق، عن أرقام صادمة ترسم صورة شديدة القتامة للوضع الإنساني فيها. 
ففي قطاع غزة، يواجه 80% من السكان حالة كارثية من انعدام الأمن الغذائي، كما قال مسؤولون في الصليب الأحمر البريطاني، بالتزامن مع ظهور «جيوب مجاعة» في بعض أنحاء القطاع.
بجانب ذلك، يلوذ أكثر من 1.4 مليون من أهل غزة بمراكز إيواء مؤقتة مكتظة، تنعدم فيها ظروف المعيشة الصحية، بالإضافة إلى اضطرار مئات آلاف آخرين، للاحتماء بخيام بدائية أو أماكن غير مجهزة بأبسط معايير السُكنى، أو للنوم في حافلات أو سيارات، بل والعيش في العراء أحياناً.
المشهد نفسه يتكرر بشكل أو بآخر في اليمن، الذي لا يزال يُوصف بموطن الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم بأسره. 
فنحو 21 مليون يمني، أو قرابة ثلثيْ السكان، يعتمدون الآن على المساعدات، لكي يتسنى لهم البقاء على قيد الحياة، ومن بينهم أكثر من 14 مليوناً في حاجة ماسة لمثل هذا الدعم، وذلك مع نزوح ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص عن ديارهم، خلال العقد الماضي وحده.
كما أن خطة الاستجابة الإنسانية الأممية لمواجهة الوضع الكارثي في اليمن، الذي تعمل فيه أكثر من 200 منظمة إغاثية، لا تزال تعاني من عجز بنسبة الثلثيْن تقريباً، في ميزانيتها البالغة ما يشارف 4.36 مليار دولار أميركي.
أما في سوريا، فلا يزال 70% من السكان بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، في حين لا تستطيع 85% من الأُسَر تلبية احتياجاتها الأساسية، ويُصَنَّف نصف السكان على أنهم نازحون أو لاجئون. وتلقي هذه الأوضاع بظلالها على الأزمة المتفاقمة في لبنان المجاور، الذي يشهد انهياراً اقتصادياً تاريخياً، ويعتمد أكثر من نصف سكانه، البالغ عددهم نحو 5.8 مليون نسمة، على المساعدات الإنسانية لسد احتياجاتهم الأساسية.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، يساور القلق منظمات الإغاثة من عدم وجود كميات كافية من الإمدادات، لتغطية الاحتياجات المتزايدة لسكان لبنان، خاصة وأنه يستضيف عدداً هائلاً من اللاجئين السوريين، ما يجعله البلد صاحب أكبر عدد من اللاجئين لكل فرد وكل كيلومتر مربع، بحسب البيانات الأممية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: حرب غزة غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأردن يطلق جسرًا جويًا جديدًا للمساعدات الإنسانية إلى غزة

عمّان، الأردن (CNN)-- أعلنت الحكومة والجيش الأردني، الثلاثاء، انطلاق جسر جوي جديد من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، على مدار 8 أيام متواصلة لنقل قرابة 20 طنًا يوميًا من خلال 16 رحلة طيران.

وقال وزير الاتصال الحكومي الأردني، محمد المومني، خلال مؤتمر صحفي عُقد في إحدى قواعد سلاح الجو الملكي الأردني، إن "الجسر الجوي يأتي استكمالا لجهود المملكة في دعم أهالي قطاع غزة لمواجهة الأزمات الإنسانية المتفاقمة، نتيجة للصراع الذي تجاوز عامًا.. عملت المملكة خلاله على تسخير كل إمكانياتها الدبلوماسية والإنسانية للوقوف إلى جانب الأشقاء في القطاع".

وأشار الوزير المومني بحسب بيان صدر عن القوات المسلحة ،إلى أن هذا الجسر يعتبر "فرصة ثمينة لمشاركة دول شقيقة وصديقة للمساهمة في تخفيف المعاناة عن سكان القطاع".

من جهته، كشف مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري خلال المؤتمر، عن توجه 16 طائرة يوميًا ولمدة 8 أيام إلى القطاع، وتحديدًا إلى إحدى النقاط عند معبر كيسوفيم في منطقة القرارة شرقي قطاع غزة، محملة بـ20 طنًا من المساعدات الإنسانية عالية القيمة "والمواد القابلة للتلف"، بما في ذلك أغذية وأدوية ومواد طبية ومستلزمات خاصة بالأطفال، سيتم توزيعها داخل القطاع، لافتًا أن الجسر الجوي "ليس بديلا عن القوافل البرية ولكنه قيمة إضافية ووسيلة سريعة".

مقالات مشابهة

  • الأول من نوعه في الشرق الأوسط.. إدراج سندات زرقاء بـ100 مليون دولار من موانئ دبي العالمية في ناسداك دبي
  • قراءة في مخاطبات ترمب تجاه الشرق الأوسط والسودان
  • الأمم المتحدة: الاحتياجات الإنسانية في سوريا هائلة
  • شاحنات المساعدات الإنسانية تواصل الدخول إلي غزة.. فيديو
  • رؤية جريئة للسلام في الشرق الأوسط
  • وزير الاستثمار لوفد «جي بي مورجان»: مناخ مصر أكثر تنافسية وجاذبية للاستثمارات المحلية والأجنبية
  • عن زلازل وشيكة في الشرق الأوسط... إليكم ما أوضحه خبير لبنانيّ
  • الأردن يطلق جسرًا جويًا جديدًا للمساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الأمم المتحدة تحذر من استمرار العنف في الكونغو: يفاقم ويعقد الأزمات الإنسانية
  • الحوثيون على قائمة الإرهاب.. ماذا يعني ذلك للمساعدات الإنسانية والسلام في اليمن؟!