هل تتسعُ حرب غزة لتجرّ معها دولا إقليمية ودولية لنزاع كبير؟
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرا، قالت فيه إن "الحرب في الشرق الأوسط تتوسع في كل يوم، وتورطت فيها حتى الآن 10 دول"، مشيرة إلى أنه "لو قمت برسم بياني لمن يطلق النار في الشرق الأوسط لحصلت على صحن من السباغيتي".
وأوضح التقرير أن "ما بدأ في تشرين الأول/ أكتوبر كحرب بين إسرائيل وحماس جرّ إليه الآن ميليشيات من أربع دول عربية، وفي هذا الشهر، قصفت إسرائيل والأردن وإيران سوريا، وقصفت إيران بشكل غير متوقع باكستان التي ربما تساءلت عن سبب جرها لهذه الفوضى".
وتابع: "ستدخل الحرب في غزة شهرها الخامس، رغم الشعور المتزايد في إسرائيل أن القتال تحول إلى مستنقع. ولم يعثر الجيش الإسرائيلي على قادة حماس أو الأسرى الذين يحتفظون بهم. فيما يخشى المسؤولون الإسرائيليون بأن أي مقايضة قد تقوض المكاسب العسكرية التي حققوها".
وتضيف المجلة نفسها، بأن "أقوى ثلاث دول في الشرق الأوسط، ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر أعادت تقييم عقيدتها الأمنية، فقد اهتز التفوق الإسرائيلي؛ ومع استمرار الحرب في غزة تتوسع النزاعات الفوضوية بالمنطقة. ففي 20 كانون الثاني/ يناير أطلقت الميليشيات وابلا من الصواريخ ضد القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد في العراق، وقد اعترضت بطاريات باتريوت معظمها إلا أن بعضها أصاب جنودا أمريكيين وعراقيين".
وأردف التقرير: "جاءت الهجمات بعد قصف إيراني بالمنطقة، ضد إرهابيين مزعومين في سوريا وباكستان وضد موقع مفترض أنه وكر للجواسيس الإسرائيليين في كردستان العراق"، متابعا بأنه: "أدت الغارات الإيرانية ضد باكستان لهجمات انتقامية قبل أن تستقر وتعود الأمور لطبيعتها بين البلدين".
إلى ذلك، أكد التقرير أن "الغارات تعكس عدم ارتياح إيراني، حيث تقوم إسرائيل باغتيال قادة الحرس الثوري في سوريا وقادة حزب الله في لبنان. وتعرضت إيران لسلسلة من العمليات الإرهابية أدى أحدها لمقتل حوالي 100 شخص في كرمان بلد الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته أمريكا عام 2020".
وفي السياق نفسه، تعلق المجلة بأن "إيران رعت وربت ميليشيات عسكرية في المنطقة، وساهمت في استعراض القوة، إلا أنها تكافح اليوم من أجل السيطرة عليها دون الانجرار للنزاع. ويبدو أن طهران قبل وبشكل تكتيكي ضرب حماس التي قامت بهجمات ضد إسرائيل بدون إخبار رعاتها الإيرانيين. وهي لا تريد إطلاق العنان لحزب الله، خشية ألا تستهدفها إسرائيل والولايات المتحدة مباشرة".
وأضاف: "أدت هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر إلى عودة الأمريكيين وتوجيه ضربات ضد الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن. وترغب إيران بإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار وإخراج الأمريكيين من المنطقة، إلا أن عمليات حلفائها وميليشياتها الوكيلة أدت للعكس. ومع ذلك يحاول الأمريكيون العثور على توازن، وأبدى الرئيس جو بايدن حذرا، فهو لا يريد الانجرار إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، وبالتأكيد في عام انتخابي".
واسترسل: "ترد القوات الأمريكية في العراق وسوريا أكثر مما تهاجم، ولم تمض واشنطن في ضرباتها ضد الحوثيين إلا بعد تحذيرات لهم وقرار من مجلس الأمن الدولي شجب الهجمات على الملاحة البحرية. واعترف بايدن أن الضربات لم تمنع الحوثيين من مواصلة ضرب السفن التجارية، لكنه أكد أنها ستستمر".
وأوضح بأن "بايدن يراهن على تخفيض إسرائيل وتيرة الحرب في غزة وهو ما يطالب به الكثير من حلفائه منذ عدة أشهر. والتقى الوزير في الخارجية الإسرائيلية، يسرائيل كاتز، مع المسؤولين الأوروبيين في 22 كانون الثاني/ يناير لمناقشة ماذا سيحدث بعد الحرب. وبحث الطرفان ما يريده الأوروبيون بشأن من سيدير غزة وكيفية متابعة حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأضاف: "قام كاتز بعرض فكرته المفضلة عن جزيرة اصطناعية بعيدا عن شاطئ غزة، تكون ميناء وهي الفكرة التي روج لها عندما كان وزيرا للنقل عام 2017، مما أثار دهشة محاوريه، حيث علق مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل "هذا لا علاقة له بما كنا نناقشه".
وفي المقابل تقدمت الدول العربية بمبادرتها الخاصة والتي تقوم على التطبيع مع السعودية مقابل دولة فلسطينية. وتخشى الدول الخليجية أن تتحمل فاتورة إعمار غزة، مع أنها مستعدة لدعم السلطة الوطنية لو عادت لحكم غزة. لكن الفكرة ليست قابلة للتحقيق في ظل رفض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو فكرة الدولة الفلسطينية.
إلا أن الرئيس بايدن اقترح بعد محادثة له مع نتنياهو، هذا الشهر، أنه قد يقبل بدولة فلسطينية منزوعة السلاح. وقال بايدن: "أعتقد أننا سوف نكون قادرين على عمل شيء ما"، لكن نتنياهو ناقضهُ سريعا وأصر على سيطرة دولة الاحتلال الإسرائيلي على كل شيء غرب نهر الأردن.
وسحبت دولة الاحتلال الإسرائيلي معظم قواتها وتركت فرقة للبحث عن أنفاق حماس ومنع عودتها وثانية بين شمال ووسط غزة وثالثة حاصرت خان يونس التي تشهد معارك شرسة في الأيام الأخيرة. بينما زادت حصيلة الشهداء الفلسطينيين عن 25,000 معظمهم من النساء والأطفال، وهناك آلاف في عداد المفقودين.
وتقول الأمم المتحدة إن خمسة الأطفال ممن هم تحت سن الخامسة يعانون من الإسهال. لكن نتنياهو الذي يقاتل من أجل نجاته هو من يملي استراتيجية المعركة وتحرير الأسرى، فقد تم تبادل 111 في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر وبقي 139 يعتقد أن 29 منهم في عداد القتلى.
وتقود مصر الآن دفعة دبلوماسية من أجل مصالحها الاقتصادية على ما يبدو. وتسببت الفوضى في البحر الأحمر، بضرر متواضع على اقتصاد دولة الاحتلال الإسرائيلي لأن معظم تجارتها تمر عبر البحر المتوسط، لكن مصر هي التي دفعت الثمن الباهظ، فقد انخفضت واردات قناة السويس بنسبة 40 في المئة، وقاد إلى مخاوف من تخفيض قيمة العملة المصرية في بلد يحاول تأمين الدولارات وديون متراكمة على الحكومة، وتمثل 93 في المئة من الناتج المحلي العام.
وتشكك مصر في إمكانية ردع الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة الحوثيين عن ضرب السفن. وبالنسبة لرئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، فإن الطريق لفتح قناة السويس مجددا للملاحة البحرية هي وقف إطلاق النار. ولتحقيق هذا تقود مصر قناة غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع أن القناة القطرية لا تزال مفتوحة.
وتقوم الصفقة التي تقودها مصر على مرحلتين، الأولى، هي تحرير "إنساني" للأسرى مقابل هدنة قد تستمر أسابيع وربما شهرا والإفراج عن سجناء فلسطينيين. أما المرحلة الثانية، سيتم تحرير الجنود الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار الشامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والإفراج عن السجناء الفلسطينيين، بالآلاف على الأرجح.
وأدت الشروط المعروضة إلى انقسام داخل الحكومة حيث يدعم الطرف البراغماتي بقيادة بيني غانتس وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى. أما نتنياهو وحلفاؤه من المتشددين فيرفضون وقف إطلاق النار. ويرواح نتنياهو بين الطرفين، فهو يحاول إبقاء الجميع إلى جانبه، فمن جهة وعد المتطرفين بأنه لن يتوقف إلا بعد تحقيق النصر، ومن جهة ثانية، سمح لممثليه بمواصلة المفاوضات لتحرير الأسرى، ذلك أن خسارته المتطرفين تعني انتخابات جديدة، ولم يصل إلى الحكم بدونهم في كانون الأول/ ديسمبر عام 2022.
وختم التقرير بالقول إن "حماس منقسمة فيما بينها، فإن جناحها السياسي يتنقل ما بين الدوحة والقاهرة وهو مع المرحلة الأولى من الصفقة ويشعر قادته بالخوف من الضرر الناجم عن استمرار احتجاز الأسرى على قضية حماس. أما الجناح في غزة فهو يريد انسحابا إسرائيليا والإفراج عن المقاتلين الذين شاركوا في عملية تشرين الأول/ أكتوبر".
وأردف: "ربما اضطر نتنياهو لاتخاذ قرار في القريب العاجل، حيث بات حلفاؤه في حكومة الحرب يطالبون بانتخابات ويشككون في تحقيق أهداف الحرب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الشرق الأوسط سوريا إيران إيران سوريا الاردن الشرق الأوسط حرب غزة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار فی الشرق الأوسط الحرب فی إلا أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو وكاتس يُعرقلان مفاوضات صفقة التبادل
يمانيون../
على الرغم من الأجواء الإيجابية التي خيّمت على المفاوضات والحديث عن انفراجة وشيكة بشأن التوصل لاتفاق وصفقة تبادل، بلُغة هي الأولى من نوعها منذ بداية الحرب من حيث مستوى الأمل والتفاؤل، إلا أن الحذر يفرض نفسه على تصريحات المسؤولين في حماس والوسطاء، بما فيهم أمريكا التي تتخوف من عرقلة نتنياهو ويمينه المتطرف لهذا التقدم والعودة لمربع الصفر من جديد.
وتمارس كل من إدارتَي بايدن الحالية وترامب القادمة ضغوطًا على حكومة نتنياهو لإنهاء هذا الملف، الذي بات يُشكل صداعًا مدويًا في رأس الولايات المتحدة، التي لم تتخلَّ يومًا عن دعمها للكيان الصهيوني المُحتل في هذه الحرب الإجرامية، فيما قدمت المقاومة عدة تنازلات وأبدت مرونة غير مسبوقة، من أجل وقف نزيف معاناة الفلسطينيين المستمر لأكثر من 14 شهرًا.
وعرقل رئيس حكومة الكيان الصهيوني بينامين نتنياهو وفق تأكيدات جهات سياسية عربية ودولية وصهيونية أكثر من محطة في إطار وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة في غزة لمصالحة شخصية وسياسية خاصة باليمين المتطرف.
وفي هذا السياق شن مسؤولون بفريق التفاوض الصهيوني هجومًا على نتنياهو ووزير الحرب “يسرائيل كاتس” حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرنوت” الصهيونية، فقد اتهم المسؤولون كاتس بأن تصريحاته تضُر بمفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس بقولهم: “سماع تصريحات وزير الحرب في محور فيلادلفيا من شأنها أن تفجر المفاوضات”.. مُضيفين: “من الواضح أننا في أيام اتخاذ القرارات الحاسمة، التي يجب فيها استلام قائمة المختطفين (المحتجزين بغزة)، وهي أيام تتطلب المرونة وحسن النية”.
كما وجّه المسؤولون في فريق التفاوض الصهيوني حديثهم لنتنياهو وكاتس.. قائلين: “لا تأخذا هذه النقطة الحاسمة وتعلنا أنكما لن تُنهيا الحرب (الإبادة بغزة)، وأن الجيش سيسيطر على غزة”.. معتبرين أن “هذه التصريحات سببت أضراراً جسيمة، إنه ببساطة أمر صادم”.
وأضاف المفاوضون: “هذا لا يعني أنه لن يكون هناك صفقة، لكن هذه التصريحات التي أدلى بها وزير الحرب بعد تصريحات رئيس الوزراء في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، لا تساهم (في إبرامها)”.
وردًا على اتهامات المفاوضون، قال مكتب نتنياهو في بيان له: “صدى كاذب آخر لدعاية حماس من مصادر مجهولة في فريق التفاوض الذين يتصرفون انطلاقاً من أجندة سياسية”.
وزعم المكتب أنّ “نتنياهو مُلتزم بإعادة جميع المختطفين إلى وطنهم، وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب في غزة”، والتي تشمل القضاء على حماس وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل في المستقبل، وفق ما أعلنه نتنياهو مراراً.
وطالب مكتب نتنياهو المفاوضين بـ”التركيز على المهمة المقدسة المتمثلة في إعادة المختطفين، والتوقف عن اللعب لصالح منظمة حماس الإرهابية”.. وفق وصفه.
ويضم فريق التفاوض الصهيوني مسؤولين كبار في جهازي الاستخبارات “الموساد” والأمن العام “الشاباك” وجيش العدو الصهيوني.
ونفتْ مصادر مصريَّة، اليوم الخميس، المزاعم “الصهيونية بتراجع حماس عن تفاهمات بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.. وقالت لـ”التلفزيون العربي”: إنَّ “حركة المُقاومة الإسلاميَّة حماس أبدت تجاوبًا كبيرًا وتنازلت عن بعض شروطها خلال مفاوضات وقف إطلاق النار”.. مؤكدة أنَّ “إسرائيل” عادت إلى طرح نقاط سبق التوصل إلى اتفاق فيها.
وكان كاتس، قد قال أمس الأربعاء، خلال زيارة إلى محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الذي تحتله “إسرائيل” على الحدود بين قطاع غزة ومصر: إن “السيطرة الأمنية على غزة ستبقى في أيدي “إسرائيل”، وستكون هناك مساحات أمنية ومناطق عازلة ومواقع سيطرة بالقطاع”.
فيما قال نتنياهو، لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية: إنّ “الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس تماماً”.. مشيراً إلى أنّ “إسرائيل لن تقبل بوجودها على حدودها”.
ونقلت قناة “آي 24 نيوز” عن والد أسير صهيوني، قوله: إن فريق ترامب يعلم أن نتنياهو يعرقل إتمام صفقة غزة.. مؤكداً أنه مهتم بصفقة جزئية حتى يتمكن من مواصلة الحرب فى غزة.
وأشار إلى أن حكومة نتنياهو لا تريد حديثا عن اليوم التالي ولا وقفا للقتال بل حكما عسكريا لغزة.
وتصاعدت وتيرة الاتهامات المتبادلة بين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس، إثر اتهام الأخير للأول بـ”تخريب” مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
ويوم الأحد الماضي، اتهم غانتس، نتنياهو، في كلمة متلفزة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية بـ”تخريب” مفاوضات الصفقة.. منتقداً حديث نتنياهو مع وسائل إعلام أجنبية بشأن الصفقة الجاري بلورتها مع حماس.
وقال غانتس: “نحن في أيام حساسة، الحياة والموت حقا يتحكم فيهما اللسان”.. مضيفاً: “كما قال نتنياهو نفسه قبل أسبوع واحد فقط كلما تحدثنا أقل، كلما كان ذلك أفضل، بينما المفاوضون يعملون، نتنياهو يخرب المفاوضات من جديد”.
كما خاطب غانتس نتنياهو في بيان جديد.. قائلا: “نتنياهو، لا تكن جبانا، خفت من تفكيك الائتلاف، وفقط بفضل إصرار غانتس تمكنا من إعادة أكثر من 100 مختطف (محتجز) إلى هنا”.
وأضاف بيان غانتس: “نتنياهو، لقد أفسدت سابقا فرصة التوصل إلى صفقة لتحرير المختطفين خوفا من انهيار الائتلاف، لن نسمح لك بفعل ذلك مرة أخرى بينما هناك صفقة حقيقية على الطاولة”.
وبحسب تصريحات مصادر مُطلعة لوسائل إعلام العدو الصهيوني، يسعى الكيان الصهيوني إلى صفقة من قسمين؛ صفقة “إنسانية” (تشمل النساء والجرحى وكبار السن)، يعقبها صفقة أخرى تؤدي إلى إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الصهيوني من قطاع غزة.
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على “استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة المقاومة الإسلامية حماس على انسحاب كامل للعدو الصهيوني من القطاع ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
ويحتجز العدو الصهيوني في سجونه أكثر من 11 ألف فلسطيني، فيما يُقدر وجود 100 أسير صهيوني بقطاع غزة، فيما أعلنت حركة حماس هم مصرع عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية صهيونية.
وتقلصت فرص التوصل لاتفاق هدنة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس بشأن الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وذلك بسبب العقبات فيما يتعلق بأسماء وأعداد الأسرى الفلسطينيين والرهائن الصهاينة المتوقع الإفراج عنهم خلال مراحل الصفقة.
وعلى الرغم من تأكيد جميع الأطراف وجود تقدم في المفاوضات التي يديرها الوسطاء؛ إلا أن هذا التقدم طفيف للغاية، ولم يحقق أي انفراجه يمكن البناء عليها من أجل الإعلان عن البدء في المرحلة الأولى من التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين.
ويرى مراقبون وخبراء، أن “التقدم الذي تشهده مفاوضات التهدئة بين طرفي القتال بغزة بطيء للغاية، ولا يمكن أن يؤدي لاتفاق للتهدئة بين حركة حماس والكيان الصهيوني خلال الفترة القريبة المقبلة”.. مبينةً أن الطرفين بحاجة لمزيد من الوقت للتوصل لاتفاق.
ويؤكد المراقبون والخبراء أن الكيان الصهيوني لا يتوقف عن وضع شروط جديدة في كل جولة للمفاوضات، خاصة ما يتعلق بملف الرهائن بغزة والأسرى الفلسطينيين في سجونه.. مشددًا على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرغب بتقليل تكلفة الإفراج عن الرهائن.
ويشيرون، إلى أن “نتنياهو غير معني بالتوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، ويستغل وضع الحركة السياسي الضعيف لفرض إملاءاته وشروطه على المجتمع الدولي والمنطقة بأسرها”.
وتتسارع خلال الساعات الأخيرة وتيرة الأخبار والمعلومات المتداولة عن قرب التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط أجواء وصفتها جميع الأطراف، حماس وحكومة العدو الصهيوني والوسطاء، بالإيجابية، فيما يُمني الفلسطينيون والصهاينة أنفسهم باتفاق يُنهي تلك المعاناة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ورغم تلك الأجواء الإيجابية التي يعتبرها البعض هي الأفضل منذ بداية الحرب، والمدفوعة بحزمة من المحفزات والمخاوف، إلا أن التعويل عليها للتوصل إلى اتفاق نهائي مسألة غير محسومة، في ظل وجود شخصية مثل بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة التي يسيطر عليها اليمين المتطرف، الذي اعتاد عرقلة مثل تلك التحركات بإشهار ورقة الانسحاب من الائتلاف الحكومي في وجه رئيس الوزراء المأزوم.
وقالت حماس على لسان قياديها: إن الاجتماعات التي استضافتها الدوحة والقاهرة مؤخرًا كانت بنّاءة، وأن الأجواء أكثر إيجابية ممّا كانت عليه سابقًا.. لافتة إلى أن مشاركة الحركة في تلك الجولة تتميز بالمرونة والتعاطي بنظرة أوسع لإنهاء الحرب.
وبينما يبلغ مسار المفاوضات مستويات متقدمة، يواصل جيش العدو الصهيوني حرب الإبادة والتهجير والتجويع بحقّ عشرات الآلاف من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، لليوم الـ75 على التوالي، حيث محاصرة سكان جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا منذ الخامس من أكتوبر الماضي، ما أدى إلى ارتقاء أربعة آلاف شهيد وإصابة 12 ألف آخرين، فضلًا عن اعتقال أكثر من 1750 فلسطينيًا.
السياسية – مرزاح العسل