هذه 5 تعديلات على نظام حياتك تبطئ الشيخوخة وتطيل العمر
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
على الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إلا أن هناك عادات بسيطة يمكن أن تساعد في إبطاء عمليات الشيخوخة وإطالة العمر.
وهنا، تخبر الدكتورة نيروسا كوماران، المدير الطبي في "عيادة لندن لطول العمر"، بخمس طرق بسيطة للعيش لفترة أطول وأكثر صحة.
النظام الغذائي
تم ربط تناول كميات أقل من اللحوم والمزيد من النباتات بمجموعة من الفوائد الصحية، بدءا من تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلى تحسين صحة الأمعاء.
أحد أسباب ذلك هو أن النباتات تحتوي على خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
يعد الالتهاب المزمن سمة مميزة للشيخوخة ويعتقد أنه مسؤول عن مجموعة كبيرة من الأمراض المرتبطة بالعمر.
وتقول كوماران: "لتحسين طول العمر، تعد معالجة مشكلات مثل العمليات الالتهابية في الجسم والإجهاد التأكسدي أمرا بالغ الأهمية".
بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الكثير من النباتات يعزز تنوع الميكروبيوم المعوي، وهو المصطلح الذي يشير إلى تريليونات من الحشرات التي تعيش داخلنا.
تم ربط الميكروبيوم المتنوع بتعزيز قدرة الجسم على هضم الطعام، وتقوية جهاز المناعة، وتحسين وظائف المخ، وحتى تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
وأضافت كوماران: "إن صحة الأمعاء المثالية تعد أيضا أمرا بالغ الأهمية لتحسين صحة الفرد وطول عمره، يمكن أن يساهم الميكروبيوم غير المتوازن، بشكل مباشر في حدوث التهاب في الجسم".
وتابعت: "الفواكه والخضروات تحتوي بشكل طبيعي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة والكوليسترول، إن إدراجها في نظامك الغذائي بدلاً من الوجبات السريعة واللحوم المصنعة يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".
وأوصت بشراء اللحوم ذات النوعية الجيدة وعدم الإفراط في تناولها، لأن الإفراط في تناول الأصناف الحمراء والمصنعة قد يغذي الالتهابات ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
الأسماك الزيتية، مثل السلمون والماكريل، هي أيضًا "مفيدة للغاية" لتعزيز العمر.
والدراسات ربطتها بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والالتهابات، فضلاً عن تحسين الصحة الهرمونية وامتصاص الفيتامينات ووظائف المخ.
ممارسة الرياضة
يعلم الجميع أن ممارسة الرياضة أمر بالغ الأهمية للصحة الجيدة، سواء كان ذلك المشي السريع أو السباحة أو لعب التنس.
تزيد السمنة المفرطة من خطر الإصابة بمجموعة كبيرة من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان.
كما تعمل التمارين الرياضية على تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وقوة العضلات والعظام وتقليل الالتهابات.
بالإضافة إلى هذه الفوائد الجسدية، تدعم ممارسة الرياضة الصحة العقلية من خلال تحسين الحالة المزاجية وخفض مستويات التوتر والقلق.
لا تحتاج إلى قضاء ساعات في صالة الألعاب الرياضية أو المشاركة في سباق الماراثون، ولكن من المهم القيام بالتمارين الهوائية، مثل الركض أو ركوب الدراجة، بالإضافة إلى تدريبات القوة.
ولكن هناك بعض التمارين التي يمكن أن تحافظ على نوعية الحياة، وتشمل هذه تقوية عضلات الجزء العلوي من الساقين والذراعين، وكذلك الوركين والكتفين وعضلات قاع الحوض، التي تدعم الأمعاء والمثانة.
الإقلاع عن التدخين
ويعد التدخين أحد أكبر أسباب المرض في بريطانيا، ويرتبط بنحو 76 ألف حالة وفاة سنويا، بما في ذلك سرطان الرئة والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
لذا فإن الإقلاع عن التدخين أمر مهم لتعزيز فرص العيش بصحة أفضل ولفترة أطول.
بعد عام واحد من الإقلاع عن التدخين، يكون خطر إصابة المدخن السابق بنوبة قلبية هو نصف خطر إصابة المدخن.
وبعد 10 سنوات، يصبح خطر الوفاة بسبب سرطان الرئة نصف نظيره لدى المدخنين.
استمر في التواصل الاجتماعي
إن عيش حياة أكثر صحة لا يقتصر فقط على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية وتناول الخضروات، بل من المهم أيضًا البقاء على اتصال مع الآخرين.
يعتبر التواصل الاجتماعي أمرا حيويا لصحتك الجسدية والعقلية، وقد ثبت أنه يخفف من الاكتئاب والقلق والتوتر ويحسن المزاج.
النوم الكافي والتقليل من التوتر
يعد الحصول على قسط كاف من النوم وإدارة مستويات التوتر أمرا حيويا للعيش لفترة أطول.
خلال الدورة الثالثة من دورات النوم الأربع، يقوم الجسم بإصلاح نفسه جسديا، مما يعزز جهاز المناعة والعظام والعضلات والأنسجة.
أظهرت الدراسات أن أولئك الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يواجهون خطرا أكبر للإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسمنة والاكتئاب.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: القلب والأوعیة الدمویة بأمراض القلب خطر الإصابة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الدائرة تضيق
مع اتساع الحلم في بداية النشأة الأولى وتعدد الرؤى والآمال والمطامح والأماني، تتسع الدوائر وتكبر، فما بين مسافة نور تسحبه الشمس رويدًا رويدًا إلى آخر زاوية للظل، تبدأ مسافة الألف ميل تتقلص، وكأن كل ما تم بذله وتحقيقه والمراهنة على بقائه واستمراره يتراجع شيئًا فشيئًا. قال الله تعالى: «الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير» (الروم: 54)، فما بين فترة الضعف الأولى وفترة الضعف الثانية، ثمة مسافة زمنية تتسع لذات الأحلام والأماني والطموحات. تطول هذه المسافة لتستهلك كل القوة التي وهبها الله للإنسان لإعمار الأرض. ومع أنها طويلة جدًا من العمر الأول (مرحلة الصبا) إلى العمر قبل الأخير (مرحلة الشباب والفتوة والرجولة)، هذه المرحلة الثائرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تبدأ بعدها المرحلة الأخيرة التي تستجمع ما تبقى من قوى لعلها تسعف هذا الجسم المنهك من الجهد المضني ليُتكئ على رجله الثالثة «العصا».
في هذه الفترة، ثمة تصارع مستمر بين عمري الإنسان: العمر البيولوجي والعمر الزمني. هذا الصراع هو الذي ينهك العمر البيولوجي أكثر من العمر الزمني. فقد يكون عمر الإنسان الزمني (60 عامًا)، ولكن عمره البيولوجي أقل من ذلك انعكاسًا لمجموعة الأمراض التي يعاني منها، ومجموعة الانتكاسات والظروف القاسية التي يمر بها. ومع ذلك، لا يزال يتسلح بأمل «إن غدًا لناظره قريب»، وثمة قرب قد يكون أقسى من سابقه. والإنسان يجاهد حتى لا تضيق به الدوائر التي تحيط به من كل صوب: دائرة الفقر، ودائرة المرض، ودائرة تأزم العلاقات، ودائرة عدم تحقق الآمال والطموحات، ودائرة الصد والرد من القريب والبعيد، حتى يكون قاب قوسين أو أدنى من مرحلة «ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة» حسب نص الآية الكريمة، حيث تعود الحالة إلى مربعها الأول {الله الذي خلقكم من ضعف...}. هنا لم تعد هناك دوائر كثيرة تترك لهذا الإنسان فرصة الاختيار. حيث لا خيارات متاحة، هي دائرة واحدة تضيق أكثر فأكثر. فلا رغبة في جديد تبدأ مرحلة تأسيسه الآن، ولا رغبة في إنشاء صداقة جديدة، فكل الصداقات التي كانت كانت مجرد وسيلة لأمر ما، وقد تحقق هذا الأمر أو تعذر. ولا رغبة في حلم يدغدغ المخيلة، فكل الأحلام أصبحت فراغًا منسيًا. ما يتذكر منه لن يغري بما كان الحال قبل ذلك؛ لأن الشعور الآن هو أننا لا نريد أن ندخل في معترك فقدنا ملكيته بالفعل. فلا القوة هي القوة، ولا الصحة هي الصحة، ولا التفكير هو التفكير، ولا مساحة العطاء الممنوحة لنا من لدن رب العزة والجلال هي المساحة ذاتها كما كان الأمر مع بداية النشأة.
«الدائرة تضيق»، هنا، وحتى لا يُساء الفهم، ليس ثمة يأس يعيشه أحدنا لحالة خاصة، ولكن الأمر سياق طبيعي في حياة كل منا وصل إلى مرحلة «ضعفًا وشيبة». والمجازفة بالشعور خارج هذا السياق تبقى حالة غير مأمونة العواقب، كمن يحب أن يردد «أن العمر الزمني مجرد رقم» فيظل سابحًا في غيه، متناسيًا فيه فضل ربه، ومتجاوزًا بذلك العمر البيولوجي، وهو العمر الذي تقاس عليه الحالة الحقيقية لما يصل إليه الإنسان في مرحلة «ضعفًا وشيبة». ولذلك، فلا مغامرة مقبولة ومستساغة في مرحلة «ضعفًا وشيبة». فهل ننتبه؟ أو ينتبه أحدنا لذلك؟ هنا تكمن المشكلة، ويكمن الحل أيضًا.