عدسة النقبي توثّق حياة الشعوب
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
خولة علي (دبي)
أحمد النقبي، فنان فوتوغرافي إماراتي لم تقتصر مهاراته في التصوير على نمط واحد، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال أعماله الفنية المميزة التي التقطتها عدسته، ورغبته في التعرف على ثقافة الشعوب وطقوسها، ما دفعه إلى خوض تجربة الاقتراب أكثر من مجتمعات تصون موروثها وأصالتها، وتمارس حياتها في بيئة تغلب عليها البساطة، لتروي كل صورة حكاية عن مواقع وأحداث صاغت مختلف المشاعر التي يمكن أن يستخلص منها تجاربه الثرية، ويوثّق من خلالها تراث شعوب.
إحساس المصور
يشير المصور أحمد النقبي، إلى أن تصوير حياة الناس له طابع خاص يلامس إحساس المصور، الذي ينقله إلى الملتقي. فحياة الشعوب مليئة بالقصص والأحداث والمواقف التي لا يمكن أن تتجاهلها كاميرات المصورين، بالإضافة إلى نمط الحياة اليومية التي تعيشها شعوب لا تتوقف عن وتيرة العمل، لتوفر قوت يومها، من الصباح الباكر حتى غروب الشمس، ليعم السكون والصمت المكان مع عتمة الليل.
عشق التصوير
ومن خلال رحلاته وجد النقبي، أن معظم الشعوب محبة للصور، واصفاً مدى سعادة الكثيرين، وهم يقفون أمام الكاميرا بلهفة استعداداً لالتقاط صورة لهم، مؤكداً أن مجالات تصوير الحياة اليومية كثيرة وأفكارها متعددة، لكن الأمر يتوقف على رؤية المصور في قراءة المشهد. كما أن المصور يسهم في نقل ثقافة مجتمع ما وطقوسه، ما يجعله وسيلة لنشر المعرفة والتعريف بعوالم بعيدة منزوية في غابات أو أدغال، وشعوب تعيش يومها وفقاً لظروف الحياة وطبيعة بيئتها التي فُرضت عليها.
عادات وتقاليد
من التفاصيل التي تجذب اهتمام النقبي كمصور لحياة الشعوب، اختلاف الملابس التقليدية لكثير من البلدان، كما أن عادات بعض الشعوب تكاد تندثر باسم الحضارة والتطور، كذلك المهن اليدوية التي تراجعت إلى حد كبير، وإن كانت بعض الشعوب تحتفظ بجزء منها ولا تستغني عنها. ولا يتجاهل النقبي مهرجانات واحتفالات الشعوب، وفرحة الكبار والصغار بطقوسهم الثقافية والشعبية والدينية، مؤكداً أن الصورة تعتبر محتوى لإنشاء مكتبة خاصة بهذه المناسبات، والمشاركة بها في المعارض ومسابقات التصوير الدولية.
مواقف لا تنسى
ويقول النقبي: من المواقف التي تركت أثراً بداخلي، كانت في الهند بمنطقة «كارجيل»، حيث كنت أحمل كاميرا فورية، واجتمع حولي أهالي المنطقة لالتقاط صور لهم وطباعتها في الحال. وفي موقف آخر، وخلال التصوير في قرية هندية نائية، فؤجئت بزوجين بعد تصويرهما أرادا استضافتي في بيتهما لاحتساء كوب من الشاي، وأصرا على هذا الأمر، ما أكد لي مدى كرم هذه الشعوب بالرغم من بساطتها.
رحلات مصورة
من أهم الرحلات التي قام بها أحمد النقبي لتصوير حياة الشعوب، كانت بالهند والنيبال وأندونيسيا والفلبين والمغرب، ما أثرى حصيلته بالفنون البصرية التي تكشف عن عمق حياة وثقافة هذه الشعوب من خلال مشاهد فنية مصورة. كما شارك في معرض «إكسبوجر» للتصوير الضوئي، ومعارض تصوير أخرى بمشاركة جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، ويطمح إلى إصدار كتاب مصور لرحلاته الخاصة، ونشره بشكل واسع على مستوى العالم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التصوير التصوير الفوتوغرافي فن التصوير أحمد النقبي حیاة الشعوب
إقرأ أيضاً:
الإمبراطورية العُمانية.. تاريخ مُشرق
الإمبراطورية العُمانية امتدت عبر التاريخ من سواحل إفريقيا وحتى سواحل الهند، وهو ما يُؤكد قدرة الإنسان العُماني على التواصل الحضاري مع مختلف الشعوب وتكوين العلاقات التجارية والاجتماعية والسياسية؛ إذ إنَّ التاريخ يسجل العلاقات العُمانية بالدول المطلّة على سواحل إفريقيا والمناطق المجاورة لها وسواحل المحيط الهندي والخليج، وصولًا إلى الصين.
ولقد كان لعُمان دور بارز سياسيًا واقتصاديًا وحضاريًا عبر العصور، كما كان لها دور في نشر الحضارة الإسلامية والدين الإسلامي في أفريقيا، الأمر الذي جعل هذه الدول تتأثر بشكل كبير بالتراث العُماني.
ولقد استفادت عُمان من موقعها الجغرافي في نقطة تقاطع برية وبحرية لدول شرق أفريقيا والمحيط الهندي والخليج عبر التاريخ؛ وهو ما جعلها مركزًا اقتصاديًّا وسياسيًّا، ووطَّدَ الروابط التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية والإنسانية مع الدول الأخرى والحضارات الأخرى، وتواصل عُمان هذا النهج عبر تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة وإعلاء قيم التسامح والسلام.
إنَّ هذا الانتشار والتأثير الكبير للإمبراطورية العُمانية عبر التاريخ شرقًا وغربًا لم يكن انتشارًا أو تأثيرًا بالقوة؛ بل كان تأثيرًا نابعًا من منطلق التعامل الحسن وتوطين العلاقات مع الشعوب الأخرى، ونظيرًا لما شهدته هذه الشعوب من حُسن معاملة العُمانيين وخاصةً التُجّار والبحّارة الذين جابوا الكثير من الدول، وساهموا بشكل كبير في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية.