الجالية اليهودية في إيطاليا تحاول منع مظاهرة لدعم فلسطين في ذكرى الهولوكوست
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
دعت حركة الطلاب الفلسطينيين في إيطاليا والجالية الفلسطينية في روما والتجمع الديمقراطي الفلسطيني، للوقوف في مظاهرة كبرى دعما لفلسطين وقطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتم تحديد يوم السبت 27 يناير لها والتي سوف تنطلق من ساحة فيتوريو مانويلي باتجاه ساحة سان چيوڤاني.
ويصادف ذلك اليوم ما يسمي اليوم العالمي لذكري الهولوكوست والذي يقوم اليهود في أنحاء العالم بإحياء ذكري ضحايا النازية، الأمر الذي خلق جدلا واسعا، بسبب الإعلان عن تنظيم مظاهرة مؤيدة للشعب الفلسطيني تحت شعار “ أوقفوا الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ”، في هذا التوقيت الخاص بذكرى اوجاع اليهود.
وما أن تم الإعلان عن المظاهرة حتي بادرت الجالية اليهودية في إيطاليا بإعلان اعتراضها علي تنظيم المظاهرة في ذلك اليوم ومطالبة السلطات الإيطالية بضرورة إلغاء التصريح الممنوح للمنظمين وتوالت ردود فعل قيادات الجالية اليهودية وبدأوا في شن حملة إعلامية موسعة ضد المظاهرة بهدف استجداء المجتمع الإيطالي.
وكان قد جاء علي لسان رئيس الجالية اليهودية بروما "ڤيكتور فضلون" : أن التظاهرة المؤيدة لفلسطين والمزمع تنظيمها في يوم ذكري المحرقة تشكل هزيمة للجميع نفهم كيف كان من الممكن منح التفويض في يوم الذكري .
وأضاف فضلون: "إننا نطالب بالمسؤولية والحس السليم. وتتخذ المؤسسات القرار الوحيد الممكن: قول لا للمسيرة المعادية للسامية في يوم الذكرى"، مذكرًا كيف "شاهدنا مبادرات مماثلة تتحول إلى مسيرات مليئة بالكراهية ودعوات بتهمة قتل يهود وحرق أعلام إسرائيلية والاعتداء على ضباط".
ووصف فضلون التصريح بالموكب بأنه "لا يمكن تفسيره أيضًا بسبب العواقب المحتملة على النظام العام والأمن في روما.
أما رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في إيطاليا نويمي دي سيجني لم يختلف كثيرا عن فضلون والذي أضاف أن علي إيطاليا أن تتذكر ما عانته من ويلات الفاشية محذرا من مغبة المضي في تنظيم تلك المظاهرة .
تصريحات من إيطالياوفي تصريح خاص من ايطاليا للإعلامي إكرامي هاشم وردا علي الادعاءات اليهودية أعرب الدكتور يوسف سليمان رئيس الجالية الفلسطينية في روما ولاتسيو عن دهشته من الاعتراضات التي تبديها الجالية اليهودية علي المظاهرة علي الرغم من أن شعارهم دائما في ذلك اليوم هو " حتي لا ننسي" فلماذا لا يريدوننا تذكير العالم بما يحدث للفلسطينيين اليوم علي الرغم من أنه يعد تكرارا لما حدث معهم مسبقا .
وأردف سليمان أن الفلسطينيين ليس لديهم أيه مشكله مع اليهود كديانة وأن الفلسطينيين يظهرون كامل الاحترام لليهود كطائفة دينية بل إنهم متعاطفون مع ضحايا المحرقة بل أنه كان يتمني أن تشارك الجالية اليهودية في تلك المظاهرة تعاطفا مع أبناء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية ويمارس عليه أبشع أنواع المجازر والتي لا تقل عما تعرض له اليهود في زمن المحرقة فكان عليهم المشاركة حتي لا يتكرر ما حدث معهم مع الشعب الفلسطيني.
وأكد في حديثه أن الصراع ليس صراعا دينيا بالمرة وأن الفلسطينيين يناضلون من أجل بناء مجتمع ودولة ديمقراطية تسع الجميع وتحتضن كل الأديان بنفس الحقوق والواجبات وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل وعلي لسان رئيس وزراؤها نتنياهو الذي يتباهى بأنه منع قيام دولة فلسطينية حتي الآن علي الرغم من مطالبات العالم بحل الدولتين.
أما عن التصريح بالمظاهرة أكد سليمان أن حق التظاهر يكفله القانون والدستور الإيطالي ولا يوجد ما يمنع التظاهر في ذلك اليوم وبناءا عليه تم السماح بالتظاهر في ذلك اليوم .
وعن ما إذا رضخت السلطات الإيطالية للضغوط اليهودية وقامت بإلغاء المظاهرة ؛ عبر سليمان بعبارة " نتمنى ألا ترضخ " مضيفا أنه يثق في احترام السلطات ومؤسسات الدولة الإيطالية للدستور خاصة بأن المظاهرة ليست موجهه ضد اليهود بل ضد الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجالیة الیهودیة فی ذلک الیوم الیهودیة فی فی إیطالیا
إقرأ أيضاً:
الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن شركاء الأيام الصعبة
وفي سرده لحكايته في حلقة 2025/3/31 من برنامج "قصتي"، أوضح سليمان أنه ولد في فترة تحولات كبيرة داخل وخارج سوريا، وهو يرى أن هذه التحولات أثرت عليه وعلى جيله الذي يصفه بأنه "أبناء عدم الاستقرار"، لأنهم كلما شعروا ببناء شيء تهدم عليهم.
وقد أثرت نكسة يونيو/حزيران 1967 في معنويات سليمان وجيله، وهو يقول إنه لمس الأثر الكبير لهذه الهزيمة على أمه وأبيه الذي كان مناضلا في حزب البعث الاشتراكي لكنه لم ير في حياته إلا الهزيمة وغياب العدل.
ومع شعوره بعدم القدرة على تحقيق أحلامه في الحياة، قرر والد سليمان أن ابنه البكر سيقوم بهذا الأمر نيابة عنه، وهو ما وضعه تحت ضغط كبير بسبب هذه "المبالغة" الأبوية.
مغادرة بيت الأهللذلك، غادر سليمان بيت أهله مبكرا وكان ينام في الحدائق حتى التحق بعمل في واحدة من المطابع التي كان ينام بداخلها أيضا وهو ما ساعده على القراءة في مختلف المجالات.
وإلى جانب هذا الحالة، كان سليمان يحب المسرح والتمثيل، الأمر الذي حال دون تفوقه في التعليم مما جعل والده يشعر بأن مشروعه هو الآخر قد فشل كما فشلت الاشتراكية والوحدة العربية.
لكن هذا المآسي والتجارب المريرة التي عاشها سليمان، كان لها دور بلا شك في صقله والوصول به إلى ما وصل إليه من نجاح في عالم الفن، كما يقول.
إعلانويعتبر سليمان أن نجاحه في مسرحية "أغنية على الممر" للكاتب المصري علي سالم، أواخر ستينيات القرن الماضي، كانت عاملا فاصلا في قراره أن يكون ممثلا بعد أن قرأ اسمه في الصحف ولمس استقبالا جميلا من الجماهير له.
وفي هذا التوقيت، تم افتتاح معهد عال للفنون المسرحية بسوريا ومن ثم أصبح طالبا بهذا المعهد بعد فترة قصيرة جدا من قراره التوجه للتمثيل.
وفي أغسطس/آب 1988، حصل سليمان على درجة الماجستير في الإخراج المسرحي من جامعة ليدز البريطانية، ليعود بعدها إلى دمشق مدرسا بمعهد الفنون المسرحية. وتقول حلا عمران -التي كانت طالبة عنده- إنه كان صارما جدا.
ولم ينكر سليمان هذه المسألة، ويقول إن التدريس للممثلين يجعلك تحتك بهم على كافة المستويات الثقافية والنفسية والأخلاقية والدينية، وهو ما يعني أنه ستتعامل مع كل ما هو نبيل وكل ما هو وضيع فيه.
وفي هذا الوقت، كان سليمان يؤمن معاشه من عمله في الإذاعة والتلفزيون لأنه لم يكن يحصل على مقابل مادي من المعهد، لكنه قرر بعد نحو 14 عاما التفرغ للتمثيل عندما شعر بأن المعهد قد تغير "ولم يعد يشبهه".
التفرغ للتمثيلوبعد مجموعة من الأفلام والمسلسلات البسيطة، شارك سليمان في مسلسل "اختفاء رجل" الذي حقق نجاحا باهرا في سوريا، حسب قوله.
وعمل سليمان في عدد من المسلسلات المهمة للمخرج السوري الراحل حاتم علي، الذي يقول إنه تجاوز من سبقوه إلى الإخراج، فقد لعب أدوارا في ربيع قرطبة، وملوك الطوائف، والتغريبة الفلسطينية وغيرها.
ويشعر سليمان بالنجاح عندما يستوقفه شاب صغير ويتحدث معه عن أي من أدواره في هذه الأعمال التي يفوق عمرها عمر هؤلاء الشباب.
ويعتقد أن من أصعب أنواع النضال هو الاهتمام بقضايا الوطن والمجتمع والفقراء، والدفاع عن كفاح الناس ضد الفقر والإهانة والظلم.
وكان سليمان مرتبطا بمقهى "الروضة" الشعبي في دمشق، والذي يقول إنه كان ملتقى الفنانين والممثلين وإنه شهد ولادة الكثير من الأفكار وتوقيع الكثير من العقود.
إعلانلكنه يقول إنه عندما يسأل أصدقاءه الموجودين في دمشق حاليا عن المقهى يخبرونه بأنه قد تغير وأن الناس لم يعودوا هم الناس الذين كانوا يجلسون عليه.
ورغم نجاحه الكبير في مصر، يؤكد سليمان أنه لم يكن يخطط للانتقال إليها مهنيا غير أنه اضطر لذلك بعد حوار أجراه عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق اللبناني.
ففي هذا الحوار، يقول سليمان إنه تحدث عن ضرورة تخلي حزب البعث السوري عن فرض الوصاية السياسية على لبنان، وبعدها لم يعد هاتفه يتلقى أي اتصال للمشاركة في أي عمل.
الانتقال لمصروفي خضم هذه الأزمة، تلقى سليمان عرضا من المخرج المصري إسماعيل عبد الحافظ يعرض عليه المشاركة في مسلسل "حدائق الشيطان"، الذي مثَّل انطلاقته الفنية في مصر.
وكان سليمان مترددا بالمشاركة في هذا المسلسل، ولم يكن يشعر بأنه سيجد نفسه في هذا النوع من الدراما، ومع ذلك فقد حقق العمل نجاحا مدويا وكان سببا في فتح الباب أمام كثير من الممثلين العرب للمشاركة في أعمال مصرية.
ويرى سليمان أن الثورة السورية ما كانت لتندلع لولا الثورة المصرية، وهذا الحشد الذي تجمع في ميدان التحرير. ويقول إنه تلقى اتصالا يخبره بأن ما جرى من النظام ضد المتظاهرين في درعا غير مقبول.
وقد أصدر سليمان -ضمن مجموعة من الفنانين- بيانا يقدم مقترحا لاحتواء ما يحدث في سوريا لكن هذا البيان قوبل برفض شديد من نظام بشار الأسد.
وتعرض سليمان للترهيب والتهديد، حتى اقتحم الأمن السوري منزله في 2012 ودمره بشكل كامل. لذلك، يقول سليمان إنه لم يجد مكانا أفضل من مصر ليأمن فيه على نفسه وأسرته خصوصا أنه كان مستقرا مهنيا فيها ويحظى بحفاوة وحب شعبي يؤكد أنه سيبقى معه بقية حياته.
ويؤكد سليمان أن على الفنانين والمثقفين ألا يتخلفوا عن ركب شعوبهم، وأن يسجلوا حضورهم في المواقف التاريخية لأنهم أصحاب تأثير، ويقول إنه لم يكن بجوار والديه في أيامهما الأخيرة ولم يتلق عزاء أي منهما، فضلا عن مصادرة كل أملاكه.
إعلانولا يخفي الفنان السوري ولعه بفصل الشتاء ويقول إن لديه شغفا بصوت الرعد. كما أن لديه شغفا بالزراعة ويظهر ذلك جليا في حديقة منزله، وهو يتخيل أنه سيقضي أواخر حياته بين الطيور والأشجار.
وبعد عودته لبلاده إثر سقوط الأسد، يقول سليمان إنه بدأ فصلا جديدا من حياته لم يكن يتوقع أن يصل إليه، لكنه جاء ليبدأ دورة جديدة في تاريخ الفن والثقافة السورية.
31/3/2025