أعياد الأقباط في مصر.. طقوس بمذاق يختلف عن أي مكان بالعالم
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
مع حلول شهر يناير من كل عام، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعدة مناسبات هامة مثل عيد الميلاد المجيد، وعيد الغطاس المجيد، وعلى الرُغم أن هذه الأعياد دينية بحتة إلا ان الاحتفال بها في مصر يعني أنك ستتذوق طعما يختلف عن الاحتفال بنفس المناسبىة في لأي دولة من دول العالم.
تتجلى عوائد المصريين وبصمتهم في جعل الاحتفال مختلفا هو عيد الغطاس المجيد، فيقول الشاعر الراحل عبد الرحمن الابنودي في مقطع فيديو انتشر له اثناء احتفالات الاقباط بعيد الغطاس 2024 اذ روى كيف كان يحتفل وهو صغيرا برفقة زملاؤه مسلمين ومسيحيين بـ(البلابيصا) والبرتقال والقصب، في مناسبة عيد الغطاس.
وبصمة المصريين واضحة جدًا في عيد الغطاس المجيد، فالمصريين ربطوا بين (اكلة القلقاس) والعيد في مشهد لم يحدث من قبل، اذ ربطوا ببينها وبين المسيحي الذي يُعمد حديثا، إذا ان القلقاس به مادة سامة وبطبخه في الماء تتحول هذه المادة السامة إلى نافعة، كشبه المسيحي الذي ينزل من رحم والدته يحمل خطية ادم – وفقا للعقيدة المسيحية، وبنزوله للماء في المعمودية المسيحية يصبح فردا نافعا للاخرين.
كما ربطوا بين القلقاس وراس يوحنا المعمدان أو يحيي بن زكريا حسب تعريب الاسم، والذي دفع حياته ثمنًا لتمسكه بالحق اذ واجه الوالى الادومي هيرودس، بجرمه اذ اعتقل اخيه وسجنه وتزوج بامراته.. ولذلك ربط المصريين بين هذه الواقعة بمثل شعبي يُردد بحلول كل عيد غطاس وهو (اللي مياكلش القلقاس في عيد الغطاس يصبح من غير راس).
وكذلك اعتاد الاقباط على تناول قصب السكر كبصمة شعبيا ايضا، اذ انهم ربطوا بين غمر المسيح في مياه نهر الاردن واقفا وبين القصب الذي يغمر واقفا اثناء زراعته.. كما كان للمصريين عاداتهم في ذلك العيد اذ كانوا يتجمعون مسلمين ومسييحن ليستحمون في مياه النيل في منتصف شهر البرودة وهو شهر طوبة الذي يُقال عنه ايضا المثل الشعبي (طوبة يخلي الصبية كركوبة)، وذلك احتفالات بالعماد الذي تم للمسيح بنفس الطريقة، وكانوا يتغنون باغاني البلابيصا وهي الفانوس المصنوع من البرتقال المجوف والذي كان ينير لهم الطريق للموضع الذين سيستحمون فيه لذلك اسموه بالبلابيصا وهي كلمة اصلها قبطي تشير إلى عري المستحمين في المياه، وكانوا يتغنون اثناء ذلك قائلين ليلتك يا بلابيصا....ليله هنا وسرور وفي ليلتك يا بلابيصا...حنو العصفور.. وكلمة حنوا العصفور هنا تشير لكثرة الزينة والحنة في هذا اليوم لدرجة ان العصافير يتم حنتها.
أسبوع الآلامأنه لم تتوقف بصمة المصريين عند عيد الغطاس فقط بل امتدت لاسبوع الالام ايضا الذي سوف تحتفل به الكنيسة القبطية الارثوذكسية في ابريل ومايو 2024، اذ ان المصريين اعتادوا على بعض العادات في ذلك الاسبوع تشبه عادات الصعيد في الاحزان وفقدان احد الاهل فيرتدي النسوة القبطيات الملابس السوداء متوشحات بغطيان سمارء للرأس، كما يتناول الفول النابت والطعمية بشكل دائم في الجمعة العظيمة حيث يعتبرون إنه ا اكلتهم المفضلة خلال الجمعة العظيمة ملقبينها بـ(الكفتة الصيامي) والاشد طغيانا على المشهد هو تناول البعض للخل اعتقادا منهم ان ذلك مشاركة للمسيح على الصليب ولكنه ليس الا بصمة شعبية لا علاقة له بالعقيدة أو الفكر المسيحي لذلك حاولت الكنيسة ان تنهى الافراد عن هذه العادة الشعبية لما لها من تاثير سلبي وضار على الكبد.
هذا والبصمة الاكثر شعبية هو الاستحمام بنبات الرعراع في مناسبة اربعاء ايوب السابق للجمعة العظيمة مباشرة، اذ اعتاد الاقباط على الاستحمام بذلك النبات ليصبح المستحم في نقاء جلد ايوب الذي شفي بامر الهي عقب فترة اختبار ضُرب بها المثل في التحمل الذي استغرق 40 عاما تقريبا.
صوم العذراء ومولد مارجرجس وأبو شنودةواحتفالات القديسين كذلك لها بصمات شعبية لا حصر لها تتجلي في الصعيد المصري ولعا ابرز ما يتجلى فيه بصمة المصريين في هذه الاحتفال مولد العذراء بدرنكة باسيوط ومولد مارجرجس بالرزيقات بالاقصر ومولد ابو شنودة في سوهاج وفي جميعهم يحرص الاقباط على تناول حلوى المولد من حلوى وحمص ومسليات ومقرمشات واقتناء جميعها في زيارات الاقرباء والمحيطين.
وكذلك اداء الترانيم التي ذات لهجة صعيدي بحتة مثل رشوا الورد يا صبايا رشوا الورد مع الياسمين رشوا الورد وصلوا معايا دي العدرا زمانها جاية وكذلك مارجرجس يا مليح ياللي حبيبك المسيح وغيرها من الاناشيد ذات الاصل القبطي أو المصري الاصيل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكنيست عيد الغطاس الإحتفالات عید الغطاس
إقرأ أيضاً:
بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس السيامة الكهنوتية للشماس بيشوي أبوالخير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس صباح اليوم الثلاثاء، البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، قداس السيامة الكهنوتية للشماس بيشوي أبوالخير، باسم الأب بولس، وذلك بكنيسة السيدة العذراء مريم، بالقنطرة غرب.
وقدم البطريرك الذبيحة الإلهية أيضًا لأجل نيافة الأنبا بولا شفيق، مطران إيبارشية الإسماعيلية ومدن القناة وتوابعها للأقباط الكاثوليك، لمرضه الشديد.
شارك في الصلاة الأنبا مكاريوس توفيق، المطران الشرفي لإيبارشية الإسماعيلية ومدن القناة وتوابعها للأقباط الكاثوليك، والأب أغاثون خير، وكيل المطرانية، والأب إغناطيوس حكيم، والأب بشاي إسحق، راعيا الكنيسة.
شارك أيضًا الأب روماني فوزي، مدير الكلية الإكليريكية، بالمعادي، والأب إبرام ماهر، نائب مدير الكلية، والأب هدية تامر، المرشد الروحي للأب بولس، وعدد من الآباء الكهنة، والرهبان والراهبات.
وفي كلمته، قال البطريرك: مسيرة كبيرة ليست للنهاية بل للبداية، لأننا نبدأ بالأسرة من تربية وتكوين ليس بالكلام ولا المعلومات بل بالمحبة والتواصل بين الأهل والإخوة، العائلة المباركة والتقية، خمسة إخوة بينهم اثنين مكرسين: الأخت كرستين من رهبنة يسوع ومريم القبطيات، والشماس بيشوي.
وأضاف الأب البطريرك: عدو الخير للأسف اليوم أراد هدم العائلة لخداع ولضعف الكنيسة بداية من العائلة، لكن يجب أن ننتبه أن عدو الخير يعمل في الظلام، ليفقد الإنسان رجاءه بل ويفقد الإنسان المحبة.
وتابع بطريرك الأقباط الكاثوليك: يظهر عدو الخير أشكال كثيرة، لكن نشكر الله أنه يوجد شهود للمسيح حتى الآن وسط هذا العالم، الممتلئين بنعمة الله، وليس مرتبط بالمكرسين أو المكرسات، بل هو دور كل معمد.
واستكمل : بعد رجوعي من الفاتيكان، نحاول معا، أن نجعل من الكنيسة رسولية ومبشرة وشاهدة للمسيح، وبالتالي مساعدة لحياة البشر.
وأكد البطريرك أن اليوم الشماس بيشوي، بدأ مسيرته مع الأنبا مكاريوس، ثم الأنبا دانيال الذي وافق على بعثته إلى روما، ثم الأنبا بولا أعطاه الإنجيلية، والآن أنا أعطيه خدمة الكهنوت. أعطيه خدمة الكهنوت وليس التسلط، وشعارك هو: «عالمٌ على مَن اتكلت»، كلمة عالم، تعني واثق وعارف من هو الذي أرسلني.
لذا نشارك في الاحتفال بسيامتك الكهنوتية كل العالم، ليس في مصر فقط، لأنها نعمة الله عليك. أشارككم اليوم بأن المعرفة الشخصية تبدأ بمعرفة شخص يسوع المسيح من خلال العلاقة معه، ثم تأتي تقدمة الذات.
ومن الملاحظ، إنني لم آتِ بكلمة عن الخدمة، لأن الخدمة تبدأ بتقدمة الذات والعلاقة الشخصية مع الآب أولًا، لأنه إن لم يكن هناك غذاء الروح فباطل إيمانكم.
وأشار بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك إلى الكهنوت نعمة شهادة لمحبة الله، على مثال المسيح، فأنا شريك مع الله بالخلاص، لأن من رآني فقد رأى المسيح، من سمع منكم فقد سمع مني. لذا يستخدمنا الله كأواني خزفية شهادة له، لمي يظهر هو وليس نحن.
كذلك العلاقة تسبق المعرفة تسبق الخدمة. عندما أكون كاهنًا، ليس لأجل المشروعات، بل لأجل أولا أن أقدم ذاتي، كل عمل أعمله يكون أولا لتقديم ذاتي لله، وبعد ذلك يكون للعالم أجمع، ليس للكنيسة الكاثوليكية فقط، بل دوري ككاهن أن أجذب الناس للمسيح، كل الناس.
اليوم ونحن نحتفل بالسيامة الكهنوتية، لابد أن نفرح من قلبنا، وليس فقط من الخارج، أهنئ الوالدين الذين زرعوا تلك المحبة في قلبه، والإكليريكية التي اكتشفوا قدرته للازدياد في المعرفة ليس فقط العلمية بل أيضا في المسيح، واليوم هو يتقدم ليكون شريكًا في مجمع كهنة إيبارشية الإسماعيلية وتوابعها للأقباط الكاثوليك.
وفي ختام كلمته، قال الأب البطريرك: لذا نطلب نعمة الروح القدس، ليصير كاهنا، كعطية وفرحة للكنيسة كلها. لا تخف كما بولس الرسول لأنك تتبع يسوع المسيح في قيوده كما في مجده. شارك يسوع في موته لتشاركه في قيامته.
وقرأ الكلمة الأب أغاثون خير وكيل الإيبارشية كلمة نيافة الأنبا بولا جاء بها:
أيها الابن العزيز في الرب الشماس بيشوي، النعمة والرحمة يتبعانك والسلام الفوقاني ليملأ قلبك، كم يعزّ علي عدم المشاركة لاعتلال الجسد! أصلي من أجلك اليوم وأنت تتأهب لاستقبال نعمة الكهنوت، عن يد صاحب الغبطة البطريرك إبراهيم أدام الله محبته وبحضور صاحب النيافة المحبوب الأنبا مكاريوس. إن نعمة خدمة الأنفس فائقة الزصف وفياضة بالبركات السماوية، طالما حافظت على ثباتك في المسيح وسلمت نفسك المسكينة لروحه القدوس كي يوجهها ويقودها إلى مافيه خلاص الأنفس. أعلم اليوم أنك طالما اخترت برّ المسيح، فلن يفتنك مجدٌ أرضي، بل ستواجه من الإضطهاد ما لا يمكن احتماله إلا بالنعمة الإلهية التي ينابيعها ثلاثة: اختيار الآب لك، وثباتك في المسيح، وشغفك بخلاص الأنفس. سلِّم على الجميع، أبارك ثم أبارك، الأنبا بولا.
وفي ختام القداس، ألقى الأب بولس أبوالخير كلمة شكر فيها الرب الذي رافقه خلال مسيرته التكوينية، كما شكر أيضًا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، الذي ترأس قداس السيامة الكهنوتية، معبرًا عن امتنانه لجميع من ساهم في تكوينه، حتى وصل ليكون خادمًا لمذبح الرب.
وبهذه المناسبة، يقدم المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر التهنئة للأب بولس أبوالخير، كما يتمنى له خدمة ورسالة مثمرة في حقل الرب، بمعونة وإرشاد الروح القدس.
الجدير بالذكر أن الأب بولس أبوالخير اتخذ الآية الكتابية القائلة:"لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ" عالم على من اتكلت (2 تيم 12/1)، كشعار لدعوته الكهنوتية.