جسر وادي نخلة نموذجا.. غياب الدولة يفتح شهية المبادرات المجتمعية لملء الفراغ (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من عدي الدخيني
مشروع جسر سائلة وادي نخلة الواقع بشرعب السلام شمال محافظة تعز جنوب غربي اليمن، أحد الجسور التي تكتسب أهمية كبيرة حيث يعتبر منفذ عبور يربط بين ثلاثة محافظات رئيسية (تعز- إب – الحديدة)، وشريان رئيسي يستفيد منه أكثر من نصف مليون نسمة بمختلف الفئات من مواطنين وتجار ومسافرين وخاصة المرضى.
وفي ظل الحرب للعام التاسع على التوالي، وتدهور الاقتصاد في اليمن، انطلقت العديد من المبادرات المجتمعية في القرى اليمنية لتلبية احتياجات الناس عبر إصلاح الطرقات وفتح أخرى بمناطق وعرة في وقت غابت فيها الدولة والسلطات المحلية والجهات المعنية التابعة لها.
ومن بين هذه المبادرات الناجحة، مشروع جسر نخلة، إذ يقول المهندس أحمد أنعم الحقطاني أحد أعضاء الفريق الهندسي، إن فكرة هذا المشروع انطلقت في العام 2021م، وبدء المواطنون بتناقل المشروع والتحرك الفعلي نحو التخطيط والتصميم والحصول على التمويل عن طريق التبرعات المجتمعية ودعم التجار لتمويل الدراسة، وإنزال الفرق الهندسية وعمل الرفوعات مساحية وتصميم الجسر واعتماده من الجهات الحكومية لبدء العمل.
العمل مستمر في جسر النخلةوأضاف القحطاني في حديثه لـ”يمن مونيتور”، أنه تم تنفيذ نصف المرحلة الأولى من هذا المشروع والمتمثلة بالأعمال الخرسانية من قواعد وركائز ومجنحات والتي تعتبر أهم مرحلة من المشروع، ويتبقى لاستكمال المرحلة الاولى عدة أعمال، من بينها رصف أرضية الجسر وبناء الجدران الساندة التي وسط السائلة.
وأكد أن “طول المشروع إجمالًا هو 194 مترًا، وبعرض إجمالي 10.76م، وصافي ارتفاع فتحة الجسر لمرور الماء 5.5م، وطول فتحة الجسر صافي لمرور حركة السيل 13م، وتطلبت أعمال التنفيذ أيضًا وجود جدران ساندة وسط المجرى (السائلة)، إلى جانب رصف أرضية السائلة بطول 30 مترًا وعرض 13 مترًا”.
“حلم لم يكتمل”
“لا وسيلة أمامهم لصد هذه السيول الجارفة إلى بيديهم عبر مبادرة مجتمعية عقد العزم على انجاحها من خلال بناء جسرًا للمركبات حين غابة الدولة”؟
يقول عبدالسلام محمد العامر ناشط وأحد القائمين على المشروع في حديثه لـ”مونيتور”: “جاء مشروع جسر وادي نخلة لتخفيف الكثير من معاناة السكان والمسافرين، بينما كنا في أمس الحاجة لهذا المشروع الحيوي الذي يعد من أبرز المشاريع المجتمعية القائمة في ظل غياب الدولة، التي راح ضحية هذه السائلة عشرات الأرواح وعشرات المركبات أثر السيول الجارية في الوادي، تنوعت الحوادث المؤلمة بين ضحايا بشرية ومادية متكررة ما أنتجت خسائر فادحة بالأرواح والمركبات، وقت مباغتتها العابرين فيه مع موسم الأمطار الغزيرة.
جانب من العمل في جسر النخلةوأضاف العامر “كنا في ماسة وبحاجة إلى إنشاء مثل هذا المشروع الحيوي الذي كان حلم الجميع، ولكن الحمدلله بتكاتف الجميع والمبادرات المجتمعية والتجار ومبادرة بعض رجال الأعمال من المنطقة تحقق جزء من الحلم الذي انتظرنه لسنوات طويلة، ويتبقى لاستكمال المرحلة الأولى عدة أعمال، من بينها رصف أرضية الجسر وبناء الجدران الساندة التي وسط السائلة، واستكمال جميع المراحل المتبقية”.
“سيول مباغتة وحوادث مؤلمة”
من جانبها، تقول الناشطة المجتمعية سميرة المهيوب وهي إحدى المستفيدين من هذا المشروع في حديث لـ”يمن مونيتور”: لقد تضرر الكثير من السائقين وخاصة عند عبورهم السائلة أثناء مباغة السيول الجارفة، موضحًا. ذهبت أرواح في هذه السائلة بسبب تدفق السيول أثناء موسم أمطار غزيرة، وتوقف حركة السير لمدة ساعات من الزمن، عانَ سكان هذه المناطق والعزل إلى الكثير من المخاطر التي فاقمة أكبر شريحة من المجتمع من المعاناة المستمرة.
وتنوعت ضحايا السيول الجارية في الوادي بحوادث بشرية ومادية متكررة، أنتجت خسائر فادحة بالأرواح والمركبات، وتتكرر الحوادث المؤلمة بسبب عبور المواطنين، وهذا ما يضاعف أعداد الضحايا في كل عام.
عبدالرحمن الصبري، المنسق الإعلامي لمشروع
حوادث مميتة وخسائر بشرية عند الأمطارجسر نخلة وأحد أبناء المنطقة يقول في حديث لـ”يمن مونيتور”: تحاصرنا سيول الأمطار ساعات طويلة، تصل أحيانًا لأيام متواصلة على جانبيه، وتتقطع السبل بالمسافرين ذهابًا وإيابًا لمناطقهم ومساكنهم، مما يضطرهم إلى الانتظار طويلًا حتى تنتهي عملية تدفق السيول في المجرى ليسمح لهم بالعبور الآمن
وأضاف الصبري، “ما يعيق المشروع حتى الآن، هو قلة التمويل، حيث إن المبالغ كبيرة، وتحتاج إلى تعاون وتكاتف الجميع، والمزيد من الدعم والجهود لاستكمال هذا العمل الاستراتيجي الهامّ الذي ينتظره أبناء العزل المستفيدة”.
“طوقَ نجاةٍ للمواطنين”
قصص مفزعة لا نهاية لها نتيجة السيول الجارية في وادي نخلة، حيث يعتبر إنشاء الجسر طوقَ نجاةٍ للمواطنين، يحميهم من طوفان سيول الوادي الجارفة التي حصدت عشرات الأرواح خلال السنوات الماضية.
الدكتور عبدالباقي محمد علقم مدير مركز بني الطبي يقول أيضاً، في حديثه لــ”يمن مونيتور”، “إن إنشاء جسر وادي نخلة يعتبر شريان حيوي سيخدم التجمعات السكانية المحيطة بالوادي والمسافرين”.
وأضاف “تصل إلينا حالات مفزعة وحرجة جدًا، البعض منها تحتاج إلى إسعاف مباشرةً نتيجة السيول المتدفقة من نواحي عديدة، ومع وعورة الطريق يصعب على السكان إسعاف الحالات المصابة نتيجة السيول”.
وتابع حديثه بالقول: “غالبية الحالات تنجي بصعوبة من تدفق السيول، ويصعب الأهالي من إسعافها، خاصة حالات الولادة المتعسرة التي تحتاج إلى عمليات طارئة والعديد من حالات الأمراض المزمنة.
أمين الوزف سائق مركبة يتحدث عن معاناته بالمرور من هذا الطريق بالقول: “مرينا في أصعب المراحل والتنقل في السفر عبر وادي نخلة، عانينا كثيرًا، 33 عام، وأنا سائقا في هذا الخط واجهنا الكثير من المخاطر والفزع، أدت إلى خسائر كبيرة بشرية ومادية، وانجراف المركبات.
وأضاف في حديثه لـ”يمن مونيتور”: “عند تدفق السيول يستمر توقف الخط لساعات طويلة، وفي أغلب الأحيان عندما تتعطل إحدى المركبات في مكان الجسر حاليًا كان يتم إغلاق الخط تمامًا، يكون هناك خيارين أمامنا لا ثالثهم، أما نضطر الانتظار طويلًا حتى يتم إصلاحها، أو نقوم بعبور طريق بديلة ما يقارب تبعد أكثر من كيلو نص لنخرج من هذا المأزق”.
وقد نفذت اللجنة المشرفة والقائمة على هذا المشروع المرحلة الأولى من المشروع والمتمثلة بالأعمال الخرسانية من قواعد وركائز، حيث بلغت التكلفة الإجمالية، بحسب التصاميم الهندسية وجداول الكميات الإنشائية، حوالي 455 مليون ريال يمني، بما يعادل 855 ألف دولار أمريكي (بسعر الصرف القائم في المنطقة).
“طفل يكمل الحلم”
وتعرض المشروع الكبير هذا لسلسلة توقفات بسبب قلة الدعم، لكن ذلك لم يمنع الطفل اليمني المبدع محمد فواز العامر (12 عاما)، من إطلاق مبادرة إنسانية ملهمة، تمكن خلالها خلال الأيام الماضية وعلى حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” من جمع جمع مبلغ 100 ألف ريالا سعوديا خلال 48 ساعة فقط، لصالح المشروع الذي يربط بين ثلاث محافظات يمنية، ويسهل حركة المواطنين والسلع والخدمات بينها.
استمرار العمل في جسر نخلةوأطلق الطفل محمد فواز العامر حملة تبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استطاع من خلالها أن يحظى بتفاعل واسع ودعم كبير من قبل النشطاء والمؤسسات والشخصيات العامة، الذين أشادوا بروحه الإنسانية وإبداعه في العمل الخيري.
وقد أعرب الطفل محمد فواز العامر عن سعادته وفخره بما حققه من إنجاز، وشكر كل من ساهم في نجاح حملته، مؤكدا أنه سيواصل جهوده في دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إب الحرب الطرق المبادرات المجتمعية اليمن تعز لـ یمن مونیتور هذا المشروع تدفق السیول فی حدیثه لـ الکثیر من من هذا
إقرأ أيضاً:
تحليل.. الفراغ الأمني بسوريا وما يقلق أمريكا من داعش إلى الذئاب المنفردة
تحليل بقلم الزميل بـCNN، تيم ليستر
(CNN)-- مرت سنوات عديدة منذ أن سيطر داعش، المعروف أيضًا باسم الدولة الإسلامية، على جزء كبير من سوريا وشمال العراق في الوقت الذي أدى فيه إلى ظهور فروع له في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا مع سلسلة من الهجمات الإرهابية القاتلة في المدن الأوروبية.
ولكن باعتبارها جماعة إرهابية، فهي لا تزال نشطة في أكثر من 12 دولة - وقد ألهمت ودعمت أفرادًا وخلايا في أوروبا وروسيا في السنوات الأخيرة.
إن داعش أبعد ما تكون عن الاحتضار، حتى لو أنها أصبحت الآن شبكة غير مرتبطة بشكل وثيق بدلا من الخلافة المعلنة ذاتيا والتي تسيطر على مدن كبيرة.
كان الهجوم الأكثر شهرة الذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه في عام 2024 هو الهجوم المدمر على مركز تسوق في موسكو في مارس، والذي خلف ما لا يقل عن 150 قتيلاً وأكثر من 500 جريح.
وأعادت داعش إلى دائرة الضوء، كما فعلت الأحداث في سوريا، ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن عدم الاستقرار الذي أعقب انهيار نظام الأسد قد يسمح لتنظيم داعش بالتوسع من معاقله الصحراوية النائية، بعد ما يقرب من ست سنوات من سقوط "الخلافة"، وكذلك استعادة موطئ قدم في العراق.
هناك أيضًا قلق دائم بين أجهزة الأمن الغربية من أن الأفراد الذين يستلهمون تنظيم الدولة الإسلامية سيشنون هجمات منخفضة التقنية، مثل عمليات الطعن وإطلاق النار وقيادة المركبات وسط الحشود. ومن المعروف أن مثل هذه الخطط يصعب اكتشافها.
وأدت هجمات الدهس بالسيارات باسم داعش في السنوات القليلة الماضية - بما في ذلك في نيس وبرشلونة وبرلين ونيويورك - إلى مقتل أكثر من 100 شخص.
وبعد هجوم الأربعاء في نيو أورليانز، قالت مساعدة العميل الخاص المسؤول عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، أليثيا دنكان، إن علم داعش كان موجودًا على وصلة مقطورة سيارة المشتبه به. وقال دنكان إن محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي يبحثون الآن عن أي شخص ربما عمل مع المشتبه به – شمس الدين جبار، وهو رجل من تكساس يبلغ من العمر 42 عامًا ومحارب قديم في الجيش – لتخطيط الهجوم أو تنفيذه.
وقالت في مؤتمر صحفي، الأربعاء: "لا نعتقد أن جبار هو المسؤول الوحيد.. نحن نتتبع بقوة كل الخيوط، بما في ذلك تلك الخاصة بشركائه المعروفين".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت متأخر، الأربعاء، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي أبلغه بأن السائق نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قبل "ساعات فقط" من الهجوم "تشير إلى أنه كان مستوحى" من تنظيم داعش. وقتل المشتبه به في تبادل لإطلاق النار مع ضباط الشرطة.
تهديد "الذئب المنفرد":دعا تنظيما داعش والقاعدة مرارا وتكرارا المتعاطفين معهم إلى تنفيذ هجمات "افعلها بنفسك". استخدم منفذو ماراثون بوسطن في عام 2013 "وصفة" من منشور لتنظيم القاعدة على الإنترنت لبناء أجهزتهم.
ودفعت الأحداث في الشرق الأوسط الأفراد المتطرفين بالفعل إلى العنف، وفقًا لريتا كاتز، المدير التنفيذي لمنظمة SITE Intelligence، وهي منظمة غير حكومية تراقب الجماعات الإرهابية، وتشير إلى أنه منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عادت مؤامرات "الذئاب المنفردة" باسم داعش: عملية طعن جماعي في مهرجان في سولينغن بألمانيا؛ مؤامرة مزعومة ضد حفلات تايلور سويفت في فيينا؛ وطعن رجل يهودي أرثوذكسي في زيورخ. في تلك الحالة، أعلن صبي يبلغ من العمر 15 عامًا، وهو مواطن سويسري من أصل تونسي، ولاءه لتنظيم داعش في مقطع فيديو، قائلًا إنه "يستجيب لدعوة الدولة الإسلامية لجنودها لاستهداف اليهود والمسيحيين وحلفائهم المجرمين".
وسعى تنظيم داعش إلى استغلال الوضع في غزة خلال أيام من هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول التي شنتها حماس، ففي يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، دعا أبو حذيفة الأنصاري، المتحدث باسم داعش، المسلمين إلى "اصطياد فرائسكم - اليهود والمسيحيين وحلفائهم - في شوارع وأزقة أمريكا وأوروبا والعالم"، في خطاب نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" وموقع سايت الاستخباراتي.
وكما كان الحال في السنوات السابقة، حث داعش أتباعه على "توجيه أفعالهم نحو الأهداف السهلة قبل الصعبة، والأهداف المدنية قبل العسكرية، والأهداف الدينية مثل المعابد اليهودية والكنائس قبل أي شيء آخر".
وقبل عشر سنوات، قال ديفيد إيرفاين، رئيس المخابرات الأسترالية آنذاك، إن "كابوسه المتكرر... كان ما يسمى بالذئب المنفرد، الذي غالبًا ما أصبح متطرفًا عبر الإنترنت والذي تمكن من تجنب رصده على رادارنا".
وفي هذا الصدد، لم يتغير سوى القليل.
صورة عالميةوقال كاتس وقت هجوم موسكو في مارس/ آذار، إن "الدعم العالمي لتنظيم داعش يعتمد إلى حد كبير على صورته كمنظمة قادرة، وهذه المذبحة المدمرة في روسيا لن تؤدي إلا إلى تعزيز هذه الصورة".
ولا يزال المحققون يحققون في كيفية تحول المشتبه به في نيو أورليانز إلى التطرف، لكن لا يزال هناك الكثير من المحتوى المؤيد لتنظيم داعش الذي يمكن العثور عليه على الإنترنت.
ويتمتع الفرع الأقوى لتنظيم الدولة الإسلامية - تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان - بطموحات عالمية وحضور متطور على الإنترنت بلغات متعددة، بما في ذلك اللغة الإنجليزية.
وتشير حقيقة توجيه التهم إلى مواطنين طاجيكستان بعد هجوم موسكو إلى أن تنظيم داعش-خراسان هو المسؤول، وقال مسؤولون أمريكيون أيضًا إن هناك أدلة على أن تنظيم داعش-خراسان هو الذي نفذ الهجوم.
وقد نمت قوة تنظيم داعش-خراسان، المتمركز في أفغانستان، منذ انسحاب الولايات المتحدة من البلاد في عام 2021، واستغل أيضًا السكان المتطرفين في آسيا الوسطى. وقد قيّم قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال إريك كوريلا، في أوائل عام 2024، أن تنظيم داعش-خراسان "يحتفظ بالقدرة والإرادة لمهاجمة المصالح الأمريكية والغربية في الخارج في أقل من ستة أشهر دون سابق إنذار".
وكان الهجوم الأكثر شهرة الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان هو التفجير الانتحاري في مطار كابول في عام 2021 والذي أدى إلى مقتل ما يقرب من 200 شخص، بما في ذلك 13 جنديًا أمريكيًا يحرسون المطار. لكنها قامت منذ ذلك الحين بتوسيع مدارها.
وقالت أميرة جادون، التي ألفت كتاباً عن التنظيم، إن داعش – خراسان على مدى السنوات الثلاث الماضية: "أصبح أكثر طموحاً وعدوانية في جهوده لاكتساب السمعة السيئة والأهمية في جميع أنحاء جنوب ووسط آسيا".
وحاول تنظيم داعش خراسان أيضًا استهداف أوروبا الغربية والولايات المتحدة، بالإضافة إلى روسيا. في يوليو 2023، ألقي القبض على سبعة رجال في ألمانيا للاشتباه في تخطيطهم لهجمات رفيعة المستوى واتصالهم بمخططي داعش-خراسان. وكان جميع المشتبه بهم من آسيا الوسطى.
وفي مارس/آذار من العام الماضي، تم اعتقال مواطنين أفغانيين في ألمانيا بتهمة التخطيط لمهاجمة البرلمان السويدي رداً على سلسلة من عمليات حرق القرآن الكريم في البلاد.
وقال إدموند فيتون براون، المنسق السابق لعقوبات الأمم المتحدة وتقييم التهديدات المتعلقة بتنظيمي داعش والقاعدة، لشبكة CNN العام الماضي إن داعش-خراسان "تم توصيله بالشتات في آسيا الوسطى، في المقام الأول في روسيا وتركيا وإلى حد ما في ألمانيا".
وقالت فيتون براون إن داعش استفادت أيضًا من "الغضب المحيط" بين الأفراد المتطرفين بحجم الوفيات في غزة، والإفراج عن بعض الجهاديين السابقين من السجون الأوروبية بعد قضاء عقوباتهم.
وقال جادون لشبكة CNN إن هؤلاء الأفراد يعتبرون داعش-خراسان "قوة ملهمة ومتنامية… وقد يؤدي ذلك إلى محاولات أفراد للسفر إلى مناطق الصراع للانضمام إلى صفوفه أو تنفيذ هجمات في بلدانهم الأصلية نيابة عن الجماعة".
الفراغ الأمني في سورياتشعر الولايات المتحدة بالقلق من أنه في حالة ظهور فراغ أمني في سوريا، فإن داعش سيعيد تجميع صفوفه ويتوسع هناك. في اليوم الذي فر فيه بشار الأسد من البلاد، ضربت القيادة المركزية الأمريكية أكثر من 75 هدفًا لداعش في سوريا. وقال كوريلا: "لا ينبغي أن يكون هناك شك - أننا لن نسمح لتنظيم داعش بإعادة تشكيل صفوفه والاستفادة من الوضع الحالي في سوريا".
وقد قدر محللون في مركز صوفان غير الربحي أن هجمات داعش في سوريا تضاعفت ثلاث مرات في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، حيث بلغت حوالي 700. وقالوا: "لقد تحسنوا أيضًا من حيث التطور، وزادوا من فتكهم، وأصبحوا أكثر انتشارًا جغرافيًا".
أحد المخاطر هو أنه بينما تقوم القوات الكردية المحاصرة بصد الميليشيات المدعومة من تركيا في شمال سوريا، فإنها لن تقوم بعد الآن بتأمين المجمعات التي يحتجز فيها الآلاف من عناصر داعش.
وحذر كوريلا مؤخرًا من أن تنظيم داعش يخطط "لإفلات أكثر من 8000 من عناصر داعش المحتجزين حاليًا في منشآت في سوريا".
وإذا تمكن مقاتلو داعش من الفرار وبدء هجمات إرهابية في تركيا المجاورة أو حتى السفر إلى أوروبا الغربية، فإن صورة المجموعة بين الذئاب المنفردة ذات التفكير المماثل سوف تتعزز.
أمريكاسورياأبومحمد الجولانيالمعارضة السوريةالنظام السوريبشار الأسدتحليلاتحرب داعشحصريا على CNNداعشنشر الجمعة، 03 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.