الثورة نت../

باختصار، قلبت العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية الطاولة على كل الحسابات الأمريكية في المنطقة، وقضت على هدف عزل الفلسطينيين، وتركهم عرضةً لعملية تصفيةٍ صهيونية وقتل تدريجي، تمهيدا لإلغاء القضية الفلسطينية من القاموس السياسي والوعي الإسلامي والعربي.

فعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها في مناصرة غزة في محنتها إلا أن اليمن لا زالت على موقفها وفي ذروة نشاطها العسكري البحري في منع السفن التي تحمل البضائع إلى الموانئ الصهيونية في فلسطين المحتلة، بالتوازي مع فشل المسؤولين الأمريكيين ومؤسساتهم العسكرية والأمنية، في توقع قوة الرد الصاروخي اليمني.

وفي هذا السياق.. جدّد قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي تأكيده على استمرار معركة اليمن في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة.

وقال قائد الثورة في كلمة له اليوم الخميس: “إن معركة اليمن لها ارتباط تام بما يجري في غزة، سواء ما يتم إطلاقه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من الصواريخ أو العمليات في البحر”.

وأضاف: “بلدنا سيواصل عملياته حتى يصل الدواء والغذاء إلى كل سكان غزة، ويدخل إلى غزة احتياجها الكامل من الغذاء والدواء، حتى يتوقف الإجرام الصهيوني”.

وتابع قائلا: “يأبى لنا ضميرنا الإنساني وانتمائنا الديني، وروابطنا الأخوية مع الشعب الفلسطيني أن نسكت أو نتفرج على تلك المشاهد المأساوية من جوع أبناء غزة، دون أن يكون لنا موقف أو أن نتجاهل نداءات اخواتنا في غزة، أو نتجاهل دموع اليتامى وصرخات الثكالى”.

كما جدد السيد عبدالملك تأكيده على أن الملاحة البحرية آمنة .. قائلا: “نحن نستهدف بكل وضوح السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، وبهدف إيصال المواد الغذائية والدواء للشعب الفلسطيني في غزة ومنع الإجرام الصهيوني بحق سكان القطاع وهو هدف واضح ومقدس، ومطلب إنساني ومفترض التجاوب معه”

ومع استمرار حرب الإبادة في غزة واصلت اليمن مساندتها للمقاومة في غزة، حيث أكدت القوات المسلحة اليمنية أنها اشتبكت معَ عددٍ مِنَ المدمراتِ والسفنِ الحربيةِ الأمريكيةِ في خليجِ عدن، وبابِ المندبِ أثناءَ قيامِ تلكَ السُّفُنِ بتقديمِ الحماية لسفينتينِ تجاريتينِ أمريكيتينِ.

وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها مساء الأربعاء، أن من نتائجِ عمليةِ الاشتباكِ إصابةُ سفينةٍ حربيةٍ أمريكيةٍ إصابةً مباشرة، وإجبارُ السفينتينِ التجاريتينِ الأمريكيتينِ على التراجعِ والعودةِ، وذلك انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ وضمنَ الردِّ على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على اليمن.

وأشارت القوات المسلحة اليمنية إلى أنها استخدمت في عمليةِ الاشتباكِ التي استمرتْ لأكثرَ من ساعتينِ عدداً من الصواريخِ الباليستيةِ.. مؤكدة وصولُ عددٍ من الصواريخ البالستيةِ إلى أهدافِها رغمَ محاولةِ السفنِ الحربيةِ اعتراضَها.

وأكدت استمرارَها في منعِ الملاحةِ الصهيونية أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة.

وأضاف البيان: “تؤكدُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ على اتخاذِ كافةِ الإجراءاتِ العسكريةِ اللازمةِ ضمنَ حقِّ الدفاعِ المشروعِ عنِ بلدِنا وشعبِنا وأمتِنا، وذلكَ في استهدافِ كافةِ الأهدافِ المعاديةِ الأمريكيةِ والبريطانيةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربي”.

وفي هذا السياق أقرت شركة ميرسك للشحن، اليوم الخميس، بأنّ السفينتين اللتين استهدفتهما القوات المسلحة اليمنية أمس كانتا تحملان معدات عسكرية أمريكية.

وبهذا أثبتت اليمن من خلال هذه العملية أنها متمسكة بضرباتها العسكرية، وبأنها لا تعرف حدوداً تفصل غزة والقدس عن صنعاء وأنها لن تستسلم بدون أن تحقق انجاز، سيكون بابًا فاصلًا لهزيمة المشروع الأمريكي في حماية تسلط الكيان الصهيوني واحتلاله واجرامه المتمادي بحق الشعب الفلسطيني.

من جهةٍ أخرى يمكننا قراءة نجاح العملية الأخيرة للقوات المسلحة اليمنية أنها أثبتت مجددا التحامها جوهرياً وموضوعياً مع إيقاعات المقاومة الفلسطينية في غزة إلى أبعد الحدود، بشكل يلبي حجم التطورات الميدانية على أرض غزة.

ومن هنا، تأتي أهمية العملية العسكرية للجيش اليمني كرسائل متعددة الاتجاهات لكل الأطراف الإقليمية والدولية، فحواها أنه لا يمكن لأحد أن يعبث ويتمادٍ في غزة والقدس من دون أثمان باهظة، وأن الرد على هذا العبث سيتم من خلال فوّهات منصات صواريخ المقاومة في اليمن.

فثمة تأكيد على فشل العدوان الأمريكي- البريطاني في ثني القوات المسلحة اليمنية عن مواصلة منعها السفن الصهيونية أو تلك المتوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة من العبور، وهو ما أكد عليه بيان القوات المسلحة، وردّده أكثر من مسؤول يمني، مع تأكيد بأن العدوان على اليمن غير منفصل عن العدوان على غزّة.

لذلك بات واضحا مدى الورطة الأمريكية- البريطانية في العدوان على اليمن، والذي من المؤكد أنه لا افق لنجاح أهدافه، حيث بدأت تتوضح خطوط هزيمته، ومردّ ذلك إلى أنّ المقاومة اليمنية استطاعت أن تفرض معادلة مفادها أنها قادرة على التحكم في أهم ممرات بحرية في العالم، ولديها الإمكانات العسكرية الرادعة، لرسم الخرائط الجيوعسكرية في البحرين الأحمر والعربي، إسناد لغزة ودفاعاً عن سيادة اليمن.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

استياء سعودي من “المفاجآت” اليمنية .. صنعاء تستعدّ لـ”عمليات مشتركة”

يمانيون – متابعات
تتّجه صنعاء، بعد إطلاق صاروخ «فلسطين 2» الفرط صوتي على يافا “تل أبيب”، نحو موجة جديدة من العمليات العسكرية في إطار «المرحلة الخامسة». إلا أن العمليات القادمة لن تكون انفرادية فحسب، بل مشتركة مع المقاومة العراقية وبتنسيق عالٍ مع المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، في حال قيام العدو “الإسرائيلي” بتوسيع هجماته في جبهة الشمال.

وأكدت مصادر مطّلعة، لـ«الأخبار»، أن «صنعاء تحتفظ بالمزيد من المفاجآت للكيان “الإسرائيلي” والعدوّ الأميركي على مختلف المستويات الجوية والبحرية، وأن قادم العمليات أشدّ نكالاً على العدوّ من سابقاتها، وسيكون هناك توسّع وتصاعد في الهجمات البحرية والجوية».

وتضيف المصادر أن «صنعاء استعدّت لحرب مفتوحة مع الكيان “الإسرائيلي” والعدوّ الأميركي».
وكانت صنعاء، التي تمكّنت من إعداد قوات محلية عديدها نحو 400 ألف مقاتل خلال الأشهر العشرة الماضية، قد استطاعت أيضاً تطوير صاروخ «فلسطين 1»، وهو أول صاروخ فرط صوتي، بسرعة 8 ماخ، وبمدى بلغ نحو 1500 كيلومتر، وجرى الكشف عنه للمرة الأولى في حزيران الماضي، في أعقاب استخدامه في تنفيذ عملية جوية استهدفت عمق الكيان “الإسرائيلي” في أمّ الرشراش. ثم قامت الحركة بتطوير هذه المنظومة الصاروخية إلى «فلسطين 2» الذي استُخدم للمرة الأولى في عملية يافا “تل أبيب” فجر الأحد الماضي، وتبلغ سرعته 16 ماخ ومداه 2150 كيلومتراً.

وفي هذا السياق، أكدت صنعاء على لسان قائد الثور السبد عبد الملك الحوثي، جهوزيتها العسكرية الكاملة للمشاركة في أي معركة برية مع الكيان، وهو ما يشير إلى أن صنعاء قد تشارك في المعركة في حال تنفيذ رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، تهديداته بتوسيع العملية في لبنان.

وكان رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، مهدي المشاط، قد أكد، في برقية تهنئة وجّهها في منتصف الشهر الماضي إلى «حزب الله» بمناسبة الذكرى الـ 18 للانتصار على الكيان في حرب 2006، أن اليمن على استعداد عالٍ للوقوف إلى جانب لبنان في مواجهة أي تهديد “إسرائيلي”.

في غضون ذلك، وفيما قالت مصادر عسكرية في صنعاء، إن عواصم عربية باركت نجاح العملية الصاروخية الأخيرة ضد العدو “الإسرائيلي”، عبّر رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، تركي الفيصل، عن قلق لدى بلاده من تطور القدرات اليمنية. ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عنه قوله، خلال نقاش نظّمه مركز «تشاتام هاوس»، إن بلاده تطالب بتكثيف الضربات الجوية على اليمن، معتبراً أن الغارات الأميركية والبريطانية غير فعالة.

وأكد الفيصل انزعاج بلاده من فشل الأساطيل والبوارج الأميركية والغربية في ‎البحر الأحمر في منع وصول الأسلحة المتقدّمة إلى صنعاء، كما شنّ هجوماً على ‎إيران بذريعة عدم الإيفاء بالتزاماتها بوقف الأسلحة لليمن.

وكان مستشار رئيس الإمارات، عبد الخالق عبد الله، قد أبدى، بدوره، انزعاجاً من نجاح العملية اليمنية الأخيرة، وتحدّث عن خطورة تطوّر القدرات العسكرية لصنعاء
كما أبدى عدد من «الذباب الإلكتروني» في الإمارات والسعودية استياءهم من فشل منظومات الدفاعات الجوية الأميركية والبريطانية و”الإسرائيلية” في صدّ الصاروخ اليمني الجديد.
——————————————————————————————
-موقع الأخبار اللبنانية ـ رشيد الحداد

مقالات مشابهة

  • استياء سعودي من “المفاجآت” اليمنية .. صنعاء تستعدّ لـ”عمليات مشتركة”
  • مسيرة طلابية وأكاديمية بجامعة صنعاء تأييداً لعمليات القوات المسلحة في عمق يافا المحتلة
  • مسيرة حاشدة بجامعة صنعاء دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني
  • رسميًا.. الاتصالات اليمنية تعلن إطلاق خدمة ‘‘ستارلينك’’ في اليمن
  • استياء سعودي من المفاجآت العسكرية اليمنية: صنعاء تستعد لعمليات مشتركة
  • اليمن يصنع التحولات.. صاروخ يافا والحسابات الإقليمية
  • صحيفة أمريكية: الهجوم بصاروخ من اليمن على إسرائيل “أظهر” القدرات العسكرية لليمنيين
  • هي الثالثة خلال أسبوع.. صنعاء تؤكد إسقاط طائرة أمريكية جديدة وسط البلاد
  • نيوورك تايمز الهجوم بصاروخ من اليمن على إسرائيل أظهر القدرات العسكرية لليمنيين
  • حزب الله يشيد بالعملة العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني ويؤكد انها كشفت ضعف كيان الاحتلال