استقبلت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، على هامش احتفال وزارتي الثقافة والأوقاف بصدور العدد 200 من سلسلة «رؤية» التي تصدرها الوزارتين من خلال هيئة الكتاب. 

أُقيمت بالقاعة الرئيسة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان «الخطاب الديني في مصر»، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، لتمثل هذه الندوة احتفالًا بإصدار 200 عدد من سلسلة «رؤية»، بتعاون مشترك بين وزارتي الثقافة والأوقاف، وأدار الندوة الإعلامي حسن مدني.

الكيلاني: سلسلة رؤية تُعد نموذجًا لتنفيذ استراتيجية الدولة المصرية

وقالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، إن سلسلة رؤية تجسد التعاون المشترك بين وزارتي الثقافة والأوقاف، وتُعد نموذجًا لتنفيذ استراتيجية الدولة المصرية لمواجهة الأفكار المتطرفة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، إلى جانب العمل على بناء الإنسان، ووجهت الشكر للدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، على جهوده المتميزة في هذا الصدد.

وهنأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الدكتورة نيفين الكيلاني، والدكتور أحمد بهي الدين، على النجاح الذي شهده معرض الكتاب في أول أيامه، معربًا عن تطلعاته بتحقيق المعرض المزيد من النجاحات التي تفوق دوراته السابقة.

كما أعرب جمعة، عن امتنانه باستهلال ندوات معرض الكتاب بالاحتفاء بسلسلة «رؤية»، مُؤكدًا على تميز العلاقة بين وزارتي الأوقاف والثقافة، والتي استمرت على مدار خمس سنوات، اتسمت خلالها بالتعاون والتناغم، على مستوى الأداء الوظيفي.

وفيما يتعلق بسلسلة «رؤية»، أوضح جمعة، أنه اقترح في بداية الأمر اسم «اشتباك»، مرجعًا ذلك إلى المعارك التي كانت دائرة مع الجماعات المتطرفة آنذاك، لكنه اختار «رؤية» كاسم نهائي، متفائلًا بنجاح السلسلة، بالرغم من توقف بعض أعدادها بسبب ظروف معينة، مؤكدًا على التفاؤل إزاء تفعيل أطر الدعم والتعاون بين المؤسسات في هذا الصدد، حيث أصبحت من أهم السلاسل الدينية في القرن الواحد والعشرين، وخلال العام الأخير، تم إصدار 52 عددًا منها بواقع عدد كل أسبوع.

كما أوضح جمعة إصدار السلسلة في بادئ الأمر باللغة العربية، ثم أصبحت تصدر الآن بكثير من اللغات الأجنبيةّ من الألمانية والفرنسية والساحلية، وغيرها، كما أنها أصبحت تعرض في معظم البلاد الأجنبية، وتشهد إقبالًا كبيرًا في معرض فرانكفورت الدولي، كأحد أهم المحافل الدولية للكتاب.

وأكد جمعة، على تنوع محتوى سلسلة «رؤية»، حيث تتناول مواضيع تشمل البيئة، والذكاء الاصطناعي، وحماية الكنائس، وقصائد شعرية، وغيرها من المواضيع الغنية والمتنوعة، معربًا عن رغبته القوية في توفير سلسلة «رؤية» للمدارس الأجنبية،  وأقسام اللغات الأجنبية، بما في ذلك كليات الآداب وكلية الألسن.

واختتم جمعة، حديثه، بالتشديد على أهمية القراءة، والبحث والتثقيف الذاتي، قائلًا: «الثقافة لنا كالماء والهواء، فالمثقف الجيد يُنتج معلمًا جيدًا، وطبيبًا جيدًا، ومجتمعًا متقدمًا».

وأثنى الدكتور أحمد بهي الدين، على اهتمام الدكتور محمد مختار جمعة، بالمشاركة الدائمة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مُشيدًا بتكريمه الفعّال لسلسلة «رؤية»، وخاصةً بجودتها ورؤيتها المستمرة حتى هذه اللحظة، وأكد بهي الدينّ أن وزير الأوقاف يُولِي اهتمامًا دائمًا لهذا المشروع، معربًا عن تطلعه لتحقيقه معرفة دينية جديدة ومتصلة بالواقع والمستقبل.

وأضاف بهي الدين: «عند انطلاق سلسلة (رؤية)، كان الهدف منها استيعاب جميع الشرائح داخل مصر وخارجها، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وأن تكون مرتبطة بالحياة اليومية، وتُلبي احتياجات جميع فئات المجتمع، وتميزت السلسلة ببساطتها ووزن محتواها وجوهرها.

وأشار بهي الدين، إلى أن التعاون بين وزارتي الثقافة، والأوقاف، كان وسيظل فريدًا، حيث أدت كل وزارة دورًا مُميزًا، وحظيت سلسلة «رؤية» بإعجاب الجميع، وأوضح أنها لا تقتصر على مضمون ديني فحسب، بل تتناول مواضيع متنوعة كعلم المصريات والحوار مع الآخر، وقضايا المرأة.

وأكد أنها ليست مجرد محتوى علمي وثقافي صلب، بل هي مرنة وتتسع لجميع جوانب الحياة، وتتحدث إلى القراء بتنوع عقولهم.

واختم بهي الدين، كلمته، قائلاً: «إنه لمن دواعي فخر معرض الكتاب، أن يحتفي بهذه السلسلة، ويُدشن المرحلة الجديدة والسابقة لـ "رؤية"، مؤكدًا مواصلة جهود التعاون القائمة بين الجانبين لتفعيل المزيد من الأهداف المرجوة من "رؤية"».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزيرة الثقافة معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 وزارة الثقافة الدکتور محمد مختار جمعة وزیر الأوقاف معرض الکتاب بین وزارتی بهی الدین فی معرض

إقرأ أيضاً:

الكتاب الورقي إلى أين؟

كشف تقرير كانون المعنْون بـ(فكِّر في الكتب. تخيل الفصل التالي من طباعة الكتب ونشرها)، أنه على مر عقدين من الزمن كان نشر الكتب في حالة من التقلبات والانتقال المضطرب، الأمر الذي ترك أثرا على المؤلفين والناشرين ومقدمي خدمات الطباعة والموزعين وحتى تجَّار الجملة وتجَّار التجزئة والقُّراء؛ فمنذ أن بدأت تلك التقلبات في العام 1994، حينما أعلنت شركة أمازون نماذج قراءة جديدة تعتمد على التكنولوجيا، عطَّلت بذلك نماذج المبيعات المعتادة، ثم في العام 2007، عندما أطلقت القارئ الإلكتروني (كيندل).

وعلى الرغم من أن الطباعة والنشر الإلكتروني لم يكونا شائعين كما هو الحال الآن، فإن تلك المرحلة مهَّدت للكثير من التطورات المتسارعة في عالم نشر الكتب، حتى وصفتها مجلة الإيكونوميست في ذلك الحين بأنها (تكنولوجيا قوية وطويلة الأمد وقابلة للتكيُّف)؛ إذ تذكر كانون أن صناعة الكتب تبلغ ثلاثة أضعاف حجم صناعة الموسيقى، حيث سجَّلت (151 مليار دولار)، وأنها تزيد على صناعة الأفلام بنسبة 15% في السوق الأوروبية، الأمر الذي يكشف حجم الاستثمار في هذه الصناعة التي لم تتراجع سوى ضمن متغيرات الأسواق، وبالتالي فإنها ما زالت من الصناعات الرائدة على مستوى العالم.

وعلى غير المتوقَّع فإن التقرير يفاجئنا أن الكتب الورقية تُعَدُّ (أكثر مرونة بكثير مما تم التوقُّع به)، خاصة بعد انتشار الكتب الإلكترونية؛ فعلى الرغم من أن أمازون هي من بدأت ثورة النشر الإلكتروني الذي أصبح اليوم أداة مهمة للنشر، حيث وفَّرت للمؤلفين نشر مؤلفاتهم وبيعها عبر منصة كيندل للنشر الذاتي، إضافة إلى إنتاج شركة مايكروسوفت لمنتج برمجي أطلقت عليه (مايكروسوفت ريدر)، الذي يحوِّل الحاسوب الشخصي إلى قارئ كتب إلكتروني. إلَّا أن الكتاب الورقي لم يتراجع بشكل نهائي بل ظل متأرجحا بين التراجع والصعود؛ فما زالت الشركات ودُور النشر تطبع الكتب وتوزِّعها، وقد وسَّعت أمازون وغيرها منافذ بيع الكتب الورقية وتداولها من خلال المنصات الإلكترونية المختلفة التي تعتمد التسويق بأسعار تنافسية والتوصيل للمنتج، مما عزَّز وجود الكتاب الورقي وسهولة تداوله.

إن العلاقة اليوم بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي شائكة وملتبسة، فمع تقدُّم التقنيات الحديثة، وتوسُّع العديد من الشركات الكبرى في النشر الإلكتروني، خاصة على مستوى (النشر الذاتي)؛ الذي يتيح للمؤلفين نشر مؤلفاتهم مباشرة عبر المنصات المتاحة دون الحاجة إلى دُور النشر، إضافة إلى تلك الإشكالات المتعلِّقة بحقوق الملكية الفكرية وأنظمة الحماية وربحية النشر وغيرها، إلَّا أن أهم ما نتج عن تلك الإشكالات هو التساؤل المتعلِّق بـ(كيفية السماح للوسيط الرقمي بإعادة تصوُّر مهارات التواصل والتوثيق التي كانت تتم عادة في الكتاب المطبوع ورقيا)، التي قدَّمها الكتاب المطبوع تاريخيا، وارتبطت به على المستوى الاجتماعي والعاطفي.

في محاولة للإجابة على السؤال (هل يفتح العالم الرقمي فجوة متزايدة في الوصول إلى الكتب المطبوعة؟)، قدمت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) تقريرا لافتا لاستطلاع تم تطبيقه على مجموعة من الطلاب الجامعيين؛ حيث أظهر أن الطلاب الذين يقرؤون الكتب المطبوعة يستمتعون بالمقروء أكثر من غيرهم، وأن معدِّل قراءة الطلاب للكتاب الورقي تتقارب مع معدلات قراءة الكتاب الإلكتروني بكافة أشكاله، بل إن الاستطلاع كشف أيضا أنه حتى أولئك الطلاب الذين يفضلون القراءة الإلكترونية لديهم مجموعة كبيرة من الكتب المطبوعة في منازلهم، فعلى الرغم من أن الثورة الرقمية قد جعلت الوصول إلى الكتب أسهل وأيسر للطلاب باختلاف مستوياتهم الاقتصادية، فإن المطبوع لا يزال أكثر قربا من الناحية التفاعلية والعاطفية من القارئ.

لقد كشف استطلاع (OECD) أن (الطلاب الذين يقرؤون الكتب على الورق أو يوازنون بين القراءة الورقية والرقمية يميلون إلى الأداء بشكل أفضل في اختبار القراءة PISA ويحققون نسب استمتاع عالية بالمقروء)، الأمر الذي يكشف تلك العلاقة المستمرة بين الكتاب الورقي والرقمي، التي ظلت خلال السنوات الماضية في صراعات تنبأ خلالها الكثير من صُنّاع الكتب بطغيان الكتب الرقمية خاصة في ظل المتغيرات الأخيرة وترويج النشر الإلكتروني بكافة أشكاله، غير أن السوق ما زالت تكشف الكثير من ملابسات تلك العلاقة وقدرة الكتاب الورقي على الصمود.

حيث يكشف تقرير (حجم سوق الكتب واتجاهاته) أن (حجم سوق الكتب في العالم قُدّر بنحو 150.99 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب قدره 4.2% من العام 2025 إلى 2030)، حيث يعود هذا النمو إلى ارتفاع إنفاق المستهلكين على الكتب، مدفوعا بزيادة الدخل والاهتمام المتزايد بالقراءة، إضافة إلى الابتكارات في الشكل الذي يُعزِّز مجالات القراءة، خاصة تلك المرتبطة بالصوت والفيديو، ويضيف التقرير إلى ذلك أنه من تلك العوامل أيضا سهولة الوصول إلى النسخ الورقية من الكتب التي تدفع إلى نمو السوق.

ومع نمو الكتب الرقمية والمصوَّرة، شكلت مبيعات الكتب الورقية -حسب التقرير-، (حصة إيرادات بنسبة 84.12% في عام 2024)؛ بسبب مطالبة الكثير من المستهلكين وأولياء الأمور بتقليل الوقت الذي يقضونه أو يقضيه أبناؤهم أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، فالكتب الورقية (أكثر مرونة، وأقل خطورة على العينين، وسهلة التصفُّح)، إضافة إلى موثوقيتها بالنسبة للقارئ لأنها ليست عرضة للتغيير الذي قد يطال الكتب الرقمية بسبب القرصنة أو مخاطر حماية حقوق الملكية الفكرية.

ولعل استمرارية معارض الكتب الدولية التي ما زالت تحتفي بالكتب الورقية بشكل خاصة، تشكِّل أحد أنماط تلك العلاقة؛ فما نجده من تزاحم دُور النشر المتخصصة بالكتب المطبوعة، والإقبال الكبير الذي تشهده هذه المعارض من كافة شرائح المجتمع، إضافة إلى قدرتها على إيجاد فضاءات ثقافية تجمع بين صُنَّاع الكتب ومؤلفيها وبين القُرَّاء والجماهير المستمتعة بالقراءة بكافة أشكالها، يجعل من سوق الكتب حالة من حالات التواصل والتبادل الفكري والمعرفي المستدام.

ولأن معرض مسقط الدولي للكتاب للعام 2025، سيفتتح أبوابه في 24 من أبريل الحالي، فإنه سيمثِّل ظاهرة ثقافية مهمة على مستوى صناعة الكتاب في عمان والعالم العربي بشكل خاص؛ لما يشهده من مشاركة كبيرة من قِبل المؤسسات الحكومية والخاصة؛ إذ ستشارك -حسب وكالة الأنباء العمانية- (674) دارا للنشر من (35) دولة، وقد مثَّلت إحصائية الكتب التي طُبعت ما بين 2024-2025، التي بلغت حوالي (52205) كتابا، رقما لافتا من حيث تزايد أرقام الكتب المطبوعة لهذا العام، بالرغم من توسُّع آفاق النشر الإلكتروني ومنصاته المتعددة.

إن الاحتفاء بالكتاب المطبوع في معرض الكتاب الدولي يعكس قدرة صناعة الكتب وموثوقية الكتاب الورقي، وصموده في وجه المتغيرات، باعتباره القادر على إيجاد فضاء واسع من التواصل الحيوي، مع إيماننا بأهمية الكتاب الرقمي باتساع آفاقه وإمكاناته غير المحدودة في الوصول إلى القُرَّاء، فالكتاب أيَّا كان شكله وكيفما كانت وسيلته سيبقى دوما الصاحب الوفي المؤنس، وسيظل المعلِّم والمرشد المخلص.

ولهذا فإن معرض مسقط الدولي للكتاب يمثِّل فرصة ليست لاقتناء الكتب وحسب، بل للتماس معها ومع مؤلفيها وناشريها. إنه فرصة للتفاعل مع مستجدات صناعة الكُتب وموضوعاتها وأفكارها الحديثة، وفضاء واسع للتواصل وتبادل المعارف مع المثقفين والكُتَّاب من عُمان وخارجها، إضافة إلى تلك الفعاليات التي تُعزِّز الحضور الثقافي الفكري والعلمي والفني، فالمعرض ليس سوقا للكُتب وحسب بل تظاهرة ثقافية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية تعزِّز من مكانة هذه الصناعة وتدفعها إلى الاستدامة.

مقالات مشابهة

  • الكتاب الورقي.. حيٌّ يُرزق
  • الأربعاء.. قصور الثقافة تقيم معرض مراسم رشيد بالهناجر
  • ما هي حقيقة الدين والرسالة المحمدية؟.. ابحث عن الرحمة
  • وزير الأوقاف ينعى والد القائم بأعمال مدير مراكز الثقافة الإسلامية
  • بما يعكس مكانة المملكة بخارطة الثقافة العالمية.. اختيار مدينة الرياض ضيف شرف بمعرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025
  • حقوق قنا تكرم الطالبة مها أبونبوت لمشاركتها في معرض الكتاب برواية «أرض البليوم المجهولة»
  • الثقافة تختتم فعاليات معرض الشلاتين الثاني للكتاب
  • الكتاب الورقي إلى أين؟
  • الثقافة تتابع أزمة تأخر وصول إصدارات الناشرين المصريين إلى معرض الرباط الدولي للكتاب
  • دور الحكاية الشعبية في تشكيل الوجدان العربي بعيون مغربية وإماراتية في معرض الكتاب بالرباط