اتفق أكاديميان على أن الولايات المتحدة وبريطانيا تتبادلان الأدوار في تسويق خطة ما بعد الحرب على قطاع غزة دون حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بوجود سلطة فلسطينية "متجددة تتولى الحفاظ على أمن إسرائيل".

وقال الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، إن بريطانيا لم تبتعد كثيرا عن واشنطن في دعم إسرائيل بحربها على غزة، مشيرا إلى أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في المنطقة لتسويق خطة قائمة على وقف مؤقت لإطلاق النار بغرض تبادل الأسرى، فضلا عن الجانب الأخلاقي الذي بات يرهق العواصم الغربية.

ويجري وزير الخارجية البريطاني حاليا جولة في الشرق الأوسط -للمرة الثالثة خلال أقل من 3 أشهر- حيث زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وقطر، ضمن الجولة التي تشمل أيضا تركيا.

وأكد مكي -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن لا اختلاف في الرؤية الأميركية البريطانية حول ما بعد الحرب، وما يجري توزيع أدوار، "وهو ما ينطبق على الخلاف الأميركي الإسرائيلي حول إقامة دولة فلسطينية".

وشدد على أن قدوم كاميرون لوزارة الخارجية البريطانية -وهو رئيس وزراء سابق- كان لتسويق فكرة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وعودة السلطة الفلسطينية "المجددة"، وخروج قادة حماس بضغط عربي تزامنا مع تصعيد إسرائيل عسكريا ضد المدنيين لتحقيق ذلك.

وأضاف أن كاميرون يريد هدنة إنسانية طويلة مقابل تبادل "الرهائن" (الأسرى) تفضي لوقف مستدام، مشيرا إلى أنه خلال مدة الشهرين المقترحة يخرج قادة حماس بالداخل إلى الخارج "وهو ما تريده واشنطن تماما بوقف إطلاق نار دون حماس بعد الحرب".

وأبدى أسفه لغياب أي مشروع عربي لإنهاء الحرب على غزة، يمهد له أمميا وغربيا، لافتا إلى وجود فراغ منح واشنطن الفرصة الكاملة لتقديم نفسها كوسيط إنساني، قبل أن يضيف قائلا "عجز عربي ونفاق غربي ساعد إسرائيل في حربها".

"ترتيب غربي"

بدوره، يعتقد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس الدكتور زياد ماجد، أن المهمة الأولى تتمثل بإخراج الأسرى الإسرائيليين من غزة، مؤكدا أن هذا الترتيب الذي تدعمه واشنطن ولندن وبرلين وعدد من العواصم الغربية.

وأشار إلى أن واشنطن تختلف عن لندن في جزئية أنها بدأت ببحث ما بعد وقف إطلاق النار من خلال التطرق لتفاصيل سياسية مع عواصم إقليمية والسلطة الفلسطينية مثل دولة منزوعة السلاح والمنطقة العازلة شرقي القطاع.

وأكد أن أميركا وبريطانيا لم تغيرا موقفهما كثيرا من حرب غزة، والتغيير الذي حدث يتمثل ببحث شروط وقف إطلاق النار "لكونهما تريدان إرضاء إسرائيل بعد فشل حملتها العسكرية عبر طرح أفكار ما بعد الحرب".

وأضاف أن قرب واشنطن ولندن من تل أبيب سوف يستمر خاصة أن العامل الانتخابي لديهما يضغط باتجاه ذلك، رغم رغبتهما في سقوط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقدوم قيادة جديدة أفضل من الائتلاف اليميني الحاكم حاليا.

وبعد فترة من انحياز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإسرائيل -يقول ماجد- باتت باريس الآن تملك هامشا أوسع في المناورة وتمايزا عن الموقف الأميركي والبريطاني كما اتضح في قرارها عدم المشاركة بضرب الحوثيين في اليمن وغيرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: بعد الحرب ما بعد

إقرأ أيضاً:

أكسيوس: ترامب ونتنياهو ناقشا هاتفياً وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الأسرى

قال موقع "أكسيوس" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ناقشا خلالها جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة حماس.

وأفاد الموقع أن المكالمة، التي كان من المقرر أن تجرى يوم الاثنين الماضي، تأجلت بسبب تضارب في المواعيد، قبل أن تُعقد لاحقاً هذا الأسبوع.

وذكرت "أكسيوس" أن ترمب ونتنياهو تطرقا أيضاً خلال الاتصال إلى المحادثات الجارية مع إيران، وسط مساعٍ أميركية لإحياء المسار الدبلوماسي في ظل التصعيد الإقليمي.

وبحسب التقرير، تسعى إدارة ترامب إلى القيام بمحاولة جديدة خلال الأيام المقبلة لتحقيق اختراق محتمل في جهود إنهاء الحرب في غزة، غير أن نتنياهو لا يزال متردداً في الموافقة على أي صيغة تتجاوز اتفاقاً مؤقتاً لا يفضي إلى إنهاء الحرب بشكل كامل.

مقالات مشابهة

  • صفقة غير متوقعة: اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس يثير تساؤلات
  • تفاصيل مسودة اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • 4 بدائل “قاتمة” تنتظر إسرائيل في غزة
  • 4 بدائل قاتمة تنتظر إسرائيل في غزة
  • خطة روبيو لإعادة هيكلة الخارجية الأمريكية
  • ترامب: لن نسمح لحماس بحكم غزة بعد وقف إطلاق النار
  • بـ"قرار الفرصة الأخيرة".. إسرائيل تحدد موقفها من مفاوضات غزة
  • مصرع 7 في هجوم طائرة مسيرة روسية على منطقة دنيبرو بيتروفسك بأوكرانيا
  • إسرائيل تقصف معدات دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار
  • أكسيوس: ترامب ونتنياهو ناقشا هاتفياً وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الأسرى