الأيرلندية غرالاي وفلسطين.. محامية على الجانب الصحيح من التاريخ
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
أمام محكمة العدل الدولية، وقفت المحامية الأيرلندية بلين ني غرالاي، في 11 يناير/كانون الثاني، تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
وقالت المحامية التي تقدم المشورة للفريق القانوني لجنوب أفريقيا في دعواه، إن المجتمع الدولي يخذل الفلسطينيين الذين يبثون مأساتهم على الهواء مباشرة على مرأى ومسمع العالم، مع شعور بأمل ضعيف يكاد يصل إلى حد اليأس بأن يتحرك العالم من أجل وقف العدوان عليهم، "لا يوجد أحد آمن في غزة".
بعد تنقلات ورحلات طويلة في أيرلندا استقرت عائلة غرالاي، في نهاية المطاف، بلندن. كانت غرالاي ما تزال طفلة صغيرة، نشأت على يد والدتها، مع أختها الكبرى التي وصفتها بأنها "صخرتها" في الحياة.
أحبت القراءة في عمر مبكر، وفي إحدى المرات عندما كانت في الـ12 من عمرها، سحبت كتابا من مكتبة والدتها على غلافه صورة لفتاة في نفس عمرها.
قرأت غرالاي الكتاب من الغلاف إلى الغلاف، وأجهشت بالبكاء. كان الكتاب يحكي قصة مقتل الطفلة الأيرلندية ماجيلا أوهير، على يد جندي بريطاني، أطلق النار عليها في ظهرها في أيرلندا الشمالية في عام 1976، بينما كانت تسير بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للجيش. ماتت ماجيلا بين ذراعي والدها بعد أن سمع الرصاصة وركض نحوها.
لم تستوعب غرالاي الطفلة شناعة الحدث، ركضت إلى والدتها وهي تبكي، وسألتها "كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء الفظيع؟"، ردت والدتها؟ "افعلي شيئا حيال هذا".
"افعلي شيئا حيال هذا"، ربما كانت تلك هي الكلمات السحرية التي شكلت مستقبل وحياة غرالاي، بقيت الكلمات عالقة في ذهنها ومست وترا حساسا وعميقا في نفسها.
وخلال فترة مراهقتها في لندن، كانت تذهب في العطلات إلى قاعات المحاكم لمتابعة المحاكمات الجنائية، قالت غرالاي لـ"أيرش ليجيل نيوز": "عندما كان عمري 13 أو 14 عامًا تقريبًا، اعتدت أن آخذ نفسي إلى أولد بيلي -المحكمة الجنائية المركزية في إنجلترا وويلز- في العطلات المدرسية، لقد وجدت أنها رائعة".
ومع ذلك، لم تر غرالاي نفسها محامية، ولم تخطط لذلك أبدا، "لم أكن أرغب دائمًا في أن أصبح محامية، لم أتخيل نفسي أبدًا في هذا الدور إلا بعد وقت طويل".
لكن المحيطين بها كانوا يدركون أنها في يوم من الأيام ستكون محامية، "لا أستطيع أن أقول إنها كانت مفاجأة لأي شخص عندما أصبحت محامية، لم أتجنب أبدًا أي نقاش أو جدال. لكن هذا لم يكن ليخطر على بالي عندما كنت صغيرة، ربما لأنني لم أعرف أي محامين في حياتي. كان لدينا الكثير من المعلمين في الأسرة ولكن لم يكن هناك محامون".
لم تخطط غرالاي لدراسة الحقوق، وبدلا عن ذلك، قررت التخصص في دراسة اللغات في كلية كوينز، كامبردج، واختارت دراسة الفرنسية واللاتينية، لكن على ما يبدو أنه كان مقدرا لها أن تصبح تلك المحامية التي تقف أمام محكمة العدل الدولية في محاولة لتحقيق العدالة للفلسطينيين، إذ اتضح لها فيما بعد أن الفرنسية واللاتينية هما لغتا القانون الدولي، فقررت الاستسلام لدراسته.
عملت غرالاي لبضع سنوات في مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة لتوفير المال اللازم لدراسة القانون. بعد ذلك، تطوعت في إحدى المنظمات غير الحكومية، ثم حصلت على وظيفة كمساعدة قانونية في إحدى شركات حقوق الإنسان في لندن، واستمرت في العمل هناك بدوام جزئي أثناء دراستها للقانون.
وفي مفاجأة غيرت كل مسارها المهني، عرض عليها منصب للعمل كمراقب قانوني في تحقيق أحداث "الأحد الدامي" 1972، في منطقة ديري أيرلندا الشمالية، والذي قتل فيه 14 في مظاهرة ضد قانون الاعتقال الاحترازي الذي قررت السلطات البريطانية تطبيقه على الناشطين الأيرلنديين، وافقت غرالاي على العرض وانتقلت من لندن إلى ديري، حيث أمضت عاما كمراقب قانوني وعاما آخر في العمل في مكتب محاماة يمثل العديد من عائلات القتلى والجرحى في يوم الأحد الدامي.
على الجانب الصحيح من التاريخكان لتحقيق "الأحد الدامي" تأثير كبير على حياة غرالاي، عادت بعده إلى لندن واستأنفت دراستها في المحاماة، وقررت تلك المرة التخصص في قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي.
تنقلت غرالاي من قضية إلى أخرى، يمس معظمها حقوق الإنسان وحرية التعبير والاحتجاج السلمي. ومنذ عامين، حصلت، مع محامين آخرين، على البراءة لـ4 متهمين بتخريب تمثال تاجر الرقيق البريطاني إدوارد كولستون وإلقائه في نهر أفون في إنجلترا خلال مسيرة لحركة "حياة السود مهمة" عام 2020.
ودفعت غرالاي وفريقها القانوني في القضية التي عرفت باسم "بريستول 4″، بأن عرض تمثال النخاس البرونزي والاحتفاء به، وهو المسؤول عن استعباد نحو 84 ألف شخص أسود ومقتل 20 ألف شخص، هو الهجوم الإجرامي في حد ذاته وأن مواطني بريستول يوافقون على إزالة التمثال، وفي كلماتها الختامية في تلك القضية حثت هيئة المحلفين أن يكونوا "على الجانب الصحيح من التاريخ".
طفل جريح.. لا عائلة على قيد الحياة
لسنوات احتفظت غرالاي بكتاب ماجيلا أوهير في إطار ووضعته على مكتبها، وفي لحظات التأمل أدركت أن معاناة الفلسطينيين مألوفة للأيرلنديين وأن نضالهم واحد، وأن البريطانيين قتلوا أطفالا وإسرائيل تفعل أيضا.
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول 2023 تقدمت جنوب أفريقيا بدعوى من 84 صفحة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكوّنت فريقا من أساتذة القانون وأعضاء في منظمات حقوقية ومحامين متخصصين في القانون الدولي وحقوق الإنسان، انضمت لهم المحامية الأيرلندية بلين ني غرالاي، التي وقفت من قبل أمام محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية بين كرواتيا وصربيا، بحسب "أيرش إكسامينير".
وعلى الرغم من دفاعها عن الحق والنضال في مختلف البلدان، كان لفلسطين وقع آخر.
في عام 2009، شاركت غرالاي في بعثة مراقبة قانونية مفوضة من الأمم المتحدة بغزة في أعقاب الغزو العسكري الإسرائيلي عام 2008، والمعروفة باسم عملية "الرصاص المصبوب" وخلفت نحو 1500 شهيد، وقالت: "لقد كانت إحدى تجارب حياتي المهنية هي التي أثرت فيّ أكثر من غيرها".
وعندما توفيت والدتها عام 2011، طلبت الأسرة التبرعات لحملة التضامن مع فلسطين بدلا من وضع الزهور على قبرها.
وقفت غرالاي، في 11 يناير/كانون الثاني أمام محكمة العدل الدولية، وألقت بيانها الختامي، قالت "على أساس الأرقام الحالية، يقتل في المتوسط 247 فلسطينيا ويتعرضون لخطر القتل كل يوم، والعديد منهم يتمزقون حرفيا إلى أشلاء، من بينهم 48 أُمَّا كل يوم، واثنتان كل ساعة وأكثر من 117 طفلا كل يوم".
وتابعت "كل يوم، سيتم بتر ساق أكثر من 10 أطفال فلسطينيين أو كلتيهما، والعديد منهم دون تخدير. سيتم حفر المزيد من المقابر الجماعية، وسيتم تجريف المزيد من المقابر وقصفها، مما يحرم حتى الموتى من أي كرامة أو سلام".
وأضافت غرالاي، أن ما يحدث في غزة على أيدي الإسرائيليين "أول إبادة جماعية في التاريخ الحديث"، وأن تلك الإبادة أفرزت اختصارا جديدا ورهيبا وهو (WCNSF)، أي "طفل جريح، ولا عائلة على قيد الحياة لرعايته".
وقالت غرالاي "يستمر المجتمع الدولي في خذلان الشعب الفلسطيني ويجردهم من إنسانيتهم على الرغم من تعرضهم للإبادة الجماعية. ورغم هول الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يبث ضحاياها قتلهم وتدميرهم (بثا) مباشرا مع شعورهم بأمل ضئيل ويائس أن العالم قد يفعل شيئا ما".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أمام محکمة العدل الدولیة کل یوم
إقرأ أيضاً:
بيان مصرى – جيبوتى حول التعاون الثنائى والصومال والسودان والبحر الأحمر وفلسطين
انطلاقًا من العلاقات التاريخية الراسخة والأواصرالأخوية الوثيقة بين جمهورية جيبوتى وجمهورية مصر العربية وشعبيهما الشقيقين، قام السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى، بزيارة عمل إلى جمهورية جيبوتى يوم الأربعاء الموافق 23 إبريل 2025، وذلك فى إطار مواصلة جهود تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين فى شتى المجالات، وقد تضمنت المباحثات ما يلي:
صدر بيان مشترك مصرى جيبوتى، تزامنًا مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لجيبوتى، والتى اختتمها قبل قليل.
وجاء البيان كالتالى:
انطلاقًا من العلاقات التاريخية الراسخة والأواصرالأخوية الوثيقة بين جمهورية جيبوتى وجمهورية مصر العربية وشعبيهما الشقيقين، قام السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى، بزيارة عمل إلى جمهورية جيبوتى يوم الأربعاء الموافق 23 إبريل 2025، وذلك فى إطار مواصلة جهود تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين فى شتى المجالات، وقد تضمنت المباحثات ما يلي:
أولًا: العلاقات الثنائية:
1- عقد الرئيسان مشاورات سياسية موسّعة أكدا خلالها على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية والاستراتيجية التى تربط بين البلدين وشعبيهما، وما تمليه هذه العلاقات على الطرفين من التزام بمواصلة العمل على الارتقاء بالتعاون بينهما فى مختلف المجالات، فضلًا عن الاستمرار فى تعزيز التنسيق حول الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
2- أبرز الرئيسان الجهود المبذولة لتعميق التعاون الثنائى فى مجالات عديدة، من بينها؛ الدفاع، والأمن، ومكافحة الفكر المتطرف، والإعلام، والطاقة، والتجارة، والاقتصاد، والاتصالات، والزراعة، والرى والموارد المائية، والتعليم، والتعليم العالى، والثقافة، والصحة، والتضامن الاجتماعى، والسياحة، والشباب، والرياضة.
3- شدد الرئيسان على الدور المحورى لكل من مصر وجيبوتى فى محيطهما الإقليمى والدولى، وعبر السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى، عن تهنئة مصر لجيبوتى بفوز وزير خارجيتها السابق السيد / محمود على يوسف بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، الأمر الذييعكس ثقل الدبلوماسية الجيبوتية والقدرات المتميزة لكوادرها، متمنيًا لسيادته كل النجاح والسداد فى مهمته الهامة والنبيلة فى خدمة القارة الأفريقية العزيزة وشعوبها. كما جدد السيد الرئيس/ إسماعيل عمر جيله، التأكيد على دعم جيبوتى لمرشح مصر وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى، السيد الدكتور/ خالد العنانى، لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" خلال الانتخابات المقرر عقدها فى أكتوبر 2025.
4- أشاد الرئيسان كذلك بالتعاون القائم بين البلدين فى قطاع الكهرباء والطاقة، لاسيما الطاقة الجديدة والمتجددة، وأكدا على أهمية مواصلة تعزيز التعاون فى هذا القطاع من أجل تحقيق أمن الطاقة فى جيبوتى، وأعلنا عن إطلاق مبادرة مشتركة فى هذا الصدد، أخذًا فى الاعتبار أهمية قطاع الطاقة فى تحقيق التنمية المستدامة والازدهار والرفاهية للشعب الجيبوتي. وفى هذا الإطار، تم الاتفاق على وضع حجر الأساس لمشروع توريد وتركيب محطة الطاقة الشمسية فى قرية "عمر جكع" بمنطقة "عرتا" بجيبوتيفى الأيام القليلة المقبلة عقب الزيارة الرئاسية من خلال المسئولين المختصين من البلدين، والذيسيتم تنفيذه بالتعاون بين وزارتى الكهرباء والطاقة فى البلدين، بالاشتراك مع الهيئة العربية للتصنيع، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. كما استعرض الزعيمان أبرز المشروعات التى يساهم الجانب المصرى فى تنفيذها فى جيبوتى بقطاع الكهرباء والطاقة، ومن بينها:
ا- إعداد دراسة لرفع قدرات شبكة الكهرباء الجيبوتية،وتحديد عدد من المشروعات التى تساهم فى تحقيق أمن الطاقة بالبلاد.
-2-
ب- مشروع توسعة محطة طاقة الرياح فى منطقة "جوبيت".
ج- إنشاء محطة للطاقة الشمسية فى ميناءالحاويات بميناء جيبوتي.
د- مشروع محطة للطاقة الشمسية بقرية "عمر جكع".
5- ثمّن الزعيمان الجهود المبذولة من وزارتى النقل بالجانبين، بالتعاون مع سلطة الموانئ والمناطق الحرة الجيبوتية والقطاع الخاص المصرى، لتعزيز التعاون فى مجال الموانئ والمناطق الحرة، مبرزين عددًا من المشروعات التى تدرس مصر تنفيذها فى هذا الصدد، مثل:
أ- المنطقة اللوجيستية فى المنطقة الحرة بجيبوتي.
ب- توسعة ميناء الحاويات فى "دوراله".
ج- مشروع الطريق البرى RN18.
6- أكد الرئيسان على أهمية الارتقاء بحجم التبادل التجارى بين البلدين ليتناسب مع العلاقات الثنائية، وكذا العمل على تعزيز الاستثمارات المتبادلة واستغلال الإمكانياتالاقتصادية الواعدة فى البلدين لتحقيق ما تقدم. كما ثمنا الجهود القائمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وجيبوتى، حيث رحبا بتأسيس مجلس الأعمال المصري-الجيبوتى، ودعا الرئيسان المجلس لعقد أول اجتماعاته وتفعيل أعماله فى أسرع وقت. كما رحب الزعيمان بتخصيص 150 ألف متر مربع فى المنطقة الحرة بجيبوتى لتستخدمها الشركات المصرية كمركز لوجستى لتدعيم التبادل التجارى بين السوق المصرى والسوق الجيبوتى، والانطلاق منها للأسواق الإقليمية المجاورة، وأكدا على أهمية الاستفادة من الأطر التنظيمية والتعاهدية التجارية التى تجمع البلدين من أجل تعزيز والارتقاء بحجم التبادل التجارى، وخاصة فى إطار الاتفاقيات القائمة مثل الكوميسا، واتفاقية التجارة الحرة القارية فور تفعيلها.
7- وجّه الرئيسان كذلك بإتمام الافتتاح الرسمى لمقر بنك مصر / جيبوتى الجديد من جانب المسئولين المختصين فى الأيام القليلة التى تعقب الزيارة الرئاسية، حيث أشادا بأهمية هذه الخطوة فى تعزيز العلاقات الاقتصادية، والتجارية، بين البلدين، فضلًا عن جذب وتشجيع الاستثمارات إلى جيبوتى، وبما يمثل إضافة للسوق المصرفيالجيبوتى المستقر والواعد.
8- أشاد الرئيسان بالتعاون القائم بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، لاسيما من خلال الدور الهام الذى يؤديه معهد الوسطية الجيبوتى، والذى يوفر له الأزهر الشريف مجموعة متميزة من علمائه الذين يقومون بتدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ بجيبوتى، لنشر صحيح الدين الإسلامى وتفنيد السرديات التى تؤدى للتطرف، وذلك على أساس علمى ودينى سليم يستند إلى المنهج القويم للأزهر الشريف.
9- كما رحب الرئيسان بمبادرة افتتاح مركز الأزهر الشريف لتعليم اللغة العربية فى جيبوتي.
10- أعرب الرئيسان عن الاهتمام بتعزيز التعاون فى المجال الصحى، بما فى ذلك إيفاد القوافل الطبية المصرية إلى جيبوتى، ورحبا بمبادرة مصر بإيفاد قافلة طبية للكشف المبكر عن ضعاف السمع بين الأطفال والكبار، وتوفير سماعات لهم،وقافلة أخرى لتركيب وصلات شريانية لمرضى الغسيل الكلوى، والمقرر أن يتم إيفادهما خلال الفترة القادمة، ووجها المسئولين فى البلدين بالعمل على تعزيز التعاون فى هذا المجالالحيوى، بما فى ذلك الإسراع فى تفعيل مركز الأمومة والطفولة فى جيبوتي.
-3-
11- أكد الرئيسان على أهمية التعاون فى مجالى الشباب والرياضة، وأهمية تكثيف التبادل الشبابى والطلابى والرياضى للحفاظ على متانة الترابط بين شعبى البلدين الشقيقين، ورحبا فى هذا الصدد بالتعاون بين وزارتى الرياضة فى البلدين من أجل تطوير منشآت رياضية فى جيبوتى، وعلى رأسها استاد "حسن جوليد" من أجل استيفائه لمعايير إقامة مباريات دولية للفرق الوطنية والرياضية الجيبوتية، على أرضها ووسط جمهورها.
12- ثمّن الرئيسان الجهود المبذولة لتسهيل السفر والانتقال بين البلدين، بما فيها افتتاح خط مصر للطيران المباشر بين القاهرة وجيبوتى، منذ 12 يوليو 2024، ووجّه الرئيسان مسئولى البلدين ببحث تعزيز التعاون فى مجال الطيران المدنيوالعمل على انتظام وزيادة رحلات الخط المباشر لما فى ذلك من تعزيز للتواصل الشعبى والتجارى بين البلدين.
13- تم التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التالية:
أ- مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الشباب.
ب- مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الرياضة.
ج- برنامج تنفيذى فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى للأعوام 2025/2028.
د- مذكرة تفاهم بين الهيئة الوطنية للإعلام فى مصر، وإذاعة وتليفزيون جيبوتي.
هـ- مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستعلامات فى مصر، ووزارة الإعلام الجيبوتية.
ثانيًا: القضايا الإقليمية والدولية:
1- تبادل الرئيسان الرؤى ووجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقًا من التحديات المشتركة والمتشابهة التى تواجه البلدين الشقيقين، والدور المحورى الذى تلعبه كل من مصر وجيبوتى فى محيطهما المضطرب من أجل تهدئة الأوضاع وتحقيق الاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.
2- فى هذا الصدد، أكد الرئيسان على أهمية التنسيق المستمر بين البلدين بشأن القضايا الإقليمية والدولية، سواء على المستوى الثنائى أو المستوى متعدد الأطراف من خلال التجمعات والمنظمات الإقليمية والدولية التى تجمعهما، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقى، ومنظمة التعاون الإسلامى، والأمم المتحدة، وقد تناولت المباحثات ما يلي:
القرن الأفريقي:
1- الصومال:
أ- رحب الرئيسان بالجهود التى من شأنها دعم الأمن والاستقرار فى الصومال، ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية، وتعزز من إمكانات مؤسسات الدولة الصومالية وقدرات الحكومة الفيدرالية على مواجهة أية تحديات، وتمكين الجيش الوطنى الصومالى من التصدى للإرهاب وبسط سيطرة الدولة على كامل ترابها.وندد الزعيمان بشدة بمحاولة الاغتيال الإجرامية الفاشلة التى استهدفت موكب الرئيس/ حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، والتى تؤكد على خسة أساليب الجماعات الإرهابية وحتمية دعم الصومال للقضاء عليها.
ب- شدد الرئيسان فى هذا الصدد على التزام بلديهما بالمساهمة بقوات فى بعثة الاتحادالأفريقى الجديدة للدعم والاستقرار فى الصومال.
-4-
السودان:
1- أكد الرئيسان على رفضهما التام لأية محاولات من شأنها أن تهدد وحدة وسيادة السودان الشقيق وسلامة أراضيه، بما فى ذلك محاولة تشكيل حكومة موازية، الأمر الذى يجعل المشهد أكثر تعقيدًا فى السودان، ويعيق كافة الجهود المبذولة لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية السودانية.
2- كما أكد الرئيسان على ضرورة انخراط كافة القوى السودانية فى عملية سياسية شاملة وتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد، والحفاظ على المؤسسات الوطنية، وتسهيل إنفاذ المساعدات الإنسانية، تمهيدًا لاستئناف أنشطةالسودان الشقيق فى الاتحاد الأفريقي.
3- وأشاد الرئيسان بالجهود المصرية والجيبوتية الدؤوبة الرامية لتحقيق الاستقرار فى السودان الشقيق، واستضافة البلدين لعدد من المؤتمرات بهذا الخصوص.
جنوب السودان:
- أعرب الرئيسان عن القلق من تدهور الأوضاع السياسية والأمنية فى جنوب السودان الشقيق، ودعا الرئيسان جميع الأطراف المعنية لتفادى التصعيد، وحل الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية، حفاظًا على أمن واستقرار جنوب السودان، والمنطقة.
أمن البحر الأحمر:
- أكد الرئيسان على أهمية تعزيز التنسيق حول الملفات المتعلقة بالبحر الأحمر، وأعربا عنالرفض لأية ممارسات تؤدى إلى زعزعة الاستقرار وأمن وحرية الملاحة فى هذا الممر الملاحى الحيوى لحركة التجارة الدولية. كما أشارا إلى أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر ليضطلع بمسئولياته الأصيلة فى تعزيز التنسيق بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن.
القضية الفلسطينية:
1- أدان الرئيسان تجدد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة بما يعد خرقًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وأكدا على مخرجات القمة العربية غير العادية التى تم عقدها فى القاهرة يوم 4 مارس 2025، وما تضمنته من التأكيد على تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذى يُلبى حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة والثابتة، بما فى ذلك حقه فى الحرية وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
2- أدان الرئيسان القرارات الإسرائيلية المتعلقة بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وغلق المعابر المستخدمة فى أعمال الإغاثة، وطالبا إسرائيل بالتوقف عن خرق اتفاق إطلاق النار، والعودة لمائدة المفاوضات للاتفاق على ترتيبات المرحلة الثانية، وضرورة السماح باستئناف دخول المساعدات الإنسانية، كما طالب الزعيمان الرئيس الأمريكي/ دونالد ترامب، والمجتمع الدولى، بالضغط على إسرائيل من أجل الالتزام بالاتفاقيات التى تم التوصل لها، كما عبرا عن تطلعهما للتعاون مع الرئيس الأمريكى وكافة القوى الدولية من أجل تنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار غزة.
3- أكد الزعيمان على الموقف العربى الموحد، الذى يتمتع بتأييد دولى كامل، بشأن الرفض التام لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم تحت أى مسمى، باعتبار ذلك انتهاكًا للقانون الدولى وجريمة ضد الإنسانية، وشددا على ضرورة التزام إسرائيل بواجبات القوة القائمة بالاحتلال، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
-5-
سوريا:
- أكد الرئيسان على دعم مؤسسات الدولة الوطنية السورية واستقرارها، ورفض كافة أشكال العنف التى من شأنها أن تمس استقرار وسلامة الشعب السورى، مع ضرورة العمل على تدشين عملية انتقالية شاملة تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السورى دون إقصاء.
الاتحاد الأفريقي:
1- أعرب الرئيسان عن أهمية التعاون بين البلدين فى إطار الاتحاد الأفريقى تحقيقًا لأهداف أجندة التنمية 2063، وعلى رأسها جهود تعزيز السلم والأمن فى القارة بما فى ذلك جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات وبناء السلام على ضوء ريادة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى لهذا الملف.
2- جدد الرئيسان التأكيد على أهمية حشد الموارد لدعم المشروعات التنموية فى القارة لاسيما مشروعات البنية التحتية أخذًا فى الاعتبار رئاسة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية (نيباد)، وتعزيز التجارة البينية فى إطار منطقة التجارة الحرة القارية.
جامعة الدول العربية:
- اتفق الرئيسان على أهمية مواصلة التنسيق بين البلدين فى إطار جامعة الدول العربية، بما فى ذلك التعاون لإحياء آفاق التعاون العربية الأفريقية طبقًا لمقررات قمة مالابو لعام 2016.
اليونسكو:
- اتفق الرئيسان على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين فى إطار منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة، أخذًا فى الاعتبار الدور الهام الذى تضطلع به لتعزيز التعاون الدولى فى مجالات التعليم والعلوم والفنون والثقافة، ولما لذلك من مردود إيجابى على جهود تحقيق رفاهية ورفعة وتقدم الشعبين الشقيقين.
كلف الرئيسان وزيرى الخارجية بالبلدين بمتابعة مخرجات القمة والإعداد لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين فى وقت يتم الاتفاق عليه عبر القنوات الدبلوماسية.
وفى ختام الزيارة، أعرب السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن الشكر والتقدير لأخيه الرئيس/ إسماعيل عمرجيله، رئيس جمهورية جيبوتى على ما لقيه والوفدالمرافق له من حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة فى بلدهم الثانى جيبوتى، ووجّه الدعوة للرئيس إسماعيل عمر جيله لزيارة بلده الثانى مصر خلال الفترة المقبلة.