مبيضين عبر CNN يرد على تغريدة لابيد حول مطعم (7 أكتوبر)
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
#سواليف
أكد المتحدث باسم الحكومة الأردنية، #مهند_مبيضين، الخميس، أن #الأردن متمسك بالسلام كـ”خيار استراتيجي” وذلك في إطار رده على تغريدة لزعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء الأسبق، يائير #لابيد، على فيديو متداول لافتتاح #مطعم في #الكرك يحمل اسم ” #7_أكتوبر “.
وأعاد لابيد نشر مقطع فيديو يُظهر افتتاح المطعم في الكرك، على صفحته على منصة “إكس”، تويتر سابقا.
وكتب زعيم المعارضة في إسرائيل تعليقا جاء فيه: “يجب أن يتوقف التمجيد المشين لـ 7 أكتوبر”، وأردف لابيد قائلا: “التحريض والكراهية ضد إسرائيل تولدان الإرهاب والتطرف الذي أدى إلى المذبحة الوحشية في 7 أكتوبر”.
مقالات ذات صلة صحيفة: آلاف الناشطين اليمينيين يستعدون للاستيطان في غزة بعد الحرب 2024/01/25وختم لابيد قائلا: “ونتوقع من الحكومة الأردنية أن تدين هذا الأمر علناً وبشكل لا لبس فيه”.
من جهته، جدد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين، التأكيد في تصريح لموقع CNN بالعربية، على موقف بلاده من ” #السلام ” كخيار استراتيجي” للأردن.
وأضاف بالقول في تعليق على تغريدة لابيد: “إسرائيل هي التي تعادي المنطقة بسياساتها وحربها على قطاع #غزة. أزمتها مع المنطقة بأسرها وليس فقط مع الأردن”.
وأردف مبيضين موضحا: “هذه النتيجة التي وصلنا لها اليوم، بسبب هذه الحكومة الإسرائيلية وانعطافاتها الحادة، وعبر 14 عاما من #الحصار على قطاع غزة وتأزيم الوضع في المنطقة”.
وقالت مصادر أردنية رسمية إن المحل المشار إليه لم يرد أنه مسجل لدى وزارة الصناعة والتجارة ضمن الأسماء التجارية رسميا، مشددة على أن هذه الآلية هي من اختصاص البلديات في المحافظات.
وأضافت المصادر بالقول لـCNN بالعربية: “هناك تعميم بعدم تسجيل أي أسماء تجارية تحمل دلالات سياسية؛ وتم رفض العديد من طلبات الأسماء التجارية التي تحمل دلالات سياسية في وقت سابق”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأردن لابيد مطعم الكرك السلام غزة الحصار
إقرأ أيضاً:
«الدياسبورا» في مطعم يمني
يدهشني أن تبدأ قصة هذا المقال من مطعم يمني متواضع يقع في قلب سوق الخوير. أعرف أن الكتابة لا تختار أماكنها ولا تحدد مواعيدها بوعي كامل ومسبق من كاتبها، لكنني لم أتخيل طيلة فترة ترددي على هذا المكان الهامشي أن يتحول إلى مدخل للكتابة عن صورة من صور الشتات العربي في مدينة كمسقط! وهذا بحد ذاته سبب كافٍ لدهشتي من مفاجآت الكتابة، الكتابة التي تحدث قبل أن تبدأ، فتدَّخر المشاهدات والتأملات اليومية في الذاكرة قبل أن تحين اللغة فتحول المألوف والعادي إلى حدثٍ ومادةٍ لحبر الكلام.
فما قصة هذا المطعم اليمني؟ وكيف تحوَّل حيزه الصغير مع الوقت إلى مرآتي الواقعية والمباشرة التي أتأمل فيها صورة موجزة لمعنى الكلمة اليونانية القديمة «دياسبورا» أي الشتات؟ لست متأكدا في الواقع إن كانت قصتي هذه قصة بالمعنى الحقيقي. وربما كان من الأصحِ القولُ بأنه ليس في الأمر قصة من الأساس. كل ما في الأمر أنني أذهب بين صبح آخر لأتناول فطوري البسيط مع الشاي في مطعم يمني، فأرى مصريين وسوريين وسودانيين ولبنانيين وتونسيين، وربما آخرين، معظمهم إن لم يكن كلهم ممن يعملون في المطاعم ومحلات الحلاقة أو في مهن بسيطة مشابهة. تتسلل المأساوية للمشهد حين تدرك بأن كل هؤلاء لم يتركوا أهاليهم ولم يغادروا أوطانهم في ظروف طبيعية. كلهم جاؤوا إلى هنا هربا من ويلات الحروب أو من تردي الأوضاع الاقتصادية في أحسن الأحوال. من بينهم يمكنني رؤية بعض سائقي سيارات الأجرة العمانيين في المطعم وهم ينتظرون صباحهم مع أشقائهم العرب. هكذا يتحول هذا المطعم الصغير إلى منفى مصغَّر تتقاطع فيه أكثر من ست لهجات وهويات عربية. إذن فالقصة التي أزعمها لا تحدث إلا في عقلي، فأنا لا أكتب قصة بل مشهدا يتكرر أمامي في كل مرةٍ آتي إلى هنا. مع علمي بأن هذا المشهد بحرفيته تلك لا جديد فيه، مألوف بلا غرابة في كل مكان تقريبا. الفرق الوحيد في هذا المشهد أنني قررت كتابته بعد أن تأملته في سري لأكثر من عام.
إنه مطعم الزُّهاد كما أحب أن أسميه، أو مطعم «الطبقة الكادحة» بلغة الماركسيين. اكتشفتُ هذا المطعم حين استقر بي المُقام في شارع قريب وبدأت بسبر المكان وتفاصيله مشيا كعادتي. من بين مطاعم مسقط التي من نفس المستوى ميّزتُ هذا المطعم بطعم خبز الطاوة اليمني وبشاي الحليب الممزوج بالبهارات، وفيه عرفتُ لأول مرة مذاق الشكشوكة المعدة بالطريقة العدنية.
يعمل في هذا المطعم شباب يمنيون. يبدأ يومهم بعد صلاة الفجر مباشرة، ثم يستمرون بالتناوب حتى قرابة الثالثة صباحا من اليوم التالي. جاء هؤلاء الفتية من بلاد جريحة ينعق فيها غُراب الخراب والجوع ويتفشى فيها الموت بجميع أصنافه. جاؤوا إلى مسقط باحثين عن لقمة عيش بريئة وسليمة من الذل، ليسدوا بها الحاجة ويحفظوا الكرامة. ومن مراقبتي لنشاط المطعم أستطيع أن أرى كيف يبلون حسنا من هذه الناحية، من الناحية التجارية أعني، فالإقبال عليهم كبير قياسا على حجم المطعم.
رغم كوني زبونا دائما لديهم، ورغم الألفة البسيطة التي تخلقها الحوارات الجانبية بين الغرباء، لم أجرؤ في يوم من الأيام على سؤال الفتية اليمنيين عن حكاية كل واحد منهم. لكن فكرة صناعة فلِم تسجيلي عن حياة الوافدين العرب في مسقط لم تتوقف عن التشكل في ذهني. تمنيتُ لو أن مخرجا أو صحفيا يحمل الكاميرا ليسجل تفاصيل حياة هؤلاء الناس الذي يعيشون بيننا ويتكلمون معنا نفس اللغة لكن أغشية ما تحول بيننا وبينهم فلا نعرف عن حياتهم معنا إلا دورهم الوظيفي في المطعم أو في السوق. أتمنى لو أستطيع أن أعرف أكثر عن خلفياتهم، عن مستوى تعليمهم، وكيف تفاعلت مآسيهم الشخصية الصغرى مع المأساة الكبرى لبلادهم، وكيف قادتهم الخطى إلى افتتاح هذا المطعم والعمل فيه. غير أن هذه الأسئلة تجرُّ حديثا طويلا ذا شجون لن يتفرَّغ له اليمني المنهمك بالطبخ وتقديم الطعام على مدار الساعة. قلتُ سأترك لمخيلتي أن تكمل فراغ حكاياتهم الناقصة كما يفعل الروائيون. يكفيني أن أقرأ الشقاء والأرق في عيونهم. شقاء ممزوج بـ«خضرة القات» التي عبَّر عنها البردُّوني في قصيدته «غريبان وكانا هما البلد»:
عرفته يمينا في تلفُّته
خوفٌ، وعيناه تاريخٌ من الرمدِ
من خضرةِ القات في عينيه أسئلةٌ
صفر تبوح كعود نصف متّقدِ
لا أحد في هذا المطعم يعرف متى ستنتهي ليلة الكابوس العربي الطويلة، وعلى أي حال سيستقر المشهد في هذه البلدان المعذبة بالحروب والاستبداد والإفقار. لا أحد يتحدث عن الوحدة العربية في هذا المطعم. لا توحدهم هنا إلا حروف هذه اللغة التي تفرَّقت بينهم لهجاتٍ عدة. مع ذلك، يمكن لهؤلاء العرب المنفيين أن يتقاسموا الضحك على نكتة تقال بالعامية المصرية، أو أن يطربوا لأغنية فيروز حين يرن بها هاتف أحدهم. فضلا عن اللغة، تجمعهم هنا مصيبة الوطن وغربة «المنفى العربي الشقيق». مثلا، يمكن للسوري أن يحكي لليمني القادم من عدن أو صنعاء قصة خروجه من قريته في ريف دمشق أو حلب، ليجد الغريبان حينها لحظة التقاطع بين قصتيهما على طريقة تستعيد بيت امرئ القيس:
«وكل غريبٍ للغريبِ نسيبُ».