20% من إنتاج الكهرباء «متجددة».. وتوقعات بوصولها لـ42% عام 2030
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
سعت الدولة المصرية لتنويع سلة مصادر الطاقة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما المتجددة والنظيفة منها، وهو ما وضعها فى مركز متقدم فى قطاع الطاقة المتجددة بالمنطقة.
الدولة تخطط لإنتاج 20 ألف طن من الهيدروجين الأخضر بحلول 2025مكّنها من إنجاز خطوات واسعة نحو ريادة المنطقة فى الهيدروجين الأخضر مثلما سعت من قبل لريادتها فى قطاع الطاقة المتجددة.
وتمتلك مصر أكبر مصادر للطاقة المتجددة من الرياح والشمس فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤهلها لأن تكون من أكبر منتجى الطاقة النظيفة، وهو ما يتسق مع التزاماتها وتعهداتها المناخية واستراتيجية التنمية المستدامة، واستراتيجية مصر لتغير المناخ 2050، والتى تُمكن الدولة من تخطيط وإدارة تغير المناخ باتباع نهج مرن ومنخفض لانبعاثات الكربون.
وفيما يتعلق بالطاقة المتجددة بتنويعاتها المختلفة، تستهدف مصر وصول نسبة مساهمة الطاقة المتجددة بقدرة توليد الكهرباء إلى حوالى 42% بحلول عام 2030، لتشمل 14% كهرباء مستمدة من طاقة الرياح، 21% من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بالإضافة إلى الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية المركزة. كما نجحت بالفعل فى رفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة فى قدرة توليد الكهرباء إلى حوالى 20% عام 2022.
وبالنسبة لطاقة الرياح تحديداً، وحسب تقارير وزارة البيئة فتمتلك مصر 3 مزارع كبيرة للرياح، منها أكبر مزارع الرياح فى المنطقة، وهى محطة جبل الزيت الواقعة فى منطقة جبل الزيت على مساحة 100 كيلومتر، وذلك ضمن مجموعة من مشروعات الطاقة المتجددة على طول الطريق من القاهرة إلى البحر الأحمر، مروراً بالزعفرانة والغردقة وغيرهما من المدن المصرية.
وعلى صعيد الطاقة الشمسية، أنشأت مصر مجموعة من المشروعات الحيوية، منها محطة الطاقة الشمسية «بنبان» فى أسوان التى تعد أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية فى أفريقيا والشرق الأوسط، والتى ستصبح الأكبر فى العالم بمجرد اكتمالها، ومن أكبر المشروعات الاستثمارية فى قطاع الطاقة النظيفة، حيث سيتم توليد ما يعادل 90% من الطاقة المنتجة من السد العالى.
ويستهدف المشروع إنتاج 2000 ميجاوات من الكهرباء، ويبلغ حجم الألواح الشمسية المستخدمة فى المحطة نحو 200 ألف لوحة شمسية تنتج 50 ميجاوات من الطاقة النظيفة التى تكفى لإنارة 70 ألف منزل. وقد بلغ حجم الطاقة المولدة من مشروعات الطاقة الشمسية المنفذة بالفعل نحو 1808 ميجاوات، وهناك مشروعات جار تنفيذها لتوفر 720 ميجاوات أخرى.
وقد جاءت مصر فى المرتبة الأولى فى المنطقة العربية إنتاجا للكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بمعدلات إنتاج تبلغ حوالى 3.5 جيجاوات، ومستهدف وصولها إلى حوالى 6.8 جيجاوات بحلول 2024.
وتخطو مصر خطوات ريادية واسعة إقليمياً وعالمياً فى مجال الهيدروجين الأخضر، حيث وضعت عدة قوانين وإجراءات ساعدت فى إيجاد حوافز جديدة للقطاع الخاص مصممة لتحفيز إنتاج الطاقة المتجددة. ووفقاً لدراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، فهناك عدد من الحوافز التى ستقدمها الدولة لمشروعات الهيدروجين الأخضر، تشمل منح حافز استثمارى نقدى لا يقل عن 33% ولا يزيد على 55% من قيمة الضريبة المسددة، وإعفاء المعدات والأدوات والآلات والأجهزة والمواد الخام والمهمات ووسائل النقل عدا سيارات الركوب من ضريبة القيمة المضافة، وتحمل الخزانة العامة للضريبة العقارية التى تستحق على مبانى تلك المشروعات.
وأنشأت الدولة المجلس الوطنى للهيدروجين الأخضر برئاسة رئيس الوزراء، ليتولى تنسيق وإدارة كل ما يخص هذا الملف، حيث سيعمل المجلس على متابعة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر، وتحديثها بما يتناسب مع المستجدات الدولية والمحلية، وسيقوم المجلس أيضاً بتبنى السياسات والخطط الضرورية ووضع الآليات الملائمة لتنفيذ هذه الاستراتيجية وتحديثها بشكل منسق وفعال.
وتخطط الدولة لإنتاج 20 ألف طن من الهيدروجين الأخضر و100 ألف طن من الأمونيا الخضراء بحلول 2025، لخدمة قطاعات مختلفة على غرار قطاع النقل. والهدف النهائى هو إنتاج 220 ألف طن من الهيدروجين الأخضر و1.1 مليار طن من الأمونيا الخضراء.
ولذلك وقعت مجموعة من الاتفاقيات، منها مذكرة تفاهم مع شركة الطاقة الهندية «رينيو باور» فى يوليو 2022 بغرض بناء منشأة إنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة 8 مليارات دولار بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. تبلغ قيمة المرحلة الأولى من خطة التطوير للمنشأة 710 ملايين دولار أمريكى وتغطى 600 ألف متر مربع.
ويتعاون صندوق مصر السيادى مع الشركة النرويجية «سكاتيك» وشركات أخرى لتشغيل محطة العين السخنة، أول محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة إنتاجية تصل إلى حوالى 100 ميجا وات، والتى تم افتتاحها فى نهاية عام 2022. وتأتى مصر على رأس قائمة الدول العربية من حيث عدد المشروعات التى تهدف لتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر، بنحو 23 مشروعاً (من إجمالى حوالى 73 مشروعا فى صناعة الهيدروجين على مستوى الوطن العربى، ومن المتوقع أن تنعكس تلك المشروعات على الاقتصاد المصرى بالعديد من المنافع؛ من بينها «ترسيخ موقع مصر كمصدر إقليمى وعالمى للطاقة والوقود الأخضر، وزيادة حجم الصادرات، وتحقيق تنوع مصادر الطاقة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطاقة المتجددة الهيدروجين الأخضر التنمية المستدامة الطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة إلى حوالى ألف طن من
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء: قدمنا جميع التسهيلات للشراكة والعمل مع القطاع الخاص
اجتمع الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة برئيس احدى الشركات الخاصة والوفد المرافق له، وذلك لبحث التعاون فى مختلف المجالات فيما يخص كفاءة الطاقة وترشيد استهلاك الكهرباء ومنع الهدر فى التيار والالتزام بمعايير الجودة فى الخدمات الكهربائية المقدمة، والارتقاء بمعدلات الأداء فى شبكات التوزيع.
تناول الاجتماع الذى انعقد بحضور المهندسة صباح مشالى نائب الوزير ومحمد دعبيس مساعد الوزير، بحث زيادة التعاون فى مجالات تطوير وتحديث مراكز التحكم وشبكات التوزيع ودراسة توطين صناعة بعض المهمات الكهربائية المطورة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة فيما يخص أنظمة المراقبة والتشغيل للشبكة الكهربية وبرامج إدارة الطاقة، وكذلك استخدام التكنولوجيا للمساعدة فى توزيع الأحمال الكهربائية والاستخدامات على مدار اليوم ، وذلك ضمن خطة عمل الوزارة للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة وتحسين جودة التغذية الكهربائية والحد من الفقد الفنى والتجاري ومواجهة ظاهرة سرقة التيار الكهربائي وتحسين معدلات الاداء فى الشبكات.
واستعرض الدكتور محمود عصمت أوجه التعاون مع الشركة ومشروعاتها مع قطاع الكهرباء وخاصة في مجال إنشاء وتطوير مراكز التحكم في شبكات التوزيع والموقف التنفيذي لمركز تحكم جنوب سيناء بمدينة شرم الشيخ وربط المواقع الخارجية بالمركز ، وكذلك مقترحات العمل المشترك والتعاون فى استخدام التقنيات الحديثة لترشيد الاستهلاك وتوزيع الأحمال والاحتياجات لتخفيف الضغط على الشبكة فى أوقات الذروة، وذلك فى ضوء استراتيجية العمل وفتح المجال أمام القطاع الخاص للاستفادة من خبراته الإدارية والفنية والتكنولوجية وقدراته المالية لتحسين معدلات الأداء فى الشركات التابعة.
وتمت مناقشة المقترحات الخاصة بكيفية الحد من الفقد التجاري والتصدى لسرقات التيار الكهربائي على الجهد المنخفض بإستخدام منظومة عدادات ذكية وانظمة اتصالات ومراقبة فى إطار خطة لادارة الطاقة المهدرة فى كافة الاستخدامات وخاصة المنزلي والتجاري والإنارة العامة.
وأكد الدكتور محمود عصمت استمرار الإجراءات الخاصة لمواجهة سرقة الكهرباء والحد من الفقد التجاري، موضحا التعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية والعمل المشترك واستخدام التكنولوجيا بالتعاون مع الشركاء من القطاع الخاص لاسيما الشركات التى تمتلك سابقة أعمال وخبرات فى المجال ولديها المقدرة على تنفيذ المشروعات المختلفة، وذلك فى إطار خطة العمل لتحقيق الجودة في جميع الخدمات الكهربائية، موضحا جهود الوزارة وشركاتها التابعة لتحقيق الاستقرار والحفاظ على الاستمرارية للتغذية الكهربائية واستقرار الشبكة الموحدة والاعتماد على الطاقات المتجددة وخفض استخدام الوقود وتحسين كفاءة التشغيل.
قال الدكتور محمود عصمت إن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة قدمت كافة التسهيلات لفتح المجال للشراكة والعمل مع القطاع الخاص والذى يقوم بدور فعال فى تنفيذ المشروعات فى إطار استراتيجية الطاقة ومتطلبات خطة التنمية المستدامة.
وأوضح ان هناك اهتمام خاص بتوطين الصناعة المرتبطة بمهمات الكهرباء، خاصة الطاقة المتجددة فى إطار توجه الدولة بدعم الصناعة وتوطين التكنولوجيا، مشيرا إلى اهتمام قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بالتصنيع المحلي للمهمات والمعدات الكهربية والعمل على تطوير الشبكة والتحول التدريجى من شبكة نمطية إلى شبكة ذكية تساعد على استيعاب القدرات التوليدية الكبيرة.