معجزة الإسراء والمعراج.. الرحلة بالتفصيل
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
معجزة الإسراء والمعراج هي إحدى المعجزات النبوية، وتعد رحلة الإسراء والمعراج من أكثر الرحلات في تاريخ البشرية غرابة وإعجابًا لما تحتوي رحلة الإسراء والمعراج من معجزات يعجز العقل عن تصديقها، وسبب حدوث رحلة الإسراء والمعراج ما لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم من أذى من قومه وتخفيفًا لما وقع عليه من ضرر منهم، كما كانت رحلة الإسراء والمعراج أيضا تكريمًا للنبي صلى الله عليه وسلم كي يعلم مكانته عند الله عز وجل.
رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج العديد من الأحداث الجليلة والآيات الحكيمة كما جاء في قوله تعالى (لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا). متى ليلة الإسراء والمعراج 2024؟.. موعدها وسنن نبوية لإحيائها من الإفتاء عميد كلية أصول الدين الأسبق: جاءت معجزة الإسراء والمعراج تسريةً وتسليةً للنبي عما أصابه
معنى الإسراء والمعراج
الإسراء هو انتقال النبي صلى الله عليه وسلم مع رسول الوحي جبريل عليه السلام على دابته "البراق" ليلًا من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس في فترة زمنية قصيرة، ثم بعد ذلك رجوعه صلى الله عليه سلم في نفس الليلة إلى مكة المكرمة.
المعراج هو صعود النبي صلى الله عليه سلم من بيت المقدس إلى السماوات العلى وما فوقها، وقد ثبت حدوث هذه المعجزة في القران، قال تعالى (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وسميت سورة في القران باسم هذه المعجزة وهي سورة الإسراء، وفي ذلك اليوم فرض الله عز وجل علينا الصلوات الخمس.
ليلة الاسراء والمعراج
ليلة الاسراء والمعراج هنالك الكثير من الآراء حول توقيت رحلة الإسراء والمعراج من حيث وقوعها قبل أم بعد البعثة النبوية، أما الرأي القائل بوقوعها قبل البعثة فهو من الآراء الشاذة، وذهب معظم علماء السيرة إلى وقوعها بعد البعثة .
وجاءت آراء كثيرة في موعد ليلة الإسراء والمعراج ذهب الإمام النووي إلى وقوعها قبل البعثة بسنة واحدة في ليلة السابع والعشرين من شهر ربيع الأول، وذهب ابن كثير إلى وقوعها ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وذهب النووي والقرطبي إلى وقوعها بعد البعثة بخمس سنوات، وذهب الطبري إلى وقوعها في نفس العام الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
يرجع اختلاف المؤرخين أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك تاريخ كي يدون المسلمون الأحداث كما كانوا يفعلون بعد الهجرة، ومع ذلك اتفق العلماء أن السابع والعشرين من شهر رجب هو ذكرى إحياء رحلة الإسراء والمعراج نظرًا لتتابع الناس على الاحتفال بهذه الذكرى في ذلك اليوم.
قصة الإسراء والمعراج
قصة الإسراء والمعراج اتفق جمهور العلماء من المحققين على أن الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد معًا في حالة اليقظة وفي ليلة واحدة، لأن القران الكريم صرح بذلك في قوله تعالى (بِعَبْدِهِ) وكلمة العبد تطلق على الروح والجسد معًا، أما المعراج ففيه خلاق ورأي بعض العلماء أن المعراج كان بالروح فقط فهو رأي لا يعتد به لأن الله عز وجل قادر على أن يصعد بالنبي بجسده وروحه كما أسرى به بهما.
ليلة الإسراء والمعراج بالتفصيل
ليلة الإسراء والمعراج بالتفصيل هي معجزة إلهية دعم الله بها النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ونصره أمام قومه بمعجزة كبيرة، إذ أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليخفف عنه ما لقيه من أذى من أهل الطائف وموت عمه أبوطالب وزوجته خديجة رضي الله عنها، كي يرى من آيات الله الكبرى.
تبدأ رحلة الإسراء- كما جاءت على ألسنة الصحابة رضوان الله عليهم- بقدوم ثلاثة ملائكة مكرمين من بينهم جبريل وميكائيل، فأراحوا جسد النبي صلى الله عليه وسلم على ظهره مستقبلًا الأرض وهو نائم، بعد ذلك تم شق صدره الكريم من قبل الملائكة وأخرج قلبه وغسله بماء زمزم، بعدها ملئ قلبه صلى الله عليه وسلم حكمة وإيمانًا، وقال الحافظ ابن حجر في ذلك الأمر أنه من الأمور الخارقة للعادة التي يجب التسليم بها.
جاء جبريل بالبراق وهي دابة أصغر من الفرس وأكبر من الحمار تضع خطوتها عند مد بصرها، فأنزله جبريل مدينة طيبة فصلى بها، ثم أنزله طور سيناء وهو المكان الذي كلم الله فيه النبي موسى عليه السلام فصلى به، ثم بيت لحم حيث ولد النبي عيسى عليه السلام فصلى به، ثم اقترب من بيت المقدس فنزل بباب المسجد وربط البراق بالحلقة الحديدية التي كان يربط بها الأنبياء، ثم دخل المسجد ليلقى الأنبياء المبعوثين قبله، فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم وصلى بهم ركعتين.
وليلة الإسراء والمعراج بالتفصيل بعد ذلك بدأت أحداث المعراج حيث صعد جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الدنيا، اطلع النبي في السماء الدنيا على بعض أحداثها، ثم صعد به جبريل إلى السماء الثانية فرأي فيها زكريا وعيسى ابن مريم، ثم صعد به جبريل إلى السماء الثالثة فرأى يوسف عليه السلام، ثم صعد به جبريل إلى السماء فرأى فيها إدريس، ثم إلى الخامسة فرأى فيها هارون، ثم إلى السادسة فرأى فيها موسى، ثم إلى السابعة فرأى فيها إبراهيم عليه السلام، ثم انتهى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى.
أخذ جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلى الحجاب، فاستلمه ملك آخر وبقي جبريل، فصعد الملك بالنبي حتى وصل إلى عرش الرحمن فأنطقه الله بالتحيات فرد النبي قائلا (التحيات المباركات والصلوات الطبيات لله) وهنا فرضت الصلاة على النبي وأمته خمسين صلاة كل يوم وليلة.
ثم اصطحب جبريل النبي إلى الجنة فرأى فيها من النعيم مالا عين رأت ولا أذن سمعت، ثم رأى النار ونظر إليها وإلى عذابها، بعدها أتيا النبي موسى عليه السلام فسأل النبي أن يرجع إلى الله يسأله التخفيف في الصلاة على أمته، فخفف الله عنه عشرًا، ثم أرجعه موسى إلى الله مرة أخرى يسأله التخفيف، فخفف الله عنه عشرًا، وظل هكذا بين الله وموسى حتى جعلها الله خمس صلوات، بعدها نادى رب العزة على النبي قائلًا (إني قد فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة، والخمس بخمسين، وقد أمضيت فريضتي وخففت على عبادي).
ماذا رأى الرسول في السماوات السبع
ماذا رأى الرسول في السماوات السبع رأى النبي صلى الله عليه وسلم نهر الكوثر والذي أختصه الله عز وجل للنبي تكريمًا له، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنّ النّبي "صلى الله عليه وسلم" قال: (بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرّ المجوّف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربّك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر) رواه البخاري.
رأي النبي أهل الجنة وهم ينعمون وبعض أحوال أهل النار وهم يعذبون ومنهم أصحاب الغيبة والنميمة ومن يخوض في أعراض المسلمين فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم) رواه أبوداود، ورأى كذلك أناس قد قطعت ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقال له جبريل عليه السّلام: (هؤلاء خطباء أمّتك من أهل الدّنيا، كانوا يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون؟) رواه أحمد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معجزة الاسراء والمعراج الإسراء والمعراج ليلة الإسراء والمعراج النبی صلى الله علیه وسلم رحلة الإسراء والمعراج لیلة الإسراء والمعراج علیه السلام الله عز وجل إلى السماء إلى وقوعها الله عنه بعد ذلک فی ذلک
إقرأ أيضاً:
شهر السلام والعمل الصالح
شهر رجب هو أحد الأشهر الأربعة الحرم التي يحرم الله فيها القتال ويحث فيها على السلام والعمل الصالح، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عدد هذه الأشهر في القرآن الكريم، قال الله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ" (التوبة: 36)، ورجب هو الشهر السابع من السنة الهجرية، وله مكانة خاصة بين المسلمين، حيث تتضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الذنوب، وهو محطة مهمة في الطريق إلى شهر رمضان المبارك.
ويطلق عليه "رجب الفرد" لأنه يأتي منفردا عن الأشهر الحرم الأخرى التي تتوالى معا: (ذو القعدة، ذو الحجة، ومحرم). ويتميز هذا الشهر بأجوائه الروحانية، حيث يشجع المسلمين على الابتعاد عن المعاصي والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
ويحمل شهر رجب في طياته مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي، حيث ارتبط بالعديد من الأحداث البارزة التي لها أثر كبير في ذاكرة المسلمين. ومن أبرز هذه الأحداث وأعظمها: رحلة الإسراء والمعراج التي وقعت في شهر رجب، وتحديدا ليلة السابع والعشرين منه وفق بعض الروايات. وفي هذه الليلة المباركة، أسري بالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بالقدس الشريف ـ فك الله أسره ـ ثم عرج به ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى السماوات السبع حيث التقى بالأنبياء وشهد آيات عظيمة من الله. وخلال هذه الرحلة المباركة، فرض الله الصلاة على المسلمين كأعظم فريضة دينية، وتأكيدا على أهميتها في حياة المسلم، وضرورة الحفاظ عليها كصلة يومية مع الله عز وجل.
وقد وقعت غزوة تبوك، المعروفة بـ"غزوة العسرة"، في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة. وكانت هذه الغزوة اختبارا صعبا للمسلمين، إذ عانوا من نقص الموارد والمشقة الكبيرة بسبب بعد المسافة وشدة الحر. ورغم التحديات، أظهر المسلمون تفانيهم في دعم الإسلام بقيادة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان لهذه الغزوة أثر عظيم في تثبيت هيبة الدولة الإسلامية أمام القوى الكبرى فى ذلك الوقت كدولة الروم.
وفي شهر رجب، وبعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية، أُمر النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإعلان الإسلام جهارا، حيث بدأ يدعو الناس علانية إلى عبادة الله الواحد.وكان هذا التحول نقطة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث تحمل المسلمون الأوائل كثيرا من المشاق والتحديات في سبيل نشر الرسالة.
وبعض الروايات تذكر أن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة وقع في شهر رجب، وهو حدث يحمل دلالات عظيمة في التشريع الإسلامي، فهذا التحول كان اختبارا لإيمان المسلمين ومدى اتباعهم لأوامر الله.
إن شهر رجب يعد فرصة عظيمة للتوبة وتجديد العلاقة مع الله عز وجل. ويستحب الإكثار من الاستغفار والرجوع إلى الله خلال هذا الشهر، فهو شهر المغفرة والرحمة.
ومن أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها في شهر رجب هى الصدقة وإعانة الفقراء والمحتاجين، فإخراج الصدقات يضاعف الأجر والثواب، خصوصا في هذا الشهر المبارك. وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا " (رواه مسلم)، والصيام في شهر رجب يساعد المسلم على تهذيب النفس والاستعداد لصيام شهر رمضان المبارك.
وعلى المسلم أن يكثر من ذكر الله، كالتسبيح والتهليل والتكبير، فالذكر من العبادات التي ينبغي المداومة عليها في رجب، كما يستحب الإكثار من الدعاء لنيل الخير والبركة في الدنيا والآخرة، وقد كان النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا دخل شهر رجب يقول: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".
اللهم آمين
[email protected]