كنت ابن عشر سنوات حين شاهدت بضع حلقات من هذا المسلسل الدرامي، كان ذلك آخر السبعينيات، وهو زمن هذا المسلسل المقتبس عن كتاب يحمل العنوان نفسه: «بأم عيني»، للمحامية اليسارية فليتسيا لانغر، التي ضمنته قصص المعتقلين الفلسطينيين في حقبة السبعينيات، أولئك الأسرى الذين واللواتي، دافعت عنهم لانجر أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية.
كنا إذن فتيانا في ذلك الزمن؛ فكان التمثيل مؤثرًا، كذلك الأغاني الملحنة من الشعر الذي وصف بالشعر المقاوم من أشعار محمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم وأحمد دحبور وأبو الصادق. وكانت المشاهد الحقيقية التي تضمنتها الحلقات ترينا ما نراه في المدن الفلسطينية التي تيسر لنا زيارتها مثل: القدس ورام الله ونابلس.
صدر كتاب المحامية فيلتسيا لانجر عن منشورات صلاح الدين عام 1975، بالإضافة لـ14 كتابا على مدار عقود، منها كتاب «الغضب والأمل: مسيرة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال»، كذلك كتابها «أولئك أخوتي».
كانت لانجر المحامية التقدمية ابنة 45 عاما حين أصدرت «بأم عيني»، والذي تم تحويله إلى مسلسل درامي، قام بعداد السناريو والحوار فيصل الياسري وممدوح عدوان، وكان من إخراج المخرج سليم موسى. وتم إنتاج المسلسل بالتعاون ما بين دائرة الإعلام والثقافة في منظمة التحرير، بالتعاون مع تلفزيون الإمارات العربية في أبو ظبي عام 1977.
عدت إلى المسلسل الذي صار عمره الآن 46، الذي أكبره بعشر سنوات، فشاهدت من خلال منصة اليوتيوب حلقاته، التي أعادتني لطفولتي، وإلى ما وعيته من تداول اسمها، الذي لم أكن قادرًا على نطقه جيدًا، حين ذكر أخي الكبير اسم المحامية الإسرائيلية التي تدافع عن أحد الفدائيين الفلسطينيين. ووقتها بالطبع فوجئت بأن محامية من دولة الاحتلال تدافع عن مناضلين فلسطينيين. وقد أدّت دورها باقتدار الفنانة الكبيرة منى واصف.
تصفحت الكتاب، والمسلسل معا، كعهدي عند كتابة نصي عن عمل درامي مقتبس عن كتاب، كروايات نجيب محفوظ بشكل خاص، فهمست لنفسي: كم مرت مياه خلال هذه الأعوام التي اقتربت من نصف قرن، هي تقريبا معظم عمري، متسائلًا عن مصير كل شخصيات الكتاب-المسلسل، من بقي حيا ومن رحل، بمن فيهم الكاتبة وطاقم مسلسل «بأم عيني»، والشعراء الخمسة.
سنتعرف على دكتور أسعد عبد الرحمن، حين يتدرج في مواقعه النضالية، ونتساءل عن بسام كوسا الفنان الذي مثل دوره. أما زيناتي قدسية المسرحي المعروف، فلنا أن نتذكر بداياته، كذلك عبد الرحمن أبو القاسم. وسنتعرف على المناضلة لطفية الحواري، بعد عودتها إلى الوطن في التسعينيات من القرن المنصرم.
ما يجمع الشخصيات داخل مسلسل «بأم عيني»، والطاقم الفني والأدبي هو النضال الوطني والقومي، حيث يقاوم الفدائي ومعه الكاتب والشاعر والفنان والرسام والمزارع والتاجر والصانع.
ما يهم هنا، هو القسوة التي تميزت بها جهاز الشاباك الذي كان يحقق مع المناضلين الأسرى، كذلك الأحكام القاسية التي كانت تطلقها المحاكم العسكرية الاحتلالية. وما زال الكثير من أبناء شعبنا يتذكرون المعتقلات-المسالخ الإسرائيلية في حقبتي السبعينيات والثمانينيات، حيث تحسنت ظروفها بعد نضالات الأسرى في أكثر من إضراب عن الطعام خاضوه وما زالوا يفعلون ذلك من فترة إلى أخرى.
الكتاب والمسلسل وثيقتان مهمتان خلدا تلك الحقبة، وبالطبع ظهرت أعمال روائية وقصصية، وسينمائية، ومسرحية، تلك التي اطلعنا عليها زمنا حتى صرنا، مع احتراف الكتابة، نواكبها من خلال المقالات النقدية.
في كل فترة من عمر الاحتلال، تزداد المقاومة بشتى أنواعها، ويزداد القمع، خاصة في ظل تطور تكنولوجيا الحرب؛ وهكذا، نكبر نحن أبناء جيل هزيمة عام 1967، فعندما نصل سن العشرين، تنطلق الانتفاضة الأولى، ثم الثانية، وصولا إلى عدة حروب مارس الاحتلال القصف فيها. ما ميّز الحرب الآن، أن الاحتلال يقصف المنازل بمن فيها، لتصير قبورا. أما لماذا استمر ذلك القمع وصولا لجرائم الإبادة، فهو أن دولة الاحتلال لم تجد من يحاسبها، فطغت.
ثمة تفسيرات في علم النفس فيما يخص تحول الأفراد الى وحوش، بعد مرورهم في سلسلة من التطورات التي جعلتهم يتقبلون أفعال الإجرام، ولعل ذلك ينطبق على الدول والحكومات.
والآن، يا فيليتسيا لانجر، وصلت جرائم الاحتلال إلى أن تكون بثًا مباشرًا أمام أعين العالم وأسماعه؛ فلم تعد دولة الاحتلال تجعل ذلك طيّ الكتمان، كما كانت تفعل من تعذيب في المعتقلات، حين كنت الراوية الأساسية لعذاباتهم في مقالاتك وكتبك.
كانت لانجر دوما في المعتقلات والمحاكم تتحدث بلغة القانون، والقانون الدولي الإنساني المتعلق بمعاملة الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال، وقامت بدورها محامية وكاتبة، في الانتصار للإنسانية المعذبة.
كل ودوره في الأزمات والحروب، وللفن والأدب دوما دور حاضر بقوة، لتعميق نقل الرسالة، ولتكون أيضا الكلمة والصورة والأغنية وثائق يطول عمرها.
وهو دور إنساني وموقف سياسي وأخلاقي، وهكذا وجدت فيليتسيا لانجر نفسها تترك فلسطين عام 1990 التي هجّرت إليها عام 1950، لتعود إلى ألمانيا، وتتوفى هناك، وهي على مشارف التسعين من عمرها، قائلة: «لا نريد أن نكون ورقة التين لنغطي على الاحتلال».
أربعون عامًا وهي تناضل ضد الاحتلال، الذي يستغل وجود أصوات رافضة له، لادعاء الديمقراطية، حتى تجد لانجر نفسها وقد يئست من الاحتلال، واختارت برحيلها أن تعريه.
ما شجعني على كتابة المقال، زيارة طالبتين في قسم الصحافة جاءتا لعمل مقابلة معي عن الحرب والكتابة والسياسة، فقلت لهن أن الأدب من الحياة؛ فما يحياه الكاتب يعبر عنه، وما نعيشه جميعا ليس منقطعا عن أحوال السياسة في الحرب والسلام.
استعادة العمل الدرام «بأم عيني» بعد عقود من عرضه، يفسّر لنا تسارع غطرسة الاحتلال في تعذيب الشعب الفلسطيني، الذي أراد الوطن لنا قبورًا ومعتقلات.
ولعلنا بحاجة دومًا لوجود أعمال درامية تعبر عن مراحل عيشنا تحت الاحتلال، من خلال التناول الإنساني لا السياسي فقط، لما للدراما بشكل خاص من دور لهذا الجيل والأجيال اللاحقة؛ فالدراما تحفر في الشعور والوجدان، ويظل تأثيرها طويلًا.
إن تصفح أسماء الفنانين والفنانات في هذا العمل الفني، يرينا أنهم يتوزعون على عدة أقطار عربية؛ ما يعني أن المقاومة الفنية للاحتلال هي مقاومة عربية، تتجلى فيها أسمى معاني الوحدة.
غزة الآن ربما أهم مكان في العالم للكتابة عنها وفيها، وعلى أرضها وأرض العروبة، سينشأ الأدب الجديد والفن الجديد. إنها دعوة لتوثيق ما كان ويكون، وتلك رسالة الأحياء هناك وهنا، فما نراه بأعيننا وما نسمعه بأسماعنا مذهل يجب توثيقه على أمل ليس التحرر فقط، بل حتى لا يتألم أي شعب في قادم الأيام.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
هذه أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال 2024.. بينها عملية اغتيال
وقعت أحداث بارزة على الأراضي الإيرانية خلال عام 2024، تنوعت ما بين تفجيرات وعملية اغتيال وتحطم لطائرة الرئيس، ما دفعها لإجراء انتخابات مبكرة وأفرزت رئيسا جديدا للبلاد.
تفجيرات كرمان
وترصد "عربي21" أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال هذا العام، وبدأت بتفجيرين دمويين في مدينة كرمان الإيرانية بتاريخ 3 كانون الثاني/ يناير 2024، أثناء مراسم لإحياء ذكرى اغتيال قاسم سليماني، وأسفرت عن 84 قتيلا و284 مصابا.
أعلنت الحكومة الإيرانية أن الحادث عبارة عن هجوم إرهابي، وهو الأكثر دموية في إيران منذ "الثورة الإسلامية"، ونتج عن تفجير حقيبتين مفخختين بواسطة جهاز التحكم عن بعد، ويُعتقد أن معظم الضحايا قتلوا في الانفجار الثاني، وتعرض عدد من الجرحى للدهس بسبب الذعر الناجم عن التفجير.
وبعد أيام، وتحديدا في منتصف يناير، شن الحرس الثوري الإيراني هجوما بالصواريخ على أهداف في العراق وسوريا، ردا على تفجيرات كرمان.
ضربة إيرانية غير مسبوقة
مثّلت الضربات الصاروخية الإيرانية غير المسبوقة ضد الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 13 نيسان/ أبريل الماضي، حدثا بارزا خلال هذا العام، وردت طهران بما يزيد عن 150 صاروخا وطائرة مسيرة، على قصف إسرائيلي لقنصليتها في دمشق.
أطلق الحرس الثوري الإيراني على عمليته "الوعد الصادق"، ونفذ الهجوم العسكري بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية في العراق وحزب الله اللبناني وأنصار الله الحوثي اليمني ليلة 13 أبريل وحتى فجر 14 أبريل، وكانت هذه الحملة الهجومية رد فعل على الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في 1 أبريل، وأدت إلى استشهاد 16 شخصا بينهم مسؤول إيراني كبير في فيلق القدس.
وكان هذا القصف أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل، وأول ضربات تتعرض لها "إسرائيل" من قبل دولة في المنطقة منذ الضربات الصاروخية التي شنها العراق في فترة حكم الرئيس صدام حسين، إبان حرب الخليج الثانية منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وذكر جيش الاحتلال أن إيران أطلقت أكثر من 300 صاروخ منها نحو 170 طائرة مسيرة وأكثر من 120 صاروخ باليستي، وادعى أن الغالبية العظمى من الصواريخ تم اعتراضها بنجاح.
وشاركت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن بقوات لاعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، بينما نشرت فرنسا سفنها البحرية في المنطقة.
استهداف مواقع في أصفهان
بعد الضربات الإيرانية غير المسبوقة، استهدف الاحتلال الإسرائيلي مواقع في مدينة أصفهان الإيرانية بتاريخ 17 نيسان/ أبريل، إلى جانب قصف مواقع في العراق وسوريا، كإجراء انتقامي، وسط تقليل الإعلام الإيراني من شأن الهجوم.
وأكد مسؤولون إيرانيون، وكذلك وسائل إعلام إيرانية رسمية، أنه كانت هناك محاولة لتوجيه ضربة، لكنهم يقللون من شأنها. ولم ترد أي تقارير عن وقوع ضحايا.
وقالت وكالة فارس للأنباء إن انفجارات سُمع دويّها على مقربة من قاعدة عسكرية، وإن أنظمة الدفاعات الجوية جرى تفعيلها.
وتقع محافظة أصفهان على مساحة واسعة في قلب إيران، وتكتسب المحافظة اسمها من اسم أكبر مدينة فيها. وتضم بنية تحتية عسكرية إيرانية مهمة، بينها قاعدة جوية كبرى، ومجمع كبير لإنتاج الصواريخ، فضلا عن العديد من المنشآت النووية.
وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي بعد تحطم طائرته
في صباح 19 أيار/ مايو 2024، زار الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي برفقة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد من المسؤولين، منطقة الحدود مع أذربيجان، وعند عودته فُقدت الطائرة المروحية التي كانت تقله مع وزير خارجيته وبقية المسؤولين.
وبعد أن ظلت الطائرة مفقودة قرابة 12 ساعة، أفادت مجلة "ذي إيكونوميست" بأنه "من المرجح أن الرئيس الإيراني قد توفي، مع وزير الخارجية"، ووقع الحادث في منطقة نائية وكانت درجات الحرارة منخفضة في الليل، وهي منطقة جبلية كثيفة الضباب.
وفي صباح 20 مايو 2024، أعلنت التلفزة الرسمية الإيرانية وفاةَ الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين، إثر تحطُّم الطائرة المِروحية التي كانت تُقِلُّهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران.
فوز مسعود بزشكيان
ترشح بزيشكيان للانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2024 التي أجريت مبكراً بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة، وقد قبل ترشحه وتنافس مع ثلاثة مرشحين بعد انسحاب اثنين منهم، وأجريت الجولة الأولى للانتخابات يوم الجمعة 28 يونيو 2024. وأظهرت النتائج الرسمية للجولة الأولى تأهل كل من بزشكيان وسعيد جليلي اللذان تنافسا خلال الجولة الثانية في 5 يوليو.
وقد أجريت الجولة الثانية في 5 يوليو 2024 بنسبة مشاركة بلغت 49.8 % وهي أعلى منها في الجولة الأولى، تنافس فيها المرشحان وأظهرت نتائج الانتخابات التي أعلنتها وزارة الداخلية الإيرانية صباح اليوم التالي 6 يوليو 2024 فوز مسعود بزشكيان بمنصب رئيس الجمهورية متقدماً بنسبة تقارب 55 % على منافسه سعيد جليلي الذي حصل على نسبة 45%.
واستهلّ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان عمله بخطابٍ اختار له أن يكون من ضريح الخميني في العاصمة الإيرانية طهران، وأمام حشدٍ من المواطنين والمسؤولين، أكّدَ في خطابه أن تحدياتٍ كبيرةٍ تواجه إيران اليوم ولكنه سيواجهها بالحوار والانفتاح والوحدة الوطنية. ووعد بأنه وفريق عمله سيكونون في خدمة الشعب الإيراني من أجل مواصلة مسيرة الشهداء في البناء والعمل. وزار بزشكيان علي خامنئي الذي تمنّى له التوفيق مقدّما له بعض التوصيات.
اغتيال إسماعيل هنية
في 31 تموز/ يوليو اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إسماعيل هنية، في الاعصمة الإيرانية طهران، بعدما كان في زيارة لها للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
استشهد هنية برفقة حارسه الشخصي وسيم أبو شعبان، وكان هنية من أبرز قادة حركة حماس، وله باع طويل مع الحركة، وقد انضم لها منذ بداية تأسيسها في أعقاب الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1987، وتولى رئاسة المكتب السياسي للحركة عام 2017، وغادر قطاع غزة عام 2019.
ساهم هنية في تعزيز مكانة حركة حماس في الخارج، ولعب دورا في كل المراحل التي مرت منها الحركة في السنين الأخيرة، علما أنه تعرض لعدد من محاولات الاغتيال السابقة، وقد نجا في ثلاثة منها على الأقل.
هجوم إيراني واسع
في 1 تشرين الأول/ أكتوبر، نفذت إيران هجوما صاروخيا موسعا بأكثر من 250 صاروخا على الاحتلال الإسرائيلي، في عملية أطلقت عليها اسم عملية "الوعد الصادق2"، ردا على اغتيال هنية واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن إيران أطلقت حوالي 200 صاروخ في موجتين على الأقل، وشملت مواقع الإطلاق الإيرانية تبريز وكاشان وأطراف طهران.
واستخدمت إيران صواريخ باليستية وفرط صوتية خلال هجومها، وبسبب هذا عبرت الصواريخ المسافة بين إيران وإسرائيل خلال أقل من ربع ساعة، وسمح هذا للغالبية العظمة من الصواريخ بتخطي الدفاعات الإسرائيلية وحلفائها.
وانتشرت العديد من الفيديوهات التي تثبت سقوط عشرات الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، وسقوط عشرات الصواريخ على قاعدة نيفاتيم، وسقوط عدة صواريخ على قاعدة تل نوف، ومواقع وقواعد عسكرية إسرائيلية أخرى.
ورد الاحتلال الإسرائيل على هذه الهجمات بتاريخ 26 أكتوبر، واستهدف العاصمة الإيرانية طهران، وأطلق عليها جيش الاحتلال اسم "أيام التوبة".