انطلاق محور مشروعات السرد العربي في معرض الكتاب بندوة تكريمية لـ نجيب محفوظ
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
في أول أيام الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، انطلقت ندوة تحت عنوان "نجيب محفوظ" في إطار فعاليات محور مشروعات السرد العربي بالصالون الثقافي في المعرض.
شارك في هذه الندوة الكاتب الدكتور حسين حمودة، أستاذ النقد الأدبي في كلية الآداب بجامعة القاهرة، بالإضافة إلى الكتّاب أحمد صبري أبو الفتوح، وعزت القمحاوي، وإبراهيم عبد العزيز.
من جهته، أعرب الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة عن تقديره لتعدد المجالات التي امتدت فيها الأعمال الأدبية للكاتب نجيب محفوظ. أشار حمودة إلى أن نجيب قام بتأليف روايات، قصص، ونصوص درامية، فضلاً عن كتابته في ميدان الفلسفة، وحتى قيامه بترجمة بعض الأعمال. وقال إنه كان يتباهى، في فترة دراسته الثانوية، بكونه أول طالب دخل الجامعة وكان يحمل في جيبه كتابًا.
وأوضح حمودة أن مشروع نجيب محفوظ الأدبي يتسم بتعدد الزوايا التي يمكن من خلالها التفكير فيه. وركز على مجموعة من القيم أو المرتكزات التي أسس عليها نجيب محفوظ في أعماله. وأشار إلى قيمة المغامرة الإبداعية التي تجلى في تجريبه لحدود الأنواع الأدبية، مثل روايته "الحرافيش" التي اختبر فيها حدود الرواية والملحمة.
وأضاف حمودة أن نجيب محفوظ استمر في تحقيق قيمة المغامرة الإبداعية في روايته "حيث الصباح والمساء"، حيث اعتمد شكل الروبورتاج الصحفي في كتابتها.
وتابع حمودة بالحديث عن قيمة الامتلاء الزمني في أعمال نجيب محفوظ، حيث أظهر اهتمامه بتفاصيل الزمن المرجع والأحداث التاريخية مثل ثورة 1919 والحروب العالمية الأولى والثانية.
وأشار حمودة إلى أن مشروع نجيب محفوظ يرتكز أيضًا على مناقشة القضايا الكبرى التي تتناول مسائل الوجود والحياة، العدالة، والحرية، وعلاقة الفرد بالجماعة، وقال إن هذه القضايا كان لها حضور مهم في أعمال الكاتب.
وختم حمودة حديثه بتساؤلات لازالت مستمرة حول نجيب محفوظ، حيث قفز إلى قضايا إشكالية يمكن فحصها من زوايا متعددة، مما منح أعماله حرية واسعة في التأويل وأدى إلى تعدد التفسيرات والتأويلات لأعماله.
فيما أكد عزت القمحاوي أن نجيب محفوظ يعد من كتّاب الإنسانية الكبار، حيث أشار إلى أنه لم يكن يشغل نفسه بالتنظير في الرواية أو الكشف عن أسرار عملية كتابتها. فقد استخدم تيارًا فلسفيًا دون أن يوضح للنقاد أي توجه فلسفي معين.
وفي سياق آخر، ركز عزت القمحاوي على اللغة المتنوعة في أعمال نجيب محفوظ، حيث أوضح أن الكاتب لم يتبنى لغة واحدة وإنما اعتمد على لغات متعددة. وأشار إلى أن كل رواية تعكس لغة جديدة، وفي بعض الأحيان يمكن رؤية استخدام لغات متعددة في نفس الرواية.
وأوضح القمحاوي أن في رواية "الحرافيش" على سبيل المثال، نجد بدايةً شعرية جداً، تمثل مدخلاً يفتح أمام القارئ أفقًا يتوقع فيه زمنًا غير محدودٍ. ومن ثم ينتقل إلى لغة أقل شعرية، حيث تكون وظيفتها الأساسية هي سرد الحكاية. وأشار إلى تأثر الرواية بالفارسية من خلال الغزليات التي ضمها نجيب محفوظ في الرواية، وكذلك تأثرها بالكتاب المقدس.
من جهة أخرى، قال الروائي أحمد صبري أبو الفتوح إن المحادثات حول نجيب محفوظ تبدو وكأنها تتجاهل جانبًا كبيرًا من مشروعه السردي في الرواية العربية، حيث يظهر أن مساهمته قد تم استعراضها بشكل شامل من قبل الباحثين والنقاد والأدباء والكتّاب.
وأضاف أبو الفتوح: "ما أقصده هو أن هناك تناقضات في أدب نجيب محفوظ صاغت هذا النصب الأدبي الرائع، حيث تظهر هذه التناقضات بدون إجابات. فهو يظهر كمناصر للدولة المصرية، ومع ذلك يظهر كعلم من أعلام القومية العربية."
وأكمل أبو الفتوح قائلاً: "نجيب محفوظ كان يعاني بشكل كبير من واقع مجتمعه، وكان ينتقل في عمق الحياة في الأحياء المصرية، وكان قد تأثر بالفكر الاشتراكي، وتبنى منطق الجدل الاجتماعي ليسجل حياة الناس وما وراءها، متأثرًا بتجاربه الفكرية المتنوعة."
وأثناء حديث الكاتب إبراهيم عبد العزيز عن تجربته مع نجيب محفوظ، أكد بشكل قاطع أن نجيب كان له تأثير كبير في إنقاذه من الكآبة عندما بدأت حياته الصحفية في وسط يهتم بالواسطة.
وفي سياق الحديث، أشار إبراهيم إلى أنه اتصل بنجيب محفوظ وتم تحديد موعد للقاء، وعندما التقى به، لم يجعله يشعر بأنه صحفي تحت التدريب. بل رحَّب به بكل انفتاح وأجاب على أسئلته بكل ود، حيث قضى معه ساعة كاملة في عام 1983.
وتابع إبراهيم: ولم أكن قد طلبت منه حديثاً أو تعليقًا صحفيًا إلا وكان يجيب بكل أريحية، حتى عندما حاز على جائزة نوبل، حيث قضيت معه ساعتين كاملتين في حديث متواصل.
وختم إبراهيم عبد العزيز بالقول: "كنت أجلس معه كل يوم سبت، وكان يشارك معي ذكرياته حول أساتذته، حتى خرجنا بكتاب بعنوان 'أساتذتي'".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: انطلاق مشروعات معرض الكتاب نجيب محفوظ نجیب محفوظ أبو الفتوح أن نجیب إلى أن
إقرأ أيضاً:
16% نمواً في مشاركة العارضين السعوديين في سوق السفر العربي
دبي (الاتحاد)
يسلّط سوق السفر العربي 2025 الذي ينطلق بدبي خلال الفترة من 28 أبريل الحالي حتى 1 مايو المقبل، الضوء على النموّ الذي يحققه قطاع السفر والسياحة في المملكة العربية السعودية، وسط زيادة في حضور العارضين السعوديين بنسبة 16% هذا العام.
وسيشهد المعرض مشاركة العديد من العارضين البارزين من المملكة، فبالإضافة إلى الهيئة السعودية للسياحة، تشمل قائمة العارضين العائدين كلاً من الخطوط الجوية العربية السعودية، وطيران ناس، وشركة القدية للاستثمار، وشركة الخليج السادس للسفر، وطيبة للاستثمار، وبرج ساعة مكة الملكي، وفندق فيرمونت، وكروز السعودية، ولازور للضيافة، أما العارضون الجدد هذا العام، فهم: طيران أديل، وطيران الرياض، وشركة الدرعية، وعسير، ومجموعة بان القابضة، وفندق وأبراج مكة، والحسام للسياحة، وستاي السعودية.
وقالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط إن التزام الهيئة العامة للسياحة السعودية الراسخ بهذا الحدث يبرز التقدم السريع الذي أحرزته المملكة في ترسيخ مكانتها كمركز سياحي عالمي المستوى، ويعكس الزخم الكبير للاستثمار والابتكار والطموح، الذي يدفع قطاع السفر في المنطقة إلى الأمام.
وأضافت أن معرض سوق السفر العربي سيشهد هذا العام حضوراً سعودياً قوياً من خلال تمثيل المملكة من قبل شركات الطيران الرائدة، وأبرز علامات الضيافة وشركات الرحلات البحرية.
وتقدر شركة VIDEC أن سوق الطيران الإجمالي في المملكة العربية السعودية، سينمو بمعدل نمو سنوي مركّب قدره 12.2%، ليصل إلى 11.3 مليار دولار أميركي بحلول عام 2028.
وسيتم تسليط الضوء خلال سوق السفر العربي 2025 على الأهمية المتزايدة للمملكة العربية السعودية في صناعة السفر العالمية، خلال برنامج مؤتمر سوق السفر العربي، والذي سيتوزع على ثلاث مسارح: المسرح العالمي، مسرح المستقبل، ومسرح الأحداث التجارية الجديدة، وسيضم 68 جلسة نقاشية بقيادة 185 متحدثاً رفيعي المستوى.
ومن المتوقع أن يشهد معرض سوق السفر العربي 2025 حضور 55 ألف زائر، وسيوفّر منصة مثالية لعرض أكثر من 2800 عارضاً من أكثر من 161 وجهة عالمية.