«هالة»: «أنا بنت كريمة النسب.. مش بنت حرام»
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
رسالتى لأمى التى لا أعرفها: «مسمحاكى ونفسى فى حضنك»
أمى تركتنى مع «سمسارة» بالإسكندرية وعمرى يوم واحد
تبنتنى سيدة وربتنى وسط أبنائها الـ7.. وتوفيت وعمرى 3 سنوات
تزوجت 5 مرات.. أحدهم رجل عمره 60 سنة.. حاولت الانتحار للهروب من العار الذى سيلاحق أبنائى
فور سماع رتوش عن قصة «هالة» عبر عدة مكالمات هاتفية، قررت وبدون تردد التوجه إلى بطلة الحكاية، للوقوف على كل التفاصيل، وبعد قطع ما يقرب من 207 كم هى المسافة بين القاهرة والإسكندرية، ووصلت إلى حيث اللوكيشن بمنطقة الدخيلة، وبمجرد أن ترجلت إلى حيث تقطن بطلة هذه المأساة، فى منزل يبدو عليه العجز بسبب عوامل الجو، حيث ممر خرسانى بمدخله، ودرجات تآكلت من كثرة صعود وهبوط السكان، وفى الطابق الرابع حيث تنقسم البناية إلى عدة شقق صغيرة الحجم وفقاً للإمكانيات المادية، التقيت «هالة» وبجوارها طفلان أحدهما 11 عاماً وهو «محمد»، والآخر «رحيم» 4 سنوات، وإحدى صديقاتها وتدعى «شروق».
جلست على أريكة مقابلة لباب شقة «هالة»، وبدأت الحديث وقالت لـ«الوفد»: مأساتى بدأت وأنا طفلة بعمر يوم واحد وتحديداً فى مارس 1994، بحى الملاحة فى محافظة الإسكندرية، الرواية التى أعرفها أن والدتى سيدة تدعى «عبير» كانت تعيش فى هذا الحى بصحبة شقيقها، وأنها وضعتنى طفلة، وتركتنى لدى سيدة تدعى «أم إسلام» وهى سمسارة عقارات، لتربيتى واختفت ولا يعلم عنها احد اى معلومة، وتبنتى سيدة أخرى من نفس الحى تدعى «كوثر» واستخرجت لى شهادة ميلاد باسم زوجها جمال ليتم تسجيلى فى السجلات الرسمية باسم «هالة جمال الصباغ».
تستكمل بطلة هذه المأساة، السيدة التى تبنتى وتدعى «كوثر»، ربتنى وسط أبنائها الـ7، ولم تفرق بيننا، حتى وافتها المنية، وأنا عمرى 3 سنوات، فانتقلت للعيش فى منزل شقيقتها «فريال– خالتى بالتبنى»، وهناك كانت المعاملة جيدة وكنت أتلقى تعليمى حتى الصف الخامس الابتدائى، حتى عدت إلى منزل «خالتى الثانية بالتبنى– كريمة» فى حى الدخيلة، واصرت الأخيرة على أن أترك تعليمى، وفى يوم «أسود»، وأنا عمرى 10 أعوام، وبسبب محاولة أحد شباب الأسرة التعدى علىَّ لفظياً بكلمات خادشة للحياء، انتصرت «كريمة» لرواية ابنها وجردتنى من كل مشاعر الأسرة والاحتواء، وكشفت لى الحقيقة أمام أهالى الحى، وقالت «دى مش بنت كوثر أختى دى بنت حرام وأمها غلطت مع واحد، وتزوجها عرفى، وتركتها بنت يوم واحد لأم إسلام السمسارة وهربت، واحنا وأختنا كوثر اللى ربناها علشان ما تترميش فى الشارع».
انخرطت «هالة» فى البكاء، فور روايتها لهذا المشهد، وقالت «هذه المشهد الذى مر عليه ما يقرب من 20 عاماً، لا يزال محفور فى ذاكرتى، وشعرت وكأننى تجردت من ملابسى بالإكراه أمام المارة»، مضيفة وفور سماعى هذا الكلام من «كريمة– خالتى بالتبنى»، سقطت مغشياً علىَّ، ونقلونى إلى المستشفى بسبب إصابتى بحمى، حجزت فى المستشفى لمدة 40 يوماً حتى تعافيت، ومنذ هذه الواقعة، وأنا أبحث عن والدتى.
وكشفت «هالة» عن تفاصيل قصتها، منذ علمها بأن الأسرة التى تربت فى منزلهم ليسوا أهلها الحقيقيين، مؤكدة أن صغر سنها لم يمكنها من ترك المنزل واستمرت فى العيش معهم، لكن اختلفت المعاملة، وأصبحت تعمل فى منازلهم مقابل «اللقمة»، فعرفت من هذا التوقيت معنى كلمة «الشقى»، فكانت تقف من الصباح الباكر فى المطبخ لـ«غسيل الصحون»، وملابس أفراد الأسرة، بخلاف ما كانت تسمع من ألفاظ نابية من أطفال العائلة، عن قصتها هى وأمها وترديدها فى أقل خلاف معهم كلمة «بنت حرام».
روت بطلة قصتنا فاصلاً جديداً من المأساة وهى تفاصيل زواجها 5 مرات متتالية، الأولى وهى فى سن السادسة عشرة، زوجوها شاباً وتم الانفصال بعد أشهر قليلة، ثم تزوجت وهى فى السابعة عشرة مرة أخرى من شاب يدعى «اكرم»، وأنجبت منه ابنها الكبير محمد، وطلقها بعد عام ونصف زواج، وطلقها وطفلها عمره 9 شهور، وتم طردها فى الشارع، فانتقلت للعيش مع «أمانى – شقيقتها بالتبنى»، وزوجتها لأحد أقارب زوجها وانفصلت عنه بسبب اعتدائه على طفلها «محمد»، وتزوجت للمرة الرابعة، لرجل عمره 60 عاماً، تعرفت عليه وهى تخدم والدته سيدة مسنة فى المنزل، فعقب وفاة والدته عرض عليها الزواج، وكانت عمر هذه الزيجة يوماً واحداً، وطلقنى بسبب علمه بقصتى، ثم تزوجت من «محمود» والد طفلها الصغير «رحيم»، واستمرت هذه الزيجة ما يقرب من عام، وسبب الانفصال بسبب ادمان زوجها، فكان دائم الاعتداء عليها، فألقى عليها يمين الطلاق شفوياً، ولم يتم الطلاق رسمياً لأنه محبوس منذ عامين.
«هالة الثلاثينية» قالت إنها تتحمل مسئولية طفليها الاثنين، والانتقال من سكن إلى آخر بسبب عدم التمكن من توفير نفقاتها، إلى جانب إصابتها بأمراض فى القلب، مضيفة أنها تمر عليها أيام تأكل «عيش بشاى» بسبب ضيق الحال، مشيرة إلى أنها مرت بظروف لا يتحملها بشر إلى جانب مطاردة روايات المحيطين بها لذنب لم ترتكبه، مؤكدة انها حاولت الانتحار أكثر من مرة بسبب نظرات الأهالى لى ولابنيها.
أوضحت بطلة الرواية أن بحثها عن أمها مستمر منذ هذه اللحظة، وأنها التقت «أم إسلام السمسارة»، التى أخبرتها بأن والدتها تشبهها تماماً لكن بشرتها مختلفة عنها قليلاً، وأن والدتها كانت متزوجة من أحد الشباب عرفياً، وأنه تخلى عنها فور علمه بحمل أمها فيها، ولكنها لا تعرف أى معلومات اخرى، وعن تمسكها بالبحث طوال هذه المدة عن أمها الحقيقية قالت: «نفسى أشوفها، ونفسى وصمة العار اللى بتطاردنى أنا وأبنائى، تبعد عنى، أبنائى بتنفر منى بسبب ما يسمعونه عنى من كلام سيئ وأننى بنت حرام»، ووجهت «هالة» رسالة إلى أمها الحقيقية «عبير»: «مشتقتيش ليا، انتى حملتى فيا 9 أشهر، هل بعدك عنى مش مأثر فيكى؟!، لو شوفتى صورتى وعرفتى حكايتى ان منتظرة انى أشوفك واترمى فى حضنك واسمع منك».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قصة هالة بطلة الحكاية للوقوف بمنطقة الدخيلة القاهرة والإسكندرية
إقرأ أيضاً:
بطلة سنو وايت: أنا خريجة صيدلة وأهلي رفضوا تصنيفي من ذوي الاحتياجات الخاصة
قالت مريم شريف بطلة فيلم سنو وايت، إنها تخرجت من كلية الصيدلة ولم تفكر في خوض مجال التمثيل من قبل.
وكشفت مريم شريف تفاصيل حياتها في تصريحات لبرنامج أسرار النجوم، قائلة:" أنا طول عمري بحب السينما لكن لم يخطر في بالي أبدا أن أدخل مجال التمثيل من الأساس، لأن فكرة قصار القامة يتم تصنيفها في مشاهد السخرية بالأعمال الفنية، لذلك أرفض أن أوضع في هذه المنطقة على الإطلاق".
وأضافت: «أنا شخصية جريئة وبحب الغطس والأمور غير العادية وطلعت من قبل جبل موسى، كان الموضوع مجهدا للغاية لكن كانت تجربة رائعة، أنا بحب الخروج وعائلتي لم تغلق عليّ عالمي لكن تم تربيتي إني أكون قوية لكي أواجه الناس، ووالدتي لم تعاملني أبدا على أني شخصية مختلفة، وحتى في المدرسة كانوا يريدون وضعي في فصول ذوي الاحتياجات الخاصة لكنها حاربت لكي أتواجد وسط الأولاد العاديين، والدتي ست قوية وواجهتهم وأهلي عمرهم ما حسسوني إني فيّ حاجة مختلفة أو أني شخصية غير طبيعية».
وعن أصعب مشاهدها في فيلم «سنو وايت»، أوضحت: «أصعب حاجة كان المشاهد اللي كان فيها تحول ومشاعر كثيرة كانت تمسني شخصيا وبسبب أحد المشاهد ظللت أبكي كثيرا، وهو كان المشهد الوحيد الحزين في الفيلم، لكن باقي العمل كان رحلة جميلة وممتعة وأتمنى تكرارها وأتمنى تقديم المزيد من الأعمال الفنية».
وعن حياتها بعيدة عن الفن، كشفت مريم شريف: «أنا خريجة صيدلة سنة 2020، وحاليا أعمل في التسويق الخاص بشركات الأدوية».