إسرائيل تتجاوز الخطوط الحمراء فى غزة وترتكب مجزرة فى حق «الجوعى»
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
حصار صهيونى للمستشفيات وطرد 10 آلاف نازح من مقرات «الأونرا»
اللجنة الدولية للصليب الأحمر: الوضع كارثى والوقت ينفد ولابد من وقف الحرب
لم يكتفِ الاحتلال الصهيونى بمحارقه ومجازره فى حق الشعب الفلسطينى المحاصر الأعزل بآلاف الأطنان من الأسلحة المحرمة على قطاع غزة بل تجاوز الخطوط الحمراء باستهداف الجوعى تزامناً مع اقتحاماته بالضفة المحتلة التى أسفرت عن استشهاد وإصابة واعتقال العشرات بينهم بعض الأسرى المفرج عنهم مؤخراً.
ارتكبت عصابات الصهيونية مع دخول حرب الإبادة على قطاع غزة لليوم 111 على التوالى مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التى كانت تنتظر المساعدات الإنسانية عند ميدان الكويت بغزة راح ضحيتها العشرات مكثفاً قصفه على مدينة خان يونس جنوب القطاع، مستهدفاً آلاف المنازل والوحدات السكنية ومراكز النزوح، فيما شدد حصاره للمستشفيات المتبقية جنوب القطاع. الاحتلال.
وأعلنت مصادر طبية فى مدينة خان يونس أن 80 فلسطينياً استشهدوا وأصيب 150 آخرين فى قصف الاحتلال للمدينة ومناطقها خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبدأ آلاف النازحين فى مقر الصناعة بخان يونس التابع لوكالة «أونروا» المحاصرين إخلاء المركز حتى اليوم الجمعة، بناء على أوامر الاحتلال الذى أمهل النازحين حتى اليوم لإخلاء المركز الذى يؤوى 10 آلاف نازح، وذلك بعد ارتكاب مجزرة فى المركز راح ضحيتها العشرات ومئات المصابين.
واضطرت الأطقم العاملة فى مستشفى الخير فى خان يونس إلى إخلاء المستشفى وإغلاقه، بعد إجلاء المرضى والجرحى وإجراء عمليات جراحية قيصرية لعدة نساء حوامل، وذلك بعد حصار المستشفى من قبل دبابات الاحتلال منذ عدة أيام.
كما شدد الاحتلال حصاره على مجمع ناصر الطبى، الذى يعتبر المستشفى الوحيد العامل فى مناطق جنوب القطاع ويقدم الحد الأدنى من الخدمات العلاجية والسريرية. وعزل مجمع ناصر الطبى بالكامل، ما حرم المستشفى من دخول أية مستلزمات سواء طبية أو غذائية، فى وقت يعمد الاحتلال إلى منع إدخال اللوازم الطبية المنقذة للحياة إلى قطاع غزة وخصوصاً أدوية التخدير وأسطوانات الأكسجين، المستثناة من ضمن المواد التى يسمح بإدخالها عبر معبر رفح، حسبما أكدت تقارير دولية.
يأتى ذلك وسط تحذير وزارة الصحة الفلسطينية من إقدام الاحتلال على عملية اقتحام لمجمع ناصر الطبى، كتلك التى نفذها ضد مستشفى الشفاء فى مدينة غزة، وأدت إلى إخراجه عن الخدمة، فى ظل انعدام إمكانيات إجلاء المصابين والمرضى ونقلهم إلى مستشفيات أخرى، لانعدام إمكانياتها.
وأعلنت الوزارة أن الوضع الصحى والإنسانى فى مجمع ناصر الطبى كارثى للغاية وأن مجمع ناصر الطبى يعمل بـ10% من طاقته البشرية فى ظروف قاسية ومخيفة، بالإضافة إلى أن كمية الوقود المتبقية تكفى لأقل من خمسة أيام فى مجمع ناصر الطبى، وأكدت وزارة الصحة فى غزة نفاد أدوية التخدير ومسكنات الألم، وكذلك الطعام من المجمع الطبى، ووصفت الأوضاع الصحية داخل المستشفى بالكارثية جراء الحصار.
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولى، من فقدان المستشفيين المتبقيين فى مناطق جنوب قطاع غزة، والقادرة على تأمين جزء من الخدمات الطبية، وهما مستشفى ناصر، والمستشفى الأوروبى فى خان يونس.
وقال مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية فى غزة ويليام شومبرق: «نواجه الآن خطر فقدان مستشفيين آخرين بسبب القتال، وإن الأثر التراكمى للنزاع فى المنظومة الصحية مدمر، ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث ذلك».
وقالت المنظمة فى بيانها إنه «لم يعد فى الوقت الحالى أمام قرابة مليونى شخص فى قطاع غزة سوى مجمع ناصر الطبى، ومستشفى غزة الأوروبى جنوب القطاع، اللذين يقدمان خدمات جراحية، وخدمات طوارئ طبية متقدمة، ويتمتعان بسعة سريرية كبيرة، وإن كان ذلك غير كافٍ للجرحى والمرضى الحاليين فى مختلف أنحاء غزة».
وأشارت إلى أن «أقل من 20% من مساحة قطاع غزة، أى نحو 60 كيلومتراً مربعاً، أصبحت الآن ملجأ لأكثر من مليون ونصف مليون نازح ونازحة، ويعيش هؤلاء فى ظروف يائسة فى جنوب القطاع حيث يهدد تصعيد القتال فرص نجاتهم».
وحذرت المنظمة، من فقدان العديد من الأرواح التى كان بالإمكان إنقاذها، فى حال توقفت المرافق الصحية المتبقية عن العمل، ولا سيما مجمع ناصر الطبى والمستشفى الأوروبى، وشددت على ضرورة حماية المراكز الصحية، وإمدادها بحاجياتها من المستلزمات الطبية والوقود.
وأكدت المنظمة أن جميع المستشفيات فى قطاع غزة تعانى من التكدس الشديد وتقلص الإمدادات الطبية والوقود والغذاء والمياه، ويؤوى العديد منها آلاف الأسر النازحة، ما يحتم ضرورة اتخاذ خطوات فورية لضمان حماية المستشفيات والمدنيين بداخلها، وضمان وصول العاملين فى مجال الرعاية الصحية والجرحى والمرضى وسيارات الإسعاف إلى المستشفيات بأمان، وتسهيل إمداد المستشفيات فى الوقت المناسب بالمواد الضرورية من أدوية ووقود وغذاء ومياه لإبقائها قيد التشغيل. وندد ت الأمم المتحدة بإغلاق مستشفى الخير بعد إجلاء المرضى وخضوع نساء لعمليات جراحية قيصرية فى منتصف الليل.
وكشف مصدر قيادى فى كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس تفاصيل عملية التفجير شرق المغازى التى قتل فيها أكثر من 20 ضابطاً وجندياً صهيونياً وقال «مجاهدونا تمركزوا منذ أسابيع فى منطقة العملية شرق المغازى رغم القصف الشديد والمتواصل التعليمات كانت بعدم التعامل مع القوات المتوغلة فى مخيم المغازى فى انتظار هدف ثمين».
وأشار إلى أن العدو كثف نيرانه بالمنطقة وقام بتمشيطها حتى ظن أنها أصبحت آمنة فأدخل قوات الهندسة فيما رصد المجاهدون القوة المعادية تتقدم وتم تشخيصها على أنها قوة هندسية عبر هويتها ومعداتها وآثر المجاهدون عدم التعامل مع قوة راجلة أخرى كانت تقف فوق حقل ألغام أعدته القسام مسبقاً انتظر المجاهدون إنهاء القوة عملها وتثبيت المتفجرات ثم استهدفوها بقذيفة مضادة للأفراد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دفن الشهداء والغذاء إسرائيل جنوب القطاع قطاع غزة خان یونس فى غزة
إقرأ أيضاً:
مرصد حقوقي: إسرائيل تنفذ تهجيرا قسريا للفلسطينيين بغزة وسط صمت دولي
شدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأربعاء، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي بلغت ذروة مشروعها الاستعماري في قطاع غزة، لافتا إلى شروع الاحتلال بتهجير الفلسطينيين بشكل قسري خارج أرضهم تحت ذريعة "الهجرة الطوعية".
وقال المرصد في تقرير نشره عبر موقع الإلكتروني الرسمي، إن "المشروع الإسرائيلي في قطاع غزة بلغ ذروته الكاشفة، إذ لم تَعُد إسرائيل تُخفي نواياها بشأن خطتها لتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، بل باتت تعلنها بصراحة وبخطاب رسمي من أعلى المستويات".
وأضاف أن دولة الاحتلال تنفذ مشروعها "عبر سلسلة من الإجراءات الميدانية والمؤسسية التي تُعيد صياغة الجريمة وتُقدّمها على أنّها هجرة طوعية، مستغلة صمتا دوليا مطبقا وفر لها بيئة آمنة لمواصلة ارتكاب الجريمة، وبلوغ هذا المستوى من الإفلات من العقاب دون رادع أو مساءلة".
وحسب المرصد، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي "تمضي قدما في تنفيذ المرحلة النهائية من جريمتها وهدفها الأصلي؛ وهو الطرد الجماعي للفلسطينيين خارج فلسطين، تحديدا خارج قطاع غزة، بعدما أمضت عاما ونصف في ارتكاب جرائم إبادة جماعية".
وأشار المرصد إلى أن التهجير القسري يعد جريمة مستقلة بموجب القانون الدولي، وتتمثل في طرد الأشخاص من المناطق التي يوجدون فيها بشكل شرعي، باستخدام القوة أو التهديد بها، أو من خلال وسائل قسرية أخرى، دون مبررات قانونية معترف بها.
وقالت مديرة الدائرة القانونية في المرصد الأورومتوسطي، ليما بسطامي، إن "إسرائيل ارتكبت بالفعل جريمة التهجير القسري بحق سكان قطاع غزة، حين دفعتهم قسرا إلى النزوح داخل القطاع دون أي مسوغات قانونية، وفي ظروف تتعارض كليًا مع استثناءات القانون الدولي التي لا تُجيز الإخلاء إلا بصورة مؤقتة، ولأسباب عسكرية قاهرة، ومع ضمان مناطق آمنة تحفظ الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية، وهو ما لم يحدث على الإطلاق".
وأضافت أن "إسرائيل وظفت هذا النمط الوحشي، والمتكرر، وواسع النطاق من التهجير كإحدى أدوات الإبادة الجماعية، بهدف تدمير السكان وإخضاعهم لظروف معيشية قاتلة".
ولفتت بسطامي إلى أنه "رغم أن الجريمة اكتملت من الناحية القانونية، إلا أن إسرائيل ماضية في تصعيدها إلى مستوى أشد فتكا بالشعب الفلسطيني، يُجسّد منطقها الاستعماري الاستيطاني القائم على الطرد والإحلال، من خلال تنفيذ المرحلة الثانية من التهجير القسري خارج حدود الوطن".
وأوضحت أن دولة الاحتلال "تحاول تسويق هذه الجريمة على أنها هجرة طوعية، في خداع مكشوف لا ينطلي إلا على مجتمع دولي اختار التواطؤ بدلا من المواجهة، والصمت بدلا من المساءلة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ في 25 كانون الثاني /يناير الماضي في الترويج لمخطط تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وفجر 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأثار استئناف العدوان الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين الفلسطينيين، موجة من الاحتجاجات المناصرة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المدن حول العالم.
وتقول منظمات إغاثة إن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءا في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، وقد وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" القطاع بأنه مقبرة جماعية للفلسطينيين، في حين شددت منظمة العفو الدولية أن الحصار الإسرائيلي الشامل يعد جريمة ضد الإنسانية وانتهاك للقانون الإنساني الدولي.