بوابة الوفد:
2024-11-15@21:29:10 GMT

عين على 30 يونيو

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

عندما تحل ذكرى ثورة 25 يناير، أذهب سريعا تسبقنى أنفاس إلى ثورة 30 يونيو، رغم أن المسافة بين الثورتين حوالى عامين ونصف العام، هل لأن أمتنا المصرية ووحدتها الوطنية وجيشها وشرطتها الأبية، سطرت خلالها ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن، وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق، هل لأن «30 يونيو» غيرت أحداث التاريخ المصرى الحديث والمعاصر وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من ممارسات العمل الوطنى المصرى الخالص، هل لأننا بعد 30 يونيو أطلقنا مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على كافة المستويات، بعد أن تولى السلطة قائد أحبه المصريون وأحبهم ووفق الله بينهم، وتعاهدوا على تعويض الفترة الضائعة من عمر مصر التى استولى فيها الإخوان على السلطة، فى محاولة منهم لتقزيم الوطن وتقسيمه، نعم من أجل ذلك ثار المصريون فى 30 يونيو، فقد قامت الثورة فى 30 يونيو لأسباب عديدة منها: أن الإخوان لا يعرفون مفهوم الدولة، ولا يحبون الوطنية المصرية، لأنهم مشروع يقوم على اقامة دولة الخلافة المرتبطة بالدين وليس الوطن.

رسخ حكم الإخوان على مدار عام حالة من الاستقطاب الحاد، وقسم المجتمع بين مؤيد للمشروع الإسلامى الذى تمثله الجماعة دون أن يقدموا دليلا واحدا على هذا المشروع، وبين مناهض، وبدلا من أن يتفرغ الشعب للعمل والانتاج، اتجه إلى التناحر والعراك بين التأييد والرفض واتجه عمل حكم الرئيس الإخوانى وبسرعة كبيرة إلى ترسيخ الأخونة ونشر هذا الفكر.

خلال حكم الجماعة شهدت مصر أعمالا فوضوية وهمجية غير مسبوقة بعضها كان تحريضا من الرئيس وجماعته كاضطهاد الأقباط واقتحام أماكن عبادتهم، وأفرجوا عن سجناء جهاديين من ذوى الفكر المتطرف استوطنوا سيناء، وسعوا إلى تكوين إمارة إسلامية متطرفة، تستمد العون من أنفاق التهريب مع قطاع غزة التى حظيت بكل الدعم والحماية من الرئيس الإخوانى نفسه.

سعى عدد من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية للاحتكاك اللفظى بالمؤسسة العسكرية وقادتها، ومحاولة النيل من هذه المؤسسة التى تحظى بكل الحب والتقدير من الشعب المصرى كافة، عبر اشاعة الأقاويل حول وحدتها وتماسكها. واستمرت فى عهد حكم الإخوان الأزمات الغذائية والارتفاع المتواصل فى أسعار السلع والخدمات دون تدخل يسعى لوقف جشع التجار وتكررت وبشكل متواصل أزمات البنزين والسولار، بما أثر على الحركة الحياتية للمواطن، وانعكس ذلك على الانقطاع المتكرر للكهرباء. وبدا واضحا اتجاه الحكم الإخوانى لاستخدام المنظومة التموينية لخدمة أغراضه الانتخابية، ومحاولة كسب شعبية عبر التلاعب بالحصص التموينية.

كان هناك اتجاه واضح لجماعة الإخوان الإرهابية نحو تغيير هوية مصر الثقافية، والعمل على ارتدادها لحساب توجهات رجعية متخلفة، بدءا من منع عروض الباليه بدار الأوبرا، إلى اقصاء قيادات الثقافة والفنون والآداب، مقابل إحلال قيادات تدين بالولاء للجماعة الداعمة للحكم، كما سعت بقوة لأخونة مؤسسات الدولة الصحفية والإعلامية فى محاولة واضحة لتأسيس الفكر الإخوانى من جهة، والحد من تأثير الإعلام المضاد من جهة ثانية.

افتعل الإخوان خلال فترة حكمهم أزمات متتالية مع القضاء، بدءا من اقصاء النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وتعيين نائب عام ملاكى إلى محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار الرئيس الإخوانى، ثم محاولة تحجيم دورها فى دستور ديسمبر 2012، واصدار إعلانات دستورية وقرارات تمس بالسلب القضاء والحريات العامة مؤسسات الدولة. استمرت الأزمات بين القضاء والرئاسة مضت محكمة القضاء والإدارى بوقف تنفيذ قرار تنظيم الانتخابات البرلمانية، فكان أن رفعت جماعة الإخوان شعار تطهير القضاء، والعمل على سن تشريع يقضى بتخفيض سن التقاعد للقضاة للتخلص من عدة آلاف منهم ليحل بدلا منهم أنصار الحكم.

افتقد الإخوان الدبلوماسية، ما أدى إلى فشل الزيارات المتعددة للرئيس الإخوانى شرقا وغربا، فى فتح آفاق التعاون البناء بين مصر ودول عديدة فى العالم، وتراجعت علاقات مصر بدول محورية عديدة، خاصة فى العالم العربى، كما فشل نظام حكم الإخوان فى استقدام تكنولوجيا متطورة وافتقدوا أسس التعاطى مع الأزمات الممتدة منها أو الناشئة، فضلا عن سوء إدارة الحوار مع القوى السياسية وبثه مع الهواء، ما ساهم فى توتر العلاقات مع الجانب الإثيوبى وأجهض أسس الحوار السياسى معها حول سد النهضة للأسباب السابقة وغيرها، كان لابد أن تقوم ثورة 30 يونيو عام 2013 فى يوم تولى جماعة الإخوان الحكم الذى استمر 368 يوما فقط، لإزاحة هذه الجماعة الإرهابية عن حكم البلاد، وستظل هذه الذكرى محفورة فى عقول المصريين والعالم أجمع، بعد استعادة المصريين بلادهم وأوطانهم من يد جماعة، تعاملت مع الوطن على أنه حفنة تراب! ونجحت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد التفاف المصريين حوله، فى كسر شوكة الجماعات التكفيرية والإرهابية، سواء فى سيناء أو فى جميع أنحاء البلاد، عبر بناء استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن 25 يناير الوطنية المصرية جماعة الإخوان حکم الإخوان

إقرأ أيضاً:

سمير الحباشنة .. الدولة الأردنية والإخوان المسلمون: لا لسياسة كسر العظم

#سواليف

#الدولة_الأردنية و #الإخوان_المسلمون: لا لسياسة #كسر_العظم
سمير حباشنة

ـ 1: اتسمت علاقة الإخوان المسلمين بالدولة الأردنية، منذ تأسيسها في الأردن في منتصف الأربعينات من القرن الماضي وحتى اليوم، بكونها علاقة تعايش مشترك وقبول متبادل. ولم تتغير تلك العلاقة وبقيت على ذات النسق حتى بعد نشوء حركة حماس في فلسطين، والتي كانت جزءاً لا يتجزأ من تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن. إلى أن حدث الانفكاك قبل بضعة سنوات، بحيث أصبح تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن والحزب الذي انبثق عنه (جبهة العمل الإسلامي) يمثل تنظيماً مستقلاً ذا ذاتيّة حزبية لا علاقة لها بالتنظيم الفلسطيني. ـ 2: ما أود قوله أن الخلافات بين الدولة وبين الإخوان المسلمين كانت وما تزال خلافات داخل البيت الواحد؛ خلافات تتعلق بمدى الالتزام بالنظام العام وعدم التجاوز عليه، خلافات تتعلق بقضايا إجرائية، ولم تمس جوهر العلاقة فيما بينهما أبداً. ولم يُسجّل في تاريخ الدولة الأردنية أنها عملت على إنهاء تنظيم الإخوان المسلمين، أو بالمقابل ذهاب الجماعة إلى العمل لإيذاء الدولة الأردنية أو تقويض بنائها، حتى إبان الربيع العربي، كما أنهم  وفي مراحل استثنائية سابقة، كان الإخوان المسلمون يصطفون دوماً إلى جانب النظام السياسي الأردني.  أقول ذلك من واقع المعرفة والممارسة، حين كنت أشغل موقعاً أمنياً في الأردن وفي مرحلة صعبة إبان غزو العراق واغتيال قادة حماس في غزة وعلى رأسهم الشهيد أحمد ياسين، شهدت البلاد هياجاً وغضباً واسعاً، كان للإخوان دور القيادة فيه. اختلفنا كثيراً آنذاك معهم ، لكنه لم يكن الخلاف الذي يمكن أن يصل إلى مرحلة كسر العظم. خلافات كما ذكرت حول قضايا إجرائية وعلى مدى التزام التنظيم بالقانون والنظام العام وعدم التجاوز عليه. ـ 3:  وفي الحديث عن الوضع الحالي والظروف التي تحيط بالمنطقة، والأردن ليس بعيداً عنها، فإن الأمور تسير بنفس السياق من حيث العلاقة بين الإطار الرسمي في الدولة والإخوان المسلمين؛ وإن ما نشهده من خلافات، كلها تدور حول  قضايا  إجرائية لا أكثر. وليس للدولة ورأس الدولة، الممثل بالعرش الهاشمي، أية نوايا خارج هذا الفهم. وأذّكر هنا بالاتفاق التاريخي العبقري الذي تم عام 1990 عبر الميثاق الوطني، بين النظام السياسي من جهة وبين كل الاتجاهات الفكرية في البلاد، بحيث انضوى الجميع تحت راية الدولة ودستورها. الأمر القائم حتى اليوم، تُقر به  كل أطراف المعادلة الوطنية في الدولة الأردنية بما فيهم الإخوان المسلمون. ـ 4: وبعد، آمل من من هم في مواقع المسؤولية الرسمية ومن قيادة الإخوان المسلمين أن يتجنبوا أي فعل من شأنه التصعيد أو يمس قدسية الرباط الوطني الذي يلم الجميع في دائرة الوطن ومصلحته. كما أتمنى على كتّابنا أن يبتعدوا عن لغة التصيّد والتصعيد وتضخيم الخلاف، لأن ذلك لا يضر بهذا الطرف أو ذاك، إنما يضر بالدولة وأمنها وسلامة مواطنيها. خصوصاً بهذه المرحلة الاستثنائية، وما تشهده من تطورات مُحمّلة ومحتملة في المنطقة، إذا أن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، وأن مواجهتها لا تتم إلا بتصليب البناء الداخلي للدولة وأن يكون الجميع في خندق الوطن وحمايته. ‏و الله مصلحة الأردن من وراء القصد

وزير اردني سابق

مقالات ذات صلة الأمن يكشف سبب حريق سوق البالة في اربد 2024/11/14

مقالات مشابهة

  • نبيل عبد الفتاح: تغيرات حدثت في أيدلوجية حماس أبعدتها عن فكر الإخوان
  • وجدي زين الدين: جماعة الإخوان الإرهابية تعيش مرحلة التلطيش
  • كاتب صحفي: الجبهة الداخلية متماسكة أمام كم هائل من الشائعات
  • مصر.. الداخلية ترد على ادعاءات وفاة شخص بسبب التعذيب في أحد أقسام الشرطة
  • جرائم لا تنسى.. اغتيالات استهدفت الشخصيات العامة على يد جماعة الإخوان الإرهابية
  • يتراجع 5.3%.. الذهب يسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ يونيو 2021
  • سمير الحباشنة .. الدولة الأردنية والإخوان المسلمون: لا لسياسة كسر العظم
  • محافظ بورسعيد يزور مصابي حادث طريق المطرية بمستشفى 30 يونيو.. صور
  • الإخوان والتنظيمات الإرهابية.. تاريخ من العلاقات الوطيدة والتشابهات المتطرفة
  • «السياحة» تشارك في معرض «أي تي هونج كونج» بالصين يونيو المقبل