لست خبيراً ولا حتى لدى معرفة بكرة القدم كثيرة، ولكن كل ما أعرفه أنها أصبحت أدمانًا للبعض، حتى أمست مباريات كرة القدم سواء محلياً أو عالمياً استثمارًا قويًا للمقاهى والكافيهات، الكل يشكو من غلاء الأسعار، لكن لا أحد يشكو من أسعار المشروبات فى المقاهي، حالة غريبة تلك التى أراها مع كل مباراة لكرة القدم وأنا أسير فى شوارع المحروسة.
شاشات العرض الضخمة تفترش الشارع بينما تصطف الكراسى ويجلس المشاهدون ليتابعوا أحداث المباراة، الكثير منهم أصبح خبيراً فى تلك اللعبة، يتحدث ويوجه اللاعبين، يصب غضبه، يفرح بتمريرة من لاعب لآخر، يضرب رأسه بكلتا يديه لضياع فرصة ربما كانت هدفاً لو استمع لنصائحه، الكل يعلم أن الفريق والمدرب لا يسمعهم، ولكنهم مستمرون فى التوجيه، عامل المقهى يأتى ليلبى طلبات البعض ويعرض خدماته للبعض الآخر، تنتهى المباراة ويذهب كل إلى حال سبيله، تشتعل مباراة أخرى على السوشيال ميديا بين الأصدقاء على الفيس بوك او غيره، تنهال بوستات التحليل والنقد وخلافه، تبدأ عملية صيد بعض اللقطات من الفيديوهات للمباراة، تتحول فى بعض اللحظات إلى مباراة فكاهية وسخرية بين البعض.
القضية تصبح أكثر حيوية على وسائل التواصل الاجتماعى لو كانت المباراة للمنتخب الوطنى أو بين قطبى الكرة فى مصر، الكل يفتخر بفريقه حتى ولو كان مهزوماً، لكن الانتماء للنادى يدفعه كثيرالدفاع عنه حتى ولو كان غير راض عن أداء فريقه، الانتماء والولاء لتلك اللعبة أصبح مثار تعجبى كثيراً، فكلما كانت المباراة قوية ونتائجها مؤثرة، كلما اختفت وتوارت بوستات غلاء الأسعار والشكوى من التضخم وأحداث غزة وغيرها من الأحداث والموضوعات الهامة التى تؤثر فى حياتنا اليومية، بل بعضها يؤثر مستقبلا على حياتنا.
أتعجب كثيرا من دفاعهم عن لاعب معين حدث لديه ظرف أثر على أدائه أو مشاركته، البعض يدافع والآخرون ينتقدون، سرعان ما تتحول المناقشة إلى قضية أساسية لوسائل التواصل الاجتماعى وربما تتحول قصة اللعب إلى توجيه اتهام لمنتقديه بأنهم يعملون وفقاً لأجندة اجنبية فى النيل من بطل قومى نفخر به.
كنت أشاهد فيلما أجنبيا وكان المشهد ان «س» يقابل صديقه «ص» فى حانة، ويريد أن يتحدث معه فى أمر هام جداً وسرى للغاية، الحانة مكتظة بالحضور، «س» يتردد كثيراً فى التحدث ويتلفت، ربما أحد الحضور ينتبه إليه، لكنه يفاجأ بأن كل الحضور ينظرون للشاشة أمامهم ويعطونه ظهورهم، وأصواتهم متداخلة ربما البعض منهم لا يسمع أخاه بجواره من قوة صوت الكلام وتداخله، يشير «س» لصديقه «ص» ان يخرجا خارج الحانة ليريد أن يحدثه فى أمر هام، يبتسم «ص» ويقول تحدث يا صديقى فكلهم عقول ميتة، الآن لا ينظرون إلا للمباراة ، لديهم ما يشغل عقولهم، تحدث ولا تعطى لهم بالا.
لست أنتقد كرة القدم ولا مشاهداتها ولكن أنتقد التغالى فى الانتماء لها وكنت أتمنى أن تكون توجيهاتهم بكلماتهم البسيطة موجهة لأنفسهم، أعجبتنى كلمة «اشتغل شوية يا اخي، بلاش الكسل اللى انت فيه» كلمة بسيطة قالها مشاهد للاعب يتكاسل فى تمرير الكرة، نظرت إليه وضحكت فهو نفسه موظف كثيرا ما يتغيب عن عمله أو ربما يكون فى عمله ولا يتواجد على مكتبه، أتعجب كثيرا من بوستاتهم والدفاع عن أنديتهم.
أتمنى أن أرى بوستاتهم تصبح رسائل لأنفسهم، وأن تبدأ عقولهم فى رؤية مستقبلهم خارجة من أفواههم أنفسهم، أتمنى أن تكون مباراة الحياة لهم، أهم من مباراة كرة قدم يتشاجرون عليها.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
لاعبونا يعبرون عن اعتزازهم بالدعم الجماهيري: مصرّون على الفوز في الاستحقاقات المقبلة وإرضاء المُشجعين
الرؤية- أحمد السلماني
قال مدير منتخب الوطني خالد الرواس إن صفحة الخسارة في نهائي "خليجي زين 26" سيتم طيها في الفترة المقبلة، وسيكون التركيز على التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، مضيفا: "اكتسبنا ثقة كبيرة، سيكون لها تأثير ايجابي في المستقبل، وسيتم البناء على ما تحقق في قادم المواعيد وهو ما تعاهد عليه الجميع".
وأشار الرواس: "كنا الأفضل في المباراة النهائية، وبطبيعة الحال النهائي لا يسمح سوى بفوز منتخب واحد وكان من نصيب المنتخب البحريني، لقد تأثرنا بالغيابات، ولكن اللاعبين الذين شاركوا بالمباراة قدموا ما عليهم وأكثر".
كما شكر لاعب منتخبنا الوطني عبدالله فواز زملاءه اللاعبين على الجهود التي قدموها خلال البطولة، مشيدا بدعم ومساندة الجمهور العماني، الذي حرص على التواجد دائما خلف الفريق من اجل المساندة المستمرة.
وقدم فواز بعد المباراة اعتذاره للجماهير العماني: "هدفنا الأساس كان عودة الجماهير الوفية إلى أرض الوطن سعيدة باللقب الخليجي، لكن للأسف لم نتمكن من ذلك، ونرجو منها قبول الاعتذار".
وذكر فواز بأن فريقه قدم أداء متميزا في شوط المباراة الأول، لكن تبدل الحال في الشوط الثاني، مما تسبب في قلب نتيجة المباراة لمصلحة البحرين، وتعهد بان المنتخب العماني سيعمل على استعادة قوته في الفترة المقبلة، والخروج بأكبر استفادة ممكنة من المشاركة في البطولة من اجل تحقيق التطلعات في قادم الاستحقاقات.
وبيّن هداف منتخبنا الوطني عصام الصبحي: "أنا وزملائي نعتذر للجمهور العماني على الإخفاق في الفوز باللقب بعد الخسارة من البحرين بهدفين مقابل هدف، والخسارة جاءت نتيجة لبعض التفاصيل والأخطاء التي دائما ما تحدث في عالم كرة القدم وفي المباريات الكبرى، وقد افتقدنا التركيز لمدة دقيقتين، الأمر الذي أدى إلى تلقي شباكنا هدفين متتاليين، حاولنا العودة للمباراة مجددا، لكن لم ننجح في الوصول إلى المراد، واللقب ذهب لمن استغل الفرص".
وأشار الصبحي إلى أن الجميع يتحمل مسئولية الخسارة ولا يمكن تحمليها لطرف بعينه، كما وعد الجمهور العماني بأن القادم سيكون أفضل في ظل الرغبة الواضحة لدى الجميع في تحقيق المطلوب.
وذكر لاعب منتخبنا الوطني على البوسعيدي أنه يشعر بالرضا على الرغم من الخسارة، مضيفا: "الجميع في المنتخب كان يلعب بشعار الرغبة في إسعاد الشعب العماني من خلال الفوز باللقب والعودة به إلى مسقط، وكرة القدم دائما ما تحمل الكثير من الأسرار، وهو ما تحقق حيث ضاعت المباراة بسبب جزئيات بسيطة في آخر الدقائق وهو ما حدث معنا، وعلينا أن نتقبل أحكام وقوانين كرة القدم التي أنصفتنا في السابق وعاندت في النهائي".
ووجه البوسعيدي رسالته للجمهور العماني قائلا:" الأداء الكبير الذي قدمه المنتخب العماني في البطولة يدفعنا للوثوق في الإمكانات واللعب بقوة وثقة ورغبة في الفوز بالتصفيات الآسيوية المقبلة والاستفادة الكاملة من التجربة، والنجاح في التصفيات الآسيوية بات مطلبا كبيرا للجماهير العمانية في أعقاب الأداء المتميز للفريق في بطولة الخليج".
من جهته، أعرب وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري رئيس اللجنة المنظمة العليا لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي زين 26"، عن فخره بتنظيم الكويت لنسخة استثنائية من هذا المحفل الرياضي الخليجي، الذي حظي برعاية أميرية سامية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وأكد عقب اختتام البطولة بتتويج منتخب البحرين، الأجواء الرياضية التي شهدتها البطولة، سواء على الصعيد الجماهيري أو الفني أو التنظيمي، كانت متميزة، كما أن النجاح التنظيمي المميز كان ثمرة لجهود جماعية من أعضاء اللجان العاملة، والجهات الحكومية، والاتحاد الكويتي لكرة القدم، بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لكرة القدم، وللمتطوعين الذين كان لهم دور بارز في إبراز الحدث بصورة مشرفة.
وأشار إلى أن الكويت تتطلع لتنظيم المزيد من الأحداث الرياضية المهمة خلال الفترة المقبلة لما لها من فوائد رياضية واقتصادية واجتماعية على المجتمع، موضحا أنه تم وضع دليل إجرائي وبناء ذاكرة مؤسسية للاستفادة منها في تنظيم الفعاليات الرياضية المقبلة بشكل مدروس ومنظم.
بدوره، وجه رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ فهد ناصر صباح الأحمد الصباح، التهنئة لمنتخب البحرين بعد التتويج باللقب، مثمنا جهود اللجان المنظمة في هذه البطولة التي كانت بمثابة تظاهرة خليجية ساهمت بشكل كبير في تعزيز الروابط بين شعوب المنطقة والشباب الرياضي الخليجي.
وفي السياق، أشاد رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف الصباح وأعضاء مجلس الإدارة بالمستوى الذي قدمه منتخبي عمان والبحرين في المباراة النهائية، مقدما الشكر لجميع الجهات التي ساهمت في إنجاح هذا العرس الكروي الخليجي.
كما ثمن الدعم الحكومي اللامحدود للبطولة، والذي كان له الأثر الكبير في هذا التنظيم المتميز الذي لاقى إعجاب وتقدير جميع وفود المنتخبات المشاركة، مثنيا على حضور الجماهير وتعاونها مع الجهة المنظمة والتزامها بجميع التعليمات.
وعبر نائب رئيس اللجنة الإعلامية الخليجية مدير المراكز في اللجنة الإعلامية المحلية لبطولة "خليجي زين 26" سطام السهلي، عن شكره لكل من ساهم في إنجاح البطولة التي اختتمت بتتويج المنتخب البحريني.
وأشاد بالعمل الكبير لكل اللجان العاملة في البطولة، والتي قامت بدورها على أكمل وجه وتفانت في أداء مهمتها من اليوم الأول حتى المباراة النهائية، متوجهاً بالشكر إلى الجهات الإعلامية المحلية والخليجية على التغطية الواسعة التي منحت البطولة المزيد من الإثارة والتشويق والحماس، وإلى الجماهير الخليجية التي كانت "النجم الأول" في البطولة، وأسهمت بحضورها وتفاعلها في نشر حالة من الفرح والسعادة في أنحاء البلاد طوال فترة البطولة.
من جهته، أكد مدرب المنتخب البحريني الكرواتي دراغان تالاييتش، أن المنتخب البحريني قدم مستوى مميزا طوال مشواره في بطولة كأس الخليج الـ26، مضيفا: "قدم اللاعبون مباراة مُميزة أمام المنتخب العماني في النهائي، واستحقوا الفوز باللقب، ونبارك لهم جميعا على هذا الفوز المستحق، ونبارك للجماهير البحرينية التي جاءت إلى الكويت في الأيام الماضية، وأيضا للجماهير البحرينية التي تابعت مشوار الفريق من داخل البحرين".
بدوره، أشاد نجم المنتخب البحريني إسماعيل عبداللطيف بالتنظيم المميز الذي قدمته دولة الكويت لبطولة "خليجي زين 26" لكرة القدم، حيث قدمت الكويت كافة سُبل الدعم للجميع على مدار البطولة.
وقال: "نجحنا بفضل الله في الفوز بلقب بطولة كأس الخليج بعد الفوز على المنتخب العماني الشقيق 2-1 في المباراة النهائية، بفضل جهود لاعبي المنتخب المميزين فهم نجوم من ذهب حققوا بطولتين لكأس الخليج وهذا أمر ليس من السهل تحقيقه في آخر 5 سنوات".
أما لاعب المنتخب البحريني لكرة القدم مهدي حميدان، فعبر عن سعادته بالمستوى القوي والمميز الذي ظهر عليه نجوم المنتخب الوطني وفوزهم بلقب كأس الخليج، مبينا: "المنتخب البحريني يستحق الفوز باللقب الخليجي الثاني له في مشواره في بطولات كأس الخليج، والجماهير البحرينية التي شجعت المنتخب تستحق هذا الفوز وهذه الفرحة الكبيرة".