مخاوف من «حرب إقليمية أوسع» فى الشرق الأوسط بسبب تزايد الهجمات المستهدفة للقواعد الأمريكية
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نشرته الإثنين الماضي، بأن مسئولين أمريكيين يعيشون حالة من القلق الشديد إزاء تزايد الهجمات المستهدفة للقواعد الأمريكية في مناطق الشرق الأوسط.
ويشير التقرير إلى أن هناك تخوفًا بين المسئولين من إمكانية تصاعد هذه الهجمات إلى حد أن تتسبب في اندلاع "حرب إقليمية أوسع" تشمل عدة دول في المنطقة.
في الوقت الحالي، لم تسفر الهجمات الأخيرة التي استهدفت القوات الأمريكية في المنطقة خلال عطلة نهاية الأسبوع عن سقوط قتلى، ولكن يظهر أن الرئيس جو بايدن ومستشاريه يشعرون بـ"القلق" إزاء احتمال حدوث خسائر في المستقبل القريب.
وتؤكد الصحيفة أنه مع تزايد عدد الهجمات التي تستهدف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، يتزايد أيضًا خطر سقوط قتلى، وهو ما يُعتبر "خطًا أحمر" يمكن أن يفضي إلى اندلاع حرب أوسع نطاقًا في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أنه كلما تم تلقي تقرير عن هجوم جديد في البيت الأبيض، يتساءل المسئولون عن ما إذا كان هذا الهجوم سيكون الحادث الذي سيستدعي اتخاذ قرارات رادعة بشكل أكبر، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.
وقال الجيش الأمريكي يوم الأحد الماضي إن فصائل مدعومة من إيران نفذت هجومًا بصواريخ بالستية على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق في وقت متأخر من يوم السبت، وهو ما أسفر عن إصابة عراقي واحد، بالإضافة إلى تسجيل إصابات في صفوف القوات الأمريكية.
وأكدت الولايات المتحدة أنها تأخذ الهجوم "بجدية بالغة"، وتعتبره تهديدًا حقيقيًا، كما وصف نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون فاينر، الهجوم في تصريحات له بأنه "خطير للغاية"، حيث تم استخدام صواريخ بالستية.
وفي إطار التصدي للتصاعد في التوتر، أشار فاينر خلال مشاركته في برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة "إيه بي سي" الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة سترد بإقامة الردع في حالات مماثلة، وستقوم بمحاسبة الجماعات التي تواصل مهاجمتها، وأكد قائلًا: "يمكنكم التأكد من أننا نتعامل مع هذا الأمر بجدية بالغة".
ووفقًا للمصادر، فإن معظم الصواريخ التي أطلقت على القاعدة تم اعتراضها بواسطة نظام الدفاع الجوي.
وشهد الشرق الأوسط تصاعدًا في التوترات بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في ٧ أكتوبر، حيث سارع حلفاء إيران في المنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان ومجموعات موالية لطهران في سوريا والعراق، إلى تنفيذ هجمات على إسرائيل ومصالح أمريكية، فضلا عن استهداف الحوثيين في اليمن للسفن في البحر الأحمر وبالقرب من خليج عدن، وهو ما يثير المخاوف من توسع نطاق الصراع في المنطقة.
وفي إطار رد الفعل على هذا التصعيد، شنت القوات الأمريكية عمليات للرد على هذه الهجمات، ولكن بشكل محدود لتجنب إثارة صراع شامل.
ووفقًا لتقرير "نيويورك تايمز"، نفذت الولايات المتحدة عددًا من الضربات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، بهدف تقليص القدرات العسكرية للجماعة المدعومة من إيران.
ومع مرور أسبوع على هذه الضربات المكثفة، لا تزال تلك الجماعات تشكل تهديدًا، حيث تعهّدوا بمواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وفقًا لوكالة فرانس برس.
وكشفت مصادر من داخل إدارة الرئيس جو بايدن لصحيفة "نيويورك تايمز" أن مسؤولي الإدارة يناقشون بانتظام الاستراتيجية المناسبة للرد على التصاعد في الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، يسعى المسئولون للتوازن بين رغبتهم في عدم تجاوز هذه الهجمات دون رد، وبين تجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى اندلاع صراع شامل، خاصة عندما يتعلق الأمر بضرب إيران مباشرة.
وفي سياق سري، أشار مسئولون أمريكيون إلى أنه قد لا يكون أمامهم خيار آخر في حال تسببت هذه الهجمات في خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية.
ووفقًا للصحيفة، يُعتبر هذا "خطًا أحمر لم يتم تجاوزه"، ومع ذلك، تظل التهديدات الحالية قائمة وتشكل تحديًا للإدارة في تحديد استجابتها المستقبلية.
وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سلام ذو خبرة في المنطقة: "تواجه الإدارة مشكلة دون حل خالٍ من المخاطر"، مشيرًا إلى أنهم لا يرغبون في خوض حرب مباشرة مع إيران، وفي الوقت نفسه، لا يريدون السماح بمرور الهجمات دون رد.
وعلى الرغم من الاتهامات الموجهة من قبل معارضي الإدارة بـ"التساهل مع إيران"، يؤكد البيت الأبيض أنه يبذل جهودًا كبيرة لمحاسبة إيران على أنشطتها التي تهدد استقرار المنطقة.
ومع تصاعد التوترات، يظهر أن إدارة بايدن تحاول الوساطة بين الضرورة العسكرية للرد وبين تجنب التصعيد الكامل الذي قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة في المنطقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشرق الأوسط القوات الأمريكية البيت الأبيض القوات الأمریکیة الأمریکیة فی الشرق الأوسط هذه الهجمات فی المنطقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
وينسلاند يحذر: المنطقة أصبحت عند "مفترق طرق قاتم"
نيويورك - صفا قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إنه بعد عام من الحرب المروعة وإراقة الدماء في الشرق الأوسط، أصبحت "المنطقة عند مفترق طرق قاتم". ودعا في إحاطته أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، المجتمع الدولي إلى "التحرك الآن من أجل تغيير المسار الخطير الذي نسلكه". وأضاف وينسلاند "نعيش كابوسًا"، وأن الصدمة والحزن اللذين أُطلِق لهما العنان لا يمكن قياسهما". وأشار إلى أن الحرب الطاحنة والحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة تسببت بدمار شامل وخسائر فادحة. وتابع "ستتردد أصداء هذه الأحداث لأجيال، وتشكل المنطقة بطرق لا يمكننا استيعابها بالكامل بعد". وأوضح وينسلاند أن الوضع الإنساني في غزة، مع بداية فصل الشتاء، كارثي، وخاصة التطورات في شمال غزة مع نزوح واسع وشبه كامل للسكان وتدمير واسع النطاق، وسط ما يبدو وكأنه تجاهل مقلق للقانون الدولي الإنساني. وأكد أن الظروف الحالية في غزة "هي من بين أسوأ الظروف التي شهدناها خلال الحرب بأكملها، ولا نتوقع تحسنها". وتحدث عن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، التي "لا تزال عالقة في دوامة مدمرة من العنف واليأس". وأشار إلى استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، إضافة لارتفاع مستويات العنف المرتبط بالمستوطنين. وحذر وينسلاند من استمرار التوسع الاستيطاني دون هوادة، إذ اتخذت الحكومة الإسرائيلية العديد من الخطوات لتسريع التقدم الاستيطاني. وقال: "في ضوء التطورات في غزة وإقرار إسرائيل مؤخرًا لقوانين ضد عمليات وكالة الأونروا، يتعين عليَ أن أصدر تحذيرًا عاجلًا مفاده أن الإطار المؤسسي لدعم الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية على وشك الانهيار، ما يهدد بإغراق الأرض الفلسطينية المحتلة في فوضى أعظم". ونبه إلى أن الخطوات التي يتم اتخاذها على الأرض في غزة والضفة الغربية المحتلة "تبعدنا أكثر فأكثر عن عملية السلام وعن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة في نهاية المطاف". وشدد على أنه رغم أن الاستعدادات للتعافي وإعادة الإعمار جارية على قدم وساق، فإن الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار لن تكون أكثر من مجرد مساعدات مؤقتة في غياب حل سياسي. وحدد وينسلاند مجموعة من المبادئ التي تحتاج إلى الحماية والاهتمام العاجلين، بما فيها أن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ولا بد أن تظل كذلك، دون أي تقليص في مساحتها. وأكد أنه لا ينبغي أن يكون هناك وجود عسكري إسرائيلي في غزة.