ما زلنا مع حكاية عباس حلمى الثانى، تلقى شفيق باشا يوم 22 إبريل رسالة من الخديو موجهة إلى الصدر الأعظم، وفى اليوم التالى توجه بالرسالة إلى الصدر الأعظم وسلمها له، ويقول شفيق باشا: بينما كان الصدر الأعظم يقرأ الرسالة، دخل شخص لا أعرفه فبدا على الصدر الامتعاض لوجوده وثنى جانب التقرير حتى لا يرى ما فيه، ثم قال لى بالفرنسية: أخبر الجناب العالى أننا نجرى اللازم الآن لإنهاء مسألة طابا ويلزم أن يساعدنا، فقلت له إن بطرس باشا ينتظر المعونة فى مسألة الدير بالقدس، فأجابنى عليه مساعدتنا فى مسألتنا، وعلىّ أن أرضيه تمام الرضا.
وبعد قيامه بالتفاوض مع الباب العالى لترسيم حدود مصر الشرقية، تم توقيع الاتفاقية بعد الكثير من الخلافات، ومعها أيضا تم التفاوض مع الباب العالى مجددا حول عدد جنود الجيش المصرى ليصل العدد بعد التفاوض إلى 18 ألف جندى، على ألا يسمح للجيش المصرى بتجنيد أكثر من هذا العدد إلا بعد إذن من الباب العالي! ويلاحظ هنا كيف أن السلطان عبدالحميد وحتى نهاية عهده لم يكن يأمن كثيرا لمصر، وكان يعمل طوال الوقت على تحجيم دور جيشها خوفا من استقلالها التام عن الخلافة العثمانية.
فى ذلك التوقيت كانت حركة وطنية جديدة تتشكل فى مصر تزعمها مصطفى كامل، وقد أدت إلى تطورات مهمة فى الحياة السياسية المصرية خلال عهد عباس.
وفى عام 1906 وقعت حادثة فى دنشواي، وعقدت محاكمة للأهالى وصدر ضدهم أحكام قاسية، وسافر مصطفى كامل لإنجلترا وشرح المأساة حتى نجح فى خلق رأى عام ضد سياسة لورد كرومر فى مصر، واستجابت الحكومة البريطانية ومجلس النواب، وهاجم الأديب الأيرلندى جورج برنارد شو الاحتلال، فأعفى لورد كرومر من منصبه فى 12 إبريل 1907.
فى حفل وداع لورد كرومر أثنى على الخديو توفيق وعلى نوبار باشا وتجاهل عباس حلمى، وأعلن أن الاحتلال البريطانى سيدوم وذلك فى تحدٍّ صارخ له وللمصرين وفى 7 يناير 1908 أعلن العفو عن 9 من المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة فى حادثة دنشواي.
وفى عام 1908 أرسل وفد يطلب من وزارة الخارجية البريطانية منح مصر الحق فى حكومة نيابية ذات سلطات معينة، وفى محاولة لإعادة سياسة الصدام وبإيعاز منه رفض البرلمان والحكومة مد امتياز قناة السويس، على أساس أن هناك «غبن» وقع على مصر مقداره 130 مليون جنيه، وفى 27 سبتمبر 1911 وصل المندوب السامى الجديد هربرت كتشنر وحاول إجراء إصلاح محدود، فضم مجلس الشورى مع الجمعية العمومية فى هيئة واحدة تسمى الجمعية التشريعية، وفى 22 يناير 1914 قام الخديو بإصدار قرار بإنشاء الجمعية الجديدة وتعيين سعد زغلول رئيسًا لها.
وصل إليه إن هناك رشوة للنظار وإفسادهم ضد ولى الأمر، فقال له «كتشنر» إن رغبت فى تغيير النظارة فلن نرضى إلا أن تكون تحت رئاسة مصطفى فهمى باشا، وتم ذلك وطلب من الخديو القضاء على الرشوة، وإمعانًا فى إذلاله طلب «كتشنر» تغيير مصطفى فهمى باشا فعين حسين رشدى باشا.
وفى 21 مايو 1914 استقل يخت المحروسة فى رحلة للخارج، وكان هذا آخر عهده فى مصر، وكان آخر ما فعله توقيع أمرين بتنقلات وترقيات لرجال القضاء الأهلى ووضع سلطاته لرئيس الوزراء.
وأقام بعد مغادرته مصر فى فرنسا متنكرًا، ثم غادرها لتركيا، وفى 25 يوليو 1914 بينما كان خارجا من الباب العالى قام شاب مصرى يدعى محمود مظهر بإطلاق الرصاص عليه، وتسبب هذا الحادث فى تأخير عودته لمصر فى الوقت الذى نشبت فيه الحرب العالمية الأولى ولم يعد السفر عبر البحار مأمونًا.
فما تفاصيل الحادثة، وماذا قال عنها عباس حلمى نفسه.. هذا ما سنعرفه فى المقال القادم إن شاء الله.
حفظ الله مصر وأهلها.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاح صيام ندى اليوم بالفرنسية
إقرأ أيضاً:
امين بغداد يعلن توقيع عقد البنى التحتية لمدينة الصدر الجديدة
25 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: رعى امين بغداد المهندس عمار موسى كاظم حفل توقيع عقد البنى التحتية لـ١١ ألف وحدة سكنية من مشروع مدينة الصدر الجديدة ، تنفيذاً للتوجيهات الحكومية .
ونقل بيان للأمانة عن امين بغداد قوله ان ” اليوم تم توقيع عقد تنفيذ البنى التحتية لـ١١ ألف وحدة سكنية من مشروع مدينة الصدر الجديدة ، مبيناً ان ” العقد مر بمراحل عدة بدءاً من إبداء الرغبة للشركات القادرة على تنفيذ هذا المشروع وتم استقطاب اكثر من ٣٠ شركة ، وتم اختيار احدى الشركات الحكومية الصينية التي تتمتع بالخبرة الواسعة في تنفيذ البنى التحتية “.
واضاف ان ” العقد تم توقيعه بين دائرة المشاريع التابعة لأمانة بغداد والشركة الصينية ، ويعد الخطوة الأولى لمشروع مدينة الصدر الجديدة التي طال انتظارها وهي من المشاريع السكنية المهمة في مدينة بغداد لزيادة أعداد الوحدات السكنية وتوسعها باتجاه الأطراف وتعد اضافة نوعية لحل مشكلة السكن “.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts