بوابة الوفد:
2025-01-17@22:11:39 GMT

البقرة الألمانية

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

تدعى المانيا أنها جنة الأنسانية التى تتمتع بأرقى المعايير الاخلاقية و الحارس الأمين لمبادئ حقوق الإنسان وربة القانون الدولى التى تسهر على حماية المظلومين، لذا تنشر تقارير سنوية تنتقد فيها أوضاع الدول الأخرى وتفرض عليها قيودًا اقتصادية صارمة تتوافق مع أجندتها الخاصة لكن هذا التعالى الاجوف لم يعد له محل من الإعراب بعد اختبار الابادة الجماعية، فصدمة التأييد المطلق كشفت زيف هذه الادعاءات لاسيما بعد هرولة شولتز المذعور ثانى مسؤول غربى يصل إلى تل أبيب بعد الرئيس الرومانى مقدماً فروض الطاعة لكهنة صهيون، وفى هذا السياق زايدت وزيرة الخارجية  أنالينا بيربوك « بان إسرائيل تعيش هذه الأيام على وقع إرهاب همجى ومن حقها أن تدافع عن نفسها ضد هذا الإرهاب فى إطار القانون الدولي، وان ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل دون تردد».

يبدو أن هنالك جهدًا خارقًا يبذل من قبل مسؤولي  السياسة الخارجية لإثبات أنهم فى طليعة الداعمين لإسرائيل، فقد بدأ مبكرا عندما القت انجيلا ميركل خطبة وداع عصماء أمام الكنيست لإرساء مبدأ جديد بان دعم إسرائيل مصلحة عليا للدولة الألمانية!! ثم سار شولتز على دربها وترجم هذا التملق اللافت إلى سياسات وإجراءات خطيرة أهمها تجريم كافة رموز وأشكال التعاطف مع مأساة غزة ووصل لحد منع التظاهر الذى هو حق مقدس للألمان ثم فتح خزائن برلين ومخازنها العسكرية فى سابقة فريدة تخلت فيها عن سياستها الراسخة منذ نهاية الحرب العالمية بعدم التورط فى إرسال أسلحة لمناطق النزاعات الشائكة بل وتطوعت للعب دور الوسيط المنحاز لإقناع القاهرة بتهجير الفلسطينيين قسراً إلى أراضيها و إغرائها بحوافز مالية يسيل لها اللعاب وتمادت فى نفاقها المموج بعرض نشر قوات عسكرية  على الحدود اللبنانية لحماية تل أبيب من صورايخ حزب الله وسقطت ورقة التوت التى تستر عورتها الأخلاقية بامتناعها عن التصويت على القرار الدولى الذى يدعو إلى وقف إنسانى عاجل لإطلاق النار بالجمعية العامة. 

المثير فى الأمر أن الجالية اليهودية فى ألمانيا صغيرة الحجم مقارنة بأمريكا الشمالية وفرنسا وبريطانيا  مع ذلك كانت ردة فعل تلك الدول تتسم بقدر بسيط من الحياء السياسى مقارنة بتطرف برلين الفاجر الذى بدأ يتنامى منذ توقيع اتفاقية لوكسمبورج 1952 والتى ألزمت ألمانيا بدفع 3 مليارات مارك لإسرائيل باعتبارها الوريث الشرعى للضحايا، وكذلك دفع معاش شهرى لكل لليهود الناجين أينما كانوا إذا ثبت تعرضهم لمطاردة الحكم النازي، هذا الابتزاز المقيت أصبح مثارًا للتندر والسخرية فى الأوساط الشعبية يعرف « بحلب البقرة الألمانية». 

المؤكد أن عبء الهولوكوست يضغط بشدة على النخبة و يصيبها بالرعب مما يجعلها مقيدة غارقة فى بحر ظلمات الندم التاريخى لا تستطيع التحرر من عقدة الذنب بسبب موروث العار الوطنى. 

الأمة الألمانية أمة عظيمة لها مكانة مرموقة وتأثير كبير فى الحضارة الانسانية لا يليق بها التبعية و الانبطاح المهين خاصة وان الشخصية الألمانية تتميز بالكبرياء الوطنى لذلك تقع مسؤولية تاريخية على النخبة الحالية أن تعيد النظر فى مواقفها السياسية وتستمع إلى الشعار الشائع فى المسيرات  المؤيدة للحق الفلسطينى ببرلين «حرروا غزة من الذنب الألمانى».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ألمانيا لمبادئ حقوق الإنسان وربة القانون قوق الإنسان المعايير الاخلاقية

إقرأ أيضاً:

سنة التدافع وحكمة القصص القرآني.. تفسير الآية 252 من سورة البقرة

تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، في الحلقة 294 من تفسير القرآن الكريم عن الآية 252 من سورة البقرة، موضحاً دلالاتها العميقة التي تُظهر سنة التدافع في الكون ودور القصص القرآني في توجيه الإنسان.

سنة التدافع في الكون

أشار جمعة إلى أن قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: 252] يؤكد أن التدافع بين الناس هو سنة كونية وضعها الله عز وجل لحفظ الأرض من الفساد.


وأوضح أن هذا التدافع قد يكون بالحرب أو بالسلم، حيث يتجلى فضل الله في ترتيب هذا النظام الذي يحفظ الحياة ويمنع الفساد. وأضاف أن التدافع يُظهر قدرة الله على تحقيق التوازن في الكون وإقامة العدل بين البشر.

القصص القرآني: حقائق وأحكام

وأكد جمعة أن القصص القرآني ليس مجرد روايات تاريخية، بل هو حقائق ثابتة تعلّم الإنسان كيفية مواجهة التحديات والعيش وفق القيم والمبادئ. فالقصص التي يرويها القرآن تهدف إلى غرس العبر والدروس في النفوس، ليتمكن الإنسان من التعامل مع واقع الحياة بحكمة وفطنة.

تيسير تلاوة القرآن وفهمه

وفي حديثه عن القرآن الكريم، أوضح جمعة أن علماء المسلمين قاموا بتقسيمه إلى أجزاء وأحزاب وأرباع، لتيسير تلاوته وفهمه، وبيّن أن هذا التقسيم يساعد المسلم على ختم القرآن في شهر واحد بسهولة، خاصة في شهر رمضان، حيث يقبل المسلمون على قراءة القرآن وتدبر معانيه.

 

اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بدعوة المسلمين إلى تدبر القرآن الكريم والعمل بسنة التدافع التي تحفظ الأرض من الفساد، والتعلم من القصص القرآني لاستخلاص الحكم والعبر، مؤكداً أن القرآن الكريم كتاب هداية ومنهج حياة لكل زمان ومكان.

مقالات مشابهة

  • هالة صدقى: انتظرونى فى الماراثون الرمضانى 2025
  •  محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟
  • محللون فلسطينيون: اتفاق غزة خطوة مهمة تنهي المجازر بحق الأبرياء.. ويجب وقف الحرب
  • المسئولية والجزاء.. وضوابطهما القانونية
  • سنة التدافع وحكمة القصص القرآني.. تفسير الآية 252 من سورة البقرة
  • نور محمود: حنان مطاوع لها فضل كبير عليَّ .. وهذا سبب حبي لـ أحمد زكي | حوار
  • أسرار سورة البقرة كاسحة الأحزان
  • بريئة ومدانة!
  • وقف النار المرتقب!
  • 7 فوائد عظيمة لمن يقرأ سورة البقرة يوميًا