انغوليم (فرنسا) "أ.ف.ب": حصلت البريطانية بوزي سيموندس على الجائزة الكبرى لمهرجان أنغوليم الفرنسي الدولي للقصص المصورة في افتتاح هذا الحدث الذي تستمر دورته الحادية والخمسون حتى بعد غد. وباتت مؤلفة "جيمّا بوفري" (Gemma Bovery) البالغة 78 عاماً أول بريطانية وخامس امرأة منذ 50 عاماً تحصل على هذه الجائزة التي تُعدّ الأهمّ في مجال الفن التاسع.

ولم تتمكن الفائزة من الحضور شخصياً "بسبب قوة قاهرة"، على ما أعلن مدير دار "دونويل غرافيك" التي تنشر مؤلفاتها في فرنسا جان بيار فرومانتال، لِتَسَلُّم الجائزة في مدينة أنغوليم الواقعة في غرب فرنسا. وقرأ فرومانتال رسالة من المؤلِفة جاء فيها: "لقد سررت، وفوجئت، وذُهلت، وسعدت بشدة بالحصول على هذا التكريم". واضافت "إنه لشرف وسرور أن أنضمَّ إلى مجموعة الفائزين السابقين".

وتنافست سيموندس مع الأميركي دانيال كلويس ومع الفرنسية كاترين موريس التي وصلت إلى المرحلة النهائية للسنة الخامسة توالياً من دون أن تتمكن من الفوز بالجائزة. ومنذ عام 2014، تُمنح هذه الجائزة بعد اقتراع على جولتين يحق لجميع مؤلفي الشرائط المصورة المنشورة باللغة الفرنسية مرة واحدة على الأقل المشاركة فيه.

ويتوقع أن يجتذب المهرجان نحو 200 ألف من المهتمين بعدما اقتصر جمهور الدورة الأولى قبل 50 عاماً على ما يقارب عشرة آلاف.

واكتسب مهرجان أنغوليم للشرائط المصورة في نصف قرن الطابع الدولي الذي أراده منذ بدايته، فأصبحت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 43 ألفاً تحتضن أفضل الفنانين في هذا المجال من مختلف الدول. فمنذ الدورة الأولى التي نشأت عام 1974 من طموح بعض الشغوفين، استقطب المهرجان الفنانين البلجيكيين والإيطاليين والأميركيين، لكنّ المكانة التي بناها في 50 عاماً جعلته في 2024 مقصداً لأكثر من 1300 مؤلّف، من دول عدة ككندا وتايوان وبولندا. ويتولى الفائز بالجائزة الكبرى عام 2023 الفرنسي السوري رياض سطوف رئاسة هذه الدورة، ويُقام معرض لأربعة أيام عن سلسلة الشرائط المصورة "عربي المستقبل"التي يروي فيها سيرته الذاتية، يتوقع أن يشهد إقبالاً كثيفاً. وقال سطوف في حديث إلى صحيفة "باري نورماندي" بعد فوزه باللقب عام 2023 "إنها مسؤوليه كبيرة". واضاف "أشعر بأني بدأت للتو بتأليف كتب! وبالتالي يبقى أمامي الكثير لأفعله".

وكان المهرجان في السنوات الأخيرة محور جدل على أكثر من صعيد، إن في ما يتعلق بضعف نسبة النساء بين المؤلفين، أو في ما يخصّ تمويله واللجوء إلى المال العام لمواجهة عجزه المزمن، أو لجهة رعاية مجموعة صناعية جائزة بيئية. إلاّ أن دورة 2024 تخلو من أي سجالات، ومن أبرز ما فيها إسناد رئاسة لجنة التحكيم للجائزة الكبرى إلى توما بانغالتير، أحد العضوَين المؤسسَين لفرقة "دافت بانك" الموسيقية، في حين تتولى رئاسة لجنة التحكيم الكبرى الشبابية الممثلة والمخرجة عايشة مايغا.

ولا تزال الشرائط المصورة تحظى بإقبال جيد في فرنسا، إذ بيعت 75 مليون نسخة من كتبها عام 2023، بحسب معهد "جي إف كا". ومع أن هذا الرقم يقلّ عمّا سجّل في العام السابق، يشكّل ضعف ذاك الذي سجّل عام 2014، وزاد نصف مرة عما كان عليه عام 2019. ويُعزى ذلك إلى الارتفاع الكبير في الطلب على قصص المانغا المصوّرة في سنوات ما بعد الجائحة. ويولي مهرجان أنعوليم اهتماماً كبيراً بهذه القصص المصورة اليابانية، إذ خصص معرضين لهيرواكي سامورا وموتو هاجيو، إحدة أبرز الرسامات اليابانيات في هذا المجال.

وتهافتت حشود كبيرة العام المنصرم على معارض رسّامي المانغا، وعلى دخول حي المانغا الواقع بجوار محطة أنغوليم للقطارات.

والمهرجان شريك أيضاً لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، وهو ضمن مهرجانات "الأولمبياد الثقافي". ويشمل البرنامج معرضين عن الرياضة هما "خطوط البداية" و"اللحاق بالسباق: فن الجري للورينزو ماتوتي".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

كشف حساب للدور الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى

تنظيم المهرجان فى مرمى الانتقادات.. و«الدعم الفلسطينى» حائط سد السجادة الحمراء هوس النجوم وفعاليات العروض لأصحاب الفن 

 

وضع مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ما بين الإشادة والنقد الفنى بعد انتهاء الدورة الـ45 التى لاقت هجومًا شديدًا سواء من النقاد السينمائيين أو من داخل إدارة المهرجان ذاته. حالة من الارتباك التنظيمى يشهده القاهرة السينمائى فى دورته الـ45 منذ بداية اليوم الأول للفعاليات بجانب حفلتى الافتتاح والختام.

وقفت القضية الفلسطينية حائط سد لعدد كبير من الجمهور والنقاد، حيث تناولها المهرجان فى حفلتى الافتتاح والختام والمسابقات المستحدثة والأفلام أيضًا من قلب الحدث، وعلى الجانب التنظيمى واختيار الأفلام، لا تشفع القضية النقد التنظيمى والفنى للمهرجان من قبل عدد كبير من محبى الفن والنقاد الفنيين والجمهور.

تقدم «الوفد» كشف حساب لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ45 على مدار فعالياته التى امتدت إلى 9 أيام بدءًا من الافتتاح الذى رأى البعض أنه افتقر لوجود عدد كبير من نجوم الفن، إلى المشكلات التنظيمية التى حدثت على مدار الفعاليات ختاما بخلافات مدير المهرجان مع إدارة رئيس المهرجان والفريق المعاون له.

وعن حسين فهمى، رئيس المهرجان، أكد أنه يتقبل كل الانتقادات الفنية على فعاليات الدورة الـ45، وأن الانتقاد البناء يصب فى صالح قيمة ومكانة المهرجان فى الدورات المقبلة على أن يظهر بأفضل صورة عالمية تعكس الثقافة المصرية وتاريخها المشرف. 

وأثارت أزمة بين رئيس المهرجان حسين فهمى، والناقد عصام زكريا، مدير المهرجان، بعد انتهاء الدورة الـ45، جدلًا فى الوسط الفنى، تمثلت فى خلافات على كيفية إدارة وتنظيم الفعاليات والمسابقات، الأمر الذى لا يصب فى صالح مكانة مهرجان القاهرة السينمائى العريقة، بينما أعرب الناقد الفنى عصام زكريا، مدير القاهرة السينمائى فى دورته الـ45، عن استيائه لعدم تحقيق طموحه فى هذه الدورة سواء من عملية تنظيم أو ممارسة عمله كمدير للمهرجان، موضحًا فى تصريحاته أن هناك بعضًا من الأمور فى سوء التنظيم فى العروض الأولى من فعاليات المهرجان تم تداركها فى باقى العروض والفعاليات. 

وكان حفل الافتتاح محل أنظار النقاد نظرًا لعدم دعوته لنجوم عالميين ما يسلط الضوء العالمى الفنى على هذه الدورة الـ45، بالإضافة إلى اهتمام واسع من الفنانين لحضور حفلتى الافتتاح والختام لالتقاط الصور على السجادة الحمراء دون تفاعلهم مع فعاليات وعروض المهرجان على مدار 7 أيام متتالية، بينما حرص عدد قليل من النجوم للحضور مثل النجم خالد النبوى وابنه نور، والفنانة يسرا، ورانيا يوسف وباسم سمرة، بينما غاب معظم الفنانين من حضور فعاليات وعروض المهرجان، وأصلحت إدارة المهرجان الوضع فى حفل الختام بظهور نجوم غابوا عن المشهد خلال الفعاليات، مثل النجم أحمد حلمى، والفنان خالد الصاوين، وعدد آخر من نجوم الفن. 

وعن الأفلام التى لاقت هجومًا فنيًا، تجربة الفنانة «درة» الأولى إخراجيًا وانتاجيا فى فيلمها «وين صرنا» الذى يتحدث عن أسرة فلسطينية ومعاناتها مع الحرب فى غزة، الأمر الذى وصفه النقاد السينمائيين بأنه افتقر إلى معايير الإخراج الجيد وتناوله الأحداث ومعالجة صحيحة لسرد الصور، بينما اعتبر أن مضمون الفيلم وهو القضية الفلسطينية كان شفيعًا للتجربة جماهيريًا، يأتى ذلك بعد إصرار رئيس المهرجان لانضمام عدد كبير من الأفلام هذه الدورة تمثل فى 194 فيلمًا وضع القائمين على اختيار الأفلام فى جهد لفلترة هذه الأعمال.

ورأى المخرج مجدى أحمد على، أن الإنجاز الأكثر لهذه الدورة فى الامتلاء الكامل للقاعات فى معظم العروض، حيث كان الحضور مبهجًا لكل الأعمار والأجيال وإقبال رائع من شباب كنا نظن أنهم فقدوا تواصلهم بواقعهم تمامًا ونهائيًا وغرقوا فى بحار «السوشيال ميديا ومتاهاتها» فإذا بالقاعات تكتظ بهم على كافة المستويات وإذا بحضور كثيف للندوات والمحاضرات والورش المصاحبة لأنشطة المهرجان وإذا بعدد كبير منهم يتقدم لمشاريع لأفلام يتبناها المهرجان ويقدم لها من خلال مؤسسات داعمة – المساعدة على تحقيق أحلاهم بصنع أفلام تحت رعاية مباشرة من متخصصين حتى الوصول إلى شكل نهائى مرض لسينما طموحة ومختلفة عن الإنتاج التجارى السائد الذى كاد يدمر روح المشاهد المصرى وذائقته وتعلقه بالسينما التى كنا روادها منذ نشأتها.

ودعا مجدى أحمد، فى تصريحاته، جميع المهتمين وذوى الشأن الفنى إلى المحافظة على ما تحقق حتى بالمهرجان فى هذه الدورة الـ45 والكف عن «جلد الذات» وعن النقد الهدام ومحاولات الوقيعة بين العاملين بهذا المهرجان المهم، مقدمًا الشكر لكل من حسين فهمى، رئيس المهرجان، والناقد الفنى عصام زكريا، مدير المهرجان.

ومن الانتقادات التى وجهت لإدارة المهرجان لهذه الدورة الـ45، عرض عدد من الأفلام غير مترجمة للعربية وهو ما يشكل صعوبة للجمهور فى متابعة العمل كـ فيلم «وحوش» الذى عرض خلال فعاليات المهرجان، كما لاقى فيلم «أنا مش أنا» عددًا من الانتقادات والإشادات بين الجمهور خلال عرضه بسبب دبلجته باللهجة المصرية، إذ انقسمت الآراء إلى نصفين، النصف الأول انتقد دبلجة الفيلم للهجة المصرية، إذ كان «من الممكن ترجمتها أفضل»، وذلك بسبب تقارب اللهجات المصرية والمغربية، أما النصف الثانى والذى أشاد بالدبلجة خلال مشاهدتهم العمل داخل صالات العرض السينمائية، فجاءت ردود أفعالهم بالضحك المستمر على طريقة الدبلجة. 

وفى الصدد قال الناقد الفنى، محمود عبدالشكور، فى تصريحاته، إنه من أفضل أقسام مهرجان القاهرة فى دورته الـ45 قسم كلاسيكيات القاهرة، الذى توسع كثيرا فى الاختيارات، لافتًا إلى أن العديد من الجمهور يتجهون للمهرجان خصيصًا لمشاهدة الأفلام القديمة العظيمة التى تم ترميمها، سواء كانت مصرية أو أجنبية.، موجهًا الشكر للناقد الفنى عصام زكريا مدير المهرجان على هذه الوجبة السينمائية الدسمة، كما وجه الشكر إلى سامح فتحى المنوط بترميم الأفلام القديمة، على جهده المميز فى ترميم الأفلام المصرية الكلاسيكية، وإتاحتها للجمهور.

وأشادت الناقدة ماجدة خير الله، بالدورة الـ 45 للمهرجان الذى شهد تنوعًا من خلال عدد من المسابقات كـ«آفاق عربية»، والذى شمل عدداً من الأعمال التى تناقش الأزمات العربية كالقضية الفلسطينية، لافتة إلى أن المهرجان تناول كلاسيكيات السينما والأفلام المرممة، فضلاً عن الأفلام العالمية والبانورامية، وتابعت: «حصيلة المهرجان جيدة ومتنوعة، وجعلت الناس تُقبل على المهرجان»، مشيرة إلى الندوات العديدة التى حضرها النجوم وصناع السينما، قائلًا «المهرجان يتقدم إلى الأمام وكل عام أفضل من ذى قبل، بالإضافة إلى النشرات التى تعكس أنشطة الحدث حتى يستطيع الزائرون انتقاء الأعمال التى تشغل اهتماماتهم».

وعلى صعيد آخر، ومن الانتقادات التنظيمى خلال هذه الدورة، منع دخول عدد من الفنانين وطردهم خارج المهرجان، فى لافتة غير آدمية لاقت هجومًا واسعا من قبل الجمهور والنقاد، حيث إن المهرجان الفنى السينمائى يُعد حقًا لكل فنان حضور فعالياته والاستفادة من العروض المقامة والندوات وورش العمل خلال المهرجان.

مقالات مشابهة

  • فوز 4 مدارس في التصفيات النهائية بمسابقة الإذاعة المدرسية بالإسماعيلية
  • وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
  • الزميلة كاميليا حاج أحمد تُتوج في مسابقة “نجمة الإعلام”
  • الزميلة “كاميليا حاج أحمد” تتوج في مسابقة “نجمة الإعلام”
  • هل تكفي 20 عاما من السجن؟ كأقصى عقوبة لفرنسي خدر زوجته وجعلها فريسة لاغتصاب جماعي!
  • كشف حساب للدور الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
  • زوجة و50 رجلا في اغتصاب هز فرنسا.. والادعاء يطلب أقصى عقوبة للزوج
  • زوجة و50 رجلا في اغتصاب هز فرنسا.. الادعاء يطلب أقصى عقوبة ممكنة للزوج
  • أستراليا تقترح قانوناً يحظر وسائل التواصل لمن هم دون 16 عاماً.. ما الدول التي تدرس تدابير مماثلة؟
  • مواهب برنامج صنع في قطر يعكسون التحديات والتطلعات الفنية في قصصهم الإنسانية المصورة