علي الدين هلال: السياسة والإنسان وجهان لعملة واحدة
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
قال الدكتور على الدين هلال إن السياسة والإنسان وجهان لعملة واحدة، وهذا ما يؤكد أهمية المعرفة والتثقيف السياسي.
وأضاف -خلال ندوة "الإنسان والسياسة" ضمن فعاليات "اللقاء الفكري" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ٥٥- أن اهتمامه بالسياسة بدأ مبكرًا، موضحا أن الإنسان من صنع ظروفه، وأول المحددات التي قربته لعالم السياسة هي أشخاص شاركهم الدراسة وأدرك من خلالهم أن مصر جزء من كل كبير، وهذا إضافة إلى أحداث فارقة دفعت لمتابعة السياسة مثل الوحدة مع سوريا وقبلها تأميم قناة السويس.
وعن الشخصيات المؤثرة في مسيرته، تطرق إلى الكاتب الصحفي الراحل أحمد بهاء الدين بوصفه من أبرز المؤثرين في تاريخه، مشيرا إلى أن درس أحمد بهاء الدين يتلخص في "عمق التفكير وبساطة التعبير"، وأنه تعلم منه أهمية التاريخ.
وتحدث هلال عن تأثره بكتابات سلامة موسى، الذي تعلم منه أن المثقف ليس من يتكلم فيما لا يفهمه الناس، بل تبسيط الأمور المعقدة من علوم وأفكار ونظريات.
وأكد أهمية التعددية الفكرية، مشددًا على أنه لا يستقيم مجتمع بفكر واحد وإقصاء باقي الأفكار، وأن ذلك هو ركيزة تكوينه الفكري وتنوع مصادر معرفته.
وقال: "بدأت علاقتي بالسياسة من سور الأزبكية والاطلاع على كتب التاريخ والسياسة، ثم انطلاق بعدها من المعرفة السياسية إلى العلم في الجامعة ثم الممارسة والعمل السياسي".
وأوضح الفرق بين المعرفة السياسية وعلم السياسة والممارسة السياسية، فالمعرفة هي جزء من الثقافة العامة لا تقتصر على تخصص، فالجميع يهتم بالسياسة من أحد جوانبها، أما علم السياسة يوجب التخصص في مباحث هذا العلم بهدف الوصول إلى أفكار وآراء ونظريات لتفسير ما يحدث في عالم السياسية، أما الممارسة السياسية فهو الانتقال من مقعد الدراسة إلى حقل السياسة.
وهناك صلة حميمة بين المعرفة السياسية والعمل السياسي في التاريخ المصري مثل محمد حسين هيكل وطه حسين، جمعوا بين التدريس في الجامعة والعمل السياسي، وغيرهم على مدار التاريخ عشرات الأساتذة والباحثين الذين يخوضون غمار العمل السياسي.
وأوضح أن الممارسة هي امتحان للأفكار، فقد تبدو براقة نظريًا لكن عند التنفيذ نكتشف مشكلات في تطبيقها، وهو الأمر الذي يثري النظرية.
ولخص هلال جهده في إصدار الكتب على مدار سنوات بأنه محاولة لترسيخ الثقافة العلمية في المجتمع المصري، وتأكيد أهمية التفكير العلمي، حتى لا يخطو مجتمعنا وكأنه بلا ثقافة تاريخية وحتى لا نكرر الأخطاء نفسها.
ورشح هلال للقراء أول كتبه "تكوين إسرائيل" وكتاب "الحكم والسياسة في مصر" وكتاب "النظام الإقليمي العربي".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معرض القاهرة القاهرة الدولي للكتاب علي الدين هلال الكتب
إقرأ أيضاً:
تصاعد الجدل السياسي في كينيا حول شعار يرحل روتو
تعيش كينيا في خضم جدل سياسي متزايد بعد بروز شعار "روتو يجب أن يرحل" الذي أصبح رمزًا للاحتجاجات الشعبية المتزايدة ضد حكومة الرئيس الحالي وليام روتو.
وقد أثار حضور الرئيس روتو مؤخرًا مباراة تصفيات كأس العالم بملعب في نيروبي بين منتخبي كينيا والغابون حنق عدد من الجماهير التي استمرت في ترديد الشعار طوال المباراة، مما أثار جدلًا حول مشروعية المطالبة برحيل الرئيس.
يعكس هذا المطلب، الذي انتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي وفي المظاهرات في شوارع العاصمة نيروبي وعدد من المدن الكبرى، حالة من الاستياء العميق بسبب السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي يرى العديد من الكينيين أنها فشلت في تحسين أوضاعهم المعيشية.
ومع تصاعد حدة الاحتجاجات وتفاقم الأزمة الاقتصادية، أصبح هذا الشعار من أكثر العبارات تداولًا بين معارضي الحكومة.
المتظاهرون الذين رفعوا هذا المطلب على لافتاتهم خلال المظاهرات الأخيرة طالبوا برحيل الرئيس، معتبرين أن حكومته لم تتمكن من الوفاء بتعهداتها الاقتصادية ولم تقدم حلولًا فعّالة للأزمات التي يعاني منها المواطنون، مثل ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع الاقتصادي.
ردود الأفعال الحكومية والمعارضةتصاعد الجدل حول هذا المطلب دفع الحكومة الكينية إلى اتخاذ موقف حازم ضد من يرفعونه، معتبرة إياه تهديدًا لاستقرار البلاد.
إعلانفقد طلب المدعي العام الكيني جاستن موتوري من الشرطة فتح تحقيق رسمي ضد الناشطين الذين يرفعون هذا الشعار، مؤكدًا أن ذلك يشكل انتهاكًا للقوانين التي تحظر التحريض على الفتنة والإزعاج العام.
ومع ذلك، أصدرت المعارضة ردودًا قوية على هذه الإجراءات. فقد اعتبر رئيس الوزراء السابق رايلا أودينغا أن هذه الخطوات تمثل محاولة لتقييد حرية التعبير في البلاد، وأكد أن "الاحتجاجات والمطالب الشعبية هي جزء من الديمقراطية".
وأضاف أودينغا أن الحكومة يجب أن تتعامل مع هذه الاحتجاجات بشكل بناء بدلًا من قمع الأصوات المعارضة.
من جهة أخرى، يظل التدهور الاقتصادي في كينيا أحد المحركات الرئيسية للاحتجاجات الشعبية.
فمع الارتفاع المستمر في أسعار السلع الأساسية، إضافة إلى أزمة البطالة التي يعاني منها الشباب، يجد المواطنون الكينيون أنفسهم في مواجهة صعوبات متزايدة لتلبية احتياجاتهم اليومية.
ورغم أن الحكومة قد أعلنت عن خطط للإصلاح الاقتصادي، فإن كثيرين يرون أن هذه الخطط ليست كافية للتعامل مع الأزمة الحالية.
المستقبل السياسي لكينيامع استمرار التصعيد في الاحتجاجات، يُتوقع أن يكون المستقبل السياسي لكينيا محط اهتمام داخلي ودولي، وسط تحذيرات من عواقب العنف.
وقد حذرت بعض المنظمات الدولية من مغبة التصعيد في التعامل مع الاحتجاجات، مشيرة إلى أن العنف قد يؤدي إلى أزمات أعمق داخل المجتمع الكيني.
وأمام هذا المشهد، تبدو الحكومة الكينية في موقف حرج؛ بين الحاجة إلى الحفاظ على النظام واستقرار البلاد وبين ضرورة الاستجابة لمطالب المواطنين التي لا يمكن تجاهلها.