أستاذ علوم سياسية: المحاكمة تفضح «تل أبيب».. وستؤثر على سمعتها وشرعيتها الدولية
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
أكد د. طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الدعوى القضائية التى أقامتها دولة «جنوب أفريقيا» ضد إسرائيل فى محكمة العدل الدولية لها أثر سياسى كبير، يتمثل فى فضح إسرائيل والتأثير على سمعتها الدولية ونزع الشرعية عنها فى المحافل الدولية، متوقعاً أن تلجأ دول أخرى لرفع دعاوى قضائية مشابهة ضد إسرائيل تتعلق بانتهاكها اتفاقيات أخرى وقعت عليها، مثل اتفاقيتى «التمييز العنصرى»، و«عدم استخدام العنف ضد المدنيين».
ما التداعيات السياسية للدعوى القضائية ضد إسرائيل؟
- الدعوى القضائية لها دلالات رمزية وسياسية بصرف النظر عن الحكم الذى قد يتأخر لبعض الوقت، لكن المذكرة التفسيرية وجهت اتهامات مباشرة لإسرائيل وطالبتها بأشياء، منها وقف إطلاق النار، ووقف الحرب، والمواجهات والانتهاكات التى تقوم بها، وهناك إجراءات مباشرة فى هذا الإطار، أعتقد أنه من المهم أن تتم فى هذا السياق. والنقطة الأهم فى تقديرى مرتبطة بالأثر السياسى، فالأثر السياسى لهذه القضية يتمثل فى نزع شرعية إسرائيل فى المحافل الدولية، وربطها بأطر سياسية واستراتيجية فى هذا الإطار، وأعتقد أن هذا الأمر سيكون له تبعات كبيرة فى الفترة المقبلة.
هل يمكن اعتبار هذه الدعوى «نقلة نوعية» فى التعامل مع الكيان الصهيونى؟
- لأول مرة إسرائيل تمثل أمام القضاء الدولى، وهذا سيتيح لدول أخرى رفع قضايا مشابهة فى الفترة المقبلة، تتعلق باتفاقيات وقعت عليها إسرائيل، ومنها «التمييز العنصرى»، و«عدم استخدام العنف ضد المدنيين»، وهناك عشرات من الاتفاقيات إسرائيل وقعت عليها، وإذا فشلت جنوب أفريقيا ستكون هناك دول أخرى ربما سترفع دعاوى قضائية أخرى، خصوصاً أن إسرائيل حشدت نفسها للدفاع عن نفسها فى إطار محاولة لتجميل وجهها فى المحافل الدولية.
وبالتالى هى نقلة نوعية تتطلب جهداً عربياً وإسلامياً ودولياً فى مواجهة هذا، وضرورة مخاطبة إسرائيل فى المحافل الدولية، ويجب أن نتذكر أن إسرائيل لم تتم 100 سنة فى الإقليم، وبالتالى هناك مخاوف داخل إسرائيل من أن يتم نزع شرعية إسرائيل فى المحافل الإقليمية والدولية، بما لذلك من آثار مباشرة فى هذا الإطار.
ماذا عن البعد السياسى للقضية؟
- هذه الدعوى ليس لها بعد قانونى فقط، ولكن لها أبعاد أخرى مرتبطة بالموقف السياسى، والدلالات السياسية أخطر، لأن إسرائيل تتخوف مما هو قادم، بما فى ذلك ملاحقة عناصرها، واتهام الدولة باعتبار أن «العدل الدولية» محكمة معنية بالدول وليس الأفراد، كما هو الحال فى المحكمة الجنائية الدولية، التى تعتبر محكمة معنية بالأفراد وتلاحق أسماء قادة، وهذا أمر سيكون واقعاً أيضاً وسيحدث، وفى تقديرى أن الاتهامات التى تم توجيهها لإسرائيل فى محكمة العدل الدولية لم تجرؤ أى دولة من قبل على توجيه مثلها لإسرائيل، وبالتالى فإنها فضحت بالفعل الممارسات والانتهاكات التى قامت بها إسرائيل فى حرب غزة، وحددت دورها فى هذا الإطار.
إلى أى حد تعتقد أن الدعوى القضائية ستؤثر على وضع إسرائيل؟
- طبعاً ستؤثر على مكانة إسرائيل فى العالم، وعلى دورها وحضورها فى العالم، خصوصاً أن إسرائيل ستتم ملاحقتها فى قضايا عديدة، لأن اتفاقية الإبادة الجماعية منذ سنة 48، وبالتالى ستتأثر سمعة إسرائيل الدولية باعتبارها دولة لم تنفذ القانون، وهى الدولة الوحيدة فى العالم التى تم إنشاؤها بنص القرار 181 لسنة 1947 والقاضى بإعلان دولتين على أرض فلسطين، دولة يهودية وأخرى عربية، وفى كل الأحوال سمعة إسرائيل فى المحافل الدولية ستتأثر، وسيكون لذلك تأثير كبير.
يجب تعرية ممارسات الاحتلال دولياً.. وسيتم رفع قضايا مشابهة تتعلق بانتهاكها لاتفاقيات أخرىهل تشير هذه القضية لأهمية النضال القانونى ضد إسرائيل فى المرحلة المقبلة؟
- طبعاً.. ولكن ليس نفس تعبير «النضال القانونى».. ولكن يمكن أن نسميها المواجهات القائمة على دحض الشائعات الإسرائيلية، ومحاولة تعرية إسرائيل أمام المحافل الدولية، والتأكيد بطبيعة الحال على أن إسرائيل دولة مارقة واخترقت قواعد القانون الدولى، والقانون الإنسانى، وأن نؤكد أننا لا نعيش فى غابة سياسية كبيرة، ولا بد من التعامل مع إسرائيل كدولة مارقة فى هذا الإطار.
وبالتالى علينا أن نُحدد الأسس التى يمكن التعامل معها بصورة أو بأخرى، وفى تقديرى أن مواجهة إسرائيل بالحقائق والأدلة أمر مهم، من الآن فصاعداً فإن تعرية إسرائيل فى العالم أمر مهم، لأنه لأول مرة تمثل إسرائيل أمام القضاء الدولى، وهذه نقطة مهمة، وفى المحكمة الجنائية ذهبنا أكثر من مرة، وهناك مذكرات توقيف لعدد كبير من قادة إسرائيل لكنها لم تكن مؤثرة بالشكل الكبير، وفى كل الأحوال إسرائيل تتعرض الآن لاستهداف، واستهداف قانونى ودولى وإنسانى، وأعتقد أن الممارسات الإجرامية التى تقوم بها فى حق الشعب الفلسطينى يجب التعامل معها بجدية.
وينصح المفكرون فى إسرائيل بضرورة الالتزام بنصوص القانون ووقف العنف ووقف الاحتلال، والخروج من الأراضى العربية وتنفيذ قواعد القانون الدولى، وإلا فإن إسرائيل لن يكمل عمرها 100 عام فى الإقليم.
مستقبل الصراعالصراع الآن يواجه باعتبارات جديدة، فهناك من يدعو فى إسرائيل لضرورة التزام إسرائيل بقواعد القانون وإيقاف هذه الممارسات الإجرامية، ويقول إن إسرائيل لن يكون لها مستقبل فى المنطقة إذا لم تلتزم بهذا، وهذا أمر واضح جداً فى هذه الفترة، وبالتالى هناك تحذيرات من هذا الأمر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محاكمة إسرائيل جرائم الاحتلال دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائیل أن إسرائیل فى العالم
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: نهاية نظام الأسد كانت مأساوية وغير متوقعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن سقوط نظام الأسد المستمر في الحكم منذ 1970 ليس هينًا، خاصة وأن سوريا كانت قناة لتوصيل الإمداد لحزب الله من إيران، مشيرًا إلى نهاية نظام الأسد كانت نهاية مأساوية ومخزية وغير متوقعة.
وتابع "يوسف"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "بالورقة والقلم"، المذاع على القناة العاشرة المصرية "ten"، مساء الأحد، أن الولايات المتحدة تكيفت مع سقوط نظام الأسد في يد جماعات مسلحة متطرفة، في حين رد فعل الولايات المتحدة كان مختلفًا وشكلت تحالفًا دوليًا لضرب داعش، بعدما سيطرت على أجزاء من الأراضي في العراق.
وأضاف أن الذي أسقط نظام الأسد هو تحالف من الفصائل، وليس فصيلاً واحد، وهناك تناقض بين هذه الفصائل ، وقد يترجم هذا التناقض في صراع داخلي داخل الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن هناك محاولة للسيطرة على هذه الفصائل من خلال دمجها في جيش واحد.