وداع مؤلم لمنتخبنا بالتعادل مع قيرغيزستان
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
ودع منتخبنا الوطني اليوم الخميس منافسات بطولة كأس آسيا بعد أن خذل آمال جماهيره بالتعادل أمام قرغيزستان 1 / 1، في المباراة التي لعبت لحساب الجولة الثالثة من المجموعة السادسة على ملعب استاد عبدالله بن خليفة بنادي الدحيل، وللمباراة الثالثة على التوالي غابت الحلول لمدرب منتخبنا الوطني برانكو أيفانكوفيتش خاصة في الشق الهجومي، وشهد اللقاء أداء عشوائيا من اللاعبين وأخطاء لا تغتفر، أبرزها على الإطلاق الخطأ الذي جاء من قبل مدافع منتخبنا خالد البريكي الذي فشل في إبعاد الكرة وخروج خاطئ للحارس إبراهيم المخيني تسبب في استقبال مرمى منتخبنا هدفا في آخر 10 دقائق من نهاية الوقت الأصلي للمباراة عبر جويل كوجو الذي أودع الكرة بسهولة في الشباك الخالي، ليخرج منتخبنا خالي الوفاض من البطولة الآسيوية ويفشل في التأهل حتى كأفضل المنتخبات التي تحتل المركز الثالث بحصده نقطتين فقط، بينما حلت السعودية في المركز الأول بـ 7 نقاط، تليها تايلند بـ 5 نقاط، ثم منتخبنا ثالثا بنقطتين، وأخيرا قيرغيزستان في المركز الرابع بنقطة واحدة، الشوط الأول بدأ اللقاء بهجمات منظمة من قبل لاعبي منتخبنا على مرمى منتخب قرغيزستان، لكنها لم تشكل خطرا فعاليا على حارس مرمى قرغيزستان أرزهان توكوتاييف، وفي الدقيقة 4 تدخل مدافع منتخبنا الوطني أحمد الخميسي على مهاجم منتخب قرغيزستان بالقرب من منطقة جزاء منتخبنا، ونفذ الخطأ إلى منطقة جزاء منتخبنا لكن يقظة أرشد العلوي أبعدت الخطر إلى ركلة ركنية، وفي الدقيقة 7، سنحت فرصة مواتية للتسجيل لمنتخبنا أبعدها دفاع منتخب قرغيزستان إلى ركلة ركنية، وفي الدقيقة 8 ومن ركلة ركنية ودربكة بين مدافعي منتخب قرغيزستان تمكن محسن الغساني بإكمال الكرة في الشباك، محرزا هدف التقدم لصالح منتخبنا الوطني، وفي الدقيقة 12 حصل منتخبنا على فرصة عبر صلاح اليحيائي ذهبت خارج المرمى، بعدها حاول مهاجم منتخب قرغيزستان جويل كوجو الوصول للكرة واصطدم بحارس مرمى منتخبنا إبراهيم المخيني الذي أنقذ الموقف، وواصل منتخبنا هجماته ولاحت فرصة مواتية لنجم منتخبنا صلاح اليحيائي بعد أن نجح في المرور من دفاع منتخب قرغيزستان واطلق تصويبة جاءت بعيدة عن المرمى في الدقيقة 25، ثم حاول جميل اليحمدي لاعب منتخبنا التصويب من خارج منطقة الجزاء لكن كرته ارتدت من الدفاع في الدقيقة 27، و في الدقيقة 31 اضطر مدرب منتخبنا برانكو إيفانكوفيتش لإجراء تغيير اضطراري بخروج أحمد الخميسي المصاب ودخول فهمي دوربين بدلا منه، ثم لاحت فرصة لقرغيزستان بعد تمريرة مميزة من الجهة اليمنى عبر جويل كوجو إلى سويونتبيك ماميرالييف لم يحسن التعامل معها وذهبت خارج الملعب، وبعد دخوله بدقائق حاول فهمي دوربين استغلال فرصة سنحت له برأسية جاءت أعلى المرمى، وفي الدقيقة 36 سدد محسن الغساني على مرمى قيرغيزستان لكن الدفاع نجح في إبعادها بنجاح، وفي الدقيقة 43 أنذر حكم اللقاء جولزيجيت أليكولوف لاعب قرغيزستان، ومرت الدقائق المتبقية للوقت الأصلي للمباراة دون أي تغيير في النتيجة، ليضيف حكم اللقاء 7 دقائق كوقت بدل من الضائع لم تشهد أي فرص حقيقية، لينتهي الشوط الأول من المباراة بتقدم منتخبنا على قرغيزستان 1 / صفر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: منتخب قرغیزستان منتخبنا الوطنی صلاح الیحیائی وفی الدقیقة فی الدقیقة حکم اللقاء مرمى منتخب حارس مرمى بعد أن
إقرأ أيضاً:
الذات الدقيقة في مواجهة التهميش.. قراءة في مجموعة نافذة للصمت لهشام ازكيض
في كتابه "منابع الذات وتكوّن الهوية الحديثة" تحدث تشارلز تايلر عن مجموعة من طرائق البحث عن المنهجية التي تساعد الإنسان في فهم صفاته ورغباته وميوله وعاداته الفكرية والشعورية التي تمكنه من بناء المواقف وردود الأفعال تجاه محيطه والتفاعل معه. وقد أطلق عليها (البحث عن الذات الدقيقة) التي تشكل ماهية العوالم الداخلية لإنسانية الفرد. ومن النصوص التي تتناول حداثة الشخصية وألفتها وسط صخب من الأفكار والحوادث والأزمات الفردية والجمعية المجموعة القصصية للكاتب والأديب المغربي هشام أزكيض المعنونة باسم "نافذة للصمت" والتي تتكون من عشرين قصة مختلفة لكن رابطا دقيقا وشفافا يكاد يجمعها داخل حزمة غير مرئية من حيث اختلاف التناول والمضمون لكنها متشابكة تماما إلى حد اللاانفكاك من حيث الشعور وتدفق الفكرة الإنسانية متقاسمة الوقوف بإخلاص وثبات على نافذة للصمت. وكما أن الكلام له القدرة الأعظم على تفسيرالإنسان والتوغل في أعماقه فإن للصمت في حياتنا المعاصرة وزنه الراجح في كفتي الميزان بل ربما أطاح بالكفة الأخرى أرضا في كثير من المواقف حتى وإن "لم يكن في الغرفة المظلمة المغلقة الإحكام سوى نافذة صغيرة جدا خلفها جدار أكثر إعتاما من محاولات النافذة للإمساك بخيوط الشمس".
يبدو هشام أزكيض في مجموعته القصصية "نافذة للصمت" كأنه يمارس أسلوب التعلم الذاتي الذي تحدث عنه أحمد خالد توفيق في كتابه (اللغز وراء السطور) مبينا حقيقة الكتابة والكاتب الذي يجد نفسه منغمسا بلا إرادة أو وعي في حاضنته الاجتماعية المتشابكة التي تضخ ألاف الأفكار الملاحقة للفرد بلا رحمة حتى تلجئه قسرا إلى ذلك الجدار وتلك النافذة .
عشرون قصة تقترف خطيئة البحث عن الذات الدقيقة ، تلك الإنسانية الصافية المتمردة بطبعها جنوحا لحرية منحها لها الخالق - سبحانه - عند أول صرخة في هذه الحياة ، ولكن هشام أزكيض يضعنا منذ العتبة الأولى لمجموعته في مواجهة صادقة مع الذات مقرا أن كتابه مثقل بالحزن الذي يستوجب من قارئه ان يحتمي احترازا بالبكاء بين الحين والأخر. وهذا يحيلنا إلى سؤال مكرور لماذا يلجأ الكاتب إلى صبغ عتبته الأولى لكتابه بصبغة الضياع والألم غير أبه لقارئ يبحث عن بصيص أمل أو خيط نجاة بين دفتي كتاب أو في متن قصصي مختزل.
تبدأ المجموعة بقصة "تحت المجهر" التي تأخذنا منذ الجملة الأولى إلى مجهر من نوع مختلف ، إنه مجهر الذات التي تترنح على شعرة فاصلة بين العقل والجنون في مستشفى للطب النفسي حيث يبدو أعقلهم ذلك المنكمش على نفسه يراقب بصمت ما يحاوله الأطباء من استجداء بارقة وعي وإدراك ما مع مرضاهم .لتخلص بنا القصة إلى أن الصمت أكبر دلائل العقلانية والتعقل في كثير من دروب الحياة .وفي قصة " نافذة للصمت " التي سميت المجموعة باسمها نجد منصورا الذي اغتال السجن زمانه الماضي ويلتهم زمانه الحاضر ممعنا في التغول على مستقبله أيضا ، هكذا يقبع الجسد المقهور في الزنزانة وكأن الروح انفصلت عنه لتعذب تعذيبا خاصا يليق بها بعد أن استبدلوا خلاياه الحية النابضة بأخرى مصنّعة ، مادتها الأولى الصمت . إن التحليق الذي يحاوله الكاتب أزكيض في فضاءات نصوصه محاولة جيدة للاقتراب من الداخل الإنساني الذي مهما ظننا أننا كشفناه تماما وعريناه بالكلية يبقى قابلا للبحث والحفر في العمق هناك حيث تقبع الذات الدقيقة للفرد التي ترسمأناه وهويته النفسية والروحية والفكرية.وفي قصة " على الهامش " نجد مفهوم التهميش الدقيق متجسدا في شخصية الموظف البائس الذي تصفعه الحياة من كل جانب بالمطالبات والاستحقاقات التي لا تنتهي ، ويكفي أن نقول موظفا في عامنا العربي لنتخيل كمية "الحزن الثقيل الذي نشعرأنه يمتلك موهبة العدوى " فحن جميعا على حد اعتراف الكاتب في قصته " نستطيع أن نحزن سريعا لأن الأوطان قامت بتوريث هذه الجينات لنا منذ الصغر".
تبدو الهوية الذاتية في مجموعة هشام أزكيض في مهب (التشييء) الذي يطمس تفردها بذلك الوميض الروحي النابع من حقيقة الكينونة الإنسانية الأولى قبل أن تمتد أياد كثيرة للنيل من تلك الحقيقة لصالح عولمة مزعومة أحيانا أو حداثة وما قبلها وبعدها جعلت الإنسان في مهب الاختبار المتواصل وانعدام الثبات في ظل دعاوى كثيرة للتخلص من ذلك الذي يسمونه عبئا قيميا وإرثا فكريا ودينيا يقاوم تجدد الأفكار، غير أن الإنسان انغمس في تشتته وضياعه حتى بات يبحث عن ذاته الدقيقة وأناه المتفردة في كومة من الفلسفات والنظريات وعبثا يفعل.
وبين قصص "الهاتف الأخير " و " أحلام منهوبة" و " ذاكرة غيمة صيفية " يظل السرد عالقا في فخ الوصف المكثف الذي يحمّل الكلمات القليلة معان عظيمة تماما مثلما قال ستيفن كينغ عن احتفائه باستدعاءات الزمان والمكان قبل شروعه في الكتابة وهو بذلك يوقظ قدرة حواس الكاتب على تصيد المعنى بلغة طازجة ومشبعة بالشعور والمعنى .
لقد أثبت الكاتب المغاربي هشام أزكيض وهو الموغل عميقا في عالم الكتابة على اتساع مستوياتها أن القاص يمكنه أن يتحول إلى أكثر من سارد داخل نصه سيما إذا كان النص من النوع الذي يستدعي انثيالات نفسية واجتماعية عميقة تلامس وجدان الإنسان إلى أعمق نقطة حيث تتجلى ذاته الدقيقة في إشارة سيمائية إلى معنى الهوية والأنا والذات في تناولاتنا الأدبية والفكرية ووعينا الجمعي.
• زينب المسعود الروائية والناقدة من الأردن