الثورة نت:
2024-11-09@01:21:27 GMT

كلُّ السّر في القائد

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

• من أين جاءت كل هذه العزّة لليمن واليمنيين؟
• ومن أين جاءت كل هذه البصيرة؟
• ومن أين جاءت كل هذه المواقف لبلد كان مطويّاً في صحائف النسيان والاستخفاف لعقود، وإن شئت فقل لقرون؟
• ومن أين جاء كل هذا التوحّد في بلدٍ استوطنت فيه الثارات والمنازعات الدامية والمفاضلات الاجتماعية والمناطقية والمذهبية؟
• وكيف استطاع اليمنيون اكتشاف ذاتهم (أرضاً وإنساناً) بعد طول خفاء وغياب؟
• ومن أين جاء كل هذا الانبعاث والنشور بعد هجدةٍ طويلة تشبه الموت؟
• ومن أين جاء كل هذا الرّفع للذكر بعد طول خمول وتجاهل قياساً بأقرانه من بلدان الأمة، بل وحتى قياساً بكيانات في المنطقة ليس لها سطر في التاريخ لا بعبارة ولا بإشارة؟
وتظل كيف؟ ومن أين؟ أسئلة تدقّ بوابات النظر والتفكّر والوعي تبحت عن أجوبة في عصر غلب على إنسانه اللّا يقين والسطحية، والبلادة الذهنية، مع سوء الظن والفهم، وشاعت فيه ثقافة الثرثرة، ولي اللسان، والطعن في الدين وتزيين الفاحشة، وموالاة الكافرين.


فمن قائل: هذا الذي تسأله تجد أجوبته في أصالة وتاريخ وحضارة هذا البلد، وفي المحطات الإيمانية التي صبغته بالصبغة الإلهية وهو يستجيب لداعي الله، ويسلم قيادته لأوليائه، مذ قالت ملكته: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}النمل:44
إلى قائلٍ: الجواب في ذاك الوسام الذي قلّده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأهل اليمن وذلك في قوله: «الإيمان يمان والحكمة يمانية» حيث نسب رسول الله الإيمان والحكمة إلى اليمن، وكأنّ كلَّ إيمان وكلَّ حكمة تظلّ قاصرةً عن معنى الإيمان والحكمة مالم يشهد لها اليمن وتكون بوجه من الوجوه متعلّقة به..
آخر يقول: الجواب في الكتاب العزيز، وقد\ جعل أهل اليمن في مقام { يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}محمد:38 فهم الأبدال الذين ادّخرهم الله لحمل رسالته في آخر الزمان، في زمن الارتداد عن قيم الإسلام ومبادئه الكبرى مع الاحتفاظ باسمه ظاهراً {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}المائدة:54، وقد تواترت الأخبار أنّ هؤلاء هم أهل اليمن.
وقائل يقول: وما العجب فأهل اليمن منذ دخولهم في دين الله على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومعاذ بن جبل (رضي الله عنه)، نهلوا من ذاك النبع الصافي الذي جعل الله نفسه كنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجعله قسيم الجنة والنار، وفرقان الإيمان والنفاق في الحب والبغض، وجعله مع الحق وجعل الحق معه، وجعله مع القرآن يدور حيث دار… وهي صفات اكتسبها اليمانيون منه (عليه السلام)، وكلّها داخلة في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «سلامٌ على همدان.. سلامٌ على همدان.. سلامٌ على همدان» ولا شكّ أنّ هذا التكرار فضلاً عن كونه للتوكيد وعظيم العرفان فإنّ له دلالات تفيد تأبيد هذا السلام كما في قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا}مريم:15، وهذه من أعاظم البشارات لأهل اليمن، وأنّهم محياهم على الإسلام ومماتهم على الإسلام ومبعثهم على الإسلام، يظهر هذا فيهم تارةً بالقوّة وتارةً بالفعل، والظهور إنّما هو قدر الحاجة، فتارةً تكون دائرته ضعيفة، وتارةً تتسع، ولا يكلّف الله نفساً إلّا وسعها وإلّا ما آتاها، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.
وأقول: كل هذا صحيح في موضع الأجوبة على تلكم الأسئلة، ولكن يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً والمستمد من هذه الأجوبة وهو: أليس كل ما ذكره القائلون كان معلوماً، يتناقله اليمنيون جيلاً عن جيل، ويتدارسونه فيما بينهم، ويزيّنون به صدور مجالسهم بل وساحاتهم؟
فلماذا الآن يجيء اليمن بكل هذا البهاء والحضور، وهذا التجسيد لكلِّ ما قِيل ويقال، وقد مضت عليه عقود بل قرون كاد أن يكون فيها نسياً منسيّاً أو لم يكن شيئاً مذكورا؟
لماذا يجيء وكيف يجيء في زمن الظلمة والزلازل والأعاصير والفتن، في العصر الذي تطاول فيه الاستكبار والاستبداد، وفشا فيه الاستحمار والاستبعاد والاستعباد، ودانت فيه أنظمة الذلة والهوان لوحيد القرن الأمريكي، وحجّت عاكفةً للوثن الذي نصبه في بلادنا وأسماه «إسرائيل» ليقرّبهم إليه زلفى…
وهل يمن اليوم الذي يحمل فأس إبراهيم، وعصا موسى، ومسحة عيسى، وثبات محمد، وسيف علي، هو يمن الأمس الذي كان طموحه أن ترضى عنه جارته (الكبرى)، وفرعون العصر (أمريكا) ولو كان ذلك بسخط الله وشقاء المستضعفين؟!!
• السرُّ كلّ السرِّ في ذاك الفتى، القائد السّيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي دلّ اليمن على اليمن، وعرّف اليمن باليمن، الذي بظهوره ظهر اليمن كما كان بظهور جدّه ظهور العرب والأمّة..
• السيّد الذي يكتب اليوم ببصيرته ونبض قلبه، وقوّة ساعده، وثقته بالله وتوكّله عليه تاريخاً جديداً لا لليمن فحسب وإنّما لأمة الإسلام ليرتقي بهم أفق العلياء سرجاً وهاجّةً واصبة الإشراق في لياليه المغدقة..
• السيّد… نبتة المجد في روض الخلود، وعزمة البقاء في أعاصير الفناء، وعبقة المعنى الفذ في زمن التفاهات، وعمق الحكمة الهادية في خبط المجاهيل والعمايات، وروح التفسير المكين البصير بالتنزيل والتأويل لكتاب الوجود الجليل..
• السيّد الذي صار السبيل إلى القمم وهو الذي ما عَرَف غير الابتلاء بالنّار والحصار وضرورة الغار..
• السيّد الذي جعل من قيود وسلاسل أصحابه التي زيّنت معاصمهم الدامية الفتيّة، وأرجلهم الأبيّة معارج للعزّة والكرامة والحرية…
• السيّد الذي جعل من الكمام الظلوم لأفواه أصحابه بعدما ردّت أيديهم في أفواههم، صرخة البشير النذير والولاء والبراء، تصمّ آذان الطغاة، وتشنّف أسماع المظلومين..
• السيّد الصبح المتنفّس من غياهب الليل الأبهم، واللواء الباذخ بالفتح على قلل المفاخر التي تُعلّم الأجيال دروس الإرادة والعزيمة والصبر واليقين..
• السيّد.. إمام الثائرين، وحليف الكتاب والسيف، ورفيق الإباء والحق في زمن نجمت فيه راية الباطل الملوّنة بالذّل، المعقودة بحبل الارتهان وكأنّها رؤوس الشياطين وقد جاء من يحصدها ويزهقها..
• السيّد صاحب الرسالة التي كتب الله لها عزّ البقاء، والمسيرة التي بعث الله بها الأجداث، ووصلها بالسماء، وأكرمها بما أكرم به أولياءه الأصفياء، وسخّر لها جنده الغالبين، وأيّدها بنصره العزيز وبفتحه المبين…
• السيّد الذي جمع الله به شمل اليمنيين الصادقين على كلمة التقوى، وألّف الله به بين قلوبهم بسعة صدره، وشموليته وانفتاحه وتفهمه واستيعابه، حتى صار اليمن أنموذجاً للقيادة الرائدة الراشدة المستوعبة، وللأمة المشدودة بقيادتها والذائبة فيها لوفائها وعطائها وتضحيتها، والتمخّض للخلوص في ذات الغاية المقدّسة والمشروع الرسالي الإلهي في المسيرة القرآنية المباركة…
فسلامٌ عليك أيّها السيّد القويّ الأمين..
وسلامٌ على بلد أنتَ حالٌّ به..

*كاتب وباحث
رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: السی د الذی فی زمن کل هذا

إقرأ أيضاً:

ما هو صاروخ "فاتح 110" الذي قصف به حزب الله تل أبيب؟

بيروت - صفا

أعلن حزب الله اللبناني، أنه قصف يوم الأربعاء، قاعدة "تسرفين" قرب مطار"بن غوريون" جنوب تل أبيب، مستخدما صاروخ "فاتح 110"، وهذه المرة الأولى التي يستخدم فيها حزب الله هذا النوع من الصواريخ منذ انطلاق الحرب.

وقال حزب الله في بيان: " ‏استهدف مجاهدونا قاعدة تسرفين (التي تحتوي على كليات تدريب عسكرية) بالقرب من مطار بن غوريون جنوب تل أبيب بصليةٍ من الصواريخ النوعية".

وأوضح في مشاهد نشرها مساء اليوم، أن قطر الصاروخ يبلغ 616 ملم، وطوله 8.8 م، فيما يبلغ وزنه 3450 كيلو غرام، ووزن الرأس الحربي 500 كيلو غرام، بينم ايصل مداه لـ 300 كم.

وأشار إلى أن صاروخ "فاتح 110" هو صاروخ أرض أرض نقطوي، يستخدم في قصف الأهداف الحيوية بدقة تصل إلى 10م.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن جيش الاحتلال وفق ترجمة وكالة "صفا"، عن سقوط صاروخ داخل مطار بن غوريون شرقي تل أبيب.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • هل الزواج من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الإفتاء تجيب
  • فضل الصلاة على النبي من مغرب الخميس إلى مغرب الجمعة| تعرف عليه
  • السيد القائد: الخروج يوم الغد غزوة من أهم الغزوات في سبيل الله
  • السيد القائد: وعد بلفور نموذج صارخ على تآمر الغرب وخيانة الأمة
  • قائد الثورة: الزعماء العرب الذي يتسابقون على تقديم الولاء والطاعة لترامب لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا
  • صدور حكم بشأن قاتل طفله الرضيع الذي رماه من الطابق الرابع شرقي اليمن
  • أسباب القرب من النبي صلى الله عليه وسلم.. عالم أزهري يوضح
  • ما هو صاروخ "فاتح 110" الذي قصف به حزب الله تل أبيب؟
  • وضع شطر من منفذ الطريق السيّار ميناء “جن جن- قاوس” في الخدمة قريبا
  • ظهور نادر لنرمين الفقي مع والدها الذي تعرفت عليه وهي شابة!