مفهوم "مسؤولية الحماية"، في ظلّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هو مفهوم "منافق وخطير".

هكذا تحدث الكاتب كريستوفر موت، في مقال نُشر على موقع "ريسبونسبل ستيتكرافت"، وترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أن النخب العالميّة لم تبدِ أي اهتمام بتحمّل مسؤولياتهم في سياق "مسؤولية الحماية"، وذلك على صعيد حماية المدنيين، بينما تشنّ إسرائيل حملتها العسكرية على غزة.

كما قارن ذلك مع ردّ الفعل على الحرب في أوكرانيا، حين دعا المعلّقون إلى التدخل المباشر من أجل إنقاذ "الأوكرانيين الأبرياء".

وأضاف الكاتب أنّ سمعة نظرية "مسؤولية الحماية" تلقت ضربة واختفت من التداول، أقلّه حتى أعاد إحياءها "الغزو الروسي لأوكرانيا".

كما لفت إلى أنّ بعض الصحفيين دعوا إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، وقد نوقش هذا الموضوع داخل دول حلف شمال الأطلسى "ناتو"، لكنّه ركّز على أنّه قد اُتخذ قرار في النهاية، إذ لا يمكن الإقدام على مثل هذه الخطوة، نظرًا إلى قدرات روسيا العسكرية التقليدية، وخاصة في مجال السلاح المضاد للطيران.

اقرأ أيضاً

77 منظمة قانونية تدعم قضية تتهم بايدن بعدم حماية أرواح المدنيين في غزة

وأشار الكاتب في السياق نفسه إلى امتلاك موسكو الردع النووي، مضيفًا أنّ "غالبية الأعضاء في (ناتو) قرّروا بالتالي أنّ محاولات خلق منطقة آمنة للأوكرانيين من خلال الإفادة من قوات عسكرية تابعة لـ(ناتو) تحمل معها خطرًا يجب تجنّبه".

وذلك يشير بوضوح، وفق موت، إلى أن "مسؤولية الحماية" كان الهدف منها أساسًا في إطار تحرك الدول الكبرى ضد دول صغيرة، لا تستطيع الدفاع عن نفسها".

ورأى الكاتب أنّ عدم الالتزام بالمبادئ الذاتية عندما تتسبب "دولة حليفة مثل (إسرائيل) بأزمة إنسانية"، هو المسمار الأخير في نعش مفهوم "مسؤولية الحماية"، والتي وصفها بالفكرة الفاشلة.

كما أعرب عن أمله بأن يحمل ذلك معه تطورًأ إيجابيًا يتمثل بالتخلص الكامل من هذا المفهوم.

وأوضح أنّ "الحرب الجاريّة في غزة هي وفقًا للمعايير كافة التي يتحدث عنها المروّجون للتدخلات الإنسانية، تنسجم تمامًا مع مسؤولية الحماية".

اقرأ أيضاً

البنتاجون: إسرائيل ملزمة بحماية المدنيين في غزة لضرورة استراتيجية

ولفت إلى أنّ ما تقوله بعض الأطراف الإسرائيلية يُفيد بأنّ هناك شكلًا من أشكال تشريد السكان، وهذا يُنظر فيه على الأقل.

وتابع: "إنّ الاكتظاظ السكاني في غزة يعني أنّ المدنيين يتحمّلون العبء الأكبر من العنف"، مردفا: "كما أن نقص الأدوية والطعام يفاقم كل هذه المشكلات".

وأمام ذلك، ووفق الكاتب، فإ، حرب غزة الحالية، تشكل بكل المعايير التي يستشهد بها عادةً أنصار التدخل الإنساني، حالة مثالية لتفعيل مبدأ "مسؤولية الحماية"، لكن ذلك لم يحدث.

وبعيدًا عن مراكز تنافس القوى العظمى، ووفق المقال، يبدو أن "مسؤولية الحماية" آخذة في الانخفاض، حيث يتم تجاهل أزمات مثل ميانمار والسودان باستمرار من قبل الدول المتوقع أن تتدخل، على الأرجح بسبب الخوف من الانجرار إلى سوريا أو عراق آخر، وإعطاء المزيد من الدعم.

ولفت موت إلى أنّ سامانثا باور المنظرة الأساسية لهذه الدفعة نحو التدخل الإنساني، والتي تعدّ أهم منظّري "مسؤولية الحماية"، ترأس حاليًا الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إدارة الرئيس جو بايدن، ولكنها آثرت "الصمت المريب" تجاه ما يحدث في غزة.

اقرأ أيضاً

عقب زيارة بوتين.. بيان سعودي روسي مشترك يطالب بوقف حرب غزة وحماية المدنيين

وأضاف أن باور مؤلفة الكتاب المؤثر "مشكلة من الجحيم: أمريكا في عصر الإبادة الجماعية"، لم تنطق بكلمة عما يدور في في غزة، وهي التي عادة ما تشدّد على ضرورة التدخل الأمريكي عندما يلحق أضرارًا كبيرة بالسكان المدنيين في الحروب.

وتابع موت: "إنها ملاحظة مبتذلة أن نشير إلى أن القوى العظمى لديها معايير أخلاقية مختلفة لحلفائها وأعدائها، ولكن المسؤولية عن الحماية هي عقيدة في السياسة الخارجية تعتمد بالكامل على ادعاءات أخلاقية.".

وزاد: "إن عدم القدرة على الارتقاء إلى مستوى مبادئها الخاصة عندما تندلع أزمة إنسانية من قبل دولة حليفة مثل إسرائيل هو المسمار الأخير في نعش فكرة فاشلة تمامًا".

واختتم المقال بالقول: "لا يسعنا إلا أن نأمل أن يكون الجانب المشرق في هذه اللحظة الصعبة من التاريخ هو ألا نسمع أبدًا عن مسؤولية الحماية مرة أخرى".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأربعاء نحو 25 ألفا و700 شهيد و63 ألفا و740 مصابا معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

مع تصاعد عملياتها العسكرية.. ضغوط دولية على إسرائيل لحماية مدنيي غزة

المصدر | ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مسؤولية الحماية إسرائيل ناتو أوكرانيا أمريكا الحرب في غزة حرب غزة اقرأ أیضا فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

تفاصيل مطالب إسرائيل في المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار مع حماس

قالت وسائل إعلام عبرية، اليوم الإثنين، إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يخطط لعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) غداً الثلاثاء لمناقشة مطالب إسرائيل في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حركة حماس.

 وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” تتمثل هذه المطالب في نفي قادة حماس إلى خارج قطاع غزة، تفكيك "كتائب القسام"، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، وتعتبر إسرائيل أن الحرب تنتهي في حال وافقت حماس على هذه المطالب.

وأوضحت الصحيفة المفاوضات حول المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تبدأ الاثنين الماضي بعد إتمام المرحلة الأولى، ستنطلق بعد جلسة الكابينت غداً.

وفد إسرائيلي في الدوحة

 ووفقا لوسائل الإعلام فإن الوفد الإسرائيلي في الدوحة مفوّض بمناقشة إتمام المرحلة الأولى من الصفقة فقط، ويضم الوفد رئيس هيئة شؤون الأسرى غال هيرش، ونائب رئيس "الشاباك" المنتهية ولايته، بهدف متابعة الصفقة ومعالجة قضايا فنية مثل إطلاق سراح ثلاثة أسرى في الدفعة السادسة.

وقالت وسائل الإعلام العبرية إن نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، توصلوا إلى مجموعة من المبادئ الأساسية بشأن المرحلة الثانية، تشمل المطالب المشار إليها، وفي حال رفضتها حماس، ستسعى إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى لتحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى.

وبحسب وسائل الإعلام العبرية فإن إسرائيل تدرس اتخاذ إجراءات ردا على حالة الأسرى الثلاثة التي أفرجت عنهم حماس مؤخرا، مثل تجميد إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

 وبالرغم من ذلك، يؤكد المسؤولون أن نتنياهو لن يُفجّر الصفقة، بل سيتحمل الصعوبات في المرحلة الأولى، بهدف ضمان إتمامها، مع تأكيد أن الحرب ليست هدفاً، بل وسيلة لاستعادة الأسرى، سواء عبر الصفقة أو العودة لأساليب أخرى.

اليوم التالي

وأشارت وسائل إعلام مختلفة إلى أن المرحلة الثانية من الصفقة، التي تتضمن انتهاء الحرب، تعد بمثابة "اليوم التالي" في قطاع غزة، وقد ترفض إسرائيل مطالب حماس، التي تشمل إنهاء الحرب وسحب الاحتلال من غزة وإعادة الإعمار. 

وبحسب التقارير فانه في حال عدم موافقة حماس على تمديد المرحلة الأولى، يمكن أن تواجه إسرائيل تساؤلات بشأن استئناف الحرب، في وقت لا يزال 65 محتجزاً في أيدي حماس.

من جانبه، هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وحزبه "الصهيونية الدينية" باتخاذ خطوات سياسية قد تشمل العودة إلى الحرب إذا تم قبول مطالب حماس.

واعتبر سموتريتش أن هذه المطالب تشكل سابقة خطيرة قد تؤدي إلى مزيد من التنازلات، مثل مطالب بإخلاء مستوطنات الضفة الغربية مقابل إطلاق سراح الأسرى.

 وأضاف أنه لا يمكن السماح بتجاوز "الخطوط الحمراء" في صفقة تبادل الأسرى، مشيراً إلى معارضته للصفقة في بعض جوانبها، بما في ذلك الانسحاب الجزئي من غزة، وأكد أن حكومته لن تستسلم لهذه المطالب.

مقالات مشابهة

  • لافروف: تهديدات من إسرائيل وأمريكا باستئناف الحرب.. ونسعى لمنع ذلك
  • روبيو يلمح لاستئناف إسرائيل الحرب على غزة
  • كشفت سر تمردها.. صابرين تكشف عن سر تألقها في الفترة الأخيرة
  • إسرائيل تهدد مجددا بعودة الحرب في غزة
  • أمر ستفعله إسرائيل في لبنان قد يُشعل الحرب مجددًا... تقرير يتحدث
  • تسليح المدنيين في السودان : فوضى الحرب تغذي انتشار السلاح وتعمق الانقسام
  • بعد حديثها عن النفاق والخيانة.. منة فضالي تثير الجدل بين الجمهور
  • بتر أطراف طفلة فلسطينية بسبب حصار إسرائيل لغزة / شاهد
  • النفاق الأمريكي
  • تفاصيل مطالب إسرائيل في المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار مع حماس