سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على التلاسن الحاد بين إسرائيل وقطر مؤخرا، مؤكدة أن تفاقمه يهدد بتقويض المحادثات الهشة التي تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.

وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمه الخليج الجديد، أن قطر، التي تعد واحدة من الوسطاء الرئيسيين في الشرق الأوسط الساعين للتوصل إلى إنهاء القتال في غزة، نددت بتصريحات منسوب لرئيس الوزراء الإسرائيلي وردت بتسجيل مسرب وصف فيه دور الإمارة الخليجية كوسيط في النزاع الحالي في غزة "إشكالي"

وفي التسجيل، الذي بثته أخبار القناة 12 الإسرائيلية، شكك نتنياهو خلال اجتماعه في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عائلات الأسري الإسرائيليين في غزة، بدور قطر وجهودها في قطر.

وقال نتنياهو للعائلات: "لا تنتظروا مني أن أشكر قطر (...) التي لا تختلف في الأساس عن الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر، بل إنها أكثر إشكالية. ليس لدي أي أوهام بشأنها".

وأضاف نتنياهو: "إنهم (قطر) لديهم الوسائل للضغط (على حماس)، لماذا؟ لأنهم يمولونها"، معربا عن "غضبه الشديد" من قرار واشنطن تجديد اتفاق يبقي على الوجود العسكري الأمريكي في هذا الدولة الخليجية مدة عشر سنوات إضافية.

وردا على ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن التصريحات المنسوبة لنتنياهو غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء، ولكنها ليست مفاجئة.

وأردف "إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوّض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليون".

وأضاف "بدلا من الانشغال بعلاقة قطر الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتنياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".

وذكرت الصحيفة أن قطر تلعب دورًا مركزيًا في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين الذين تحتجزهم حركة المقاومة الفلسطينية حماس منذ هجومها على جنوب دولة الاحتلال في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.

اقرأ أيضاً

نتنياهو: وساطة قطر أكثر إشكالية من الأمم المتحدة والصليب الأحمر

وأشارت الصحيفة أن مفاوضين من قطر، إلى جانب مفاوضين من مصر، ساعدوا في التوسط في هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر/ تشرين ثان الماضي أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 أسير إسرائيلي وأجنبي مقابل إطلاق سراح 300 فلسطيني تحتجزهم إسرائيل.

والأسبوع الماضي، ساعدت قطر في التفاوض على تسليم أدوية للأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة، والذين يبلغ عددهم الآن حوالي 130 بحسب الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.

وفي الأيام الأخيرة، دفعت قطر ومصر إلى بذل جهد دبلوماسي جديد لإنهاء الحرب في غزة التي خلفت 25 ألفا و700 شهيد و63 ألفا و740 مصابا معظمهم أطفال ونساء.

وفي محاولة لدفع المحادثات قدما أرسل البيت الأبيض مبعوثه الخاص للشرق الأوسط بريت ماكجورك إلى الدوحة والقاهرة هذا الأسبوع، ويبدو أن هذه الجهود معرضة للخطر بسبب الحرب الكلامية بشأن التسجيل المسرب المنسوب لنتنياهو.

لكن الصحيفة نقلت عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله إن التلاسن الحالي بين قطر ونتنياهو لم يكن له حتى الآن أي تأثير على جهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة.

وردا على الانتقادات القطرية، اتهم وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، والخميس، قطر بأنها "مسؤولة" عن الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين أول والمعروف باسم هجوم الأقصى.

وقال الوزير الذي يترأس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف عبر منصة إكس إن "قطر دولة تدعم الإرهاب وتموله"

وأضاف أن الإمارة "عرّابة حماس ومسؤولة إلى حد بعيد عن المجازر التي ارتكبتها حماس بحق مواطنين إسرائيليين"، معقبا "ثمة أمر واضح: قطر لن تشارك بأي شكل من الأشكال في ما سيجري في غزة بعد الحرب".

وعلى الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين قطر وإسرائيل، إلا أن البلدين عملا معًا لسنوات لضخ مليارات الدولارات إلى قطاع غزة الذي تقوده حماس.

وسهلت إسرائيل التدفق المنتظم للأموال القطرية -أحيانًا في حقائب مملوءة بالنقود- إلى غزة، حيث تم استخدامها لدفع الرواتب الحكومية، ودعم الأسر في غزة، وبناء مباني جديدة.

وبحسب الصحيفة فإن هذا التعاون كان مثيراً للجدل إلى حد كبير، حيث زعم النقاد في إسرائيل أن نتنياهو قام بتمكين حماس من خلال السماح للأموال القطرية بالتدفق إلى غزة.

والخميس، قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية: “لا أحد بريء.. ومن الواضح للجميع أن بعض الأموال وصلت أيضا إلى حماس”.

اقرأ أيضاً

قطر تهاجم نتنياهو وتؤكد استمرار وساطتها لوقف إطلاق النار بغزة

المصدر | وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: محادثات إطلاق الأسرى حرب غزة إطلاق سراح فی غزة

إقرأ أيضاً:

لبيد: جبهات الحرب يمكنها الانتظار لكن الأسرى بغزة لا ينتظرون

قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن على الحكومة الإسرائيلية إبرام صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط أنباء عن استعداد واشنطن لتقديم مقترح صفقة جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأضاف لبيد، بعد لقاء له في البيت الأبيض مع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي، أن جبهات الحرب يمكنها الانتظار لكن الأسرى في غزة لا ينتظرون، مؤكدا أن "وقت المختطفين في أنفاق حماس ينفد، وكل ساعة تمر تقربهم من موتهم أكثر، ويجب علينا التوصل إلى صفقة لإعادتهم".

وحذّر لبيد، من حرب ضروس قد تندلع بين تل أبيب وحزب الله وتلحق ضررا بإسرائيل، ودعا إلى بذل الجهود لمنعها، مشيرا إلى أن هناك نحو 60 ألف إسرائيلي لا يقيمون في منازلهم بالشمال منذ عام تقريبا.

وقال إن حزب الله يدمر منطقة نمت وازدهرت، ويخدم إيران ويدمر لبنان وحياة مواطنيه، وفق قوله.

وأضاف "لقد أعطينا الكثير من الوقت للنشاط الدبلوماسي، ونحن قريبون من خطر حرب ضروس تهدد أجزاء كبيرة من إسرائيل، وعلى كل من يستطيع منعها أن يبذل كل جهد في سبيل ذلك".

ومن جهتها، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس، إن بلادها تعمل مع مصر وقطر لإيجاد طريقة للمضي قدما في مفاوضات تكون مقبولة من الطرفين.

وأضافت أنه ورغم الجهود المبذولة لصياغة النصوص، فالأمر في النهاية يتعلق بالإرادة السياسية.

مقترح جديد

هذا، وقد نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن دبلوماسي أجنبي مطلع على مفاوضات الأسرى بين حماس وإسرائيل أنّ تمسك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمحور فيلادلفيا في غزة كان ولا يزال السبب الرئيسي لفشل صفقة التبادل.

وقال الدبلوماسي لهآرتس إنّه لا يعتقد أن لدى نتنياهو أي أساس للتمسك بموقفه بشأن محور فيلادلفيا في هذه الأثناء. وأضافت هآرتس أن نتنياهو فقد منذ زمن ثقة الولايات المتحدة والوسطاء في ما يتعلق باستعداده للتوصل إلى صفقة تبادل.

بدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن واشنطن ستقدم مقترح وساطة هذا الأسبوع في محاولة لإنقاذ صفقة تبادل الأسرى.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تضغط على الوسطاء لإقناع حركة حماس لإبداء مرونة في المفاوضات، ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن ثمة تطورات في سياق الضغط على حماس وتقديم المقترح الأميركي.

وذكرت يديعوت أحرونوت أن تقديرات تشير إلى أن واشنطن ستمارس ضغوطا على إسرائيل لتقديم تنازلات حال قبلت حماس إبداء مرونة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تقديرات بأن احتمالات انهيار حكومة نتنياهو في حال تقديمه تنازلات تظل ضئيلة؛ وهذا يتسبب ببقاء المفاوضات في طريق مسدود.

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: خريف مظلم ينتظر الاقتصاد الألماني
  • وول ستريت جورنال: ترجيحات بأن برامج ضارة تسببت في تفجير أجهزة اتصال عناصر حزب الله
  • وول ستريت جورنال: مئات العناصر من حزب الله كانوا تسلموا أجهزة اتصال جديدة قبل التفجيرات
  • وول ستريت جورنال: أجهزة البيجر التي طالتها التفجيرات هي من شحنة جديدة تلقاها حزب الله
  • قطر تبحث مع الأمم المتحدة التطورات بغزة وجهود الوساطة لإنهاء الحرب
  • لبيد: جبهات الحرب يمكنها الانتظار لكن الأسرى بغزة لا ينتظرون
  • نتنياهو يهدد الحوثيين بعد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن على وسط إسرائيل
  • حماس: تجنيد جيش الاحتلال طالبي اللجوء الأفارقة للقتال بغزة تأكيدٌ على عمق الأزمة الأخلاقية التي يعيشها
  • عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب والقدس ومدن أخرى
  • لماذا لا تنسحب مصر وقطر من الوساطة بين إسرائيل وحماس