نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي -اليوم الخميس- قوله إن الجدل بشأن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول قطر لن تؤثر على جهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.

كما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس جو بايدن يخطط لإرسال مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA) وليام بيرنز للمساعدة في التوصل لاتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، مشيرة إلى أن بيرنز سيتوسط في اتفاق طموح لإطلاق سراح كل الرهائن ووقف طويل للأعمال العدائية.

وبحسب مسؤولين مطلعين على الأمر من المتوقع أن يسافر بيرنز إلى أوروبا لإجراء لقاءات برئيسي المخابرات الإسرائيلية والمصرية ديفيد بارنيا وعباس كامل ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، حسبما ذكر هؤلاء الأشخاص الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

ومن المتوقع أن تعتمد محادثات بيرنز في أوروبا على محادثاته الهاتفية مع نظرائه، بالإضافة إلى عمل كبير مسؤولي البيت الأبيض في الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، الذي أجرى هذا الأسبوع لقاءات ذات صلة في العاصمة القطرية الدوحة والقاهرة.

وكان الاقتراح الإسرائيلي الأخير تضمن وقفًا للقتال لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق سراح تدريجي لأكثر من 100 أسير، بدءًا من النساء والأطفال المدنيين، يليهم الرجال المدنيون والعسكريون والرجال وبقايا أولئك الذين تم أسرهم وماتوا بعد اختطافهم.

ومن شأن مثل هذا التوقف أن يسمح لإسرائيل بمواصلة القتال بعد فترة الهدوء التي ستدوم شهرين تماشيا مع تعهد نتنياهو بتحقيق "النصر الكامل" من خلال تدمير حماس. ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق. واقترح الإسرائيليون أيضًا أن يوافق كبار قادة حماس على مغادرة غزة، لكن أحد المسؤولين المطلعين على المفاوضات قال إن الفكرة لم تكن مقبولة بالنسبة لحماس وقادتها العسكريين، الذين هم على استعداد للموت شهداء في القطاع الفلسطيني.

وقال المسؤول إن حماس رفضت أيضا اقتراح إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، قائلة إن إطلاق سراح المحتجزين القادم يجب أن يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار. لكن العديد من المسؤولين قالوا إن المفاوضات بشأن هذه النقاط الرئيسية لا تزال نشطة.

وقال سمير فرج، وهو جنرال مصري سابق ومسؤول دفاعي، إن كلا من حماس وإسرائيل أبدتا استعدادا للعودة إلى طاولة المفاوضات. وأضاف "الجميع يريد السلام – الفلسطينيون وحماس والإسرائيليون. لكن الجميع يريد الفوز في المفاوضات. نحن نحاول التوصل إلى حل وسط". وقال فرج إن احتجاز حماس للرهائن يضعها "في موقف قوي للغاية. أعتقد أن نتنياهو يتعرض لضغوط، لأن الشارع في إسرائيل يريد إطلاق سراح الرهائن. وأضاف "لذلك عليه أن يفعل شيئًا، وإلا فإنه سيواجه مشكلة كبيرة، خاصة لأنه فقد الكثير من الجنود في الحرب هناك".

موقف قطر

من جهتها، نقلت شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية عن مسؤول قطري قوله، إن قطر لن تعرض محادثات إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس للخطر بسبب خلافات مع أفراد.

وأضاف المسؤول القطري أن الوساطة تتعلق بإنقاذ حياة المحتجزين الإسرائيليين وحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وليس بالسياسيين.

ويأتي ذلك بعدما تم نشر وسائل إعلام إسرائيلية لتسريبات من لقاء نتنياهو مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، وهاجم فيها الأخير قطر.

اتهام نتنياهو

وفي وقت سابق الخميس، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إن نشر تسريبات من لقاء تلك العائلات مع نتنياهو عندما هاجم قطر "يعد جريمة ويعرّض الأسرى للخطر".

واعتبرت هيئة عائلات الأسرى في بيان أن المصدر الوحيد للتسجيل والتسريب هو مكتب نتنياهو والمقربون منه، ووصفت سماح الرقابة العسكرية بنشر التسريبات بالخطير جدا.

ودعت الهيئة أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) إلى وقف "الجنون"، والتصرف بمسؤولية لإنقاذ حياة 136 إسرائيليا.

وجاء البيان ردا على تسريب نشرته القناة الـ12 الإسرائيلية لحديث نتنياهو خلال لقائه عائلات الأسرى قال فيه إن قطر أكثر إشكالية من الأمم المتحدة والصليب الأحمر، وإن لديه خيبة أمل من أن واشنطن لا تمارس المزيد من الضغوط على الدوحة.

وبحسب التسجيل المسرب، فإن نتنياهو أشار إلى أنه لم يشكر قطر علنا، لأنها يمكن أن تمارس المزيد من الضغط على حماس.

رد قطري

وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري استنكر بشدة التصريحات المنسوبة لنتنياهو، ووصفها بأنها "غير مسؤولة ومعرقلة لجهود إنقاذ الأرواح، لكنها غير مفاجئة".

وقال الأنصاري في بيان إنه إذا تبين أن التصريحات صحيحة فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل جهود الوساطة لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح.

وأضاف أنه بدل الانشغال بعلاقة قطر الإستراتيجية مع الولايات المتحدة على نتنياهو أن ينشغل بتذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

ورد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على بيان المتحدث باسم الخارجية القطرية قائلا إن "قطر هي الراعية الرئيسية لحركة حماس"، مضيفا أن موقف الغرب تجاه قطر "منافق ومبني على المصالح".

وطالب سموتريتش الغرب بالضغط على قطر للإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، قائلا إن هناك "شيئا واحدا واضحا وهو أن قطر لن يكون لها دور في اليوم التالي بعد الحرب في غزة".

بدورها، قالت حركة حماس في بيان إن تصريحات قادة إسرائيل ضد دور قطر بالوساطة تعكس حقيقة موقف الاحتلال الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى.

وأكدت حماس أن قطر تقوم بدورها السياسي النشط لوقف العدوان على غزة وتحقيق إنجاز في ملف تبادل الأسرى.

وكانت قطر -إلى جانب مصر والولايات المتحدة-  قد أدّت دورا رئيسا في التوصل لهدنة مؤقتة بين "حماس" وإسرائيل في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استمرت أسبوعا، وأُطلق بموجبها سراح 240 أسيرا فلسطينيا بسجون الاحتلال، مقابل أكثر من 100 أسير من بينهم 80 محتجزا إسرائيليا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عائلات الأسرى إطلاق سراح

إقرأ أيضاً:

عائلات الأسرى تكثف ضغوطها على نتنياهو وأسير سابق يتوجه لترامب

كثفت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، ضغوطها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة للإفراج عن المحتجزين.

وقال موقع "واي نت" الإسرائيلي إن عيناف تسينغاوكر والدة أسير يدعى ماتان، دخلت قاعة محاكمة نتنياهو، وقالت إن الأخير "اختار صفقة انتقائية لأسباب سياسية"، وطلبت إرسال رسالة إلى رئيس الوزراء.

وقالت تسينغاوكر في رسالتها لنتنياهو "أخاطبك في هذه الرسالة لأنك ترفض باستمرار وبشكل ممنهج مقابلتي على انفراد، رغم الطلبات الرسمية العديدة، كما تفعل مع جميع عائلات الرهائن". وأشارت إلى أن ابنها يحمل مرضًا عصبيًا عضليًا وراثيًا قد يتفاقم خلال الأسر.

وتابعت "إذا حدث ذلك بالفعل، أو سيحدث بسبب تخليك المتعمد عن ماتان، فلن أسامحك على ذلك أبدا. أنا وأخوات ماتان قلقون من أن 542 يوما من الأسر الرهيب أدت إلى تدهور حالة ماتان إلى درجة الخوف من الإعاقة التامة".

وفي إشارة إلى إمكانية أن يشمل اتفاق لتبادل الأسرى الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، مع ترك ابنها في الأسر، أضافت "أنت تعلم أن ماتان محتجز مع مختطف حي، جندي يحمل جنسية أجنبية، ومن المتوقع أن يتم إطلاق سراحه في الصفقة التي يتم إبرامها".

إعلان

وأردفت "وفقا لمعلومات استخبارية قبل بضعة أشهر، أمضى الاثنان وقتا طويلا معا في أحد الأنفاق. إذا تمت الصفقة فسيترك ماتان بمفرده في الظلام".

وزادت "هذه الصفقة الجزئية استمرار مباشر للانتقاء الذي فرضتموه علينا باتفاق الإفراج على مراحل. إذا استمر ذلك فأنتم تحكمون على ابني ماتان بالإعدام".

وأضافت "أطالبكم إذا أُطلق سراح ذلك الجندي فيجب إطلاق سراح ماتان أيضًا. لن يُترك ابني ليموت وحيدًا في نفق لأنكم اخترتم صفقة انتقائية لأسباب سياسية".

مناشدة لترامب

في السياق نفسه، طالب الإسرائيلي ياردن بيباس الذي كان أسيرا لدى حماس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب وإنقاذ الأسرى المتبقّين.

وقال بيباس في أول مقابلة له منذ الإفراج عنه في فبراير/شباط في إطار هدنة انهارت قبل أسبوعين، إن استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة لن يساعد على تحرير المحتجزين.

وتوجّه إلى الرئيس الأميركي في مقابلة عبر برنامج "60 دقيقة" لقناة "سي بي إس نيوز" قائلا "أرجوك أن توقف هذه الحرب وتساعد في إعادة كل الأسرى".

وردّا على سؤال عما إذا كان استئناف العمليات العسكرية من شأنه أن يدفع حماس إلى الإفراج عن أسرى، قال بيباس "لا".

واستأنفت إسرائيل قصفها العنيف لغزة في 18 مارس/آذار قبل أن تشنّ عملية عسكرية، لتخرق بذلك هدنة استمرّت شهرين في قرار اعتبر نتنياهو أنه أثبت فعاليّته في التأثير على مفاوضي حركة حماس.

وأخبر بيباس "سي بي إس نيوز" أن القصف الإسرائيلي على غزة "كان مرعبا، فأنت لا تعلم متى يبدأ وعندما يبدأ تخشى على حياتك".

وما زال 58 من المحتجزين الـ251 الذين أسرتهم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 محتجزين في غزة، من بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وتمّ في إطار الهدنة تسليم 33 رهينة بما في ذلك 8 جثث، في مقابل الإفراج عن نحو 1800 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

إعلان

ومطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.

وفي حين التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام إسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • صحيفة (يسرائيل هيوم) تكشف الفجوة بين إسرائيل و(حماس) في المفاوضات
  • إسرائيل تقترح هدنة 50 يومًا مقابل إطلاق نصف الأسرى المحتجزين لدى حماس
  • عائلات الأسرى تكثف ضغوطها على نتنياهو وأسير سابق يتوجه لترامب
  • يسرائيل هيوم: هذه هي الفجوة بين إسرائيل وحماس في المفاوضات
  • حماس توافق على مقترح مصري جديد لإطلاق سراح رهائن
  • مصدر سياسي: إسرائيل مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة شريطة موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة ويتكوف
  • نتنياهو: نعمل على تنفيذ الخطة الأمريكية لتسهيل تهجير الفلسطينيين
  • إطلاق سراح أمريكية محتجزة في أفغانستان عبر وساطة قطرية
  • مصدر لـCNN: حماس وافقت على مقترح مصري لوقف إطلاق النار.. وإسرائيل ترد بآخر
  • مقابل هدنة في عيد الفطر..حماس مستعدة لصفقة جديدة لإطلاق سراح المحتجزين