رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: المكتبات العامة قادرة على العبور بالدول إلى المستقبل
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
ناقش خبراء ومتخصصون في إدارة المكتبات أهمية المكتبات كونها منشآت معرفية تعدّ من أهم المعالم التي تشير بوضوح إلى مستويات التقدّم الحضاري والثقافي للشعوب حول العالم، فهي مستودعات الفكر، والمعرفة، والوعاء الضامن والحاضن لتراث الأمم وتاريخها.
جاء خلال ندوة المكتبات العامة.. القوة الكامنة للعبور إلى المستقبل التي نظمها مركز أبو ظبي للغة العربية في جناحه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب وشارك فيها الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية و الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية ويحي رياض مدير مكتبة القاهرة وأدارها جمعة الظاهري مدير ادارة الكتاب مركز ابو ظبي للغة العربية
من جانبه أعرب الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية عن سعادته بالتواجد في مصر بلد الحضارة والتاريخ وفي معرض القاهرة الدولي للكتاب، هذا الحدث المهمّ الذي استطاع وعلى امتداد أكثر من خمسة عقود أن يحتفي بالكتاب والمعرفة، وأن يزوّد جمهوره بكل ما يلزم من أجل أن يبقى على اطلاع وحكمة.
وشدد بن تميم علي أن المكتبات العامة قادرة على صناعة المستقبل المعرفي والثقافي والعبور بالدول إلى الأمام بشرط مواكبة التطورات التكنولوجية والتحول الرقمي لدعم المجتمعات التي تتواجد بها فلكل مكتبة عامة رسالة تتخطى عرض وحفظ الكتب، بل هي الشاهد على العصور والمؤهل للمفكرين والأدباء والمثقفين
وأشاد بالجهود التي بذلتها الدولة المصرية في إعادة ترميم مكتبة الإسكندرية مما ساهم في إبقاء وهجها الإنساني والحضاري متّقداً، ورسّخ مكانتها بشكل أكبر في نفوس جميع أبناء المجتمع المصري والعربي والعالمي على حدّ سواء.
وقال إن مكتبة الإسكندرية ليست إرثاً خاصاً لمصر أو المنطقة العربية وحسب، بل هي شعاعُ معرفة للإنسانية جمعاء حريٌّ بنا أن نعتزّ به ونقدّره، ونجلُّ ما قدمه ويقدمه للأجيال المتلاحقة فهذه المكتبة التي تحتضن نحو 2 مليون و 153 ألف كتاب بمختلف لغات العالم، ومكتبات متخصصة، ومتاحف، ومراكز بحثية متخصصة، ومعارض ومراكز فنية ومسرح وسينما وغيرها الكثير من الخيارات الثقافية والحضارية.
وتابع: مركز أبو ظبي للغة العربية أطلق منصة "مِداد" للخدمات المكتبية، وهي منصة رقمية متكاملة لدعم احتياجات ومتطلّبات مكتبات المستقبل بهدف تقديم أفضل تجربة للمستفيدين من النظام عبر إتاحة مجموعة من الخدمات ذات الصلة بالمكتبات والبحوث الرقمية، كما قمنا بإطلاق مبادرة "خزانة الكتب" التي حرصنا على أن تكون فعّالية ثقافية سنوية تُقام في مختلف مراكز التسوّق والمواقع الأخرى بهدف تعزيز ثقافة القراءة وترسيخها لتكون عادة متأصّلة بين جميع أفراد المجتمع المحلي، وأن تُصبح منصّة فاعلة تعرّف جميع فئات المجتمع بمشاريع المركز وأحدث إصداراته في مختلف المجالات الأدبية والعلمية والمعرفية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي مركز أبو ظبي للغة العربية عصر التحول الرقمي صناعة المستقبل تطوير البنية التحتية التطورات التكنولوجية أبو ظبى ظبی للغة العربیة
إقرأ أيضاً:
الدراما العربية تحت المجهر.. حين يُشوه الواقع
في السنوات الأخيرة، تصاعدت موجة نقد واسعة تجاه المحتوى الدرامي المعروض في العالم العربي، وكان لقنوات كبرى مثل MBC النصيب الأوفر من هذا النقد باعتبارها الأكثر انتشارا وتأثيرا.
لكن الحقيقة أن الانتقادات لم تقتصر على MBC وحدها، بل طالت أيضا الدراما المصرية والخليجية، التي باتت في مجملها تدور في فلك واحد إثارة بلا مضمون، صراع بلا قيمة وانفصال تام عن نبض المجتمع الحقيقي.
دراما لا تعكس الواقع.. .بل تشوهه
ما يعرض على الشاشات لم يعد يمثل مجتمعاتنا، بل يشوهها.
في الدراما المصرية الأسر مفككة، الخيانة قاعدة القيم غائبة، والشارع بلا ضوابط
في الدراما الخليجية شخصيات إما غارقة في الثراء والتناقض، أو تعيش نمطا حياتيا مستوردا لا يمت بصلة لواقع الشعوب الخليجية المحافظة.
وفي إنتاجات MBC عموما يتكرر نفس القالب.. .دراما تحاكي الشكل الغربي. لكن دون روحه، ولا تقدم أي طرح يعكس الهوية أو يعبر عن القضايا.
النتيجة مجتمعات تشاهد نفسها على الشاشة ولا تعرفها.
تغييب الطبقة المتوسطة.. .وتكريس صورة منحرفة للمجتمع
رغم أن الطبقة المتوسطة تمثل عماد المجتمع العربي، إلا أنها غائبة تماما عن المشهد الدرامي:
لا ترى معلما يكافح.
لا طبيبا يواجه التحديات.
لا أسرة بسيطة تتمسك بالقيم رغم الضغوط.
بل تقحم في عوالم الشذوذ والانفلات والانهيار، في رسالة ضمنية خطيرة تقول: " هكذا أصبحنا"، في حين أن الواقع، وإن لم يكن مثاليا، ليس بهذا القبح والخراب.
القضايا القومية.. .الغائب الأعظمفي الوقت الذي تتعرض فيه غزة لمجازر يومية، لم نر عملا دراميا واحدًا يُجسد ما يحدث. لا مسلسل لا مشهد، ولا حتى حوار جانبي. القضية الفلسطينية، التي كانت يوما ما حاضرة في وجدان الأمة، أصبحت مغيبة عمدًا، كأنما هناك تعليمات واضحة بعدم التطرق لها.
ليس هذا فحسب، بل غابت أيضا أي قضايا قومية أو عربية من على الشاشة، ليحل محلها
التفاهة.
الإسفاف.
الانفصال عن الواقع العربي العام.
غياب الدراما الدينية.. .وتفريغ الساحة من القيمرمضان كان في السابق موسمًا للدراما الدينية التي تعلم وتربي وتقدم قدوة. أما اليوم، فقد اختفت تماما، وكأن هناك قرارًا غير معلن بإبعادها، وترك الساحة لمضامين خالية من الروح أو المعنى.
غياب هذه الدراما لا يفرغ الشاشة فقط بل يفرغ وجدان الأجيال.
الإخوان.. .الرسالة غير المباشرة والأخطروسط هذا الانهيار الأخلاقي المصطنع الذي تقدمه المسلسلات، يظهر الخطر الأكبر ترسيخ قناعة في اللاوعي الشعبي بأن الانحراف هو نتيجة غياب الجماعات الإسلامية المتشددة عن الساحة.
وهذا يعيدنا إلى التاريخ.. ..
درس من عام 1928.. .متى ظهر الإخوان ولماذا؟بعد سقوط الخلافة الإسلامية بأربع سنوات فقط، ظهرت جماعة الإخوان في الإسماعيلية، تحت ستار محاربة الفساد الأخلاقي"، و"التصدي للشيوعية".
لكن الحقيقة كانت مختلفة
ظهرت الجماعة تحت رعاية الاحتلال الإنجليزي.
كانت أداة سياسية لمنع عودة الخلافة التي كانت تهدد الغرب.
واستخدمت لضرب الأحزاب الوطنية التي كانت تزعج الاستعمار.
ما حدث وقتها هو استخدام خطاب أخلاقي " لاستدعاء تنظيم وظيفي"، يخدم أجندات معادية.
واليوم، حين تظهر الدراما أن المجتمع فاسد أخلاقيا بلا أي مواجهة أو نماذج إصلاحية، فإنها ربما دون وعي - تمهد نفسيا لعودة هذا الخطاب، أو أحد فروعه.
أين دراما الإنجاز؟ أين دراما الدولة؟
في وقت تشهد فيه مصر إنجازات ضخمة من مشروعات قومية إلى تطوير بنية تحتية ونجاحات دبلوماسية
لا تجد هذه الإنجازات طريقها إلى الدراما، ولا حتى على شكل قصص إنسانية واقعية.
زمن عبد الناصر كان الإعلام يجند الفن لخدمة الدولة.
اليوم، تبدو الدولة بلا أدوات ثقافية توازي نجاحاتها، في ظل غياب التوجيه الإعلامي، أو ربما
حين تغيب القيم، وتهمش القضايا، وتشوه صورة المجتمع، وتغيب القدوة، فإننا لا نصنع فنا.. .. بل نصنع بيئة خصبة للتطرف
انا اتذكر مشاهدة فيلم للفنانة المصرية شادية بتمثل دور صحفية ويدور الفيلم حول انجاز بناء المساكن الشعبيه في عهد ناصر هل شاهدنا أي فيلم او مسلسل عن المشاعر الإنسانية لهذا المجتمع الجديد الذي انتشلته الدوله من العشوائيات لتكوين مجتمع جديد متحضر وكيفيه استمرار النهوض به في النهاية.
لسنا ضد الفن، بل ضد الفن الذي يستغل لتدمير الوعي.
لسنا ضد الترفيه، بل ضد أن يصبح الترفيه ستارا لتغييب العقل.
ولسنا ضد الاختلاف، بل ضد أن يتحول إلى بوابة لتمرير الفتنة تحت ستار "الواقعية".
في خضم هذا الجدل المؤسف أن بعض الإعلاميين الذين يفترض أنهم أصحاب خبرة وصوت مسؤول، سقطوا في فخ الانفعالات الغير محسوبة سواء بالقاء الاتهامات الباطلة والدفاع الأعمى.
وقد تابعنا كيف خرج أحد الإعلاميين المحسوبين على MBC مصر، بنبرة لا يمكن وصفها إلا بأنها صبت البنزين على النار، حين قال إن القناة يمكنها أن تفعل وتسوي"
هذا ليس دفاعا عن مؤسسة، بل هو إشعال للفتنة بدلا من إطفائها.
وهو أسلوب لا يليق باعلامي عربي يفترض أنه يدير حوارًا عقلانيا في لحظة توتر
فقد وضع القناة في موضع الاتهام رغم ان المسلسلات مصرية والممثلين مصريين وجميع عناصر العمل مصرية هم الاجدر ان يعاتبوا أو حتى توجه اليهم الاتهامات باعتبارهم فنانين دراما عليهم مسؤوليات و رسالة تجاه المجتمع والوطن؟
تذكر هؤلاء بأن الإعلام ليس ساحة تصفية حسابات، ولا مساحة للتهديد والوعيد، بل هو أداة بناء، ولغة تهدئة، وجسر تواصل بين الشعوب والدول.
فن الدراما.. .رسالة ضائعة تحتاج إلى استعادة
الدراما ليست مجرد وسيلة ترفيه عابرة هي أداة لصناعة الوعي، وبناء الانتماء، ونقل القيم. منذ نشأتها، كانت رسالة فن الدراما أن تعبر عن الإنسان، تحاكي صراعه، وترشد المجتمع نحو الأفضل.
لكن حين تتحول إلى أداة للكسب السريع و تشويه الواقع، وتكريس الانحراف، وتغييب القيم فإنها لم تعد دراما ولا يصح ان يوصف ما يقدم انه ابداع.. .بل أصبحت أداة هدم ناعمة.
ما نشهده اليوم من إنتاجات، بدل أن يعالج مشكلات المجتمع يرسخها. وبدل أن يقدم قدوة يصدر الانحراف كنموذج. وبدل أن يوحد الشعوب حول قضاياها، يغيبها في صراعات وهمية. والأخطر من ذلك أن الموضوع لم يتوقف عند تشويه الواقع فقط، بل تعداه إلى محاولات خبيثة لافتعال وقيعة بين بلدين أشقاء
فما وجه من انتقادات لاذعة واتهامات مغرضة لـ MBC مصر، لم يكن فقط انتقادًا لمحتوى، بل محاولة لزرع الفتنة والتشكيك في نوايا السعودية تجاه مصر والإيحاء بأن هناك رغبة في "إفساد المجتمع المصري"، وهو على خلاف الحقيقة تماما.
العدو يتربص بنا ولا يترك شاردة أو واردة إلا ما يحاول استغلالها لإثارة الفتنة بين الدول العربية وإذا لم ننتبه لذلك، فإننا نكون قد تركنا له الساحة ليعيد إنتاج نفس سيناريوهات التفكك، ولكن هذه المرة بأدوات ثقافية ناعمة.
اقرأ أيضاًالرئيس والدراما
«عمرو الليثي»: رؤية الرئيس السيسي استراتيجية واضحة للنهوض بالدراما