مكتبة الإسكندرية: عصر الرقمنة فرض تغييرات في دور ورسالة المكتبات العامة
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
أكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، على أهمية الدور الذي تلعبه المكتبات العامة في بناء الأمم، حتى في عصر الرقمنة، وقال إن دور المكتبة لم ولن يختفي ولكنه تغير، في وقت نعيش فيه بعالم سريع التغيير، حتى أصبحنا في انتظار ما يمكن أن نسميه بالعمران البشري الجديد المرقمن... وقال إن هذا العصر يفرض أشكالا جديدة مختلف للمدرسة والجامعة، وأيضا المكتبة.
جاء ذلك خلال كلمته في ندوة بعنوان «المكتبات العامة» القوة الكامنة للعبور إلى المستقبل» والذي جرى تنظيمه صباح اليوم في جناح مركز أبو ظبي للغة العربية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات بالقاهرة.
وأضاف الدكتور أحمد زايد، أن المكتبات مؤسسات قامت عليها الحضارات القديمة، منذ أيام أرسطو، وفي مكتبة الإسكندرية التي ورثت الحضارة اليونانية، وفي التراث العربي كانت «الوراقة» حرفة أساسية، وكانت الكتب تنسخ وتحفظ بشروحات مختلفة، واستمرت الرسالة مع ظهور الجامعات بمفهومها الحديث، وأن المكتبة بهذا أصبحت تراثا يجب أن نحافظ عليه، مشيرا إلى دور المكتبة الأساسي في صنع المثقفين وتربية النشء على عادة القراءة، بجذبهم بوسائل جديدة مبتكرة بالصور والأفلام القصيرة، مع أهمية إتاحة الفرصة لذوي الهمم، وتوظيف الإنترنت في توصيل الكتاب إلى المنازل.
ومن جانبه أثنى الدكتور علي بن تميم على دور مكتبة الإسكندرية في مواكبة العصر، حيث لمس أثناء زيارتها قبل أيام، كيف طورت من أدواتها، لجذب الباحثين والجمهور والقراء، رغم أن التكنولوجيا وضعت الجميع في مأزق حول دور ورسالة المكتبات في العصر الرقمى.
وقال بن تميم، إن مصر سوف تحيل ضيف شرف معرض أبو ظبي للكتاب في دورته المرتقبة مايو المقبل، كما سيكون نجيب محفوظ هو الشخصية الرئيسية التي ستدور حولها ندواته.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية عصر الرقمنة التراث الحضاري مکتبة الإسکندریة
إقرأ أيضاً:
تغييرات في رئاسة ثلاث مؤسسات دستورية بالمغرب.. منها رسالة لتونس
شهدت ثلاث مؤسسات دستورية مغربية، اليوم الإثنين، تغييرات في رئاساتها، في عملية وصفت بـ"التدوير"، حيث تبادلت الشخصيات المناصب بين المؤسسات، مع غياب ملحوظ لمحمد البشير الراشدي، الرئيس السابق للهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، والذي كان محط انتقادات حادة من الحكومة بعد تقريره الأخير حول كلفة الفساد.
وفي هذه التعيينات الجديدة، تم تعيين محمد بنعليلو، الذي كان يشغل منصب رئيس مؤسسة وسيط المملكة، رئيسًا للهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها. أما منصب رئيس مؤسسة وسيط المملكة، فقد آل إلى حسن طارق، الذي كان سفيرًا للمغرب في تونس. كما عُين عبد القادر اعمارة، الوزير السابق عن حزب العدالة والتنمية، رئيسًا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، خلفًا لأحمد رضا الشامي، الذي تم تعيينه سفيرًا للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي في أكتوبر الماضي.
إقصاء الراشدي بعد تقرير صادم
غياب محمد البشير الراشدي عن هذه التعيينات جاء بعد سلسلة من الهجمات الحكومية التي طالته على خلفية تقريره السنوي الأخير، الذي قدر كلفة الفساد في المغرب بنحو 50 مليار درهم سنويًا، موجهًا انتقادات للحكومة لتقاعسها في مكافحة الفساد. وتضمن التقرير اتهامات مباشرة للسلطات بتعطيل الجهود الرامية إلى الحد من الظاهرة.
ردود فعل غاضبة من الحكومة
واجه الراشدي انتقادات لاذعة من وزراء الحكومة، حيث وصف مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، التقرير بأنه يفتقر إلى الأساس القانوني، ودعاه إلى اللجوء إلى القضاء بدلاً من توجيه الاتهامات. من جهته، شن عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، هجومًا حادًا على الراشدي، معتبرًا أنه يحاول الظهور بمظهر "النقي الوحيد" في المغرب.
لم تقتصر الانتقادات على التصريحات الإعلامية، بل انسحب فريق حزب التجمع الوطني للأحرار من جلسة في مجلس المستشارين كانت مخصصة لمناقشة التقرير، تعبيرًا عن رفضه لما جاء فيه.
إجراءات انتقامية ضد الراشدي؟
بعد صدور التقرير، تعرضت الهيئة الوطنية للنزاهة لتخفيض في ميزانيتها، كما خضع الراشدي لمراجعة ضريبية أثارت جدلاً واسعًا. ووصف رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران هذه الخطوة بأنها "انتقام سياسي".
مواقف حقوقية ودولية
في المقابل، أبدت منظمات حقوقية محلية ودولية استنكارها لما اعتبرته استهدافًا لمؤسسة دستورية ورئيسها. واعتبرت هذه المنظمات أن التضييق على الراشدي يندرج في إطار تكميم الأفواه وتقويض جهود مكافحة الفساد.
مع هذه التغييرات في قيادة المؤسسات الدستورية، تتجه الأنظار إلى مدى التزام الحكومة بمكافحة الفساد وتطبيق توصيات الهيئات الرقابية. وبينما يظل الراشدي خارج المشهد الرسمي، تبقى تداعيات تقريره الأخير حاضرة في النقاش العام حول الشفافية والمساءلة في المغرب.
رسالة إلى تونس
للإشارة فإن حسن طارق، الذي تم تكليفه اليوم بمنصب رئيس مؤسسة وسيط المملكة، كان قد شغل مهمة سفير لدى تونس، وقد تم استدعاؤه للتشاور صيف العام 2022 بعد استقبال الرئاسة التونسية زعيم "جبهة البوليساريو" إبراهيم غالي، لحضور قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا.