صرح مساعد وزيرالخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية والأوراسية جيمس أوبراين بأن واشنطن لا تستطيع دفع نفقات السلطات الأوكرانية بشكل مستمر ويتعين على كييف أن تبدأ بدفع نفقاتها بنفسها.

وأشار أوبراين إلى أن نمو الاقتصاد الأوكراني في عام 2023 بلغ نحو 5%، وأنه من المتوقع أن يبلغ أرقاما مماثلة هذا العام.
وقال أوبراين، متحدثا من واشنطن في صندوق مارشال الألماني (المعترف به كمنظمة غير مرغوب فيها في روسيا): "عندما نتحدث عن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا - ما يقرب من 8 إلى 10 مليارات دولار، وهي جزء من المساعدات، فهذا استثمار - وسوف تتمكن أوكرانيا (بمساعدة هذه الأموال) من البدء بسرعة في دفع نفقاتها بنفسها.

.لا يمكننا أن نرى هذا كبرنامج لا نهاية له من المدفوعات".

إقرأ المزيد بايدن: مسألة تقديم المزيد من المساعدة لأوكرانيا تقع على عاتق الأقلية في الكونغرس

وأكد أوبراين على ضرورة إجراء إصلاحات في أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن هذه الإصلاحات ستسمح لأوكرانيا بإجراء تحول كبير.

وتابع أوبراين: "نحن حريصون جدا على ضمان إنفاق جميع المساعدات الأمريكية بكفاءة ونزاهة وبشكل مباشر حيث يجب أن تذهب..لدينا برنامج قوي للغاية يتضمن مراقبة مستمرة من قبل العديد من المفتشين العامين لكيفية إنفاق أموالنا".

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، قد صرح في وقت سابق، بأن واشنطن لم يعد لديها أموال كافية لمواصلة دعم أوكرانيا، وأن المساعدات الجديدة تتطلب موافقة الكونغرس.
وأضاف كيربي خلال مؤتمر صحفي: "وقع الرئيس على الحزمة الأخيرة التي كان لدينا تمويل لها، وكان هذا كل شيء.. نحن بحاجة لموافقة الكونغرس على رصد أموال إضافية لدعم أوكرانيا".

وصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحفي قبل سفره إلى كارولينا الشمالية الأسبوع الماضي بأن تقديم المزيد من المساعدات الأمريكية لصالح أوكرانيا يتوقف على أقلية ضئيلة في الكونغرس.

المصدر: تاس+RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكونغرس الأمريكي جو بايدن كييف واشنطن

إقرأ أيضاً:

كيف يعاني العالم من تجميد المساعدات الأمريكية في عهد ترامب؟

في السودان، الذي يعاني من المجاعة، أغلقت مطابخ الحساء التي كانت تقدم الطعام لمئات الآلاف من المدنيين المحاصرين وسط الحرب. وفي تايلاند، طُرد اللاجئون الفارّون من الحروب، والمصابون بأمراض تهدد حياتهم، من المستشفيات ونُقلوا على نقالات بدائية. وفي أوكرانيا، قد يضطر سكان المناطق الأمامية في الحرب مع روسيا إلى مواجهة الشتاء القارس دون حطب للتدفئة.

بدأت بعض أكثر الفئات ضعفاً في العالم تشعر بالفعل بآثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بتجميد مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية التي تُستخدم لمكافحة الجوع، وعلاج الأمراض، وتوفير المأوى للنازحين. وفي غضون أيام قليلة، أدى هذا القرار إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وأثار تساؤلات جوهرية حول مصداقية أمريكا ومكانتها على الساحة الدولية، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".

صدمة التجميد

يقول عاطف مختار، من مجموعة "غرف الاستجابة الطارئة"، وهي منظمة تطوعية محلية في العاصمة السودانية الخرطوم، واصفاً الأوضاع بعد قرار التجميد: "الجميع يشعر بالذعر".

إلا أن إدارة ترامب عادت وغيرت موقفها بشكل مفاجئ، حيث أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن "المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة" قد تستمر مؤقتاً، موضحاً أن هذا القرار يشمل فقط المساعدات الأساسية مثل الغذاء والدواء والمأوى، لكنه شدد على أن هذا الإعفاء "مؤقت بطبيعته"، مما يعني أن المساعدات الأوسع ستظل مجمدة.

لكن حتى مع هذا التعديل، فقد تم بالفعل فصل مئات المسؤولين والعاملين في توزيع المساعدات الأمريكية أو منحهم إجازات غير مدفوعة، مما أدى إلى شلل واسع في الجهود الإغاثية حول العالم.

Patients told to leave hospitals; food kitchens closed; 100s of #women working in #Afghanistan NGOs affected along with all they were supporting: fallout from Trump’s edict to freeze US aid funding is devastating including for US reputation:https://t.co/4cLvfGF6uy via @NYTimes

— Helen Clark (@HelenClarkNZ) January 31, 2025 أزمة الغذاء في السودان

في الخرطوم، حيث تدور معارك عنيفة، أُغلقت معظم مطابخ الحساء التي كانت تعتمد على التمويل الأمريكي. حتى الأسبوع الماضي، كانت الولايات المتحدة هي الممول الرئيسي لهذه المطابخ، التي كانت تقدم الطعام لنحو 816 ألف شخص.

ويقول حجووج كوكا، المتحدث باسم "غرف الاستجابة الطارئة"، إن هذه الوجبة التي تقدمها المطابخ هي "الوجبة الوحيدة التي يحصل عليها معظم الناس".

وبعد تجميد الأموال، علّقت بعض المنظمات تمويلها بالكامل، بينما توقفت أخرى عن تحويل الأموال بسبب عدم وضوح الموقف القانوني. ونتيجة لذلك، أُغلق 434 من أصل 634 مطبخاً تطوعياً في الخرطوم، مع تزايد العدد يومياً.

U.S. Halt to Foreign Aid Cripples Programs Worldwide | NYT https://t.co/MPp7wrXAIp Many of the frozen programs are aimed at alleviating disease and malnutrition, but even security programs with U.S. funding are shutting down.

AI SUMMARY:

The Trump administration’s freeze on… pic.twitter.com/CwbXD6j4Kn

— Venik (@venik44) January 29, 2025 مواجهة الموت

الآثار الكارثية لقرار ترامب لا تقتصر على السودان فقط، بل تمتد إلى مناطق أخرى، مثل تايلاند، حيث تم طرد اللاجئين المصابين بأمراض خطيرة من المستشفيات التي كانت تعتمد على التمويل الأمريكي.

ويقول ساو ناه فا، وهو مريض بالسلّ يعيش في مخيم ماي لا للاجئين على الحدود بين تايلاند وميانمار، إنه طُلب منه مغادرة المستشفى فجأة، بعدما أعطوه إمدادات دوائية تكفي لأسبوع واحد فقط، مؤكداً أنه لا يعرف كيف سيتمكن من الحصول على العلاج بعد نفادها.

وفي كمبوديا، التي كانت على وشك القضاء على مرض الملاريا بفضل المساعدات الأمريكية، يخشى المسؤولون الآن من أن يؤدي وقف التمويل إلى عودة المرض وانتشاره من جديد. كما تم تعليق برنامج بقيمة 72 مليون دولار في نيبال كان يهدف إلى تقليل معدلات سوء التغذية.


أما في جنوب إفريقيا وهايتي، فيحذر مسؤولو الصحة من أن مئات الآلاف قد يموتون إذا انسحبت الولايات المتحدة من تمويل برنامج مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، الذي كان أحد أبرز المبادرات الأمريكية الصحية.

The U.S. contributes roughly 40% of global humanitarian aid. Americans deserve transparency and accountability. As we pause and review U.S. foreign aid, @SecRubio issued a waiver for life-saving humanitarian assistance programs. https://t.co/Kwr6Bi8MES

— Department of State (@StateDept) January 29, 2025 التدخلات السياسية

لم يشمل التجميد المساعدات الصحية والغذائية فحسب، بل امتد ليشمل مشاريع أخرى، حيث قامت إدارة ترامب بحظر أي تمويل يتعلق بالإجهاض، أو قضايا النوع الاجتماعي، أو التنوع، حتى لو كانت تلك البرامج ضمن الجهود الإنسانية العامة.

وكنتيجة لذلك، أعلن "صندوق الأمم المتحدة للسكان" أن خدمات الصحة النفسية ورعاية الأمومة لملايين النساء في أفغانستان، وباكستان، وغزة، وأوكرانيا قد توقفت تماماً. وفي أفغانستان، حيث منعت حركة طالبان النساء من العمل، فقدت 1,700 امرأة وظائفهن بعد وقف تمويل المنظمة.

"The abrupt stop is not responsible. Lives are at risk.” - @S0langeBaptiste on the foreign aid freeze.

This situation threatens to reverse decades of progress in the global HIV/AIDS response.

Read the full article here: https://t.co/Y4hJzPttKO

— ITPC Global (@ITPCglobal) January 31, 2025 تداعيات سياسية وأمنية عالمية

كما لم يؤثر تجميد المساعدات على المحتاجين فقط، بل أضر أيضاً بمصالح الولايات المتحدة الجيوسياسية، حيث أوقفت واشنطن تمويل برامج كانت تساعد في جمع معلومات استخباراتية حساسة عن تنظيم القاعدة في ساحل العاج، وفقاً للصحيفة.

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، جُمدت بعض الأموال المخصصة لوكالات الأمم المتحدة التي تدعم أكثر من 4.5 مليون نازح فروا من الحرب. حتى بعد إعلان وزير الخارجية روبيو عن السماح ببعض المساعدات، استمر الارتباك في العديد من مناطق الصراع في إفريقيا، حيث يعتمد الناس على هذه المساعدات بشكل يومي.

ويقول جيريمي كونينديك، المسؤول السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، معلقاً على قرارات إدارة ترامب: "عندما يصدرون مثل هذه الأوامر الواسعة، لا يبدو أنهم يدركون التأثير الحقيقي لما يقومون بإيقافه. إنهم يسحبون الأذرع دون معرفة ما يرتبط بها".

This has major implications on a lot of NGOs & programs.

President Trump has signed an executive order to reevaluate and realign U.S. foreign aid:
—The order includes a 90-day pause on new foreign aid obligations to review their efficiency and alignment with U.S. foreign policy.… pic.twitter.com/jhj9sMGtKD

— Mwango Capital (@MwangoCapital) January 21, 2025 الديمقراطية وحقوق الإنسان

أحد أكثر التداعيات خطورة كان التراجع في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث كانت المساعدات الأمريكية تموّل منظمات توثق الانتهاكات في إيران، بما في ذلك الاعتقالات والإعدامات وانتهاكات حقوق المرأة.

الآن، مع توقف التمويل، يحذر النشطاء من أن الحكومة الإيرانية ستجد نفسها بدون أي جهة دولية تحاسبها. كما تم إغلاق بعض وسائل الإعلام التي كانت تعتمد على الدعم الأمريكي، مما أدى إلى فقدان الصحافيين وظائفهم.

JOINT STATEMENT ON GLOBAL RE-EVALUATION AND REALIGNMENT OF THE US GOVERNMENT FOREIGN AID: The Government of the United States of America (USA) on 20th January, 2025, through an executive order by His Excellency President DONALD J. TRUMP, commenced a 90-day global freeze on aid to… pic.twitter.com/A017ARJvwy

— Ministry of Finance & National Planning - Zambia (@mofnpzambia) January 31, 2025

يعتقد العديد من الخبراء أن هذا التراجع الأمريكي سيترك فراغاً ستملؤه الصين، حيث تسعى بكين لتعزيز نفوذها في إفريقيا، والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية عبر تقديم استثمارات ضخمة ومساعدات إنسانية بديلة.

ويقول جينغدونغ يوان، مدير برنامج الأمن الصيني الآسيوي في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: "هذا القرار سيمنح الصين فرصة ذهبية لكسب قلوب وعقول الدول النامية".

مقالات مشابهة

  • كيف يعاني العالم من تجميد المساعدات الأمريكية في عهد ترامب؟
  • المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة
  • بيان أوروبي: “الأونروا” هي المزود الأساسي للخدمات للاجئين الفلسطينيين ولا يمكن استبدالها
  • بيان أوروبي ثلاثي: الأونروا لا يمكن استبدالها
  • حظر تطبيق «ديب سيك» في دولة أوروبية وتحذير منه بـ«الكونغرس الأمريكي»
  • حظر ديبسيك في إيطاليا وتحذيرات من استخدامه في الكونغرس الأمريكي
  • وزير الخارجية الأمريكي: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يشارك في اجتماع كبار المسؤولين الإنسانيين حول أوكرانيا
  • نهاية لغز دام 50 عاماً.. كشف هوية قاتل مراهقة بعد الاعتداء عليها جنسياً
  • وزير الخارجية الأمريكي يُوجه بإتمام المساعدات المنقذة للحياة التي جرى الاتفاق عليها مسبقًا