كشف سبب الجفاف المدمر الذي ضرب الأمازون
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
كان التغير المناخي السبب الأول في الجفاف المدمّر الذي ضرب عام 2023 غابة الأمازون التي تشكل أحد أهم النظم البيئية في العالم لناحية تحقيق استقرار المناخ المهدد بفعل الاحترار المناخي.
وطال الجفاف الزراعي التاريخي ملايين الأشخاص المقيمين في حوض الأمازون، متسبباً باندلاع حرائق واسعة في الغابة والحدّ من الممرات المائية الرئيسية وإحداث دمار كارثي على الحياة البرية.
وأشار بعض الخبراء إلى أنّ ظاهرة "ال نينيو" كانت السبب الكامن وراء الحرائق. لكنّ دراسة جديدة أجراها علماء في "وورلد وِذر أتريبيوشن" ونشرت أمس الأربعاء، بيّنت أن التغير المناخي الناجم عن التلوث الكربوني المنبعث من الكوكب هو السبب الرئيسي وراء الحرائق.
ولفت العلماء إلى أنّ هذه الظاهرة زادت بأكثر من 30 مرة احتمال تسجيل جفاف بين يونيو ونوفمبر 2023. وحذروا من أن الوضع سيسوء مع تزايد الاحترار، مما سيدفع الأمازون نحو "نقطة تحول" مناخية.
ويخشى العلماء من أن يؤدي التغير المناخي وإزالة الغابات معاً إلى تعزيز الجفاف والاحترار في الأمازون. واعتبروا أنّ ذلك سيؤدي إلى تحوّل المنطقة سريعاً من غابات مطيرة إلى سهول سافانا بالإضافة إلى خفض قدرتها على تخزين الكربون.
وتقدر القدرة التخزينية لأشجار الأمازون وتربتها بأكثر من مئة مليار طن من الكربون، أي أكثر من ضعف الانبعاثات السنوية العالمية من الكربون.
وقالت ريجينا رودريغيز، وهي أستاذة في علم المحيطات الفيزيائية والمناخ في جامعة سانتا كاتارينا الفيدرالية "إنّ الأمازون قد يساهم إما بنجاح معركتنا ضد التغير المناخي أو بفشلها".
- "نقطة تحوّل"
وتابعت رودريغيز "إذا وفّرنا الحماية للغابة، فستبقى أكبر بالوعة للكربون الأرضي في العالم"، مضيفةً "لكن إذا أفسحنا المجال للانبعاثات الناجمة عن الانشطة البشرية ولإزالة الغابات بتجاوز نقطة التحوّل، فيؤدي ذلك إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وجعل معركتنا ضد التغير المناخي أكثر صعوبة".
وقد تسبب انخفاض الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، منذ منتصف 2023، في إيجاد ظروف مؤاتية للجفاف في حوض الأمازون. وشهدت مستويات الأنهر انخفاضاً كبيراً، مما أدى إلى تدمير المنطقة التي تعتمد على ممراتها المائية. وأتت المحاصيل سيئة، متسببةً بنقص في الغذاء ومياه الشرب. وتسببت درجات حرارة المياه المرتفعة جداً بنفوق نحو 150 دلفيناً في غضون أسبوع في إحدى بحيرات الأمازون البرازيلية.
ولدراسة الدور الذي ربما لعبه التغير المناخي في الجفاف، استخدم العلماء بيانات مناخية ونماذج محاكاة حاسوبية. وقارنوا المناخ الراهن، الذي شهد ارتفاعاً في درجات الحرارة بنحو 1,2 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الصناعة، بالوضع الذي كان سائداً قبل الاحترار المناخي. وأتت النتيجة بأنّ التغير المناخي رفع احتمال تساقط الأمطار بمعدل 10 مرات، واحتمال تسجيل جفاف زراعي بنحو 30 مرة.
ومع أنّ الجفاف ظاهرة تحدث مرة واحدة كل 50 عاماً في ظل احترار بمقدار درجتين مئويتين، ستعاني الأمازون منه كل 13 عاما تقريبا، بحسب العلماء.
وقالت فريدريكه أوتو، الأستاذة المحاضرة في علوم المناخ لدى معهد "غرانثام" في "إمبريال كوليدج لندن"، إنّ "هذه النتيجة مقلقة جداً"، مضيفة "إن التغير المناخي وإزالة الغابات يدمران أصلاً جزءاً من النظم الايكولوجية الأهم في العالم".
وتابعت "إن خياراتنا في مكافحة التغير المناخي ستبقى على حالها في العام 2024: فإما الاستمرار في تدمير الحياة وسبل العيش، أو ضمان مستقبل صحي وصالح للعيش". أخبار ذات صلة لوكلير يُمدّد عقده مع فيراري كوريا تحتفل باستقبال هدف ماليزي!
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التغیر المناخی
إقرأ أيضاً:
إشارة غامضة قبل أقوى انفجار بركاني في التاريخ.. ما الذي كشفه العلماء؟
شمسان بوست / متابعات:
اكتشف العلماء إشارة غامضة حدثت قبل لحظات من وقوع أحد أقوى الانفجارات البركانية التي تم تسجيله على الإطلاق.
وانفجر بركان هونغا تونغا-هونغا هاباي في 15 يناير 2022، ما أدى إلى انفجار يعادل مئات القنابل الذرية، وهو أحد أقوى الانفجارات التي تم تسجيلها بأدوات حديثة.
وقبل لحظات من اندلاع الانفجار البركاني تحت الماء، هونغا تونغا-هونغا هاباي، الذي خنق جزيرة تونغا في المحيط الهادئ، حدثت إشارة غريبة.
وهز هونغا المنطقة بعنف لدرجة أنه تسبب في حدوث تسونامي مميت بارتفاع أربعة أقدام في عاصمة تونغا، نوكو ألوفا، وقذف عمودا من الغاز والرماد إلى ارتفاع عال لدرجة أنه كان مرئيا من الفضاء.
ووجدت دراسة جديدة أنه قبل 15 دقيقة من انفجار هونغا، سجلت محطتا مراقبة بعيدتان موجة زلزالية كانت بمثابة علامة تحذير من الكارثة التي حدثت ذلك.
وفقا للنتائج التي نُشرت في مجلة Geophysical Research Letters، كانت هذه “المؤشرات الزلزالية” والانفجار اللاحق نتيجة لانهيار جزء ضعيف من قاع المحيط أسفل الفجوة التي كان يقع فيها بركان هونغا.
وعندما غمرت مياه البحر الفجوة على بعد بضع مئات من الأمتار تحت مستوى سطح البحر، اصطدمت بالصهارة شديدة السخونة، ما أدى إلى تحول الماء إلى بخار بشكل عنيف.
ووجد العلماء أن هذا تسبب في حدوث موجة ريليه، وهي نوع من الموجات الزلزالية التي تنتقل على سطح الأرض أو أي سطح آخر، وتسبب اهتزازات تشبه الحركة الموجية للبحر.
وقال المؤلف الرئيسي تاكورو هوريوتشي، وهو طالب دراسات عليا في علم البراكين في جامعة طوكيو: “العديد من الانفجارات البركانية تسبقها أنشطة زلزالية، ولكن هذه الإشارات الزلزالية تكون دقيقة جدا ولا يمكن اكتشافها إلا على بعد عدة كيلومترات من البركان. وتم الشعور بموجة ريليه هذه، المعروفة عادة بحركتها الهادئة ولكن المدمرة، على بعد مئات الكيلومترات.
وأضاف: “لكننا نعتقد أن الحركات غير المعتادة بدأت في وقت المؤشر الأولي”.
وغالبا ما تبدأ الانفجارات البركانية بإطلاق أصوات تحت الأرض قبل حدوثها بعدة أشهر – وفي حالة هونغا، كان ذلك في ديسمبر 2021.
لكن كل هذا يحدث حيث لا يستطيع البشر الرؤية، ما يترك بعض آليات الميكانيكا الجيولوجية لغزا. حتى أصغر مؤشر على أن الانفجار وشيك يمكن أن ينقذ الأرواح، ولهذا السبب قام باحثو جامعة طوكيو بالتنقيب في جميع البيانات حول ثوران هونجا.
وقالت المؤلفة المشارك مي إيتشيهارا، عالمة البراكين في جامعة طوكيو: “التحذيرات المبكرة مهمة جدا للتخفيف من الكوارث. يمكن أن تولد البراكين البحرية أمواج تسونامي، وهي خطر كبير. وفي وقت الانفجار، لم نفكر في استخدام هذا النوع من التحليل في الوقت الفعلي. ولكن ربما في المرة القادمة التي يحدث فيها ثوران كبير تحت الماء، يمكن للمراصد المحلية التعرف عليه من بياناتها”.
ولم يستمر ثوران هونغا في 15 يناير سوى 10 دقائق أو نحو ذلك، ولكن تأثيره كان محسوسا على نطاق واسع.
وكان مؤشر الانفجار البركاني للثوران (VEI) لا يقل عن VEI-5، وهو نفس مؤشر ثوران جبل فيزوف في عام 79 ميلادية.
وتسبب انفجار هونغا في حدوث صوت قوي للغاية لدرجة أنه سمع على بعد نحو 1100 ميل في نيوزيلندا، حيث وصل ارتفاع الموجة الصدمية إلى 60 ميلا متجاوزة الغلاف الجوي العلوي.
كما قذف البركان سحابة من الرماد إلى ارتفاع قياسي بلغ 35 ميلا.
وفي الأيام التي تلت ذلك، قامت أجهزة استشعار الأقمار الصناعية بقياس نحو 400 ألف طن من ثاني أكسيد الكبريت. وقد تم قذف نحو 146 مليون طن متري من بخار الماء، وهو ما يكفي لملء 58 ألف حمام سباحة.
كما دفع البركان، الذي يبعد 40 ميلا فقط عن جزيرة تونغا الرئيسية، تونغاتابو، موجات تسونامي نحو المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي والبحر الأبيض المتوسط.
وقد أسفرت موجات تسونامي عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل في تونغا وآخرين على بعد آلاف الأميال في بيرو.