الإندبندنت: لماذا قد يثير هجوم جسر القرم غضب بوتين؟
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا تحليليا، كتبته بيل ترو، بعنوان “لماذا قد يثير هجوم جسر القرم غضب بوتين؟” تستهل الكاتبة مقالها بالقول إن الهجوم المميت، الذي وقع قبل فجر اليوم، على جسر كيرتش، هو ثاني هجوم من نوعه خلال تسعة أشهر فقط. بينما تمضي أوكرانيا قدما في هجومها المضاد، فإن ذلك يرقى إلى ضربة شخصية لفلاديمير بوتين، الذي غالبا ما كان يتباهى ببنائه.
وتضيف أن الجسر، الذي يحوي سكة حديدية وطريق يبلغ طوله 12 ميلا – هو الأطول في أوروبا – كان مشروعا مرموقا بقيمة 2.7 مليار جنيه إسترليني وافتتحه بوتين قبل خمس سنوات، ليربط البر الرئيسي الروسي وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني من أوكرانيا في عام 2014. وعند افتتاحه، تفاخر بوتين بأن القياصرة الروس كانوا يحلمون ببناء هذه “المعجزة” لكنهم لم ينجحوا أبدا. وأشادت وسائل الإعلام الروسية الحكومية به ووصفته بأنه “بناء القرن”. وتمضي الكاتبة في القول إنه ومنذ أن شنت روسيا غزوا واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، تحول هذا الجسر إلى شريان حياة وإمداد عسكري لرجال موسكو في ساحة المعركة. كما أنه يزدحم في الصيف أيضا، بالسياح الروس الراغبين في قضاء عطلة في شبه جزيرة القرم – وهي وجهة شهيرة لقضاء العطلات، على الرغم من اندلاع الحرب على بعد أميال منها فقط.
لكنها توضح أنه في أوكرانيا، أصبح الجسر بؤرة غضب ورمز لجهود روسيا الطويلة الأمد للاستيلاء على الأراضي الأوكرانية و “إضفاء الصبغة الروسية” على الإقليم.
وتشير إلى أن فقدان الجسر قد يؤدي إلى تقويض خطوط الإمداد الروسية وربما عزل عشرات الآلاف من السياح الروس في شبه جزيرة القرم عن البر الرئيسي. أما من الناحية الرمزية، فتقول الكاتبة إن أي ضرر يلحق بالهيكل – الذي يقع في عمق الأراضي التي تحتلها روسيا – يعني الكثير. وهذا هو سبب تعرضه للنيران. وعلى الرغم من نفي كييف في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، تفجيرها الأول للجسر بعد يوم واحد فقط من عيد ميلاد بوتين السبعين. إلا أنها اعترفت بعد ذلك بشكل غير مباشر بأنها كانت تهدف إلى “كسر الخدمات اللوجستية للجيش الروسي”. لكن بوتين أمر بإصلاحه على الفور، وفي ديسمبر/ كانون الأول، قاد شخصياً سيارته المرسيدس عبر الجسر. في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين ، تعرض الجسر لإطلاق النار مرة أخرى: قالت روسيا إن شخصين قتلا وأصيبت ابنتهما البالغة من العمر 14 عامًا بجروح بالغة في هجوم “إرهابي” نفذته طائرات بدون طيار في البحر الأوكراني. وأظهرت لقطات تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية والأوكرانية جزءًا مقطوعًا من الطريق محاطًا بحواجز معدنية ملتوية، مع دعم سيارات الإسعاف والسيارات في حالة الارتباك. توقفت حركة المرور على الطرق والسكك الحديدية لساعات. أما هجوم الإثنين، الثاني على الجسر، فقد ذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية أن جهاز الأمن الأوكراني كان وراء الحادث، نقلا عن مصادر مجهولة، على الرغم من إشارة الجيش الأوكراني إلى أن الهجوم قد يكون نوعا من الاستفزاز من جانب روسيا نفسها، لأنه وقع في اليوم الذي كان من المقرر أن تقرر فيه موسكو ما إذا كانت ستمدد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود. لكن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قال إن روسيا قررت وقف الاتفاق، لكنها زعمت أن القرار لا علاقة له بالهجوم على الجسر. وليس من الواضح ما إذا كانت روسيا ستستأنف الصفقة، التي حاولت التراجع عنها من قبل. (بي بي سي)المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
بوتين يعرض وقف الغزو على خط المواجهة الحالي وسط جهود أمريكية لتسوية النزاع في أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تطور مفاجئ على صعيد الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف العمليات العسكرية على طول خطوط المواجهة الحالية، في إطار مبادرة تهدف إلى التوصل إلى تسوية سلمية مع الولايات المتحدة. وفق تقرير نشرته فايننشال تايمز.
وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات نقلت عنها الجريدة ذاتها، فإن بوتين أبلغ المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، خلال اجتماع جرى في مدينة سانت بطرسبرج هذا الشهر، بأن موسكو قد تتخلى عن مطالبها بالسيطرة الكاملة على أربع مناطق أوكرانية محتلة جزئيًا، لا تزال أجزاء منها تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
عرض روسي.. ومبادرة أمريكيةفي المقابل، طرحت واشنطن، وفقًا للمصادر نفسها، أفكارًا أولية لتسوية محتملة، تضمنت اعترافًا أمريكيًا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى قبول سيطرة موسكو الفعلية على أجزاء من دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، وهي المناطق التي أعلنت روسيا ضمها رسميًا في سبتمبر 2022.
ويمثل هذا العرض الروسي أول إشارة علنية منذ اندلاع الحرب إلى احتمال تراجع موسكو عن مواقفها القصوى، التي لطالما تمسكت بها في جولات التفاوض السابقة.
قلق أوروبي وتحذيرات من "فخ دبلوماسي"رغم الأجواء التفاؤلية الحذرة، أبدى مسؤولون أوروبيون مطلعون على المبادرة الأمريكية قلقهم من أن يكون العرض الروسي بمثابة "فخ دبلوماسي" يهدف إلى كسب ود الإدارة الأمريكية القادمة، وتمرير شروط تمس السيادة الأوكرانية.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين: "هناك ضغوط متزايدة على كييف لتقديم تنازلات، بما يتيح لترامب إعلان تحقيق نصر دبلوماسي حال عودته إلى البيت الأبيض".
محادثات مستمرة في لندن وباريسومن المقرر أن تُعقد جولة جديدة من المحادثات في لندن، بمشاركة مسئولين أوكرانيين وأوروبيين وأمريكيين، على الرغم من غياب ويتكوف ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن الاجتماع. ومن المتوقع أن يحضر المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا، كيث كيلوج.
في السياق ذاته، صرّح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن "العمل مستمر على قدم وساق مع الأمريكيين"، لكنه أشار إلى أن "المفاوضات معقدة وتتطلب وقتًا ولا يمكن أن تُدار بشكل علني".
زيلينسكي: لا عرض رسميا حتى الآنمن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لم يتلقَّ حتى الآن أي اقتراح رسمي من ترامب أو إدارته بشأن خطة لإنهاء الحرب، إلا أنه أبدى استعدادًا للدخول في مفاوضات مباشرة مع بوتين في حال تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال زيلينسكي في تصريح صحفي: "نسمع إشارات ونقاشات، لكنها ليست عروضًا رسمية. إذا وردت، سنرد عليها".
خطة أمريكية لنشر قوات حفظ سلامتشير مصادر مطلعة إلى أن الأفكار الأمريكية تتضمن نشر قوة أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا، بالإضافة إلى قوة عسكرية محايدة غير تابعة للناتو، لتراقب وقف إطلاق النار على امتداد منطقة منزوعة السلاح تمتد لأكثر من ألف كيلومتر، بين القوات الروسية والأوكرانية.
كما تتضمن المبادرة منع أوكرانيا من استعادة الأراضي المحتلة بالقوة، مقابل التزام روسي بوقف التقدم العسكري.
القرم تبقى خطًا أحمرًارغم الطروحات الأمريكية، جدد زيلينسكي موقف بلاده الرافض للاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، قائلًا: "القرم أرض أوكرانية ولن تكون محل نقاش".
في المقابل، رفضت موسكو بعض المقترحات الأمريكية، بما في ذلك أي وجود عسكري لدول حلف شمال الأطلسي داخل الأراضي الأوكرانية.
تنازلات مشروطة من الكرملينبحسب مصادر مقربة من الكرملين، فإن بوتين قد يكون مستعدًا للتنازل عن مطلب السيطرة الكاملة على المناطق الأربع، في حال حصلت موسكو على ضمانات جيوسياسية كبرى، أبرزها: الاعتراف بسيطرتها على القرم، ومنع أوكرانيا من الانضمام للناتو.
ورغم التعديلات الدستورية التي أقرتها روسيا في عام 2020 وتمنعها من التنازل عن أراضٍ تعتبرها جزءًا من أراضيها، إلا أن محللين يرون أن بوتين يسعى الآن إلى إنهاء الحرب من موقع أقوى.
ترامب يترقب فرصة لإعلان "إنجاز دبلوماسي"وتشير التقديرات إلى أن ترامب، الذي يأمل في إعلان اتفاق سلام قبل مرور 100 يوم على توليه الرئاسة في حال فوزه، يعوّل على المفاوضات الحالية كفرصة لتحقيق إنجاز سياسي سريع.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الهجمات الروسية على مواقع أوكرانية في دونباس وزابوريجيا، يبقى المشهد مفتوحًا على كافة السيناريوهات، في ظل غياب اتفاق رسمي حتى الآن.