معرض القاهرة الدولي للكتاب.. "مقامات" سوسن الشريف.. قصص تحتاج لعصف ذهني
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
معرض القاهرة الدولي للكتاب.. انطلقت اليوم أولى فعاليات قاعة "فكر وإبداع" بقاعة بلازا 1 ضمن البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 لعام 2024.
بداية استعرضت الدكتورة عزة بدر بعضا من نصوص كتاب "مقامات"، موضحة كيف تباينت تلك النصوص في أفكارها ومفارقات الوحدة والازدحام، وسؤالها عمن يكون الوحيد؟ هل الوحيد فعلا؟ أم تلك الجدة المنسية إلا في بعض المناسبات الاجتماعية؟، فهي تهتم بالمفارقات.
وأضافت الدكتورة عزة بدر أن بطلة القصة تلجأ لحيلة فنية تصور نفسها "سندريلا" التي تقابل الأمير وتسعد به، ولكن التي لم يصل لها أحد، وهي أحد القصص المؤثرة في هذه المجموعة وخاصة تأثير الوحدة.
وترى الدكتورة عزة أن "مقام احتياج" أقرب لـ"نوفيلا" نظرا لاحتشاد المشاعر والأحاسيس في شخصياتها، وتكاد تكون رواية مكتملة لزخم الأحداث والتطورات بها، فهي ترصد مشاعر امرأة يعاملها زوجها ببرود وكيف يتعدد بعلاقاته في نفس الوقت.
وأضافت أن سوسن الشريف تدخل في نسيج أزمات مجتمعية وفي داخل القصة كل شخصية تتحدث عن نفسها، وهي كأنها رواية في فصول، والمجموعة القصصية قصة مكتملة، كذلك القصة التي تحكي عن رضا المراكبي البسيط الذي خرج في رحلة بحرية مع مستشار وفي نهاية الرحلة حاول المراكبي مساعدته للنزول من المركب ولكن المستشار يرفض يده المتسخة إثر عمله بالمركب.
وأوضحت الكاتبة منى ماهر، التي تدير الندوة، أن الفكرة ملك الكاتب، وأن سوسن الشريف استطاعت تحويل القبح لجمال، وهذا هو الفرق بين الإنسان المبدع والعادي في قصة "مقام الوصول"، والتي وصفت القلوب الجيدة يالقلوب الخضراء بلا جهد بلا دموع بلا ألم.
في حين أكد الكاتب فتحي سليمان أن الكناية هي المعنى الضمني للكاتب، متابعًا: "عندما قرأت المقامات كان له ضمان بلاغي اسمه الكنانة والميتافور في عالم النقد، هو المعنى غير المرئي وهذا ما رأيته في مجموعة سوسن الشريف، فهي مغامرة وشخصية قوية وواثقة من نفسها تماما وهذا ما ستراه، المرايا دائما ليست شخوص، الفلاش باك هو الانتقال من زمن لزمن، لكن المقامات هنا هو الوجدان، وكتبت المقام هنا وكأنه إطار موسيقي للكلمة وليس قصة قصيرة، على سبيل المثال مقام الوجد ليس الشغف ولا الحب ولا الحال، لأن الحال ممكن يتغير، فهناك فرق كبير بين كل خير نعيشه، فالروح لا تنسى حبها الحقيقي، وتعدت مجموعة مقامات المعنى الضمني.
وأضاف أنه في قصة "مقام المقام" هناك نظرة جديدة تتحمل تدخل كل قرن في فكرة الحياة، وفي "مقام التداوي' تتساءل الكاتبة من الذي يتداوى الجاني أم المجني عليه، وفي "مقام الونس" سؤال "ما هو الشيء العادي؟" فمن الممكن أن تكون زاوية الرؤية مختلفة، أما "مقام الألوان" نجد حدوتة بديعة لا بد من قراءتها بهدوء، مستكملًا: "أتمنى أن تنشر ويقرأها قراء الصحف اليومية حتى يعرفوا أهمية احترام الاختلاف عن طريق هذه القصة"، أما "مقام الشفاء" يختلف عن التداوي فما نشفى منه ليس بالضرورة ما نمرض به فأحيانا نصاب بمرض نفسي يختلف عن العضوي.
وأكد أن كل مقام من مقامات الكاتبة يحتاج لوقت طويل للتأمل لأنه يحتاج لعصف ذهني، وفي "مقام الحضور" استطاعت فيه ببراعة تجعلني أشعر كأن مفرداتها تتحرك، وجعلت عقلي يعمل بلا توقف في "مقام الانتظار" فجميعنا ننتظر، وهناك بعض ما لمحته في هذه القصة وهو الفقد وكأننا ننتظر لحظة لقاء من فقدناهم أو ترقب ظهور شيء رأيناه من قبل، وقلبي رق بشدة في "مقام الحنان".
واستكمل سليمان رؤيته موضحا أن الطواف حول المقامات يمنح بعض الناس راحة معينة، ومع الأيام يعرف الإنسان أن صاحب هذا المقام لم يكن أفضل منه، ولكنه تيقن أنه ارتاح، وهذا ما ستشعر به وانت تقرأ قصص سوسن الشريف، ستشعر في قصصها بـ"مقام النجاة" الذي يطرح سؤالا أيضا هل البعد عن الناس نجاة؟ـ كذلك "مقام الحرمان" الذي يعيد لنا السؤال الوجودي هل الإنسان اختار أم أجبر على وجوده.
واختتم الكاتب فتحي سليمان رؤيته بأن خلاصة الأسئلة المتتابعة في قصص المجموعة هي إجابة عن أن الإنسان لا هو مخير أم مسير أظن أنه محير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب
إقرأ أيضاً:
التفاصيل الصغيرة تصنع الحكايات الكبيرة.. أسرار الكتابة الإبداعية في معرض جدة للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أمسية ملهمة ضمن فعاليات "معرض جدة للكتاب 2024"، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، أُقيمت ورشة عمل بعنوان "من أين تأتي الفكرة؟". قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.
وافتتح سعود المقحم الورشة بتقديم لمحات من سيرة السماري، ثم أفسح له المجال للإجابة عن السؤال المركزي للورشة حول مصادر الأفكار لدى الكاتب.
استهل السماري حديثه باستدعاء مقولة للمؤلف المسرحي الروماني أوجين يونسكو، الذي يرى أن حياة الكاتب تنقسم إلى قسمين: الكتابة، والرصد من أجل الكتابة. وأكَّد أن معظم الكُتّاب يُنشئون دفاتر أو ملفات لتدوين الأفكار والملاحظات العابرة، مشيرًا إلى أن هذه العادة قد تسهم في صنع أعمال أدبية مميزة، حتى وإن لم تُستخدم كل تلك التدوينات.
أوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة: جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام.
وأكَّد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثِّل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.
وفي استطراده، شدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة، وقال: "دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة".
عزَّز حديثه بمقولة للروائي الإيطالي أنطونيو تابوكي، الذي وصف الكاتب بأنه "مُتلصِّص على الجميع، وكل شيء متاح له".
وأضاف السماري مقتبساً من حوار تابوكي مع جمانة حداد: "الكاتب سارق لطيف، يسرق من الواقع ليُعيد تشكيله، وكلنا نمارس هذا الفعل بشكل أو بآخر عندما نرصد تفاصيل الحياة من حولنا".
يُذكر أن "معرض جدة للكتاب 2024" يستقبل الزوار يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث تبدأ الزيارة من الساعة 2 ظهراً، ويستمر حتى 21 ديسمبر الجاري