الحوثيون يؤكدون مواصلة الهجمات وعقوبات أميركية بريطانية على قادتهم
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
قال زعيم جماعة أنصار الله "الحوثيين" عبد الملك الحوثي إن العمليات في البحر الأحمر ستستمر حتى يصل الغذاء والدواء إلى كامل قطاع غزة، في حين فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات على مسؤولين وقادة كبار من الحوثيين على خلفية هذه الأزمة.
وأضاف الحوثي، في كلمة متلفزة، أن معركة البحر الأحمر "مرتبطة بما يجري في غزة، وليست منفصلة كما يصورها الأميركيون، وستتوقف مع توقف الإجرام الصهيوني".
وأكد الحوثي أن قواته "استعملت حتى الآن أكثر من 200 طائرة مسيّرة وأكثر من 50 صاروخا باليستيا ومجنحا في هذه المعركة التي تهدف لإسناد الشعب الفلسطيني، وليس لها أهداف أخرى".
وقال إن أميركا تقاتل من أجل وصول السفن المحملة بالبضائع لإسرائيل، لكنها تمنع وصول المساعدات إلى غزة.
"غير مرحب بهم"وفي خضم هذه التطورات، أكد مصدر خاص للجزيرة أن الحوثيين أبلغوا المنظمات الدولية أن موظفيها من الجنسيتين الأميركية والبريطانية غيرُ مرحب بهم في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأضاف المصدر أن الحركة منحت هؤلاء الموظفين مهلة شهر واحد لمغادرة تلك المناطق وأنها لن تستقدم غيرَهم مستقبلا.
بدوره، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تلقت رسالة من الحوثيين تطلب من الموظفين الأمميين من ذوي الجنسيتين الأميركية والبريطانية مغادرة المنطقة الخاضعة لسيطرتهم في اليمن. وأضاف أن ذلك لا يتوافق مع الإطار القانوني المطبق على الأمم المتحدة.
عقوبات بريطانية أميركية
وفي المعسكر المقابل، أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة الخميس فرض عقوبات على 4 مسؤولين حوثيين في اليمن، تعتبران أنهم مسؤولون عن تنظيم هجمات على سفن في البحر الأحمر ما يعيق النقل البحري بالمنطقة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، في بيان، إن هذه العقوبات تعزز الرسالة الواضحة التي وجهناها إلى الحوثيين في الأسابيع الأخيرة، مشددا على أن "لندن ستواصل مع حلفائها استهداف المسؤولين عن الهجمات غير المقبولة وغير الشرعية التي يشنها الحوثيون وتهدد حياة بحارة أبرياء وتؤثر على شحنات المساعدات إلى الشعب اليمني".
وبالتزامن مع ذلك، قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على أربعة من كبار قادة الحوثيين في اليمن على إثر الهجمات التي استهدفت سفنا في البحر الأحمر.
وأضافت الوزارة أن العقوبات طالت كلا من وزير الدفاع وقائد قوات الدفاع الساحلي ومدير المشتريات وقائد قوات البحرية التابعة للحوثيين.
التطورات الميدانيةومساء أمس الأربعاء، قال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين إن قوات الحركة اشتبكت مع مدمرات وسفن حربية أميركية في كل من خليج عدن وباب المندب.
وأعلن سريع عن إصابة سفينة حربية أميركية بشكل مباشر خلال الاشتباك الذي قال إنه شمل استخدام عدد من الصواريخ الباليستية.
من جانبه، قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الحوثيين أطلقوا 3 صواريخ على سفن في البحر الأحمر، تم اعتراض اثنين منها، فيما أخطأ الثالث هدفه وسقط في البحر.
وأضاف كيربي أن الهجوم "يؤكد بكل وضوح أن الحوثيين ما زالوا ينوون تنفيذ هذه الهجمات، مما يعني أنه سيتعين علينا بوضوح أيضا أن نقوم بما يتوجب علينا القيام به لحماية الملاحة"، وفق تعبيره.
من جانبها، نقلت رويترز عن مسؤول أميركي قوله إنه لم تتم إصابة أي سفينة خلال هجوم الحوثيين أمس الأربعاء.
وأوضح المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن "صواريخ الحوثيين لم تصب اليوم أي سفن حربية أو سفن تجارية أميركية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف
قالت مجلة أمريكية إن جماعة الحوثي الارهابية في اليمن التي تشن هجمات على سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر وباب المندب تعتبر في مرمى "صقور إيران" في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وذكرت مجلة "ذا ناشيونال انترست" في تحليل للباحثة "إيميلي ميليكين" إنه على العكس من ذلك، أدلى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي ببيان بعد أيام فقط من الانتخابات انتقد فيه الإدارة القادمة ورفض احتمال أن يتمكن ترامب من إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما هدد بمواصلة الهجمات في البحر الأحمر".
وقالت إن هذا ترك الكثيرين يتساءلون كيف سترد إدارة ترامب بالضبط على المتمردين المدعومين من إيران الذين تقدموا من ميليشيا محلية إلى قوة قادرة على تعطيل حركة الملاحة البحرية العالمية وضرب الأراضي الإسرائيلية في غضون سنوات.
وأفادت أن بعض المحللين أشاروا إلى تصريحات ترامب التي انتقدت ضربات إدارة بايدن أثناء الحملة الانتخابية ورغبتها في تجنب الانخراط في ما يسمى "الحروب الأبدية" للزعم بأن الإدارة الجديدة ستتخذ نهجًا أكثر ليونة تجاه المتمردين اليمنيين. ومع ذلك، فإن الاهتمام العالمي بالحوثيين توسع فقط منذ آخر مرة تولى فيها ترامب منصبه. يزعم الحوثيون أنهم استهدفوا 202 سفينة منذ بدء حملتهم البحرية واستهدفوا الأراضي الإسرائيلية بالصواريخ.
وأضاف التحليل "إذا استمرت الهجمات، فقد يعني ذلك اضطرابات مطولة وتكاليف شحن مرتفعة حيث تختار شركات الشحن إما عبور مسافات أطول أو دفع رسوم مقابل المرور الآمن عبر الممرات المائية، مما قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد ونقل التكاليف إلى المستهلكين".
وبعيداً عن الهجمات نفسها، يشير التحليل إلى أن هناك مخاوف متزايدة من أن الحوثيين يعملون على إقامة علاقات مع جهات فاعلة عالمية أخرى مثل الصين وروسيا، التي ورد أنها تجري مفاوضات مع إيران لتزويد الجماعة بصواريخ مضادة للسفن متطورة. وفي الوقت نفسه، وسعت الجماعة عملياتها في مختلف أنحاء المنطقة مع ورود تقارير تفيد بأنها تعمل في سوريا وتتعاون مع فرع تنظيم القاعدة في الصومال، حركة الشباب.
وتابع "حتى قبل أن يشكل الحوثيون تهديدًا كبيرًا لحركة الملاحة البحرية الدولية والحليف الأبرز للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كانت إدارة ترامب صارمة في التعامل مع المتمردين. فعلى مدار السنوات الأربع التي قضاها في منصبه، قدم ترامب دعمًا عسكريًا كبيرًا للمملكة العربية السعودية، التي كانت لا تزال تجري عمليات في الأراضي اليمنية، بما في ذلك المعدات العسكرية المتقدمة مثل أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة والقنابل من خلال العديد من اتفاقيات الأسلحة الكبيرة، بما في ذلك حزمة أسلحة بقيمة 110 مليار دولار في عام 2017".
وأردف "كما عزز تبادل المعلومات الاستخباراتية والمساعدة اللوجستية والتزود بالوقود جواً للعمليات العسكرية السعودية والإماراتية. وقبل وقت قصير من مغادرته منصبه، وصف المجموعة بأول تصنيف لها على الإطلاق كمنظمة إرهابية أجنبية وسمى ثلاثة من كبار قادة المنظمة - عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم - كإرهابيين عالميين معينين بشكل خاص".
وتوقع التحليل أن يعيد ترامب تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية". مشيرا إلى إدارة بايدن ألغت التصنيف فور توليها المنصب بسبب المخاوف بشأن عواقبه الإنسانية (أعاد بايدن إدراج الحوثيين على قائمة "الإرهابيين العالميين المعينين خصيصًا" في يناير 2024)".
وقال "على الرغم من أن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية سيكون لها تأثير محدود على الحوثيين بسبب علاقاتهم المالية الضئيلة بالغرب، فإن إدارة ترامب ترى أن التصنيف يرمز إلى تصميمها ضد سلوك المجموعة". شارك مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية، السناتور ماركو روبيو (جمهوري من فلوريدا)، في صياغة رسالة ثنائية الحزب في وقت سابق من هذا الشهر إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكين يدعو إدارة بايدن إلى إعادة تصنيف الحوثيين. وبالمثل، قاد مرشحه لمنصب مستشار الأمن القومي، النائب مايكل والتز (جمهوري من فلوريدا)، جهدًا مماثلاً في نوفمبر 2023.
واستدرك "بينما من المرجح أن يتجنب ترامب نشر قوات أميركية على الأرض في اليمن، فقد نرى إدارته تستخدم مزيجًا من الضربات على كبار قادة الحوثيين والمواقع العسكرية لإضعاف الجماعة".
وقالت مجلة "ناشبونال انترست" في تحلليها "في الواقع، كتب روبيو نفسه مقالاً في مجلة ناشيونال ريفيو حيث انتقد إحجام الرئيس بايدن عن الموافقة على الضربات ضد كبار قادة الحوثيين ومستودعات الأسلحة، مدعيًا أن الإدارة وافقت فقط على الضربات على مواقع إطلاق الطائرات بدون طيار ومستودعات الأسلحة الفارغة. في نفس المقال، أدان أيضًا رفض إدارة بايدن تسليح الحلفاء في المنطقة الذين يقاتلون الحوثيين، مؤكدًا أن إدارة ترامب من المرجح أن توسع دعمها للجهات الفاعلة الإقليمية التي تقاتل الجماعة.
وذكرت "قد يشمل ذلك الدعم العسكري والاستخباراتي واللوجستي للإسرائيليين في ضرباتهم على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، والدعم العسكري المعزز للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إذا قرروا استئناف العمليات في أراضي اليمن، أو الحوكمة والمساعدة العسكرية للقوات اليمنية المحلية المتحالفة مع المجلس الرئاسي للقيادة والمجلس الانتقالي الجنوبي".
وأوضحت: في حين كانت اليمن تُعامل في كثير من الأحيان على أنها ذات أولوية منخفضة في الماضي، فإن الدور الجديد للحوثيين في قيادة العمليات الإيرانية المناهضة لإسرائيل سيضع المجموعة في مرمى "صقور إيران".
وختمت المجلة الأمريكية تحلليها بالقول "ربما الأهم من ذلك، أن تأثير الهجمات البحرية التي تشنها الجماعة على الاقتصاد العالمي والتعاون المحتمل مع منافسي الولايات المتحدة مثل روسيا والصين من شأنه بالتأكيد أن يرفع من أهمية القضية في نظر الرئيس ترامب، حتى لو أوقفت المجموعة الهجمات على حركة المرور البحرية والأراضي الإسرائيلية".