أثار سماح جيش الاحتلال الإسرائيلي لطفلتين صغيرتين بالنزوح من شمالي قطاع غزة إلى جنوبه من دون والدتهما موجة غضب واستنكار في منصات التواصل الاجتماعي، التي أبدت أيضا تعاطفها مع الطفلتين.

وكان جيش الاحتلال قد سمح للطفلتين ليان (10 أعوام) وأختها الصغرى لين (8 أعوام) بالعبور إلى الجنوب عبر مسارات زعم أنها آمنة، بعدما أجبر سكان الشمال على إخلاء منازلهم قسرا.

ووجهت الطفلتان -اللتان تتواجدان حاليا في مخيم رفح الحدودي برفقة عمتهما من دون أب أو أم أو إخوة- رسالة عاطفية تكسر القلب معبرة عن الاشتياق والحنين، علها تصل إلى الأهل بعد مرور عدة أشهر من دون سماع أي أخبار عنهم.

"عالم بلا إحساس"

ورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2024/1/25)- تفاعل جمهور المنصات مع هذه الواقعة التي تعد واحدة من آلاف الحالات التي تعاني من إجراءات الاحتلال القمعية وممارسات قواته العنصرية في قطاع غزة.

وعلق هلال على حالة ليان ولين المأساوية، واصفا الاحتلال بأنه "مجرم لا يرحم ولا يحترم حقوق الإنسان وحقوق الطفل".

وقال "القناص" عبر حسابه إن "رسالتهم للعالم أن يحسوا فيهم فقط.. يا عالم أين الإحساس؟"، بينما تساءل تيسير قائلا "كم بات حجم معاناة أطفالك يا غزة أثقل من الجبال، لتغدو رؤية الأهل أقصى الأمنيات".

من جانبه وجه عبد الله رسالة للطفلتين عنوانها الصبر والصمود، وأضاف "يا أروع أطفال العالم يا أجمل ما في هذه الأرض لا تخافوا.. المجرمون انهزموا وإعلان هزيمتهم قريب".

يذكر أن 1.9 مليون مدني فلسطيني نزحوا جنوبا من أصل 2.3 إجمالي عدد سكان قطاع غزة ما يعادل 85% من السكان، في حين قالت منظمة "اليونيسيف" إن اشتداد النزاع وسوء التغذية والأمراض في القطاع يخلق حلقة مميتة تهدد حياة أكثر من 1.1 مليون طفل .

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تحقيق يكشف دور مايكروسوفت وأوبن إيه آي في الإبادة الجماعية بغزة

كشف تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تلقى دعماً كبيراً من شركتي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" خلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وسط دمار هائل.

ونشرت الوكالة تحقيقها الثلاثاء الماضي، وكشفت فيه عن الأخطاء في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي استخدمها جيش الاحتلال خلال حرب غزة، والتي يمكن أن تؤدي إلى مقتل مدنيين.

وتعرض استخدام الاحتلال الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي في هجماتها على لبنان والإبادة الجماعية في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لانتقادات شديدة بسبب "عدم التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية واعتبارها جريمة حرب".

ويستمر الاحتلال في تلقي الدعم من شركات الذكاء الاصطناعي في أمريكا، بعد الكشف عن استخدام أنظمة مثل "حبسورا" و"لافندر" لمراقبة واستهداف المدنيين.

وبحث التحقيق مدى استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي من خلال فحص بيانات من شركتي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" ومقابلة مسؤولين إسرائيليين. ووفقاً للمسؤولين، فإن اكتشاف أخطاء أنظمة الذكاء الاصطناعي صعب للغاية، إذ تُستخدم بالاشتراك مع العديد من أشكال الذكاء الأخرى، بما فيها البشري، مما قد يؤدي إلى "وفيات غير عادلة".


كشف التحقيق أن جيش الاحتلال استخدم البرامج لجمع المعلومات من خلال "المراقبة الجماعية"، والتي يتم نسخها وترجمتها، بما في ذلك المكالمات الهاتفية والنصوص والبريد الصوتي، وفقاً لمسؤول استخباري إسرائيلي تحدث للوكالة.

وقال المسؤول إن "مايكروسوفت أزور" يستخدم للبحث بسرعة عن المصطلحات في أجزاء ضخمة من النص، مما يتيح العثور على الأشخاص الذين يعطون الاتجاهات لبعضهم، وتحديد مواقعهم بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي.

وأظهرت البيانات التي راجعتها الوكالة أن جيش الاحتلال استخدم نماذج "أوبن إيه آي" على نطاق واسع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى جانب قدرات نسخ الكلام والترجمة.

ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن ترجمات الذكاء الاصطناعي تُفحص بواسطة أفراد يتحدثون اللغة العربية، لكن مسؤولاً إسرائيلياً تحدث إلى الوكالة حذّر من أن الأخطاء ممكنة عند استخدام الذكاء الاصطناعي.

وأوضح المسؤول أن الكلمة العربية التي تصف جزء القبضة على أنبوب إطلاق القذيفة الصاروخية هي نفسها تعني "دفع"، في إحدى الحالات التي ترجمها الذكاء الاصطناعي بشكل غير صحيح ولم يلاحظ الشخص الذي يفحص الترجمة الخطأ في البداية.


وأضاف أن البيانات المضافة إلى ملفات تعريف الأشخاص قد تكون غير دقيقة أحياناً، وأن النظام حدد بشكل غير صحيح نحو ألف طالب في المدارس الثانوية باعتبارهم "متشددين محتملين".

وحذر المسؤولون من خطورة أن يحدد الذكاء الاصطناعي منزلاً لشخص على صلة بحركة حماس ولا يعيش فيه، وتحويله إلى هدف.

ووفقًا للتحقيق، فإن استخدام جيش الاحتلال للذكاء الاصطناعي من الشركتين زاد بنحو 200 مرة في اذار/مارس 2024 مقارنة بما كان عليه قبل هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

كما تضاعفت كمية البيانات المخزنة من الجيش الإسرائيلي على خوادم مايكروسوفت بين اذار/مارس وتموز/يوليو 2024، لتتجاوز 13.6 بيتابايت، في حين زاد الجيش استخدام هذه الخوادم بنحو الثلثين في شهرين فقط بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقالت المديرة التنفيذية السابقة في شركة "أوبن إيه آي"٬ هايدي خلف: "هذا هو أول تأكيد لدينا على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التجارية بشكل مباشر في الحرب".

وأشار التحقيق إلى أن من بين شركات التكنولوجيا الأمريكية، تتمتع مايكروسوفت بـ"علاقة وثيقة بشكل خاص" مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تزايدت بشكل أكبر بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وتظهر الوثائق التي اطلعت عليها الوكالة أن مايكروسوفت وقّعت عقدًا مدته ثلاث سنوات بقيمة 133 مليون دولار مع وزارة الحرب الإسرائيلية في 2021، مما يجعل الاحتلال ثاني أكبر عميل عسكري للشركة بعد الولايات المتحدة.


بدعم أمريكي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 وكانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف بين شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

مقالات مشابهة

  • حكايات عالقة بالأذهان لأطفال قتلهم الاحتلال بغزة؟
  • «ولادي لوحدهم من 5 سنين».. بسمة بوسيل تثير الجدل برسالة جديدة | صورة
  • تل أبيب تزعم أن إحدى الجثث التي تسلمتها بغزة ليست لأسير إسرائيلي
  • الدفاع المدني بغزة يواصل جهوده لانتشال ضحايا الحرب بمعدات بسيطة (فيديو)
  • خرق جديد للاتفاق .. استشهاد شاب برصاص جيش الاحتلال في حي الشجاعية
  • الصليب الأحمر يتسلم جثامين 4 صهاينة في غزة (تقرير مفصل)
  • القاهرة الإخبارية ترصد الاستعدادات لتسليم جثامين 4 محتجزين إسرائيليين بغزة
  • وزير بريطاني سابق: الحلول المستقبلية بغزة يجب أن ترتكز على خطط لإعادة الإعمار
  • وزير شؤون الشرق الأوسط السابق ببريطانيا: التهجير مستحيل وغير مقبول
  • تحقيق يكشف دور مايكروسوفت وأوبن إيه آي في الإبادة الجماعية بغزة